تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 39 من 39

الموضوع: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    هذا على خلاف الشرط للفائدة , شرح الأصول الثلاثة

    قال(ومن حكم بغير ما أنزل الله)
    الحاكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل:

    · إذا حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن حكمه جائز, وأن له أن يحكم, وحكمه قرين لحكم الله أو مساوٍ لحكم الله, أو أفضل من حكم الله أو نحو ذلك. فإن هذا يعد طاغوتا. · أما إن حكم بغير ما أنزل الله وهو يعلم أنه عاص في حكمه, وأن حكم الله جل وعلا أفضل, وأن حكم الله جل وعلا هو المتعين, ولكن غلبته نفسه وشهوته بأن حكم بغير ما أنزل الله ببعض المسائل، كما يحصل لبعض المفتونين من القضاة, أنهم يحكمون في مسائل بشهوتهم, كما كان يحدث في نجد من قرون قبل الدعوة, أنه كان يُرشى القاضي -يرشى بمال- فيحكم لأحد الخصمين بغير حكم الله جل وعلا, ويحكم بغير حكم الله, وهذا هو الذي جاء فيه الحديث الذي رواه أبو داوود وغيره بإسناد قوي, أنه عليه الصلاة والسلام قال«القضاة ثلاثة قاضيان في النار، وقاضٍ في الجنة، رجل قضى بغير الحق وهو يعلم الحق فذاك في النار»والعياذ بالله، هذا النوع يحكم لأجل مال, يحكم لأجل رِشوة بغير ما أنزل الله, هذه معصية من المعاصي, ولا شك أن معصية سمّاها الله جل وعلا كفرا, أعظم من معصية لم يسمها الله جل وعلا كفرا, كما يقول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى في رسالته تحكيم القوانين فإذن هذا الصنف من الناس فعلهم معصية.
    · هناك نوع آخر حدث في هذا الزمن، وهو تحكيم القوانين؛ أن يستبدل الشرع بقوانين وضعية، يستبدل الشرع استبدالا بقوانين، يأتي بها الحكام من عند غير الله ورسوله، يترك الدين، ويؤتى بتلك القوانين، فهذه كما يقول الشيخ رحمه الله تعالى محمد ابن إبراهيم في أول رسالته تحكيم القوانين يقول ما نصه: إن من الكفر الأكبر المستبين، تنزيل القانون اللعين، منزلة ما نزل به الوحي الأمين، على قلب سيد المرسلين، للحكم به بين العالمين، وللرد إليه عند تنازع المتخاصمين، معاندة ومكابرة، لقول الله جل وعلا﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[النساء:59]. ورسالته هذه بسَط فيها القول، وهي رسالة دقيقة مهمّة في هذا الباب، إذن فصار تحكيم القوانين كفرا أكبر بالله، لأنه استبدال شريعة مكان شريعة، بدل شريعة الإسلام يأتون بشريعة فرنسا، أو شريعة أوروبا، أو شريعة إنجلترا، شريعة أمريكا، هذا استبدال، فإذا كان الحكم به غالبا صار تحكيما، يعني صار الحكم في أكثر أمور الشريعة بهذه الأحكام القانونية صار استبدالا، فمتى يكون كفرا؟ إذا كان استبدالا، ومتى يكون استبدالا؟ إذا كان تحكيم القوانين غالبا، كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في فتاويه -الشيخ محمد بن إبراهيم- أيضا مقيِّدا: متى يكون الحكم بالقانون كفرا؟ قال إذا كان غالبا فاشيا. لما؟ لأنه استبدل شريعة مكان شريعة، فإذا غلب ذلك صار استبدال، وهذا قيد مهم، وهذه المسألة يكثر فيها الكلام في هذا العصر، بين كلام متعلمين وعلى سبيل تعلم، وبين كلام جهال، وقلّ من يحرر الكلام فيها على نحو ما بينه العلماء بدقة وتفصيل.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    من محاضرة
    شرح

    معاني سورة الفاتحة


    الأسئلـة
    :
    1/ سائل يقول: قلتم أنه –وبعد القول تكسر الهمزة- قلتم إنه لا يجوز تقبيل الأيدي تبركا. فما حكم تقبيل يد العالم أو الأبوين تقديرا واحتراما لمكانتهم؟
    أمّا الوالدان فتقبَّل أيديهم احتراما لا تبركا، والعالم لا تُقبَّل يده دائما، وإنما الذي ثبتت به السنة في تقبيل اليد هو التقبيل أحيانا، هذا جائز بشرط أن يؤمَن أنْ يرى المقبَّلة يده؛ أنْ يرى نفسَه أنه أهل لشيء، إذا أمن ذلك جاز تقبيله حينا وليس دائما؛ يعني ليس كلما لُقي قُبلت يده، بل يقبل مرة، وهذا جاءت به السنة كما قبّل اليهوديان رِجلا النبي صلى الله عليه وسلم، وكما قبل كعب بن مالك يد أو رِجل النبي صلى الله عليه وسلم، وكما قبل بعض الصحابة .....([1][11])، وكما فُعل بزيد ابن ثابت حينما قبل يده ابن عباس رضي الله عنه، هذا أحيانا؛ يجوز مرة، مرتين، ونحو ذلك، أما دائما فلا يجوز، وهذا قد تقرر عند أهل العلم لا مخالف لهم من بينهم إلا شذاذ أهل البدع الذين أرادوا أن يتكبروا وأن يغلوا الناس فيهم. فتقبيل اليد للوالدين جائز؛ لأنه من الاحترام ومن البر والإحسان المأمور بهما، أما تقبيل غيرهما فيجوز حينا، حينا مع أمن خطر التعظيم، ومع أمن خطر الإعجاب؛ إعجاب المقبَّلة يده بنفسه أو بدينه أو بعلمه أو نحو ذلك. 2

