اثراعتبار المصالح والمفاسد في الفتوى لجمع الكلمة .. رساله بقلم الكاتب
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ، واصلي واسلم على معلم الامة الاول نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين باحسان الى يوم الدين .....
اما بعد ..... فان من اعظم مقاصد شرعنا الحنيف هو طلب اجتماع الكلمة ، وائتلاف القلوب ، والحث عليه لما فيه الخير الكثير لامتنا الاسلامية ، ولا يخفى ذلك على احاد المسلمين فضلا عن علمائهم ، ودعاتهم ، ولما كان هذا القصد العظيم قد وجب اقامته ، وتحقيقه ، كان لازم تقصي سبل تحقيقه على ارض الواقع ، ليخرج من حيز الاقوال الى حيز الافعال ، ومن التنظير الى التطبيق .
ومن المعلوم ان هذا الدين جاء بكل ما هو نافع وبينه لنا وحثنا عليه ، وحذرنا من كل ضار وبينه لنا ، فالدين كله مبني على قاعدة درء المفاسد وتقليلها وجلب المصالح وتكثيرها.
وقد نص القران في كثير من الايات على هذا الاصل ؛ وكذلك السنة المطهرة واقاويل الصحابة كما سيأتي ذكره في موضعه ولذا تقرر عند الفقهاء ان المصالح والمفاسد اذا تزاحمت ، يقدم درءها وتقليلها ، على جلب المصالح وتكثيرها .
واذا تقرت لنا العلاقة بين ضرورة اجتماع الكلمة ، وبين قاعدة الدين التي جاء من اجلها ، سيظهر لنا اثر اعتبار المصالح والمفاسد في الفتوى، مع وضع ذلك كله في ميزان مآلات التصرفات والافعال ؛ فينظر الى الفعل ، لا الى اصله بان يكون مباحا ، فلا يكون دافعا بان يقال باباحته ، بل ينظر الى مآله ، فيعمل بسد الذرائع تحقيقا وجلبا للمصالح وهي ائتلاف القلوب ، او درءا للمفسدة لتجنب الخلاف والفرقة ؛ عند ذاك يمكن ايقاع الفتوى بعد النظر في الادلة الشرعية فيراعي فهم الواقع والفقه فيه وفهم الواجب في الواقع ثم النظر في المصلحة المتحققة _ اعني بها جمع كلمة المسلمين -
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين .......................كتب ابن فالح