السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حاولت تقليدكم في تسمية عنوان الموضوع لكن يبدو سأحتاج الكثير من الاطلاع لتنمية ثقافتي اللغوية (ابتسامة)
دخولا في الموضوع
رزقني الله بالبنين دون البنات ولا يخفى عليكن أن تربية البنين وتطلعاتهم وأفكارهم وحركاتهم وسكناتهم تختلف كثيرا عن البنات
وهناك فرق بين تنشئة البنين والبنات
فالبنين سيصحبوا يوما رجال
أما البنات فهن الرقة والحنان والأمان سواء كن أمهات أو أخوات أو بنات
كما أنهن يقرن البيوت ورمز للعفة والحياء
بعكس البنين لابد أن يكن رمز للقوة والرجال وهم دائمي الخروج سواء للصلاة أو لتلبية الطلبات أو للعمل لذلك احتكاكهم بالمجتمع أكبر
نأتي الآن للمشكلة وهي الأخذ بالأسباب في تنشئة الأبناء وبالأخص البنين
ومحاولة تنقيحهم من كل شئ يتعلموه سواء كان قول أو فعل إو إيمان في قلوبهم
وأخص بالذكر المجتمع السعودي:
كوني أعيش فيه أنا ومعاناتي فيه
ولا يخفى عليكن أنها تشمل النقيضين فهي من أكثر الدول تطبيقا للشرع ولو كان ظاهريا
ومن أكثر الدول تعرضا للتغريب والمحاولة المستميتة لابعادها عن الاسلام
بعكس اي دولة او عربية عشت فيها فغالبا يكون خليط متقارب بين الصالح والطالح
مشكلتي الحالية مع ابني الكبير عبد الرحمن ذو الأربع سنوات ونصف
ألا وهي مشكلة التقليد أو القدوة الغير حسنة
والتي تتمثل في الاقتداء وتقليد زملاؤه في كل شئ وإليكن بعض الأمثلة
اللباس
كنت منذ صغره (بلوغه العام) حريصة على تعويده على لبس الجلباب وكان يفرح بذلك اقتداءا بوالده
وكنت أتمنى أن تكون هي ملابسه الوحيدة لكن زوجي كان يصر على شراء ملابس (بنطال وقميص) بحكم أننا كثيري السفر سواء لعمرة أو لمصر والملابس أسهل لتحركه ونومه وغيره
فنشأ على لبس الاثنين ورويدا رويدا بدأ يتعلق بالملابس خصوصا مع رؤية والده يذهب بها للعمل (لأنه مفروض عليه وليس بخاطره)
وبعد أن دخل مدرسة الرياحين هذا العام (مدرسة لتحفيظ القرآن وتعليم بعض الأمور الشرعية البسيطة التي تتناسب مع ذلك السن) بدأ يرغب في تقليد زملاؤه في اللبس
حاولت تحبيبه في الجلباب وتذكيره أن هذا هو زي الرسول عليه الصلاةوالسلام لكنه دائما يردد أريد أن ألبس مثل الأولاد
ذكرته بوالده وكيف أنه يلبس الجلباب وذكرته بشيوخه فجميعهم يلبس الجلباب حتى أني أزيد في مدح أخيه عبد الله ذو السنتين والاربع شهور للبسه الجلباب وأسأل عبد الرحمن هل ستلبس فينظر بنظرة فيها حسرة وكأنه يتمنى ذلك ولكنه يقاوم ويقول لا سألبس الملابس
وفي النهاية قال لي سألبسهم الاثنين بالتبادل هذا يوم وهذا يوم وقد التزم بذلك منذ قالها
النقطة الثانية وهي ترديد الألفاظ التي يقولونها بغض النظر عن معناها
ونظل نكرر ونعيد على مسامعه أن هذا اللفظ يسجله ملك الشمال وسيثقل كتاب السيئات وهذا اللفظ سيسجله ملك اليمين وسيثقل كتاب اليمين
وقد نحتاج لتكرار ذلك لأيام وأيام
نقطة أخرى وهي تقليدهم في نوعية الطعام والشراب ورغبته في مصروف بنفس قدر مصروفهم ليشتري مثلهم حتى أصبح يرفض الساندوتشات
ليس هذا فقط بل أتت عليه فترة يريد أن يأخذ الساندوتش في لفافة شفافة مثلهم ويرفض أي شئ آخر
الموقف الأخير والذي حدث منذ يومين وقد كان كالصاعقة
ذهب للبائع بالمقصف وقال له أعطيتك خمس ريالات (كما يردد الأولاد) وهو لم يعطه غير اثنين، فأعطاه البائع ثلاثة ريالات لأن عبد الرحمن اشترى بريالين فقط وجاء عبد الرحمن يخبرنا أنه معه مال وحكى لنا ما حدث قائلا أنا قلت خمسة مثل الأولاد ولم أنتبه لذلك والبائع قال لي أني دائما أقول له ذلك واليوم فقط سيطاوعه ويعطيه بقية الخمس ريالات
ففهمناه أن هذا مال البائع وليس ماله وحرام عليه أن يأخذه وينفقه لأنه ليس حقه وطلبنا منه ارجاعه له والاعتذار للبائع