    / فيه بعض الناس يا شيخ.......([2][12])الانحناء صباحا مساء استدلالا بهذا الآداب. الانحناء عبادة، الركوع عبادة من العبادات، وصرفها لغير الله جل وعلا إن كان مع قصد التعظيم والمحبة والخضوع شرك، وإن كان لأجل التحية -وهذا ما لا يوجد عند المعظمين- لأجل التحية فهو من الشرك الأصغر المحرم؛ الذي لا يخرج من الملة، لكن إن كان مع الإنحاء أو السجود تعظيم ومحبة وخضوع للمسجود له كما يسجد بعض الصوفية؛ أعني بعض المريدين لشيوخهم أو نحو ذلك، فهذا شرك بالله جل وعلا، كما نصّ على ذلك أهل العلم.
    3/ بعضهم يقول أنّ من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم له مقاليد السموات والأرض، فما حكم من اعتقد هذا أو قال هذا.؟ الله سبحانه وتعالى قال في سورة الشورى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(11)لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِيَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى:11-12]، فهذه الآيات في سياق توحيد الله جل وعلا في الصفات، وفي الأفعال، وفي العلم، إذا كان كذلك،([3][13])كان قوله تعالى (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) خاصا به جل وعلا، ومن زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم له مقاليد السموات والأرض فقد رفعه عما أعطاه الله جل وعلا، وجعله في مرتبة الألوهية، وهذا شرك بالله جل وعلا، وهذا وهؤلاء الأقوام رأوا ما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم من حق، فرفعوه عنه إلى مقام الربوبية، وهذا غلو قاد إلى شرك، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما أحب أن ترفعوني عن منزلتي التي أنزلني الله إياها»، فقال في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في صحيحه «لا تُطْروني كما أطرَتِ النصارَى عيسى بنَ مريمَ, فإِنما أنا عبد, فقولوا: عبد اللهِ ورسوله«
    4/ ما هي الكتب المبسطة في العقيدة تنصحونا بقراءتها، وما هي الكتب التي تحذرون منها؟ الكتب في العقيدة كثيرة، ولكن أضرب لك مثلا لكل فن منها: أما في توحيد العبادة؛ يعني توحيد الألوهية: فأنصحك بقراءة رسالة العبودية لشيخ الإسلام، وبقراءة رسالة كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، هذان الكتابان متكاملان؛ يكمل أحدهما الآخر. وأما في توحيد الأسماء والصفات: فتقرأ العقيدة الواسطية؛ فإنها عقيدة على اختصارها ووجازتها مباركة، وفيها علوم كثيرة تحت ألفاظها، وقد شرحها جمع من أهل العلم، فهذه الكتب نافعة للمبتدئ الذي يريد أن يسلك هذا السبيل. أما الكتب التي يحذر منها فهي كل كتاب ليس على طريقة السلف؛ ليس على طريقة أهل السنة والجماعة، وهي كتب كثيرة لا حصر لها، والمؤمن إذا وجد كتابا لا يعلم عقيدة صاحبه ولا يعلم صحة ما فيه، أو لا يأمن قراءته فيسأل عنه أهل العلم، فهم يجيبوه، وإلا فهي كثر ولا يمكن تحديدها.
    5/ يسأل عن توضيح مسألة الحَلِف أو القسم. الحلف لا يكون إلا بالله جل وعلا أو بأسمائه أو بصفاته بأحد أحرف الحلف اليمين الثلاثة الباء أو التاء أو الواو، هذه هي اليمين البارّة التي تنعقد وتجب في الحنث بها الكفارة، أما الحلف بغير الله وبغير أسمائه وصفاته فمحرّم وشرك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» والشرك هنا شركا أصغرا غير مخرج من الملة، وإنما هو قائد لتعظيم المحلوف به ومحبته واعتقاد أن له من خصائص الألوهية شيء، وهذا من الشرك الأصغر. والشرك الأصغر: ضابطه كل ما يتوسل به، ويتوصل به ويتطرق به إلى الشرك الأكبر، كل وسيلة إلى الشرك الأكبر تسمى شركا أصغر. وهذا ضابط جيد يمكن معه الراحة في كثير من المسائل التي يَلتبس فيها الشرك الأصغر بالشرك الأكبر.
    6/ لكن بعض الناس المحلوف به يعظم كتعظيم الله. الحلف إذا كان مع التعظيم، فهذا اقترن به التعظيم، فيكون صرفا لعبادة أخرى معه، فمسألة الحلف قد توصل إلى الشرك الأكبر؛ الحلف بغير الله، ولكن هي بإطلاقها يقال: الحلف بغير الله شرك أصغر. لكن قد يقترن مع أي شيء من الشرك الأصغر ما يجعله من الشرك الأكبر، ولذلك قلنا كل وسيلة إلى الشرك الأكبر تسمى شركا أصغرا، فالحلف بغير الله وسيلة إلى أن يعظَّم المحلوف، ويظن أن له من خصائص الألوهية شيء، ولذلك قلنا إنّه شرك أصغر، فإذا بُلغت الغاية وهي أن يظن أن المحلوف به له من خصائص الألوهية شيء؛ كأنْ يكون له مقاليد السموات والأرض، أو عنده مفاتيح الغيب، أو هو يملك تصرفا في جزء من العالم ونحو ذلك، فلذلك يقسم به، وهذا شرك مخرج من الملة؛ ردة والعياذ بالله.
    7/ يقول هنا: هناك أناس يضعون أسماءهم المشتملة على اسم من أسماء الله في الدبلة أي”الخاتم“، ويدخلون بها بيت الخلاء، فهل يجوز ذلك؟ بما فيها من مشقة من إخراج الخاتم كلما دخل بيت الخلاء أو أن يكون الخاتم أو الدبلة ضيقة إلى آخره. الخاتم وما شاكله إذا كان مكتوبا فيه اسما من أسماء الله فإنه يكره أن يدخل به بيت الخلاء، هكذا يقول أهل العلم، وإذا دخل به بيت الخلاء فليجعل الاسم في باطن كفه، يجعل الاسم؛ اسم من أسماء الله في باطن كفه، وكذلك الأوراق ونحوها التي فيها اسم من أسماء الله أو نحو ذلك، فإنه يكره الدخول بها إلى أماكن الخلاء، فإن أُستطع أن تُجعل في الخارج مع الأمن فهذا لاشك أنه أفضل وأكمل تنزيها لاسم الله جل وعلا أن يكون في الأماكن القذرة، وإن لم يُستطع فإن الإثم مرفوع إن شاء الله.
    8/ ولو كانت الدبلة من ذهب يجوز للرجل أن يلبسها؟
    هذه مسألة أخرى بارك الله فيكم.
    9/ هذا السؤال وإن كان الأوْلى به الفقهاء؛ العلماء، لكن لعل للسائل حاجة للجواب عليه، يقول: هل يجوز شرعا أن يبيع الرجل من دمه، من غير أن يضرّه ذلك نظرا لحاجته للمال، وهل يقاس ذلك على تأجير الإنسان نفسه إلى آخره؟ الدم ، الدم نجس، والنجاسات يحرم بيعها ولكن لأجل الضرورة قلنا بجواز التبرع بالدم، ونحو ذلك، لإنقاذ المصابين، أما بيعه فلا أعلم له وجها من الدليل الشرعي.
    10/ الأسئلة كثيرة لكن مررت عليها لأجل الوقت، هذا السؤال يقول: ما حكم الاتجار بالعملات النقدية عن طريق البنوك؟
    العملات النقدية، كل عملة منها نقد مستقل بذاته، فلذلك عند صرفها والتبايع بها يشترط فيها التقابض، يشترط فيها شرط واحد وهو التقابض لاختلافها. ولا يقال إن أصولها واحدة وهي مغطاة بالفضة مثلا أو بالذهب مثلا؛ ذلك لأن التغطية -تغطية النقد- اختلفت الحال فيها بين اليوم وعشرين أو ثلاثين سنة مضت، فالآن يُغطى النقد بأشياء أخرى ليس لها علاقة بالذهب، قد يكون الذهب أحدها، ولذا فإنّ الصواب من أقوال أهل العلم في هذه المسألة: أنّ العملات كل عملة مستقلة بذاتها، وتعتبر نقد بذاته، ولذلك يشترط فيها التقابض«إذَا اخْتَلَفَتْ الأَصْنَافُ, فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ, إذَا كَانَ يَداً بِيَدٍ» حديث متفق عليه، «إذَا اخْتَلَفَتْ الأَصْنَافُ, فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ, إذَا كَانَ يَداً بِيَدٍ» والذي يجري في بعض البنوك، بعض الناس يستسهل المسألة ويبيع ويشتري دون قبض، بل بالتحاويل ونحو ذلك، وهذا الأولى اجتنابه وتركه، لأجل أن فيه نوعا من الربا؛ لأنّ بعض أهل العلم يقول إنّ التبادل بالعملات؛ بالحوالات ونحو ذلك لدى البنوك هي إحالة على مليك، وهذه الإحالة صحيحة، وكأنها عندك؛ يعني كأنك قبضت، فيقيم هذه الحوالات مقام القبض، وهذا فيه توسع قد يكون مع الضرورة، لكن الأولى أن لا تتبع هذه، وأن يتجر المسلم في العملات، فليشتري وليبع بعد القبض ورؤية المال، فإن هذا أنقى لنفسه وأنقى لدينه وأبين للحلال والحرام. وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أعدّ هذه المادّة: سالم الجزائري عبدالمالك فؤاد



  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    ضوابط معرفة السيرة

    إجابة بعض سؤالات المحاضرة

    س1/ هناك من العلماء من يذكر بعض سير الصالحين في زهدهم وصلاحهم وصلاتهم الخ ما يكون أحيانًا معارضًا لفعله صلّى الله عليه وسلّم فما موقفنا من مثل هذا وجزاكم الله خيرًا؟

