ياسرُ بنُ صَهِيل
بَواكِي الشام
يا واقفين على الأطلالِ باكينا
مكلِّمين ديارَ الإِلْف شاكينا
وعاكفين على رسْم كما عكفت
أهل الجهالة للأصنام داعينا
إن كان يبكيكمُ شوقٌ لغانيةٍ
أو كان يسليكمُ وصلٌ لها حينا
فقد بكت ببلاد الشام طاهرةٌ
قد دُنِّس العرضُ منها بعدما صينا
وقد بكت ببلاد الشام والهةٌ
على وحيدٍ لها قد بات مدفونا
وقد بكت طفلةٌ ترجو رجوعَ أبٍ
وقتَ الظهيرةِ، يأتي حاملاً تِينا
هل مات حقا؟ كذبتمْ! فَهْو أخبرني
لسوف يقطف لي فُلَّاً ونسرينا
وهل أتاك حديث القوم إذ رحلوا
وخلَّفوا خلفهم كرْماً وزيتونا
ما كان أسعدهمْ في ظلِّ دوحته
ما كان أسعده إذ يستظلُّونا
لو كان يملك مدَّ الظل فوقهمُ
حتى يعودوا إلى الأبياتِ آوينا
ففرقت شملهمْ شِبِّيحة تَخِذَت
سبَّ العظيمِ جهاراً والخنا دينا
عن أرضهمْ رحلوا في خيمةٍ نزلوا
فهل تقي جسداً من برد كانونا؟
في كلِّ يومٍ لنا في الأرض نائحةٌ
والمسلمون على الأطلالِ باكونا
لا تلفينَّ دماً إلا لأمتنا
مِن قَتْلِ عثمانَ حتى ديرِ ياسينا
فليعلمِ الناسُ أن اللهَ غايتُنا
والنصرَ صاحبُنا والموتَ حادينا
لا نتَّقي الموتَ إن أبدى نواجذَه
ونفتدي الدين بالأرواح راضينا
إنَّ السُّيول إذا ما أُحْصِرَت غضبت
وأغرقت كل وغدٍ باتَ مأفونا
ليحطمنَّ غداً طوفانُ أمتنا
كلَّ السدود، ويسقي روضَ وادينا
هذا السبيل فإن تطلبْ به بدلاً
أُلْقِيت في النارِ تحت الأرضِ ملعونا