تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 38

الموضوع: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تلاه
    أما بعد"

    وبعد أن قرأت سيرة أمّنا الطاهرة خديجة بنت خويلد وتمعنتُ فيها
    وجدت فيها من الصفاتِ قلّ ما توجد في زمننا الحال من النساءِ من عطاءٍ وكرمٍ وحبٍ ووفاءٍ وجودٍ ونبلٍ والتضحيةٍ وبذلٍ وعفافٍ وإخلاصٍ وصدقٍ وحكمةٍ وعقلًا رشيدا فطينًا فهيمًا.
    فتمنيت أن يعرف سيرة هذه الطاهرة جميع النساء لما فيها من فوائدٍ تعينهم في حياتهم من جميع النواحي
    فأين النساء من هذه الصحابية الجليلة وأينهنّ عن سيرتها العطرة..

    وقد عزمتْ أناملي أن تسطّر لكم بقلمي أو (كيبوردي( هذه السيرة العطرة وهذه الزهرة التي فاحَ أريجها وعبيرها فملأ أرجا الكون كله بعبير الإيمان..
    سائلة الله أن يوفقني ويعينني ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم..
    __________________
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    644

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    بارك الله في جهودك..
    ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    ما شاء الله
    في انتظاركِ, نفع الله بكِ.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    أختي أم اويس والتوحيد
    جزاكما الله خيرا وباركَ فيكما
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    من هيَ خديجة ؟؟
    هيَ (أمّ القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد ألعزي بن قصي بن كلاب القريشية الأسدية)
    هي: أول من أحبها النبي صلى الله عليه وسلم
    هيَ: أوّل زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلّم
    هي: أم المؤمنين
    هيَ: سيدة نساء العالمين
    هيَ: أوّ من رُزَق النبي منها الأولاد
    وهيّ: أوّل من آمنت بالنبي صلى الله عليه وسّلم
    وهي :ممن كملَ من النساء
    وهيَ" أوّل من صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم:
    وهيَ" أوّل من بشرها الله بالجنة من أزواجه

    وكانت من صفاتها رضي الله عنها:
    أنّها الطهارة ,
    قال الزبير بن بكار:كانت خديجة تدعوا في زمنها الطاهرة وأمّها هيَ فاطمة بن زائد العامرية
    ومناقبها جمة.......
    كانت عاقلةً رشيدةً جليلةًً دينةًً.مصونةً كريمةً وقد ثبت عن النبيّ أنه كان يفضّلها ويثني عليها على سائر أمّهات المؤمنين
    وكان يكثر من ذكرها وتعظيمها حيث أنّ خديجة كانت تغار منها بعد موتها ولم يسبق لخديجة أن قابلتها لأنّ النبي صلى الله عيه وسلم: لم يتزوج عليها إلّا بعد موتها وهذا من كرامتها عليه صلى الله عليه وسلَم
    فبعد أن عرفنا من هي هذه الأمّ الجليلة تعالين لنعرف سيرتها فاتـ لله إنها سيرتها تحي القلوب وباقتفاءِ آثارها تحصل السعادة الغامرة لتكون لنا القدوة والأم والمربية
    والآن نريد أن ندرس سيرتها العطرة ولتأمل فيها ولتعايش معها ومع أعظم أم في الكون لنعلم قدرها ومكانتها عند زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فلتعطر قلوبنا بسيرتها المباركة