    الجواب: الحمد لله، أفعال العلماء ليست بحجة على الشريعة ،وإنَّما الحجة فيما دلَّ عليه الكتاب والسنة وفعل الصحابة رضوان الله عليهم إذا اجتمعوا على ذلك ،
    وما ينقل في السير من أخبار بعض العلماء على أقسام:
    منه ما يمكن تأوله من مثل أنّ بعضهم كان يقوم اللّيل كله وهذا مخالف للسنة ،وأنّ بعضهم كان يختم القرآن في كلّ يوم مرة كما نقل عن الشافعي أنه ختم القرآن في شهر رمضان ستين مرة ، وكما نقل عن عثمان رضي الله عنه بل صح عنه أنه ختم القرآن في ركعة من ليالي الشتاء طويلة أوتر بها وقرأ فيها القرآن كلّه وجاء أيضا أنّ تلك الركعة كانت في جوف الكعبة ،وأشباه ذلك وهذه تأولها أهل العلم وذكروها وأهل العلم قد يفعلون بعض الأشياء لا على وجه المداومة وإنّما أحيانًا ولهذا ذكروا في مسألة ختم القرآن على حديث النبي عليه الصلاة والسلام:
    ((لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) أنّ هذا فيمن كان الغالب عليه أنّه يقرأ ذلك أما إذا استغل موسمًا فاضلاً بزمان فاضل كرمضان أو مكانا فاضل فأراد أنْ يزداد من الختمات لأجل ذلك فإنّ السلف فعلوا ذلك وهذا جائز ،وحملوا الحديث على من كان ذلك هو الغالب عليه
    وكذلك في مسألة الصلاة وقيام اللّيل كله إذا كان هذا هو الغالب عليه فإنه مخالف للسنة أما إذا حصل له عارض وقوة قلب وتضرع وأشباه ذلك وفعل مثل هذه الأشياء مرة واحدة فإنه يكون متأولاً في ذلك والسنة قاضية على فعله، بعض الحكايات عن أهل العلم أو عن الصالحين تكون باطلة
    في نفسها فيكون النقل غير صحيح
    مثل ما نقلوا عن أحمد حكايات في الزهد موضوعة
    ومثل ما نقلوا عن الشافعي حكايات في الزهد موضوعة كما نبه عليها العلماء،
    وهناك بعض ما ينقل عن الصالحين باطل شرعًا ولا يجوز الأخذ به ولا وعظ الناس به؛ لأنه يعطي صورة سيئة وقدوة سيئة
    مثل أنّ فلانًا قام يومه وليله على أكل فجلة، قال: فما وجد إلاّ فجلة، نَصَفَها بين يومين من شدة اعتنائه بالعلم
    وجلس خمسة أيام لا يأكل بعد شرائه سمكة لم يحسن أنْ يطبخها أو أن يطهوها لاشتغاله بالعلم

    أو أنّ فلانا أراد أنْ يخلص نفسه من الرّذائل فمشى بصدره وبطنه حبوًا بل زحفًا على شوك ليُعَلِّم نفسه شدة عذاب النار
    وأشباه ذلك من الحكايات هذه باطلة لا يجوز أنْ تقال للناس لأنها تعطي صورة سيئة وقدوة سيئة بل الناس بحاجة إلى سنة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بحاجة إلى سيرة الصحابة وقد قال عليه الصلاة والسلام:
    ((أما إنّي أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم اللّيل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)) فالكمال في هديه عليه الصلاة والسلام

    والمبالغة في الرقائق بما لا يصح شرعا يعطي نتائج سيئة من جهة عدم حسن ظن الناس بالأولين أو بتكذيبهم أو بما أشبه ذلك.


    س2/ يقول قصة ((الغرانيق)) التي وردت في ((مختصر السيرة)) ما صحتها؟
    الجواب: قصة الغرانيق رُويت من أوجه مرسلة قال الحافظ ابن حجر: ((يقوي بعضها بعضا)) والمرسل يعتضد بالمرسل سيما في مثل ذلك وقصة الغرانيق لا تناقض أو تضاد أصلا شرعيا ولا نصا من كتاب الله جلّ وعلا ولا من سنته عليه الصلاة والسلام، فهي من القسم الثالث ولهذا أوردها العلماء بل إنّ قصة الغرانيق يمكن أنْ تكون في معنى قول الله جلّ وعلا: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته} الآية في سورة الحج فبيّن جلّ وعلا أنه ما أرسل من نبي ولا رسول إلاّ إذا تمنى يعني إذا قرأ وتلا كتابه ألقى الشيطان في أمنيته يعني تكلم الشيطان بجنس صوته ليعتقد زيادة في كلامه من جهة الشيطان وهذا ما جاء في قصة الغرانيق المعروفة وفي قوله جلّ وعلا في سورة النجم لما تلا النبي صلّى الله عليه وسلّم: {أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} جاء في القصة أنه قال: ((وإنّهنّ الغرانيق العلا وإنّ شفاعتهنّ لترتجى)) وأشباه ذلك أو كما جاء، فجاءت زيادة فيها تصحيح عبادة غير الله جلّ وعلا فلما سمع المشركون ذلك سجدوا فأنزل الله جلّ وعلا قوله سبحانه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته...}، فإذًا هذه القصة تداولها المحققون من أهل العلم فذكرها الحافظ ابن حجر، وذكر لها أوجهًا مرسلة في شرح البخاري وذكرها إمام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ((مختصر السيرة)) وذكرها العلماء ولم ينكروها
    وإنما أنكرها بعض أهل العلم وإنكاره له وجهه ولكن ليس بقاضٍ على ما رآه غيره من أهل العلم إذْ ليس في القصة ما ينكر من جهة التوحيد ولهذا أوردها أئمة التوحيد وتركها أولى خاصة عند من لا يفقه وإذا أوردت فلها وجهها.


    س3/ يقول السائل: أفضل طريقة للتدرج في قراءة كتب السيرة فبماذا يبدأ طالب العلم من هذه الكتب بالترتيب؟ وما هو أفضل كتاب فيها؟
    الجواب: الأفضل أنْ يبتدئ ((بمختصر السيرة)) للشيخ محمد بن عبد الوهاب،
    ((
    مختصر سيرة ابن هشام))
    ثم بعده
    ((السيرة النبوية)) لابن كثير وفيها طول،
    ثم إذا نظر في ذلك وتبيّن له الصواب نظر في
    ((سيرة ابن هشام)) وما اختصر منها
    وهناك كتب طويلة في السيرة مثل
    ((السيرة الشامية))
    و
    ((السيرة الحلبية)) في عدة مجلدات،
    كالشروح لكتب السير.

    س4/ هذه بعض الكتب يسأل بعض الإخوان عنها يقول: ما رأيكم في هذه الكتب في السيرة النبوية، ((الرحيق المختوم))، ((هذا الحبيب يا محب))،((رجال حول الرسول صلّى الله عليه وسلّم)).
    الجواب: هذه الكتب نافعة: ((الرحيق المختوم))جيّد
    وكذلك كتاب أبي بكر الجزائري
    ((هذا الحبيب يا محب)) أيضا جيّد
    لكن درج عليهم ما درج على أصحاب السير في بعض المسائل فيستفاد منها كما يستفاد من غيرها، وهي أميز من غيرها وأكثر فائدة مما ألف في السنين المتأخرة.


  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    محاضرة فضل التوحيد وتكفيره للذنوب
    1/ صاحب الفضيلة أسئلة تواردت عن التوجيه لقضاء الإجازة الصيفية سيما مع اقترابها ومع كثرة الذين حزموا حقائبهم استعدادا للسفر وللضرب في الأرض، ولعل معاليكم أنْ يوجه توجيها لهؤلاء ولشباب المسلمين جميعا، جزاكم الله خيرا.

    أولا كلُّ شيء تجده في الكتاب والسنة؛ أخبارا وحكما وبيانا لأثره وآثاره. والسفر من ذلك في عدة آيات، ومنها قوله جل وعلا لما ذكر قصة سبأ ممتنا عليهم في بلادهم بقوله ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ[سبإ:18] هذا الأمر (سِيرُوا) للامتنان ”أمر امتنان“ وهو أحد معاني الأمر السبعة والعشرين كما هو معروف عند الأصوليين، (سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ) يعني امتن الله عليهم بأن يسيروا مسافرين آمنين ليالي وأياما، ثم عابهم بقوله ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ[سبإ:19]، عاب الله عليهم أنهم لما سافروا ظلموا أنفسهم في أسفارهم. فالسفر مباح وإذا خالطته أو صار القصد منه معصية، القصد من السفر أنشئ لمحرم صار سفرا محرما، وإذا كان أصله سفر طاعة فخالطته معصية أو ذنوب فإن هذا من جنس الذنوب التي يغشاها الإنسان. إذن السفر المباح كما هو معلوم وقد يكون الإنسان يختار ذلك لأنسه أو لأنس أولاده أو نحو ذلك مما أباحه الله جل وعلا، لكن الإجازة فرصة عظيمة وهذا الفراغ بأن يكسب الإنسان فيها، هي طويلة قد لا يسافر فيها كلها، حتى لو سافر يكسب فيها ما يؤنسه وما يستفيده في دينه، أما أن تكون لهوا ولعبا بدون أن يعود له منها فائدة هذه ليست من سيمات عباد الله جل وعلا الصالحين، قال جل وعلا لنبيه ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ(7)وَإِل ى رَبِّكَ فَارْغَبْ[الشرح:7-8]، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِن النّاسِ الصّحّةُ وَالْفَرَاغُ» (مَغْبُونٌ فِيهِمَا) يعني أنّ الناس يتمنون أن عندهم فراغ مثل ما عند هذا الذي عنده فراغ فإذا كان الأمر كذلك، فالمطلوب من الجميع أن يتقوا الله جل وعلا في أي أمر يكونون فيه إذا كانوا في حضر أو في سفر أو إذا عزموا أن يقتفوا نيتهم صالحة «إنما الأعمال بالنيات» وأن يكون قصدهم حسنا، وأن لا يعزموا على شيء فيه مضرة لأنفسهم لدينهم أو في دنياهم. الأمر الثاني ألاّ يتركوا أنفسهم من نفعها، الفراغ فرصة تنفع نفسك وأولادك بالعلم النافع، التعويد على العبادة بإلحاقهم بدورات علمية، أو بإحسان القرآن، أو إحسان القراءة عَشَان قراءة القرآن، أو بإحسان القراءة العامة أو بتحبيبهم للمطالعة للكتب، أو الصلة بأهل العلم، أو بالصالحين حتى يكون هناك تربية صالحة هذا من أعظم ما يصلح. أما الأمر الثالث فإن كل إنسان قدوة في بيته، وقدوة لمن تحت رعيته، فلذلك ينبغي له أن يقبل على الخير، وأن يدعو من تحت يده للإقبال على الخير سواء في العلم أو في العمل. وفق الله الجميع لما فيه رضاه .

