شذرات من السيرة النبوية المعطرة

بقلم - فالح الحجية

5

كنت قد بينت في الحلقة الرابعة انه حصل بين المسلمين والمشركين في مكة تباغض وتباعد و لما كثر عد د المسلمين واصبح لهم كيان اخذ يزداد او يكبر يوما بعد يوم . وزاد هذا التباغض استمرار النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته واجهاره بها في نواديهم وامكنة تواجدهم حيث كان يتلو عليهم القران الكريم ويدعوهم للدخول في الاسلام( ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) ويعبد الله علانية ويصلي في المسجد الحرام علانية . وقد ازداد هذا النتاحر عندما خرج المسلمون من دار الارقم بن ابي الارقم في صفين على راس احدهما الحمزة وعلى راس الا خر عمر بن الخطاب ودخلوا المسجد الحرام يطوفون حول الكعبة .

وكان قد قرب موعد موسم الحج - حيث كانت العرب تحج البيت الحرام وتطوف بالكعبة وتحضر الموسم من كل صوب وفج ومن كل القبائل القريبة والبعيدة - لذا اجتمع ملا من قريش في دار الوليد بن المغيرة -وكان الوليد شيخا طاعنا في السن ذا شرف ومقام معروف بينهم- يتدارسون امر الحج وامر الدعوة الاسلامية وما يفعلونه ازاءها . فقال لهم ( يامعشر قريش انه قد حضر هذا الموسم وان وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بامر صاحبكم – يعني محمد صلى الله عليه وسلم – فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذّب بعضكم بعضا ) . فتحيروا ماذا سيقولون في امره صلى الله عليه وسلم واخذ كل منهم يقول خلاف صاحبه : كاهن . مجنون . ساحر..) فقال لهم الوليد :( والله ان لقوله لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اصله لعذق وان فرعه لجناة وما انتم بقائلين من هذا شيئا الا عرف انه باطل وان اقرب القول ان تقولوا ساحر فقوله سحر يفرق بيم المرء وأبيه وبين المرء وأ خيه وبين المرء وزوجه وبين المرء وعشيرته ) فتفرق القرشيون على هذا القول فلما حضر موسم الحج كانوا يجلسون في طرق الناس القادمين للحج ودروبهم يحذرونهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم ويذكرونهم أمره من انه ساحر .

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج الى مجاميع الحجيج ورحالهم ومنازلهم او مواقع اقامتهم ويدعوهم الى الايمان والاسلام ويقول لهم ( ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا) .

انتهى موسم الحج لهذا العام فصدرت العرب عادت ادراجها وقد عرفوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشر ذكره في كل الجزيرة العربية.

قرر القرشيون ان يستمروا في الوقوف بوجه الدعوة الاسلامية فاخذوا يثيرون الشغب ويفعلون الضوضاء بحيث كلما شاهدوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يستعد ليقوم بالدعوة لا يتركوا له فرصة للتحد ث الى الناس او قراء ة القرآن الكريم على اسماعهم الا وفعلوا ما يغير الامر ويبعدوا الناس عنه وشددوا على ذلك فقال الله تعالى فيهم ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون).

حتى ان بعضهم اخذ بسرد القصص للناس في منتدياتهم منهم النضر بن الحارث الذي سافر الى الشام والحيرة ليتعلم قصصا وحكايات اخذ يقصها عليهم لاجل صرف الناس عن الاستماع لرسول الله صلى الله وسلم فكان كلما سمع بمجلس يجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا وجاء اليه واخذ يقص على الناس هذه القصص والنوادر التي سمعها وقيل انه اشترى مغنية او قينة تغني فاذا سمع ان فلانا يريد ان يدخل الاسلام اخذ تلك المغنية لتغنيه وتطعمه لاجل الا يذهب الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيدخل الاسلام فانزل الله تعالى فيه ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين )

وكانوا يعملون على تخذيل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والمسلمين فيتهمونه انه رجل مسحور او انه مجنون او كاهن او انه مفتر او انه ساحر بل ويسخرون منه ( اهذا الذي بعث الله رسولا * ان كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا ان صبرنا عليها ) وكذلك يستهزؤون بالملسمين وخاصة الضعفاء منهم فاذا راؤوهم يقولون( جاؤوكم ملوك الارض) قال تعالى على السنتهم ( اهؤلاء من الله عليهم من بيننا ) وكان الرسول الكريم يضيق بهم وبما يفعلونه بالمسلمين ذرعا قال تعالى ( ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون) فثبته على الدين قائلا ( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ( انا كفينا ك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله الها اخر فسوف يعلمون ) والملاحظ ان القران الكريم قد تماشا في نزوله مع الدعوة الاسلامية في كل مساراتها في سريتها وعلانيتها وةوصفها وصفا مسهبا فكان ينزل في كل حالة ايات من القران الكريم ليثبت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على دينه ويقوّي عزيمته ويشد في عضده ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ماكانوا به يستهزؤون )

وقد اثاروا الشبهات والدعايات الكا ذبة وكثفوها وتفننوا فيها فقد كانوا يقولون للقران الكريم : احلام واوهام كاذبة تراود محمد ا اثناء الليل فيقراءها في النهار على الناس او يقولون انما يعينه على القول اخرون( وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤا ظلما وزورا ) وانه له شياطين تعينه على قوله كما كان للشعراء شياطين تملي عليهم قصائدهم وتعينهم على قول الشعر .

اما تعذيبهم للمسلمين تعذيبا جسديا فانه كثير فقد أوذي ابو بكرالصديق وطلحة بن عبيد الله فقد شدهما نوفل بن خويلد العدوي في حبل لمنعهما من حضور الصلاة. وكان ابو جهل اذا سمع احدا اسلم من ذوي الجاه والشرف اخزاه وأنبه وهدده بالحاق الخسار ة به وبماله وبجاهه وان كان ضعيفا ضربه مبرحا واغرى الاخرين على ضربه واهانته

وعذب عثمان بن عفان حيث كان عمه يلفه بحصير من خوص النخيل ثم يدخنه من تحته . وعذب بلال بن رباح اذ كان عبدا مملوكا لأميه بن خلف حيث كان يضع حبلا في عنقه ويعطيه للاطفال يلعبون به ويضربونه او يخرجه في الحر الشديد فيرميه على الرمل المحرق او يضع على صدره صخرا كبيرا فيدعوه للكفر بمحمد وبما جاء به ويدعوه ليعبد اللات والعزى وقد مر به ابو بكر الصديق وهو على هذه الحالة فاشتراه من امية بن خلف واعتقه لوجه الله تعالى .

وكان خباب بن الارت ممن سبي في الجاهلية اشترته ام انمار بنت سباع الخزاعية وكان حدادا فعذبته في النار فتاتي بالحديدة الشديدة الحرارة فتكويه في ظهره لعله يكفر بمحمد وبدينه او يلوون عنقه ويجرونه من شعره او بموضع حجر كبير على صدره لا يستطيع دفعه. وكان عامر بن فهيرة يعذب شديدا حتى يفقد وعيه وعذب ايضا افلح ابو فكيهة الازدي وكان مولى لبني عبد الدار كانوا يضعونه في منتصف النهار في الحر القائض وفي رجليه الحديد ويجردونه من الثياب .

وعذب عمار بن ياسر وامه وابوه عذابا شديد فكان ابو جهل المخزومي يعذبهم عذابا شديد فيخرجهم هو واقاربه الى الابطح فاذا اشتد الحر فيعذبهم فيها وقد مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة ) فمات ياسر والده في التعذيب وكذلك امه وهي ام عمار سمية بنت خياط مولاة ابي حذيفة المخزومي فقد طعنها ابو بحربة في يده فقتلها لذا تعتبر اول شهيدة في الاسلام و اما عما ر فكان المشركون يلبسونه درعا من حديد ويضعون الصخر على صدره او يرمونه بالماء حتى يقول ما لايعي فانزل الله تعالى قوله ( من كفر من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )
وعذب صهيب بن سنان الرومي وعذب مصعب بن عمير حيث منعته امه من الطعام بعد اسلامه وطردته من بيتها حتى تخشف جسده
ومن النساء عذبت ام عمار سمية بنت خياط حتى ماتت و النهدية وابنتها الا ان ابا بكر الصديق اشتراهما واعتقهما لوجه الله كما اعتق بلال و عامر بن فهيرة وقد لامه ابوه على ذلك قائلا له ( اراك تعتق رقابا ضعافا فلوا عتقت رجالا جلدا لمنعوك ) فقال (اعتقتهم لوجه الله) فانزل الله تعالى فيه قرآنا ( وسيجنبها الاتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * الا ابتغاء وجه ربه الاعلى * ولسوف يرضى *) فما كان من المسلمين الا ان يزدادون ايماما ويقينا وكلما زاد تعذيبهم يزدادون حرصا في اسلامهم .

