(1)
كنت أظن أن "سنمار" ليس له وزن لأنه علم أعجمي، فهو لا يدخل الصرف، لكنني في أثناء بحثي في هذا الحديث واللفظ للدارمي
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: أَمَرَنَا بِأَبِي هُوَ أَنْ نُخْرِجَ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَإِنَّهُنَّ يَعْتَزِلْنَ الصَّفَّ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِإِحْدَاهُنَّ الْجِلْبَابُ؟ قَالَ: تُلْبِسُهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا.

أقول: في أثناء بحثي فيه قرأت هذه العبارة التي جاءت في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":
وَقَالَ فِي الْقَامُوسِ: الْجِلْبَابُ كَسِرْدَابٍ وَسِنِمَّارِ الْقَمِيصُ وَثَوْبٌ وَاسِعٌ لِلْمَرْأَةِ دُونَ الْمِلْحَفَةِ أَوْ مَا تُغَطِّي بِهِ ثِيَابَهَا مِنْ فَوْقُ كَالْمِلْحَفَةِ أَوْ هُوَ الْخِمَارُ. اِنْتَهَى.
لما رأيت ذلك رحت إلى كتب اللغة معاجم وكتب صرف فوجدت الآتي.
(2)
1- تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي
سنمر: (السنمار، بكسر السين والنون، وشد الميم: القمر) عن أبي عمرو، وقال ابن سيده: قمر سنمار: مضيء، حكي عن ثعلب. (و) قال يونس: السنمار: (رجل لا ينام بالليل، و) هو (اللص) في كلام هذيل؛ لقلة نومه. وقد جعله كراع فنعلالا) وهو اسم رومي، وليس بعربي؛ لأن سيبويه نفى أن يكون في الكلام سفرجال، فأما سرطراط عنده ففعلعال من السرط الذي هو البلع، ونظيره من الرومية سجلاط، وهو ضرب من الثياب.
2- "جمهرة اللغة" لابن دريد
باب ما جاء على فِعِلاّل
سِجِلاّط، وهو النّمَط يُطرح على الهودج، وهو في بعض اللغات: الياسَمون. قال أبو بكر: يقال: الياسَمون والياسَمين، وذكروا عن الأصمعي أنه قال: هو فارسيّ معرّب. وقد سألت عجوزاً عندنا روميّة عن نمَط فقلت: ما تسمّون هذا؟ فقالت: سِجِلاّطُسْ. وسِنِّمار: اسم أعجمي، وقد جرى على ألسن العرب. ومثل من أمثالهم: " جزاءَ سِنِّمار "، وهو اسم رجل بنّاء كان في الدهر الأول، وله حديث. قال الشاعر:
جزاني جزاه الله شرَّ جزائه ... جزاءَ سِنِّمارٍ بما كان يفعلُ

3- "لسان العرب" لابن منظور
(سنمر) أَبو عمرو: يقال للقمر: السِّنِمَّارُ والطَّوْسُ ابن سيده قَمَرٌ سِنِمَّارٌ مُضيءٌ حكي عن ثعلب وسِنِمَّار اسم رجل أَعجمي. قال الشاعر:
جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فعالِنا جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وما كانَ ذا ذَنْبِ وحكي فيه السنمار بالأَلف واللام، قال أَبو عبيد: سِنِمَّار اسم إِسْكافٍ بَنَى لبعض الملوك قَصْراً، فلما أَتمه أَشرف به على أَعلاه فرماه منه غَيْرَةً منه أَن يبنى لغيره مثله فضرب ذلك مثلاً لكل من فعل خيراً فجوزي بضدّه. وفي التهذيب من أَمثال العرب في الذي يجازي المحسن بالسُّوأَى. قولهم: جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ. قال أَبو عبيد: سِنِمَّار بَنَّاءٌ مُجِيدٌ روميّ فَبَنَى الخَوَرْنَق الذي بظهر الكوفة للنُّعمان بن المُنْذِرِ وفي الصحاح للنعمان بن امرئ القيس، فلما نظر إِليه النعمان كره أَن يعمل مثله لغيره. فلما فرغ منه أَلقاه من أَعلى الخورنق فخرّ ميتاً. وقال يونس: السِّنِمَّارُ من الرجال الذي لا ينام بالليل وهو اللص في كلام هذيل، وسمي اللِّصُّ سِنِمَّاراً لقلة نومه. وقد جعله كراع فِنِعْلالاً، وهو اسم رومي وليس بعربي؛ لأَن سيبويه نفى أَن يكون في الكلام سِفِرْجالٌ فأَما سِرِطْراطٌ عنده فَفِعِلْعَالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْعُ ونظيره من الرومية سِجِلاَّطٌ وهو ضرب من الثياب.
4- "الأصول في النحو" لابن السراج
فِعِلاَّلٌ: سِنِمَّارٌ: اسمُ رجلٍ وجِنِبَّارٌ: فَرخُ الحُبَارى والصفةُ: الطِّرمّاحُ وهوَ الطويلُ وأُلحقَ بهِ مِنْ بناتِ الثلاثةِ جِلِبّابُ.
5- "المزهر في علوم اللغة وأنواعها" للسيوطي
... وفعْلُولَى فَيْضُوضى وفَوْضُوضى وفعليلى فَيْضِيضَى، وقيل: وزنها فَيْعُولى وفَوْعُولى وفَيْعِيلَى وتكون ثنائية وفَعَلِيّاء زَكَرِيَّاء وفياعول ديابود وفِعِلْعَال حِلِبْلاَب وفَعَلْعَال سَرَطْرَاط وفعفلي صفصلي وفَيْفَعُول زَيْزَقُون وفاقاً للسيرافي، وخلافاً لابن جني إذ زعم أن وزنه فَيْعَلُول وفَنْعَلُول حَنْدَقُوق وفُنْعَليل قُنْسَطِيط وفَنْعَليل خَنْفَقِيق فأما خَنْشَلِيل فقيل وزنه فَنْعَلِيل وذكر سيبويه في باب التصغير أنه نونه أصل والكلمة رباعية في فَعْلَلِيل وفنِعّال سِنِمَّار.