    2/ أحسن الله إليكم معالي الشيخ كثرت الدعاوى في هذه الأيام إلى ما يسمى وحدة الأديان، وأن تجتمع المئذنة بجانب الكنيسة، أو ما يسمى التسامح الديني، فما تعليكم أحسن الله إليكم؟
    أولا الأديان كثيرة ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ[الكافرون:6]، لكن الدين الذي أنزله الله من السماء واحد لا يتعدد ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[آل عمران:19]، ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131 )وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[البقرة:131-132] الإسلام العام هو الذي جاء من عند الله، الشرائع مختلفة، لهذا يثقل شرعا قول من يقول الديانات السماوية، فليس ثَم ديانات سماوية إنما الدين الذي من السماء واحد، والشرائع هي التي تختلف قال جل وعلا ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[المائدة:48] وقال نبينا صلى الله عليه وسلم فيما رواه معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال «الأنبياء إخوة لعلات الدين واحد والشرائع شتى». فإذن من هذا نخلص إلى بطلان قول من قال الديانات السماوية، ويوجد ديانات لكن لا يصح أن يقال أنها سماوية؛ لأن من السماء لم يأتِ إلا دين واحد وهو دين الإسلام فالنصرانية واليهودية من السماء شرائع، لكن الدين هو الإسلام، يجوز أن تقول دين النصرانية ودين اليهودية على اعتبار أن المقصود بالدين هنا الشريعة، كما قال جل وعلا ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ[يوسف:76] يعني في شريعة الملك، لكن إذا أضيف إلى السماء فهذا لا يصح ولا يصلح، هذه المسألة الأولى. أما المسألة الثانية فقول القائل هنا في السؤال (كثر) هذا ليس بصحيح لم يكثر؛ تكثر هذه الدعوى وإنما وجدت هذه الدعوى من جهة أو من جهتين في العالم، ولكن الإعلام هو الذي أكثر ترديدها وذِكرها، وهذا الذي يسمى التسامح الديني، التسامح كلمة مجملة، قد تحتمل صوابا، وقد تحتمل خطأ: أما صوابها فأن يكون هذا التسامح على وفق شرع الله جل وعلا بأنه لا يجبر أحد على دين؛ لا يكره أحد على دين، كما قال جل وعلا ﴿لاإِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدتَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ[البقرة:256]، وكما قال جل وعلا ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ[الكافرون:6]، ووجود الكنيسة بجانب المسجد هذا وُجد في زمن الصحابة رضوان الله عليهم في البلاد التي فيها أهل الذمة، وكانوا يتعبدون في كنائسهم، ولكن لا يعلنونها في شارع المسلمين -كما هو معروف من الشروط العمرية- ويسمح لهم بذلك في البلاد التي كان فيها أهل الذمة، التسامح في هذا المعنى تسامح جاء به الشرع وهو صحيح، أما في جزيرة العرب فقد روى الإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في المسند وغيرهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال «لاَ يَجْتَمِعُ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ دِينَانِ» يعني لا يجتمع في هذه الجزيرة دينان ظاهران، لا يظهر فيها إلا دين الإسلام، أما وجود غير المسلمين فلهم أن يتعبدوا في بيوتهم، وأن يمارسوا شعائرهم في أماكنهم دون أن يُظهروا ذلك، هذا المعنى من التسامح صحيح شرعا، وهو وفق الأحكام الشرعية. أما الثاني التسامح وهو المعنى المرقوب والباطل، وهو أنْ يكون التسامح تسامحا مخالفا لأمر الله جل وعلا وأمر رسوله وما جاء في نصوص الكتاب والسنة، أن يكون التسامح بأن يوالي المسلم غير المسلم، وأن يودّ المسلم الكافر أو المسلم أو أن لا يتبرأ منه؛ يعني بأن لا في نفسه بغض للشرك والكفر، والآن هذه الدعوى الموجودة التي ذكرت يراد منها أن لا يكون في القلب كراهة لأي ملة من الملل؛ بل يكون من الناس فيما يتدينون به ما يشاءون، وهذا باطل، هذا أمر منوط بأحكام الشرع. لهذا نقول كلمة التسامح هذه يمكن أن تفسر بتفسير صحيح على وفق الشرع، ويمكن أن تحمل معنى باطلا في نفسها وفي آثارها. لم يُعطِ أحدا الحق الديني في ديانة تخالف مثل ما أعطى الله جل وعلا ومثل ما أعطى رسوله صلى الله عليه وسلم في دين الإسلام من إكرام أهل الذمة يعني بعدم إهانتهم ومن أن لهم التعبد بعبادات أنهم لا ينصرون على دين الإسلام وأنه من أراد أن يتعبد بعبادة فلا يكره على دين الإسلام ولا يجبر على أن يسلم، بل يحث وينادى بذلك، وهذا الإكرام والإحسان من أسباب جعل الكثير من غير المسلمين يسلمون؛ بل قال الله جل وعلا ﴿لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[الممتحنة:8]، الجار إذا لم يكن مسلما له حق المجورة يُهدى له ويعطى إلى آخره، فإذن الذي كفر حق المخالفين في الدين هو الله جل وعلا في هذا الدين دين الإسلام، وأما ما يدعون في المواثيق الدولية، وفي حقوق الإنسان، وفي بعض الوثائق التي يدعى إليها والقوانين من أن يكون التسامح على وفق فهمهم، فهو في الحقيقة ليس إعطاء كل ذي حق حقه، ولم يطبقوه أصلا في بلادهم، تجد أن جرس الكنيسة يُقرع والآذان يُمنع يقول الآذان يُزعج لكن جرس الكنيسة لا يزعج الناس، والأمثلة لهذا كثيرة لكن لا نحب أن نطيل بذكرها. المقصود التنبيه على ما سأل عنه السائل. ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
    أعدّ هذه المادة: سالم الجزائري


    ([1][1]) اللفظ الذي ذكره الشيخ في المسند أما لفظ مسلم:عَنِ ابْنِ شُمَاسَةَ الْمَهْرِيّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ـ وهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ ـ. فَبَكَىَ طَوِيلاً وَحَوّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ. فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ! أَمَا بَشّرَكَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا؟ أَمَا بَشّرَكَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا؟ قَالَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: إِنّ أَفْضَلَ مَا نُعِدّهُ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَأَنّ مُحَمّدا رَسُولُ اللّهِ. إِنّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاَثٍ. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدّ بُغْضا لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنّي. وَلاَ أَحَبّ إِلَيّ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ. فَلَوْ مُتّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النّارِ. فَلَمّا جَعَلَ الله الإِسْلاَمَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ. قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي. قَالَ: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟» قَالَ قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ. قَالَ: «تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟» قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنّ الْحَجّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ»؟ الحديث. ([1][2]) في مسند الإمام أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم«وإنّ النصر مع الصبر, وإنّ الفرج مع الكرب». ([1][3]) انتهى الوجه الأول من الشريط.



  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    لا إله إلا الله

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    من محاضرة قواعد القواعد.