فلو تتبعنا الامر لوجدنا ان هناك امورا مهمة هي الاساس في خلاف المسلمين في دينهم والمشركين وكفرهم من هذه الامور:
. التوحيد فالمسلمون يؤمنون بان الله الواحد الاحد والكافرون لايؤمنون والمشركون لهم اكثر من الاه ولو ان بعضهم كانوا يعرفون التوحيد على دين ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل عليهما السلام ويعلمون انهما انبياء ارسلهما الله تعالى وكذلك ارسل موسى عليه السلام من قبل الا انهم كانوا يعبدون الاصنام والاوثان لتقربهم الى الله زلفى. لهذا كان التوحيد اصل الخلاف بينهم ولا يزال لحد الان خلافا بين الوثنية والاسلام فان بعض المشركين يقرون بوحدانية الله تعالى في ذاته وصفاته وافعاله ويعترفون بان الله هو الخلاق العظيم خالق السموات والارض وما بينهما وبيده ملكوت السموات والارض وملكوت كل شيء وهو الرزاق الذي يرزق الناس والدواب وهو المدبر لكل امر كبير او صغير وهو رب العرش العظيم وهو الذي سخر الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والانعام والجن والانس والملائكة وهو يجير ولا يجار عليه . يحيي ويميت ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه كما يؤمن المسلمون بذلك الا انهم يقولون : ان الله تعالى قد منح بعض عباده المقربين اليه شيئا من التصرف في امور الكون فهم يتصرفون فيه مثل دفع الضر وقضاء الحوائج والولادات من ذكر او انثى وشفاء المرضى وكانوا يقولون ان الله اعطاهم هذا لقربهم منه فهم يقضون هذه الامور عن طريق الغيب فيكشفون الكربات ويدفعون عنهم البلاء ويقربون الى الله من يرضون به ويشفعون لهم عند الله في يوم الشدة وهؤلاء هم الانبياء والصالحين فهم اتخذوهم وسيلة بين الله تعالى وعباده من ذلك انهم بنوا بيوتا وضعوا تماثيل واصناما فيها ينحتونها حسب ما يريدون في صورهم الخيالية او ينحتونها كيفما يريدون ويضعونها في هذه الابنية والضرائح الخاصة يتبركون بها ويطوفون حولها ويقومون بالاجلال والتعظيم لهذه التماثيل ويقدمون لها القرابين والذبائح والنذور وكانوا قد جعلوا لهم مواسم معينة في السنة يقصدونها لغرض التبرك والعبادة معتقدين انها تقربهم الى الله زلفى فكان هذا شركهم في نظر المسلمين في عبادتهم لغير الله تعالى فقد جعلوهم شركاء لله تعالى .

ولما قام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى التوحيد ونبذ كل ما اتخذوه الاها من دون الله تعالى لم يعجبهم وانكروا ذلك على المسلمين وعظّموه لهذا قرر المشركون الدفاع عن شركهم ومعتقداتهم فبعد ت بينهم الشقة وكثر الخلاف واشتد ولما ناقشهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الامر قالو ( بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ) فأفحمهم القران الكريم ( ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) ( فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين )( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يمكلكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا) ودعاهم الرسول الكريم صى الله عليه وسلم الى التفكر في الامر فبهتهم وذهبت حجتهم الا انهم أصروا على عبادتهم ذلك لان آباءهم كانوا يعبدونها . واخذ بعض الشركين يخوف النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لاساءتهم الادب الى آلهتهم ببيان عجزها وانها ستغضب عليهم فتهلكهم . فانزل الله تعالى ايات ليثبت بها نفوس المؤمنين ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون* )
لذلك قرر المشركون العمل على تحجيم الدعوة الاسلامية وصدها ولو كان ذلك بالقوة والعنف .

اما الامر الاخر فهو : الايمان برسالة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونبوته فكان ان قالوا ألم يجد الله لحمل رسالته الا محمدا اليتيم المسكين . فلو كان غيره لربما آمنا به أي لو كان الرسول عظيما من او من اكابر قريش او كبار الطائف أي من قريش او من ثقيف وهم عظماء العرب آنذاك لآمنا به فانزل الله تعالى ما يقوض امرهم ( لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم) يقصدون بها مكة او الطائف بقوله تعالى ( أهم يقسمون رحمة ربك .نحن قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا )( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) فالرسالة والنبوة رحمة من الله تعالى لعباده والله تعالى هو الذي يقسم رحمته حيث يشاء فكانت هذه الرسالة والنبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من عباده .

