هي قصيدة لأبي حيان الأندلسي النحوي.
مطلعُها :هُمُ النَّاسُ شتَّى في المطالبِ لا تَرى * * * أخا هِمَّةٍ إلاَّ قدِ اختارَ مذْهبَا
فمَن يعْتنِي بالفقه يرأسُ إذْ يلِي * * * قَضاءً وتدريسًا وفُتْيا ومَنصِبا
ومَن كان ذا حظٍّ من النحو واللُّغى * * * يرى أنَّه أسْنى الفضائلِ مَطْلَبا
ويُزهى على هذا الأنامِ لأنَّهُ * * * يَرى هَمجًا في الناسِ مَن ليس مُعْربا
ومن كان بالمعقول مشتَغِلا يرى * * * جميع الورى صُمًّا عن الحقِّ غُيَّبا
فإن كان في النحْوين؟ صاحب دِريَةٍ * * * فذاك الذي يُدعى الإمامَ المُهذَّبا
وحافظ أَلفاظِ القِراءاتِ جاهِلٌ * * * بِالاعرابِ والمَعنى للاقْراءِ رُتِّبَا
يرقِّقُ ما قَد فَخَّمُوا ومفخِّمٌ * * * لِما رَقَّقوا لَم يَلْقَ شَيخًا مُهذَّبَا
يَرى أَنَّ نَظمَ الشَّاطِبي غايةُ المُنى * * * ولَمْ أَرَ نَظمًا مِنهُ أَعْصى وَأَصعَبا
يَظَلُّ الفَتى فيهِ سِنينَ عَديدَةً * * * يُحاولُها فَهْمًا فَيَبقى مُعَذَّبا
بِلُغزٍ وَأُحجِيَّاتِ شُلْشلْ شَمَرْدَلٍ * * * وَدَغفَلٍ اسْماءً عَنِ الفَهْمِ حُجَّبَا
وَقَد أُولعَ الجُهَّالُ فيهِ بِشَرْحِهِ * * * فَمِن شارِحٍ قَصرًا وَآخَر أَطنَبا
وغايَتُهُ نُطقٌ بِأَلفاظِ أَحرُفٍ * * * كَمالكِ نَنسَخْ نُنسِها لا نُكذِّبَا
لَقَد كانَ هَذا الفَنُّ سَهْلاً مُقَرَّبًا * * * فَبَعَّدَهُ هَذا القَصيدُ وَصعَّبا
وناظم أشعارٍ يدور على الورى * * * بمدْحٍ وذمٍّ مُرْهِبًا ومُرَغِّبَا
.. ... .....
إلى آخر ما قال.