    [أسئلة والجواب عنها] هذه بعض الأسئلة: س1/ هل خلاصة القول أن تُقدَّم دراسة القواعد والأصول الفقهية على دراسة الفقه كما هو الحاصل في غالب من يطلب العلم؟


    ج/ الجواب: أن دراسة الفقه والتوحيد بهما ينجو المرء، أما دراسة القواعد فإنما يحتاج إليها المجتهد، والقواعد كما ذكرنا منها قواعد عامة وقواعد خاصة في الفقهيات، وهذه صَنعة المجتهدين أو صنعة طلبة العلم المتقدمين، وهناك قواعد عامة تضبط السلوك، تضبط التعاملات، تضبط التعامل مع أهل العلم، تضبط القراءة إلى آخر ذلك. فهذا هو الذي يَحسن بطالب العلم أن يتتبّعها لأنها تضبط عقله وتصرفاته من أول طريقه في طلب العلم، أما العلم النافع كما قال ابن القيم:
    والعلم أقسام ثلاث مالــها
    من رابع والحق ذو تبيــانِ
    علم بأوصاف الإلـه ونعتـه
    وكذلك الأسماء للديـــانِ
    والأمر والنهي الذي هو دينـه
    وجزاؤه يوم المعاد الثانــي
    فالعلم النافع التوحيد والفقه؛ يعني الحلال والحرام وعلم الجزاء وما يحصل يوم القيامة، هذه هي العلوم النافعة. فتركيز طلاب العلم عن الفقه والتوحيد هذا لا شك أنه هو الذي به تصح قلوبهم وتصح عباداتهم. س 2/ يقول أنا شاب وعندي همة ورغبة في طلب العلم، ولكن لا أعلم ما هي الطريقة الصحيحة التي يسير عليها الإنسان إذا أراد طلب العلم، أرجو منك توضيح ذلك لي ولغيري إلى آخره؟ ج/ طلب العلم من الأمور المهمة؛ لأنه يحصل المرء على فضيلة العلماء وإن العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، وهذه الفضيلة لأجل العلم ولطلبة العلم، «وَإِنّ المَلاَئِكَةَ لتَضَعُ أَجْنَحِتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضًى بِمَا يَصْنَعُ»، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. طريقة طلب العلم تحتاج إلى تطويل وإلى كلام مفصل؛ لكن ثَم كلمة سبق أن ألقيتها بعنوان المنهجية في طلب العلم، وهي موجودة مسجلة، وحبذا إن شاء السائل أن يراجعها أو يراجع غيرها من الكلمات التي فيها بيان الطريقة المرحلية لطلب العلم وتأصيل الطالب. س3/ من خلال الحديث في الدرس السابق عن معاملة الوالدين، فهناك مشكلة تواجهني وهو عندما تحصل مناسبة زواج لأحد الأقارب يكون في هذه المناسبة بعض المنكرات الظاهرة كالغناء والرقص ولبس القصير وغيرها من الأمور الأخرى، فاضطررت من منع زوجتي من الحضور إلا أن والدتي أقامت الدنيا ولم تقعدها؛ لماذا تمنع زوجتك من ذلك؟ فأوضحت لها، ولكنها لم تقتنع من ذلك، وعللتْ بأنّ الناس جميعهم يفعلون ذلك، سؤالي: هل عملي هذا صواب أولا، وكيف أعمل مع والدتي وما الأساليب المناسبة في ذلك؟ ج/ إذا كان حضور مثل هذه الدعوات؛ الدعوات الواجبة التي هي وليمة العرس، إذا كان حضورها فيه منكرات إذا كان حضورها فيه فعل العبد بعض المنكرات كسماعه للغناء أو رؤيته لبعض المنكرات ولا يستطيع إنكارها، فيجمع بين الأمرين بأن يحضر ثم ينصرف، وهذا الذي كان يعمله الإمام أحمد ويعمله غيره من السلف؛ في أنهم إذا دعوا إلى دعوى واجبة حضروا وإذا رأوا منكرا أنكروا وانصرفوا، فهذا يكون فيه إجابة الدعوة الواجبة ويكون فيه أيضا إنكارا للمنكر ثم انصراف ويكون معذورا. وحق الوالدة لاشك أنه عظيم وتجب طاعة الوالدين في غير معصية الله تعالى، الذي ينبغي على هذا السائل أن يقنع والدته وأن يجعل زوجته ووالدته في أحسن تعامل، وأن يحيل بأمر المنع إليه لا إلى زوجته لأجل أن يحصل الائتلاف؛ لأنه غالبا الوالدة لا تغضب على ولدها أولا تقاطع ولدها، وأما زوجة الولد فإنه كثيرا ما تحصل بينها وبين أم الزوج كثيرا من الخلافات فيرجع المنع إليه ويقول ستذهب إذا رأت منكرا فإنها تتصل بي وآتي لآخذها من هذا المكان، يكون فيه جمع ما أمر به شرعا وترك ما حظر شرعا. س4/ يقول: ذكرتَ أن الذي يحكم في النوازل لابد أن يكون مُلمًا بالفعل بأكمله من أوله إلى آخر بسبب ارتباط بعضه ببعض مع أننا نجد بعض الأبواب لا ارتباط لها البتة بأبواب أخرى، وقد ذكرت بعض المحققين من الأصوليين أن الاجتهاد يتجزأ، فيكون مجتهدًا في باب دون باب آخر وهكذا، وقد ورد عن بعض الأئمة الذي لا يشك أحد في إمامتهم واجتهادهم أنهم سئلوا عن بعض المسائل فقالوا لا ندري، كما ورد عن مالك وغيره، فكيف نوفق بين هذا وبين ما ذكرت؟ ج/ هذا السؤال كنت مستحضرًا له حين كلامي عن المسألة، ولهذا قيدت ارتباط الفقه بعضه ببعض بالإفتاء في النوازل، أما في غير النوازل؛ يعني فيما يعرض كثيرًا ويتردد فيكون من أحوال الناس المعتادة فهذا كما قيل الاجتهاد يتجزأ؛ يعني من ضبط أبواب الطهارة فإنه يجيب عن مسائل الطهارة، أو من ضبط أحكام النكاح والطلاق والعدد والنفقات إلى آخره يتكلم في الأحوال الشخصية وأحوال البيوت، ومن ضبط مسائل البيوع يتكلم في البيوع؛ لكن إذا كانت المسألة نازلة بالأُمّة كالنوازل التي يحصل معها تغير من الأحوال وتقلب في الآراء يتوقع معها تفرق الناس فإنّ الذي يحكم في هذه النوازل خاصة إذا كان فيها حكم على فئة أو حكم على طائفة أو فيها إقرار شيء أو منع شيء أو نحو ذلك -النوازل العظيمة- هذه متعلقة بأهل العلم الراسخين فيه المجتهدين الذين استحضروا الفقه وربطوا بعضه ببعض واستحضروا القواعد والأصول العقدية وما قاله الأئمة. فكلامي ليس معارضًا لما هو متقرر عند الأصوليين وهو صواب، وهو أن الاجتهاد يتجزأ وأن المرء يمكن أن يجتهد في مسألة لاسيما في باب من الأبواب ولا يجتهد في الباب الآخر لضبطه هذا الباب؛ لكن المسائل النازلة التي تتعلق بالأمة، فكما قال عمر رضي الله عنه: كانت تنزل به النازل فيجمع لها أهل بدر. س5/ كيف يجمع المرء بين طلب العلم والأهل من ناحية الوقت، وأيهما أولى في ذلك؟ ج/ لا شك أن الواجب مقدم على النفل, بعض العلم واجب فرض عين ما تصحح به عقيدتك وهو أجوبة الأسئلة الثلاثة –ثلاثة الأصول- من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ تعلم ذلك بأدلته هذا فرض عين على كل مسلم, لابد أن يتعلمه ولو فرط في بعض حقوق الأهل. كذلك عي الفقه ما تصح به عباداتك, ما تصح به صلاتك, إذا كان صاحب مال كيف يزكي والنصاب إلى غير ذلك، هذا واجب تعلمه. فإذا كان العلم واجبا فهو مقدم على النفل, أما إذا كان العلم نفلا وكان هناك واجبات معارضة للنفل فإنه يقدِّم الواجب مثل حق والديه ومثل حق أهله وزوجته وأولاده، فإنه لا يفرط في هذا الحق الواجب لأجل تحصيل نفل من النوافل. الناس مختلفون منهم المشغول، ومنهم من يعتمد عليه أهله، ومنهم من يكون الاعتماد عليه متوسطا؛ يختلفون، والواجب أن يقدم المرء الواجبات، والنوافل هي تلوى الواجبات، وما تقرب إلى الله جل وعلا بشيء هو أحب إليه ما افترضه الله سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث الصحيح «ما تقرّب إليّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افتَرَضْته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبه» يعني بعد الواجبات، فلابد -من المهمات- أن تقدم الواجبات على النوافل، وقد قال النبي r «إِنّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّا، إِنّ لِنَفسِكَ عَلَيْكَ حَقّا, وَلِرَبّكَ عَلَيْكَ حَقّاً َأَعْطِ كُلّ ذِي حَقٍ حَقّهُ»، فالواجبات كثيرة تؤدي الواجبات، والنوافل تقدم عليه الواجبات، ولا يُفقه تطبيق ذلك إلا بالمِران وتقديم واجبات الشرع على ملذات النفس. أبعد من ذلك بعض الناس يذهب إلى نوافل ليس إلى واجبات؛ بل إلى مباحات ويفرط في واجبات، يذهب في سهر متنوع ويترك أهله، يترك واجبات مطلوب منه أن يفعل كذا، والده كبير في السن يتكلف لو فعل الفعل وذاك يذهب للقيل والقال أو فيما يؤنس نفسه، ليس في فعله لا آتٍ بفرض ولا نفل ومع ذلك يفرط بواجبات. لاشك أن كثير من مشاكل الناس ومخالفاتهم للشرع كثير من المشاكل والشكوى التي تحصل من الأهالي على الأبناء، من الآباء على الأبناء، ومن الزوجة على الزوج، ومن الزوج على زوجته هو من الإخلال بأداء الواجبات وتقديم الواجب على المستحب فضلا على المباح. س6/ الأخير قال: كيف يجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم «يَئِسَ الشّيْطانُ أنْ يَعْبُدَهُ المسلمونَ, وَلَكِنْ في التّحْرِيش بَيْنَهُمْ» مع أنه قد حصل الشرك في هذه الجزيرة والشرك اتباع للشيطان، أفتونا جزاكم الله خيرا.؟ ج/ الجواب أن هذا الحديث رواه مسلم في الصحيح «إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» خلاصة جواب أهل العلم أنه أيس لم يؤيَّس, أيس هو لما رأى انتشار الإسلام وقوة الإسلام وأهل الإسلام, أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب, لكن لم يُؤيسه الله جل وعلا من ذلك، فيأسه من عبادة المصلين له في جزيرة العرب لما شاهده من قوة الإسلام وقبول الناس للحق، والله جل وعلا لم يؤيسه، ولهذا لما وجد له كرة أخرى نشط وعاد للدعوة إلى الشرك وتحبيب عبادة غير الله للناس، فحصل رجوع الناس لعبادة غير الله، والشيطان فرح بذلك لأنه أيس أول مرة ولكنه لم ييأس بعد ذلك، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «إِنّ الشّيْطَانَ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ – في لفظ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ», قال بعض أهل العلم في قوله (الْمُصَلّونَ) تنبيه إلى أنه الذي لا يضره الشيطان الذي يوصف بأنه من المصلين الذين قال جل وعلا فيهم ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ[المعارج:22-23]. ولتمام البحث في ذلك موضع آخر إن شاء الله تعالى. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
    فرّغ هذه المادة
    وحاول تنظيمها: سالم الجزائري