فذهب اليوم التالي وأعطى البائع ثلاثة ريالات بدون قول أي شئ ولا توضيح أي أمر ثم أعطى للبائع ريالين مصروفه وطلب منه شيبسي فأعطاه البائع خمسة أكياس شيبسي مقابل الخمسة ريالات
ففرح عبد الرحمن بذلك (عندما لمنا عليه قال أن البائع هو من أعطاه شيبسي بماله بدون أن يطلب)
المهم لما رجع المنزل وسألناه عما حدث وأخبرنا، قال من ضمن الكلام أن زميله سأله هل اشتريت خمسة أكياس شيبسي ؟ هذه أكثر مني لأنني أملك ثلاثة فقط وفرح عبد الرحمن لذلك لآنه لأول مرة يكون معه أكثر منهم
طبعا تضايقنا ووبخناه وأخبرناه انه أكل طعام حرام وأن الله لا يرضى عن من يأكل بمال حرام وأن بطنه ستحرق في النار من المال الحرام فتأثر لذلك كثيرا لأنه لا يرغب في غضب الله عليه حتى لا يحرم من دخول الجنة
وكاد يهم بالاستغفار كما عودناه عندما يخطئ لكني أخبرته أن الوضع مختلف هذه المرة والاستغفار وحده لا يكفي بل لابد أن يرجع الحق الله ويعتذر لهم أيضا لكننا لن نعطيه المال لأنه قد ينفقه مرة أخرى وأن والده سيذهب بنفسه للبائع
فظل يلح طول اليوم ويسأل متى سيذهب والده
واليوم التالي سأل مرة أو مرتين ولا أعلم هل نسى الأمر أم مازال يتذكره
أريد أن يكون ابني هو من يعلم غيره الصح من الخطأ بدلا من أن يكون مقلدا لهم
وأخاف على أخيه أن يسير في دربه فبدلا من تصحيح أخطاء طفل أجد أننا في حاجة لتصحيح ثلاثة (بما أني على وشك الولادة لولد آخر في خلال شهر بعون الله)
من ضمن الأشياء التي أقلقتنا هو مقابلة زوجي لأحد الأخوة ممن رزق بالبنين أيضا وعددهم اربعة وأعمارهم متقاربة جدااااا
الكبير في الصف الثاني الابتدائي والتالي في الصف الأول وعندما تريهم تجديهم قمة في الهدوء والأخلاق
فقلنا من الجيد ان يتعرف أولادنا عليهم حتى يقتدوا بهم وفي نفس الوقت نستشير الوالدين في كيف استطاعا تربيتهم على هذا الشكل
وبالأمس اكتشفنا الفاجعة، فقد اشتكى الأب لزوجي من أنهم تفلتوا منهم ولم يعد لديهم قدرة على السيطرة عليهم
فمنذ دخلوا المدارس وقد أصبحوا مقلدين ويطالبوا بكل شئ يفعله زملاؤهم
وقد تنازل الوالدين ثم استمرت سلسلة التنازلات حتى لم يعد لهم سيطرة عليهم
ففي البداية طلب الأولاد تليفزيون (لا اعلم هل أحضروه لهم ام لا)
ثم بعد ذلك ألعاب البلاي استيشن والتي احضروها لهم
ثم افلام كرتون عن الحيوانات والتي من كثرة مشاهدتها بدأوا يقلدوها
ثم افلام مدبلجة من على النت
والآن اصبحت هذه الاشياء هي حياة الابناء واصبحوا يتصرفون كما يرون في هذه الأفلام من مشاغبات وتحركات وغيره
ولم يعد للوالدين قدرة على التحكم فيهم لدرجة ان والدهم يبقى معظم وقته الفارغ بالمنزل ليعين الأم على ضبطهم
وعندما عرضت الموضوع في ساحة تربية الأطفال بمنتدى آخر، علقت أخت واحدة على الموضوع قائلة انها تعاني أيضا حيث ابنها بالمرحلة الابتدائية وتحاول قدر الامكان بتقليل الاماكن التي يلبس فيها ابنها الملابس وتركز على لبس الجلباب في الصلاة فحددت لكل مكان ملبس
والأشياء التي تقاومها هو تطويل الشعر والتسريحات الغريبة وذلك بمعونة المعلمين كونهم يشترطون طول معين للشعر ومن لا يلتزم يعاقب بالمدرسة
وهذا أخافنا جدا وبالأمس شبه قررنا أنا وزوجي أن لا ندخل عبد الرحمن المدرسة بالسعودية ونكتفي بتعلميه المنهج المصري فيذاكره بالمنزل ويختبر بالسفارة وبجانب ذلك يذهب لحلقات تحفيظ وعلم شرعي على الاقل في هذه الأماكن سيقل التقليد في الأمور السيئة
فما نصحكن لنا وكيف نستطيع توجيههم وتربيتهم في الصغر على هذه الأمور قبل أن تزرع بذرتها فيهم ويصعب التخلص منها في الكبر أقصد طبعا الأخذ بالأسباب بالإضافة للدعاء وسؤال الله العون
بورك فيكن أخياتي