و في هذا رد قاطع لهم ودحض لشكوكهم فان رسول الله هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم أرسله لجميع البشر .

اما الامر الاخر الذي اختلفوا فيه فهو: البعث من بعد الموت اذ لم يكن معروفا عندهم فتعجب الكفار والمشركون بذلك واستغربوا الامر فكانوا يقولون ( أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون او آباؤنا الاولون ) ( قل ان الا ولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم )
فبين الرسول الكريم لهم ان الله جعل الحياة من بعد الموت لكي يأخذ كل ذي حق حقه ويرد اليه ففي هذه الحياة الدنيا يموت الظالم ولم يؤخذ منه ظلمه للاخرين ويموت المظلوم وحقه باق بذمة ظالمه والمحسن يموت قبل ان يلقي جزاء احسانه وصلاحه والمسيئ يموت دون ان يعاقب على اساءته فان لم يكن هناك بعث من بعد الموت يبعث فيه الناس لما اخذ ت الحقوق لذا فالله تعالى باعث الخلق من جديد وباعثهم ليوم تشخص فيه القلوب والابصار وفي هذا اليوم العظيم تتم محاسبة الجميع كل بما فعل في الدنيا وترد المظالم الى اصحابها ويجزى المحسن باحاسنه والمسيئ باساءته .

وذلك اليوم وهو يوم القيامة وقد ابطل الله تعالى عقيدتهم التي كانوا عليها فكان في هذا خلاف بينهم وبين المسلمين . فكانو ا يحسبون لهذا حسابا واخذوا يتصدون لكل من دخل الاسلام وآمن بهذه الامور بالاذى والتحوط والحذر منه .

احاط الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بهالة من الشرف والوقار ما وقاه اعتداء قريش عليه وكان عمه ابو طالب سيدا مطاعا مكرما معظما في قريش وقبائل العرب وكان من ذروة بني هاشم وبني عبد مناف . تهابه الناس وتعرف له قدره وكان قد حماه وهو عمه واحاطه برعايته فاضطر المشركون ان يتلمسوا من عمه منعه . فسار رجال من اشراف قريش الى ابي طالب يخبرونه بان ابن اخيه قد سفه دينهم وعيبه وسب الهتهم التي يعبدونها ورجوه ان يكفه عنهم وعن هذه الامور او يخلي بينهم وبينه فتلقاهم ا بو طالب بالقول الرصين المهذب وردهم ردا جميل ا فانصرفوا بينما مضى محمد صلى الله عليه وسلم يظهر دين الله ويدعو لاظهاره الا ا ن قريشا لم تصبر طويلا على هذا الامر وطلبوا من ابي طالب ان يكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسفيه آلهتهم وشتم آبائهم والا سيحاربونه حتى هلاك احد الفريقين فعز ذلك على ابي طالب ودعا النبي صلى الله عليه وسلم ورجاه ان يحفظ عمه ومكانته في قريش ويحفظ نفسه ويترك هذا الدين فلما راى النبي صلى الله عليه وسلم عمه بهذا الموقف قال قولته الشهيرة ( ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه ) ثم استعبر وبكى اما م عمه فهب عمه قائلا ( اذهب ياابن اخي فقل ما احببت والله لا اسلمك لشيئ ابدا .

وفي احد الايام جاء رجال من قريش الى ابي طالب يعرضون عليه امرا ومعهم شاب وسيم هو سيد شباب قريش واجملهم وانهدهم – عمارة بن الوليد – فقالوا يا ابا طالب خذ هذا الفتى واتخذه ولدا وسلم لنا ابن اخيك الذي خالفك في دينك ودين آبائك وفرق قومك وسفه احلامهم فنقتله - فطردهم ابو طالب قائلا اتعطوني ابنكم اربيه لكم واعطيكم ابني لتقتلونه اما والله لايكون هذا ابدا ما حييت . فرجعوا ناكسوا رؤسهم وقد اضمروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقدهم .

يتبع

فالح نصيف الحجية
الكيلاني
2- ربيع الاول 1433 ه