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    أسئلة وجهت للشيخ من محاضرة كن داعيا
    س/ هل يجب على الشاب الملتزم أن يترك طلب العلم من أجل حفظ القرآن الكريم؟
    ج/ أولا حفظ القرآن من الأعمال الصالحة والقربات العظيمة؛ لأن قارئ القرآن له بكل حرف يقرؤه عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وكثرة القراءة تتهيأ مع الحفظ، ولذلك هو عمل صالح عظيم، وعبادة كبيرة لله جل جلاله فأحث نفسي والجميع أن نستزيد من القرآن تلاوة وحفظا وتدارسا، فهو النور الهدى وهو حجة الله على الأولين والآخرين.
    أما مسألة طلب العلم والحفظ، فحفظ القرآن مستحب وطلب العلم نوعان: منه واجب، ومنه مستحب.
    فأما العلم الواجب الذي لا يصح العمل إلا به، فإن هذا مقدّم على المستحب، فيقدم العلم الواجب على الأمور المستحبّة أو العلم الواجب تارة يكون في العقيدة تارة يكون في العبادات، تارة يكون في المعاملات بحسب حاله، عامة المسلمين لابد أن يتعلموا العلم الواجب في تصحيح قلوبهم وتوحيدهم لله جل وعلا حتى تكون شهادتهم بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله على علم، ?إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ?[الزخرف:86]، ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ?[محمد:19].
    العبادات الصلاة الزكاة لابد فيها أيضا من العلم حتى يصلي على بينة وعلى علم، حتى يزكي على بينة، يصوم على بينة وهكذا.
    كذلك إذا كان من أصحاب البيع والشراء لابد أن يتعلم بعض الأحكام الضرورية المتعلقة بذلك.
    فإذن إذا كان العلم مما لا يجوز تركه أو لا يسعه جهله لطلبه من المكلّف، فإن هذا يقدم على جميع النوافل باتفاق العلماء.
    وأما إذا كان العلم زائدا على ذلك -مستحبّا- فهل يقدم على حفظ القرآن أم لا؟
    العلماء اختلفوا في ذلك:
    فمنهم من قال يقدم حفظ القرآن.
    ومنهم من قال يقدم العلم؛ لأن تعلم العلم أثره متعد وحفظ القرآن أثره من جهة العبادة غير متعد، فنقدم العبادة المتعدية على العبادة اللازمة.
    والصحيح في ذلك هو التفصيل وهو أن الناس يختلفون:
    فمنهم من يكون عنده ملكة في الحفظ قوية وعنده رغبة جازمة في العلم فهذا يوجه لحفظ القرآن ومعه أو بعده يتعلم.
    وأما من كان لا يمكنه إلا أن يتعلم وليس عنده استعداد للحفظ ولو حفظ فإنه سيمضي سنوات طويلة يَمضي فيها فهمه وفترة شبابه ونحو ذلك وهو يحفظ.
    أنا أعرف من مكث يحفظ ولم يثبت القرآن اثنا عشرة سنة وأربعة عشرة سنة لأجل ضعف الاستعداد وعدم القدرة على الحفظ، فهذا في حقه يكون تعلّم العلم والحضور عند العلماء أولى.
    فإذن المسألة الصواب فيها التفصيل في الحال الثانية.

  8. افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    جزاك الله خيراً

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    الحمد لله وبعد قد كنت نسيت هذا الموضوع الطيب وبإذن الله سأعود إليه وأتممه.
    ولكن ما أحزنني أنني بحثت عنه لشيء أريده فوجدته على بعض الملتقايات العلمية ولكن للأسف لم يشر النقلة إلى أنه ليس مجهودهم وأنه منقول
    فشرط النقل والنسخ أن تقول هو منقول ولا يشترط ذكر صاحب الموضوع
    والسلام

  10. افتراضي

    جزاك الله خيراً

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    وجزاكم مثله

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    والمبالغة في الرقائق بما لا يصح شرعا يعطي نتائج سيئة من جهة عدم حسن ظن الناس بالأولين أو بتكذيبهم أو بما أشبه ذلك.

