هذه كلمات للشيخ الفاضل مشهور حسن آل سلمان من كتابه ( السلفيةُ النقيه وبرائتها من الأعمال الردية ) .
* الدعوة السلفية بإجاز شديد هي دين الله النقي ، الذي أنزله على قلب النبي عليه السلام .
لماذا قُلنا : النقي ؟
لأن الدين قد دخل فيه الدخَنُ ، وعلقت فيه عادات وتقاليد وموروثات أُدخلت في الدين ، وهي ليست منه ؛
فكثير من الناس يتكلمون باسم الدين ، و نصوص الدين ناطقةٌ بالبراءة منهم .
هذه هيَ السلفيةُ التي نؤمنُ بها وندعوا إليها .
قد يقول قائل : لماذا تقولون : السلفية ، ولا تقولون : الإسلام ؟
نقول : إنه يكفينا الإسلام لو أن غَيرَنا أسقط اسمه الذي اقترن معه ما أسلفنا من بدع وضلالات تنسب إلى الإسلام
زُوراً ، ولو قلنا : نحن مسلمون ، و فَهمَ عنا الناسُ الإسلام الذي يحبه الله و يرضاه ، لما قبلنا لهذه الكلمة { الإسلام }
بديلاً ، ولكن - اليومَ - الذي يقتُلُ المسلمين يقتُلُهم باسم الإسلام ، و الشيعةُ يتكلمون باسم الإسلام ،
والخوارج يتكلمون باسم الإسلام ، فلما أردنا أن نُميزَ إسلامنا من هذا الجهل ومن هذا الظلم أجملنا
كلمةً واردةً في كتاب ربنا وفي أحاديث نبينا عليه السلام ،
فليست العبرةُ بالألفاظ و المباني ، وإنما العبرةُ بالحقائق و المعاني .
فالسلفيةُ نسبة إلى السلف الصالح ، و هم الصحابةُ والتابعون ، و تابعوهم إلى القرون المفضلة .
وقد ثبت عن عائشةَ أن النبي عليه السلام قال لابنته و حبيبته فاطمه : { نعم السلفُ أنا لك }
وثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يُودعُ ابنه ابراهيم وبناته عند دفنهم بُعيد الموت { الحقي
بسلفنا الصالح عُثمان بن مظعون } .
و يقول تعالى :{ ومن يشاقق الرسولَ من بعد ما تبينَ لهُ الهدى و يتبع غيرَ سبيل المؤمنين نُوله ما تَولى و نُصله جَهَنمَ
وساءت مَصيرا } .
فالسلفيةُ ليست رجوعاً للوراء ، وتقهقراً للخلف ، فهي دعوةٌ منضبطةٌ في فهمها بمنهج ، وضعهُ علام الغيوب الذي يشملُ علمه الماضي
والحاضر والمستقبل ، وهي تتقدم للأمام نحو الإسلام المصفى دين الله الخاتم ، لإقامته وتُحقق هيمنته على جميع
الأديان والمبادئ والأفكار .
فالسلفيةُ{من حيثية انتزاع الأحكام للنوازل} إنماهى عملٌ محكم ، وجعل النصوص الشرعيه بتقعيدات العلماء
المعتبرين هى الحكمُ والفيصل في الصغير والكبير وفي الدقيق والجليل وفي كل شيء في حياة الإنسان
إمتثالاً لقول الله رب العالمين { فإن تنازعتم في شيء فرُدُوهُ إلى الله والرسول } .
هذه هي الدعوةُ السلفيةُ بمبادئها الكليه ؛ فالسلفيةُ أكبرُ من الأشخاص منفردين أو مجتمعين وأكبرُ من المراكز
وأكبرُ من الجمعيات وأكبرُ من الشيوخ وأكبرُ من كل شيء ؛
فالسلفيةُ - كما ذكرنا - هي دين الله النقي الذي أنزلهُ اللهُ على قلب النبي عليه السلام .
والعجبُ لا ينتهي في هذا الزمان ، ولكن نحن نعيشُ في زمان اختلطت فيه المفاهيم وأصبحت فيه معركة في
الإصطلاحات ، وغَر الناس الألفاظُ و الأسماءُ وكاد الناسُ- إلامن رحمَ ربي - أن يَنسَوا الحقائق ؛
فإنما العبرةُ بالحقائق لابالمسميات ، ومن امارات ذلك أنك تسمعُ وصفين متناقضين لايُمكنُ أن يجتمعا أبداً
كأنك تقول : هذه الورقة بيضاء سوداء ، فالبياض مع السواد لايُمكنُ أن يجتمعا أبداً ،
فلما تقول : سلفيه تكفيريه ،فهذان وصفان لايجتمعا أبداً .
وليست الدعوةُ السلفيةُ دعوةٌ سياسية ، أو دعوة عندها بيانات ومنشورات سياسية ؛فالدعوةُ السلفيةُ دعوةُ أمن ،
ودعوةُ علم ، ودعوةُ منهج ؛ لفهم دين الله - عز وجل - دعوةٌ فيها تربيةٌ وعمل ،
هذه الدعوةُ السلفية ليست حزبية ، بل إن جميعَ من يؤمنُ بالإسلام إيماناً صحيحاً هو سلفي بمعنى أنهُ
معظمٌ لكتاب الله وسنة رسول الله عليه السلام ، ومعظمٌ للصحابة والتابعين ،
فمن كان هذا حالهُ فهو سلفيٌ ، فلا يوجدُ عندنا دعوةٌ إقليميةٌ ، ولكن لانقبل أن يندس في صفوفنا من ليس منا ،
ومن يحملُ أفكاراً غريبةً عن جسمنا ويريدُ أن يحطم دعوتنا بهذا اللبوس ، لكنهُ في حقيقة أمره لايفهمُ الدينَ
كما نَفهَمُهُ ،ولايرجعُ للعلماء الذين نرجعُ إليهم ولايعظمُ القواعدَ والمبادئَ التي نعظمها ،
المأخوذة من كتاب ربنا وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم . { انتهى بتصرف}