    يتبع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    سيرة خديجة بنت خويلد
    :
    وما أجمل أن نتحدّث عن سيرة امرأةٍ عرفت في الجاهلية بـ(الطاهرة) فكيف في زمننا نتحدّث عن عفّتها وقصّتها وطموحاتها,
    ولدت خديجة بمكّة ونشأت في بيتٍ كلّه شرفٌ وعِزٌ وكرامٌ وقد مات والدها بحرب الفجّار
    وقد تزوجت خديجة مرتين قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلّم
    وكانا الاثنين من سادتِ قريش
    فكانت خديجة أوّلاً تحت (أبي هالةَ بن زراره بن النبّاش التميمي) وكانت تسعى بكلّ جهدها وبكلّ ما تملك ليكون زوجها سيّدا قي قومه
    وهذه المرأة الصالحة التي تحبّ أن ترفع من شأن زوجها عند قومها وتعلّي بهمته ليكون فخّراً لها
    ومع جهدها إلّا أنّ الموتَ قطع عليهِ تلك الأمنية فقد مات زوجها ورحل عن الدنيا ومتاعها
    وكانت قد أنجبت منه (هندا وهالة)
    و كان يتمنى خديجة أشراف قومها فكانت قد عُرِفت بالصفاتِ العلى وكانت من التجار المعروفين
    ثمّ خطبها رجلٌ من أشراف قريش وهوَ (عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم( وجاء منه (بهند بنت عتيق) ولكن هذا الزواج لم بتم طويلًا
    وكانت خديجة فد كسبت حظّها في التجار فلم تكن قوافلها تتوقف بين مكّة والمدينة حتّى غدت بين تجّار مكّة المعروفين فقد كانت تستأجر الرجال بمالها ليتاجروا بها إلى المدينة والشام "
    ومع كلِّ هذا فلم تكن خديجة تشعر بالسعادة الروحانية فلم يكن المال قد أغناها عن أيّ سعادة أخرى ولم تعتقد أن المال هو الوسيلة التي تجعل الحياة سعيدة
    عن ابن إسحاق قال : « وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ، ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ، وتضاربهم إياه بشيء تجعل لهم منه وكانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه بعثت إليه ، فعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجرا إلى الشام .....الخ " .
    كانت تريد زاد الإيمان والتقوى الذي لا يستطيع قلبٌ أن يعيش بدونه
    إنّه الزاد الذي جاء به الرسول الحبيب المختار بعد ذلك_ وكذلك أنّها تعثرت في حياتها الزوجيّة أكثرة من مرّة,
    مع أنّ قلبها كان يطمح ويتطلّع إلى حياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ ساميةٍ وإلى رجل كريمٍ وشريفٍ ذا نبلٍ وعطاء
    فقد عاشت أمّنا الطاهرة فترة من الزمن بدون زوج يأويها وهيَ التي يتمنّها أشراف قريش إلّا أنها كانت تشعر بقرارةِ
    نفسها إلى شيءٍ يُخَبِّيهِ المستقبل لها إلى شيءٍ يجعلها تنسى همومها وتعيشِ بقيةِ عمرها آمنةً سعيدةً
    يتبع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    أحسن الله إليكِ
    حُسن اختيار وحُسن أسلوب
    نتابع..
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    وفيكم بارك اختي توحيد زادكِ الله من نعيمه ووفقكِ
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    رؤيا في المنام...وطموحات وأحلام.

    كانت خديجة امرأة عالية الهمة واسعة الأفق بصفاتها الجميلة حلقت بها فجعلتها في سماء السبق إلى ساحة المعالي...
    وكانت خديجة تصغي كثير إلى أحاديثِ ابنِ عمّها( ورقة ابن نوفل )
    عن الأنبياء والرسل .
    وفي ليلةٍ غارت نجومها , وحلولك ظلامها, جلست خديجة في بيتها بعد أن طافت مرارًا بالكعبة وتفقدت أبنائها عندئذ ذهبت إلى فراشها وقد ترسمت على وجهها علامات الرضا والابتسامة
    وما أن استسلمت للنومِ وراحت في سبات

    وكان ما كان ورأت فيما يرى النائم.

    (((رأت شمسا عظيمةً تهبط من سماء مكّة لتستقرّ في دارها وتملأ جوانب الدار نورا وبهاءً ويفيض ذلك النور من دارها ليملأ كلّ من حولها بضياء يبهر النفوس قبل أن يبهر الأبصار)))

    هبّت خديجة من نومها_ وراحت تدور بعينيها فيما حولها وكأنها تبحث عن ذالك النور
    فأيقنت أنّ هذا كان حلمًا وأدركت أنّ الليل لم يزل يعمّ أرجاء المكانِ بالسواد
    ولكن ضلّ ذاك النور مشرقا في وجدانها ,,ساطعا في أعماقها
    فما أن أشرق الصباح وغادر الليل..
    ما كان من خديجة إلّى أنّها أسرعت إلى ابن عمّها (ورقة ابن نوفل)فلعلّها تجد تفسيرا لما رأت في حلمها البهيّ
    دخلت خديجة على ورقة فألفته قد عطف على قراءة الصحف وما إن مسّ صوت خديجة حتّى رحّب بها معجبًا
    خديجة؟؟ الطاهرة؟؟
    قالت: هيَ هيَ
    جلست خديجة وراحت تقصّ عليه ما جرى معها في المنام وكان يُصغي إليها باهتمام
    وما إن انتهت خديجة من كلامها حتّى تهلل وجهه بالبشرِ
    وارتسمت على شفيته علامات الرضا
    فقال لخديجة بهدوء ووقار ابشري ياابنة العمّ!!
    والله لو صدق الله رؤيتك ليدخلّن نور النبوّة داركِ
    ماذا تسمع خديجة ..شاجات في صدرها عواطف مشبوبة زاخرةً بالألم والرحمة والرجاء,,
    ظلّت خديجة تعيش على رفرف الأمل وبدأت أحلامها تطاير فوق السماء.
    فعسى أن تتحقق رؤيتها وتكون مصدر خيرا للبشريّة .
    فكانت خديجة إذا تقدّم إليها أحد من سادات قريش لخطبتها تُسَاوِيهِ بالحلم الذي رأته وهذه من حكمتها رضي الله عنها .
    ومع ذلك فكانت تردّهم رداّ جميلا أنّها لا ترغب بالزواج
    فكان إحساسها أنّ لأيّام تخبّئ لها شيئا يُفرح قلبها ويعمّها بالراحة والطمأنةِ