    آخر السؤال الأول من المشاركة 23

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    كيف نأخذ السيرة بطريقة مأمونة؟
    أعظم ما تؤخذ منه سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم القرآن لأنّ في القرآن ذكر حياته عليه الصلاة والسلام صغيرًا {ألم يجدك يتيما فآوى} وفيها ذكر حالته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة... وفيها ذكر مبعثه عليه الصلاة والسلام وفيها ذكر مجيء الجن إليه يستمعون القرآن وفيها ذكر حالته عليه الصلاة والسلام مع المشركين ودعوته لهم وكذلك ما حصل من الهجرة ثم في القرآن ذكر المغازي جميعا فغزة بدر الكبرى في سورة الأنفال وغزوة أحد في سورة آل عمران وغزوة الخندق (الأحزاب)، في سورة الأحزاب، وفتح مكة وصلح الحديبية في سورة الفتح وحنين وتبوك في سورة براءة إلى غير ذلك فإذا جمع طالب العلم ما تكلم به المفسرون من الصحابة فمن بعدهم على هذه الآيات حصل على مصدر قوي معتمد على معاني القرآن وهذا اجتهد فيه طائفة من أهل العلم ولكن لم يُجمع فيما أعلم جمعًا كاملاً بحيث تكون السيرة على ما ذكره المفسرون حاول بعض المعاصرين ذلك واجتهد فيه لكن لم يجمع كلام المحققين من المفسرين على تلك الآيات.
    فإذًا الذي ينبغي في السيرة أنْ نعتمد على القرآن فيها وما ذكره المفسرون في ذكر معاني الآيات التي فيها سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.
    ثم المصدر الثاني: الأحاديث الصحيحة خاصة في الصحيحين أو ما صح في غيرهما من الأحاديث التي فيه ذكر سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم فإذا قورنت هذه الأحاديث بما ذكر في كتب السير وجدنا أنّ بعض ما في كتب السير ليس بصحيح في مثل مثلا تاريخ بعض الغزوات وبعض الأحوال وقصة الإسراء والمعراج وأشباه ذلك الكثير فالمصدر الثاني المعتمد بعد كتاب الله جلّ وعلا وتفسيره أنْ تنظر في الأحاديث، وهذه الأحاديث فيها ما لم يذكر في كتاب الله جلّ وعلا واعتمد عليها الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم فيما فسروا من آيات القرآن على نهج السلف في التفسير في تفسير القرآن بالسنة.
    إذن، الاعتماد على ما في كتب الصحيح وكتب الحديث من مصادر السير هذا أولى وأبعد عن الخلط وما لا يصح في السير ولهذا دعا عدد من أهل العلم إلى كتابة صحيح السيرة النبوية وقد كتب بعض المعاصرين في ذلك لكنهم رقَوا جبلا عاليا عليهم لأنّ هذا الأمر يحتاج إلى علم بالحديث، متنا وإسنادا، وإلى علم بالتفسير وإلى علم باللغة وإلى علم بما في كتب السنة وإلى ما في كتب العقيدة الخ ذلك مما فقده بعض من كتب في ذلك.
    من المصادر أيضا التي تعتمد كتب السيرة التي ذكرنا وكتب التاريخ فتجد مثلا أنّ تاريخ ابن جرير يحوي كثيرا من أخبار سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بالأسانيد لكن هذه تأخذ منها ما لا يتعارض مع ما جاء في القرآن وتفسيره ومع ما ثبت في سنة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم فإذا لم نجد الحَدَث لا في الكتاب ولا في السنة فإنّ أخذه من كُتُبِ السير لا بأس به؛ لأنّها أرفع درجة بالاتفاق من أحاديث بني إسرائيل وقد قال لنا عليه الصلاة والسلام: ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) فإذا لم يكن ما في كتب السيرة معارضًا للكتاب والسنة فإنه لا بأس من أخذه ومن الاعتماد على ما جاء فيه وهكذا كان أهل العلم.
    لهذا نرى أنّ ابن كثير رحمه الله في أوائل كتابه ((البداية والنهاية)) كتب سيرة طويلة للنبي عليه الصلاة والسلام أفردت في أربع مجلدات وقع جمع فيها ما بين ما ذكره أهل السير وما ذكره أهل الحديث وما جاء في الآيات ولكنها أيضا تحتاج إلى بعض مزيد من التمحيص.
    إذًا فهذه هي المصادر العامة للسيرة وإذا تبيّن ذلك فتلحظ فيما سقنا أنّ أهل الحديث وأهل الأثر والمعتنون بعلوم سلف الأمة هم الذين اعتنوا بسيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم .
    صالح آل الشيخ ضوابط في معرفة السيرة

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمةالمصرى مشاهدة المشاركة
    ضوابط معرفة السيرة

    إجابة بعض سؤالات المحاضرة

    س1/ هناك من العلماء من يذكر بعض سير الصالحين في زهدهم وصلاحهم وصلاتهم الخ ما يكون أحيانًا معارضًا لفعله صلّى الله عليه وسلّم فما موقفنا من مثل هذا وجزاكم الله خيرًا؟

    الجواب: الحمد لله، أفعال العلماء ليست بحجة على الشريعة ،وإنَّما الحجة فيما دلَّ عليه الكتاب والسنة وفعل الصحابة رضوان الله عليهم إذا اجتمعوا على ذلك ،
    وما ينقل في السير من أخبار بعض العلماء على أقسام:
    منه ما يمكن تأوله من مثل أنّ بعضهم كان يقوم اللّيل كله وهذا مخالف للسنة ،وأنّ بعضهم كان يختم القرآن في كلّ يوم مرة كما نقل عن الشافعي أنه ختم القرآن في شهر رمضان ستين مرة ، وكما نقل عن عثمان رضي الله عنه بل صح عنه أنه ختم القرآن في ركعة من ليالي الشتاء طويلة أوتر بها وقرأ فيها القرآن كلّه وجاء أيضا أنّ تلك الركعة كانت في جوف الكعبة ،وأشباه ذلك وهذه تأولها أهل العلم وذكروها وأهل العلم قد يفعلون بعض الأشياء لا على وجه المداومة وإنّما أحيانًا ولهذا ذكروا في مسألة ختم القرآن على حديث النبي عليه الصلاة والسلام:
    ((لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) أنّ هذا فيمن كان الغالب عليه أنّه يقرأ ذلك أما إذا استغل موسمًا فاضلاً بزمان فاضل كرمضان أو مكانا فاضل فأراد أنْ يزداد من الختمات لأجل ذلك فإنّ السلف فعلوا ذلك وهذا جائز ،وحملوا الحديث على من كان ذلك هو الغالب عليه
    وكذلك في مسألة الصلاة وقيام اللّيل كله إذا كان هذا هو الغالب عليه فإنه مخالف للسنة أما إذا حصل له عارض وقوة قلب وتضرع وأشباه ذلك وفعل مثل هذه الأشياء مرة واحدة فإنه يكون متأولاً في ذلك والسنة قاضية على فعله، بعض الحكايات عن أهل العلم أو عن الصالحين تكون باطلة
    في نفسها فيكون النقل غير صحيح
    مثل ما نقلوا عن أحمد حكايات في الزهد موضوعة
    ومثل ما نقلوا عن الشافعي حكايات في الزهد موضوعة كما نبه عليها العلماء،
    وهناك بعض ما ينقل عن الصالحين باطل شرعًا ولا يجوز الأخذ به ولا وعظ الناس به؛ لأنه يعطي صورة سيئة وقدوة سيئة
    مثل أنّ فلانًا قام يومه وليله على أكل فجلة، قال: فما وجد إلاّ فجلة، نَصَفَها بين يومين من شدة اعتنائه بالعلم
    وجلس خمسة أيام لا يأكل بعد شرائه سمكة لم يحسن أنْ يطبخها أو أن يطهوها لاشتغاله بالعلم

    أو أنّ فلانا أراد أنْ يخلص نفسه من الرّذائل فمشى بصدره وبطنه حبوًا بل زحفًا على شوك ليُعَلِّم نفسه شدة عذاب النار
    وأشباه ذلك من الحكايات هذه باطلة لا يجوز أنْ تقال للناس لأنها تعطي صورة سيئة وقدوة سيئة بل الناس بحاجة إلى سنة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بحاجة إلى سيرة الصحابة وقد قال عليه الصلاة والسلام:
    ((أما إنّي أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم اللّيل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)) فالكمال في هديه عليه الصلاة والسلام

    والمبالغة في الرقائق بما لا يصح شرعا يعطي نتائج سيئة من جهة عدم حسن ظن الناس بالأولين أو بتكذيبهم أو بما أشبه ذلك.


