هذا الموضوع طرح اليوم بسبب الأخت التي توفيت يوم الأربعاء بسبب لدغة حية كبيرة لها ، ولم أقف على حديث صحيح في هذا الموضوع ، نعم ورد في بعض الألفاظ : الغريب شهيد و الملدوغ شهيد ، لكن في إسناده نظر .
هذا الموضوع طرح اليوم بسبب الأخت التي توفيت يوم الأربعاء بسبب لدغة حية كبيرة لها ، ولم أقف على حديث صحيح في هذا الموضوع ، نعم ورد في بعض الألفاظ : الغريب شهيد و الملدوغ شهيد ، لكن في إسناده نظر .
واللفظ المذكور أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا .
الغريق شهيد و الحريق شهيد ( و الغريب شهيد و الملدوغ شهيد ) و المبطون شهيد و من يقع عليه البيت فهو شهيد ( و من يقع من فوق البيت فتندق رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد و من تقع عليه صخرة فهو شهيد و الغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله فلها أجر شهيد ) و من قتل دون ماله فهو شهيد و من قتل دون نفسه فهو شهيد ( و من قتل دون أخيه فهو شهيد و من قتل دون جاره فهو شهيد و الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر شهيد ) .
تخريج السيوطي
( ابن عساكر ) عن علي .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 4172 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم : 3927 .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة :
3967 - ( الغريق شهيد ، والحريق شهيد ، والغريب شهيد ، والملدوغ شهيد ، والمبطون شهيد ، ومن يقع عليه البيت فهو شهيد ، ومن يقع من فوق البيت فيندق رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد ، ومن يقع عليه الصخرة فهو شهيد ، والغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله ولها أجر شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد ، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر فهو شهيد ) .
ضعيف جداً
رواه ابن عساكر (15/ 208/ 1) عن أبي تراب محمد بن سهل ابن عبد الله : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يحيى بن زيد : حدثنا خالد بن يزيد : حدثنا داود بن الزبرقان ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي : أن علياً قال : ... فذكره مرفوعاً .
ساقه في ترجمة أبي تراب هذا .
ثم روى من طريق الحاكم : حدثني أحمد بن منصور بن عيسى الفقيه الحافظ - وكان من الزهاد - : حدثني أبو بكر محمد بن سهل أبو تراب - وعلى قلبي منه ثقل - !
وداود بن الزبرقان ؛ متروك ، وكذبه الأزدي ؛ كما في "التقريب" ، فالإسناد ضعيف جداً ، لكن كثيراً من فقرات الحديث قد صحت متفرقة في أحاديث أخرى ، مثل : "الغريق شهيد ، والحريق شهيد" ، و "المبطون شهيد" ، و "من يقع عليه البيت فهو شهيد" ؛ فإنه معنى حديث : "صاحب الهدم شهيد" المروي في "الصحيحين" ، و "من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد" .
وقد خرجت أحاديثها في "أحكام الجنائز" ، فراجعها إن شئت (ص 36 و 38 و 39-42) .
ثم رأيت في "الخلاصة" (24/ 2) أن الدارقطني روى عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"الغريب شهيد" . وقال :
"وصححه في "علله"" . فلينظر .
وقد رواه ابن ماجه بنحوه ، ومضى برقم (425) ، وروي بلفظ :
"موت الرجل في الغربة شهادة ، وإذا احتضر ، فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره ، فلم ير إلا غريباً وذكر أهله وولده تنفس ، فله بكل نفس يتنفس به يمحو الله عنه ألفي ألف سيئة ، ويكتب له ألفي ألف حسنة ، ويطبع بطابع الشهداء إذا خرجت نفسه" .
رواه الطبراني (3/ 107/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (251/ 1) ، والقاسم بن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 221/ 1) عن عمرو بن حصين العقيلي : أخبرنا ابن علاثة - يعني محمد بن عبد الله القاضي - ، عن الحكم ابن أبان ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمرو بن حصين متروك ، والحكم بن أبان فيه ضعف .
وفي معنى الفقرة الأولى منه :
"موت المسافر شهادة" .
رواه القاسم بن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 221/ 2) من طريق أبي علي الصابوني ، عن عبد الله بن محمد بن المغيرة المخزومي : أخبرنا مسعر ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً . وقال الصابوني :
"حديث غريب من حديث مسعر ، لا أعلم له راوياً عنه غير عبد الله بن محمد بن المغيرة" .
قلت : وهو شديد الضعف ؛ قال ابن عدي :
"عامة ما يرويه لا يتابع عليه" . وقال النسائي :
"روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها" .
وقال العقيلي :
"يحدث بما لا أصل له" .
وساق له الذهبي أحاديث ؛ ثم قال فيها :
"وهذه موضوعات" .