قال العلامة الطاهر ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير):
(( ثالثها: [ أي ثالث أسباب التي حملت السلف على منع تفسير بالرأي ]
أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة؛ فيتأول القرآن على وفق رأيه، ويصرفه عن المراد، ويرغمه على تحمله ما لا يساعد عليه المعنى المتعارف، فيجر شهادة القرآن لتقرير رأيه، ويمنعه عن فهم القرآن حق فهمه ما قيَّد عقلَه من التعصب، عن أن يجاوزه فلا يمكنه أن يخطر بباله غير مذهبه، حتى إن لمع له بارقُ حق، وبدا له معنى يباينُ مذهبَه حمل عليه شيطانُ التعصب حملةً وقال: كيف يخطر هذا ببالك، وهو خلاف معتقدك؟! كمن يعتقد من الاستواء على العرش التمكن والاستقرار، فإن خطر له أن معنى قوله تعالى (القدوس) أنه المنزه عن كل صفات المحدثات، حجبه تقليدُه عن أن يتقرر ذلك في نفسه، ولو تقرر لتوصل فهمُه فيه إلى كشف معنى ثان أو ثالث، ولكنه يسارع إلى دفع ذلك عن خاطره لمناقضته مذهبه. ))