    س2/ يقول قصة ((الغرانيق)) التي وردت في ((مختصر السيرة)) ما صحتها؟
    الجواب: قصة الغرانيق رُويت من أوجه مرسلة قال الحافظ ابن حجر: ((يقوي بعضها بعضا)) والمرسل يعتضد بالمرسل سيما في مثل ذلك وقصة الغرانيق لا تناقض أو تضاد أصلا شرعيا ولا نصا من كتاب الله جلّ وعلا ولا من سنته عليه الصلاة والسلام، فهي من القسم الثالث ولهذا أوردها العلماء بل إنّ قصة الغرانيق يمكن أنْ تكون في معنى قول الله جلّ وعلا: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته} الآية في سورة الحج فبيّن جلّ وعلا أنه ما أرسل من نبي ولا رسول إلاّ إذا تمنى يعني إذا قرأ وتلا كتابه ألقى الشيطان في أمنيته يعني تكلم الشيطان بجنس صوته ليعتقد زيادة في كلامه من جهة الشيطان وهذا ما جاء في قصة الغرانيق المعروفة وفي قوله جلّ وعلا في سورة النجم لما تلا النبي صلّى الله عليه وسلّم: {أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} جاء في القصة أنه قال: ((وإنّهنّ الغرانيق العلا وإنّ شفاعتهنّ لترتجى)) وأشباه ذلك أو كما جاء، فجاءت زيادة فيها تصحيح عبادة غير الله جلّ وعلا فلما سمع المشركون ذلك سجدوا فأنزل الله جلّ وعلا قوله سبحانه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته...}، فإذًا هذه القصة تداولها المحققون من أهل العلم فذكرها الحافظ ابن حجر، وذكر لها أوجهًا مرسلة في شرح البخاري وذكرها إمام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ((مختصر السيرة)) وذكرها العلماء ولم ينكروها
    وإنما أنكرها بعض أهل العلم وإنكاره له وجهه ولكن ليس بقاضٍ على ما رآه غيره من أهل العلم إذْ ليس في القصة ما ينكر من جهة التوحيد ولهذا أوردها أئمة التوحيد وتركها أولى خاصة عند من لا يفقه وإذا أوردت فلها وجهها.


    س3/ يقول السائل: أفضل طريقة للتدرج في قراءة كتب السيرة فبماذا يبدأ طالب العلم من هذه الكتب بالترتيب؟ وما هو أفضل كتاب فيها؟
    الجواب: الأفضل أنْ يبتدئ ((بمختصر السيرة)) للشيخ محمد بن عبد الوهاب،
    ((
    مختصر سيرة ابن هشام))
    ثم بعده
    ((السيرة النبوية)) لابن كثير وفيها طول،
    ثم إذا نظر في ذلك وتبيّن له الصواب نظر في
    ((سيرة ابن هشام)) وما اختصر منها
    وهناك كتب طويلة في السيرة مثل
    ((السيرة الشامية))
    و
    ((السيرة الحلبية)) في عدة مجلدات،
    كالشروح لكتب السير.

    س4/ هذه بعض الكتب يسأل بعض الإخوان عنها يقول: ما رأيكم في هذه الكتب في السيرة النبوية، ((الرحيق المختوم))، ((هذا الحبيب يا محب))،((رجال حول الرسول صلّى الله عليه وسلّم)).
    الجواب: هذه الكتب نافعة: ((الرحيق المختوم))جيّد
    وكذلك كتاب أبي بكر الجزائري
    ((هذا الحبيب يا محب)) أيضا جيّد
    لكن درج عليهم ما درج على أصحاب السير في بعض المسائل فيستفاد منها كما يستفاد من غيرها، وهي أميز من غيرها وأكثر فائدة مما ألف في السنين المتأخرة.
    كيف نأخذ السيرة بطريقة مأمونة؟

    أعظم ما تؤخذ منه سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم القرآن لأنّ في القرآن ذكر حياته عليه الصلاة والسلام صغيرًا {ألم يجدك يتيما فآوى} وفيها ذكر حالته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة... وفيها ذكر مبعثه عليه الصلاة والسلام وفيها ذكر مجيء الجن إليه يستمعون القرآن وفيها ذكر حالته عليه الصلاة والسلام مع المشركين ودعوته لهم وكذلك ما حصل من الهجرة ثم في القرآن ذكر المغازي جميعا فغزة بدر الكبرى في سورة الأنفال وغزوة أحد في سورة آل عمران وغزوة الخندق (الأحزاب)، في سورة الأحزاب، وفتح مكة وصلح الحديبية في سورة الفتح وحنين وتبوك في سورة براءة إلى غير ذلك فإذا جمع طالب العلم ما تكلم به المفسرون من الصحابة فمن بعدهم على هذه الآيات حصل على مصدر قوي معتمد على معاني القرآن وهذا اجتهد فيه طائفة من أهل العلم ولكن لم يُجمع فيما أعلم جمعًا كاملاً بحيث تكون السيرة على ما ذكره المفسرون حاول بعض المعاصرين ذلك واجتهد فيه لكن لم يجمع كلام المحققين من المفسرين على تلك الآيات. فإذًا الذي ينبغي في السيرة أنْ نعتمد على القرآن فيها وما ذكره المفسرون في ذكر معاني الآيات التي فيها سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.

    ثم المصدر الثاني: الأحاديث الصحيحة خاصة في الصحيحين أو ما صح في غيرهما من الأحاديث التي فيه ذكر سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم فإذا قورنت هذه الأحاديث بما ذكر في كتب السير وجدنا أنّ بعض ما في كتب السير ليس بصحيح في مثل مثلا تاريخ بعض الغزوات وبعض الأحوال وقصة الإسراء والمعراج وأشباه ذلك الكثير فالمصدر الثاني المعتمد بعد كتاب الله جلّ وعلا وتفسيره أنْ تنظر في الأحاديث، وهذه الأحاديث فيها ما لم يذكر في كتاب الله جلّ وعلا واعتمد عليها الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم فيما فسروا من آيات القرآن على نهج السلف في التفسير في تفسير القرآن بالسنة. إذن، الاعتماد على ما في كتب الصحيح وكتب الحديث من مصادر السير هذا أولى وأبعد عن الخلط وما لا يصح في السير ولهذا دعا عدد من أهل العلم إلى كتابة صحيح السيرة النبوية وقد كتب بعض المعاصرين في ذلك لكنهم رقَوا جبلا عاليا عليهم لأنّ هذا الأمر يحتاج إلى علم بالحديث، متنا وإسنادا، وإلى علم بالتفسير وإلى علم باللغة وإلى علم بما في كتب السنة وإلى ما في كتب العقيدة الخ ذلك مما فقده بعض من كتب في ذلك.

    من المصادر أيضا التي تعتمد كتب السيرة التي ذكرنا وكتب التاريخ فتجد مثلا أنّ تاريخ ابن جرير يحوي كثيرا من أخبار سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بالأسانيد لكن هذه تأخذ منها ما لا يتعارض مع ما جاء في القرآن وتفسيره ومع ما ثبت في سنة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم فإذا لم نجد الحَدَث لا في الكتاب ولا في السنة فإنّ أخذه من كُتُبِ السير لا بأس به؛ لأنّها أرفع درجة بالاتفاق من أحاديث بني إسرائيل وقد قال لنا عليه الصلاة والسلام: ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) فإذا لم يكن ما في كتب السيرة معارضًا للكتاب والسنة فإنه لا بأس من أخذه ومن الاعتماد على ما جاء فيه وهكذا كان أهل العلم. لهذا نرى أنّ ابن كثير رحمه الله في أوائل كتابه ((البداية والنهاية)) كتب سيرة طويلة للنبي عليه الصلاة والسلام أفردت في أربع مجلدات وقع جمع فيها ما بين ما ذكره أهل السير وما ذكره أهل الحديث وما جاء في الآيات ولكنها أيضا تحتاج إلى بعض مزيد من التمحيص. إذًا فهذه هي المصادر العامة للسيرة وإذا تبيّن ذلك فتلحظ فيما سقنا أنّ أهل الحديث وأهل الأثر والمعتنون بعلوم سلف الأمة هم الذين اعتنوا بسيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم .

    صالح آل الشيخ ضوابط في معرفة السيرة

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    الله المستعان

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    "
    وأشباه ذلك من الحكايات هذه باطلة لا يجوز أنْ تقال للناس لأنها تعطي صورة سيئة وقدوة سيئة بل الناس بحاجة إلى سنة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بحاجة إلى سيرة الصحابة وقد قال عليه الصلاة والسلام:
    ((أما إنّي أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم اللّيل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني))
    فالكمال في هديه عليه الصلاة والسلام
    والمبالغة في الرقائق بما لا يصح شرعا يعطي نتائج سيئة من جهة عدم حسن ظن الناس بالأولين أو بتكذيبهم أو بما أشبه ذلك.
    "

    بارك الله فيكم


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أحسن الله إليكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #38

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

  19. افتراضي رد: سلسلة رفع أسئلة وجهت للشيخ صالح آل الشيخ فأجاب عنها .

    بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •