المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد بن عبد الصمد
لم أبتر الرواية وإنما تركتها من أصلها لأنها أشد فسادا مما رددته علي أنت من كلام ابن سعد في الطبقات. فعجبا لك كيف تنكر على محاوريك شيئا ثم تأتي بما هو أشنع منه !
هل أصبحت ضعيفا في العربية - على غير عادتك - فما صرت تميز صيغ التمريض مثل "يحكى" و " كأنه" و " وَاللَّهُ أَعْلَمُ " التي لا تفيد شيئا البتة ؟!!!
لم تأت بها لأنك ـ ربما ـ لم ترها أصلا ، بل نقلها لك غيرك ممن تتبعه ، وتتعلم منهم السب وتحول النقاش إلى سب وشتم ، هكذا حالكم ، إذا عجزتم عن الرد قلتم : نسيت ـ أو تسب أو تشتم و.... لا تحسنون إلا هذا أنت وأمثالك من المتصوفة المبتدعة .
ولا زلت تصر وتعاند تكابر ـ ومن يكتب لك ـ فيبدو أنك استعنت بمن يكتب لك ـ فلغتك الضعيفة جدا التي عهدناك منك تغيرت بعض الشيء ، وكأن نسيانك الذي تدعيه زال الآن ـ وكأنك أتيت بجمهرة لتنشر سمومك هنا ـ وقل لمن يكتب لك : هل كلمة : الله أعلم . من صيغ التمريض ، هذا لم يقله أحد من العالمين إلا أنتم أهل الزور والبهتان ،ثم قل لمن تتبعه : إن صيغ التمريض لا تفيد التضعيف هكذا مطلقا عند الأئمة ، فلتتعلم أولا أنت والمتصوفة معك ، ثم تكلم.
وأنت نقلت من الرابطين الذين ذكرتهما ، ولم تهتد ، وكأنك على قلبك ران ، عياذا بالله ، وقد نقلت منه أثر سعيد بن المسيب عند ابن شبة ، ولأنك لم تتطلع على هذه الكتب يقينا ، ولعلك لا تدري أهي مطبوعة أم في عالم المفقود ـ مثل عقلك ـ ولم تدر أن الناقل هناك قد ذكرها استنادا على نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي ذكر الأثر بإسناده . وأنت لا تدري ذلك كله .
ثم إنك تنقل عن ابن المسيب خلاف ما تنقله من الإجماع المزعوم ، ولم يجمع ـ كما ادعيت ـ من نقلت عنهم على ما تذكره .
ذكرت في مشاركتك الأولى : فالإجماع حاصل من التابعين على جواز إدخال القبر الشريف في المسجد
أدخلوا الحجرة الشريفة وبقية الحجر ، والقبر في حجرة أم المؤمنين عائشة ، فهم لم يقصدوا القبر لذاته ، بل أرادوا التوسعة للضرورة فدخل القبر تبعا لا قصدا ، وسوروا حول القبر من كل الجهات .
قال شيخ الإسلام رحمه الله ـ شيخ ابن كثير ـ في مجموع الفتاوى : بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : { لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها } فقد نهى عن الصلاة إليها كما نهى عن اتخاذها مساجد ولهذا لما أدخلوا حجرته في المسجد لما وسعوه جعلوا مؤخرها مسنما منحرفا عن سمت القبلة لئلا يصلي أحد إلى الحجرة النبوية فما الظن بالسجود إلى جهة غيره . كائنا من كان . وأما قول القائل : هذا السجود لله تعالى فإن كان كاذبا في ذلك فكفى بالكذب خزيا وإن كان صادقا في ذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإن السجود لا يكون إلا على الوجه المشروع ..
وقال أيضا : والصلاة في المساجد المبنية على القبور منهي عنها مطلقا ؛ بخلاف مسجده فإن الصلاة فيه بألف صلاة فإنه أسس على التقوى وكان حرمته في حياته صلى الله عليه وسلم وحياة خلفائه الراشدين قبل دخول الحجرة فيه حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه والمهاجرون والأنصار والعبادة فيه إذ ذاك أفضل وأعظم مما بقي بعد إدخال الحجرة فيه فإنها إنما أدخلت بعد انقراض عصر الصحابة في إمارة الوليد بن عبد الملك وهو تولى سنة بضع وثمانين من الهجرة النبوية ...
وقال رحمه الله : .. وقال : { لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا قالت عائشة : ولولا ذلك لأبرز قبره ولكنه كره أن يتخذ مسجدا } أخرجاه في الصحيحين . فدفنته الصحابة في موضعه الذي مات فيه من حجرة عائشة وكانت هي وسائر الحجر خارج المسجد من قبليه وشرقيه لكن لما كان في زمن الوليد بن عبد الملك عمر هذا المسجد وغيره وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز فأمر أن تشترى الحجر ويزاد ي المسجد فدخلت الحجرة في المسجد من ذلك الزمان وبنيت منحرفة عن القبلة مسنمة ؛ لئلا يصلي أحد إليها فإنه قال صلى الله عليه وسلم { لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها } رواه مسلم عن أبي مرثد الغنوي . والله أعلم .وزيارة القبور على وجهين : زيارة شرعية وزيارة بدعية .
وقال : . وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها وكانت هي وحجر نسائه في شرقي المسجد وقبليه لم يكن شيء من ذلك داخلا في المسجد واستمر الأمر على ذلك إلى أن انقرض عصر الصحابة بالمدينة . ثم بعد ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان بنحو من سنة من بيعته وسع المسجد وأدخلت فيه الحجرة للضرورة : فإن الوليد كتب إلى نائبه عمر بن عبد العزيز أن يشتري الحجر من ملاكها ورثة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإنهن كن قد توفين كلهن رضي الله عنهن فأمره أن يشتري الحجر ويزيدها في المسجد . فهدمها وأدخلها في المسجد وبقيت حجرة عائشة على حالها وكانت مغلقة لا يمكن أحد من الدخول إلى قبر النبي ...
وقال : ولهذا - والله أعلم - حرفت الحجرة وثلثت لما بنيت ، فلم يجعل حائطها الشمالي على سمت القبلة ، ولا جعل مسطحًا .وكذلك قصدوا قبل أن تدخل الحجرة في المسجد . فروى ابن بطة ، بإسناد معروف عن هشام بن عروة ، حدثني أبي ، وقال : " كان الناس يصلون إلى القبر ، فأمر عمر بن عبد العزيز ، فرفع حتى لا يصلي إليه الناس ، فلما هدم بدت قدم بساق وركبة ، قال : ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز ، فأتاه عروة فقال له : هذه ساق عمر وركبته . فسري عن عمر بن عبد العزيز ..