    يتبع...
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  10. #10

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    جزيتِ خير الدنيا والآخرة يا أخية

    وحرم الله أناملك عن النار.



    لكن لي ملاحظة أتوقع أنها سقطت منك سهوا وهي أن المقصود هنا عائشة رضي الله عنها وليس خديجة رضي الله عنها، أليس كذلك؟

    كانت عاقلةً رشيدةً جليلةًً دينةًً.مصونةً كريمةً وقد ثبت عن النبيّ أنه كان يفضّلها ويثني عليها على سائر أمّهات المؤمنين
    وكان يكثر من ذكرها وتعظيمها حيث أنّ خديجة كانت تغار منها بعد موتها ولم يسبق لخديجةأن قابلتها لأنّ النبي صلى الله عيه وسلم: لم يتزوج عليها إلّا بعد موتها وهذا من كرامتها عليه صلى الله عليه وسلَم

    .

    اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن (محمد خالد) المعروف ب (الوراق) وأسكنه فردوسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.
    واصلح ذريتي ووفقهم لكل خير.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    أوووووووه
    الله المستعان مشكورة حبيبتي وكأن أناملي أغوتني
    بورك فيك
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    نظرةٌ لطيفة..في زواجِ خديجة.

    كانت خديجة امرأة ذات شرف ومال وكانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إيّاه بشيء تجعله لهم فلمّا بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما بلغها عنه من صدقٍ وأمانةٍ وكرمِ أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليهِ أن يخرج في مالها إلى الشامِ تاجرا وتعطيه أكثر وأحسن ما تعطي غيره ,
    فقبلَ رسول الله وخرج إلى الشامِ تاجرا مع غلامٍ لها يقال له ميسرة,
    حتى قدما الشام. وكان عمر النيّ حينها 25 سنة فنزل رسول الله في ظلّ شجرةٍ قريبة وكانت هذه الشجرة بجانب صومعةِ راهب فسأل الراهب ميسرة من هذا الرجل؟ الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟
    فقال:له ميسرة,هذا الرجل من قريش من أهلِ الحرم,
    فقال: له الراهب ,ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلّا نبيْ
    ثم أكمل سيْره النبي وباع ما باع واشترى ما اشترى
    ثمّ أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة وكان الله قد بارك لرسوله في هذه التاجرة وأعطاه وحفظه بحفظه
    وبعد أن أدّى الأمانة إلى خديجة ومضى
    قصّ ميسرة لخديجة وقال: ما قاله الراهب :فعجبت خديجة وفرحت ,,
    شغلت خديجة بأحاديث وذكريات ابن عمّها ورقة وما قاله لها ميسرة,
    وقاسته على الحلم الذي رأته فكان نفس مقامه _واحتلتها أحلامها_
    وانطلقت خديجة من أحلامها التي كانت تعيشها إلى واقعٍ تحياه ,
    فكرّت في محمّد فوجدته يملأ صفحةَ خيالها,فبجمعِ كلام ابن عمّها ودلائل محمد وصافتهِ عرفت وأيقنت أنه الرحيق الذي يختم به الأنبياء ,
    فظلّت ترجوا أن يكون زوجا لها ولكن أينّ
    الطريق إلى ذلك,,
    وذك لأنّها امرأةٌ ذات نسبٍ وشرفٍ وثروةٍ وقد عرفها الناس بالعقل والحكمة وإرشاد فإن مثل صفاتِ خديجة يطمح بها الرجال
    ولولا أنّ السيدة كانت تحقر في كثير من الرجال ولكنّهم طلاب مال لا طلاب نفوس وكان الثرآء بنظرهم قد زيّن لهم ولكن لم تكنخديجة تريد هذا
    وإنّها لمّا عرفت محمد وجدت ضربًا آخر من الرجال وجدت جزءً آخر منهم,
    وبما أنّها تاجرة فقد مرّ عليها من التجُّار الخائنين منهم والمحتال ,
    ورأت من محمّد عكسَ هذا تماما فما تطلّع إلى مالها ولا جمالها فعل ما هو عليه وانصرف من عندها راضيًّا بدون خلاف ولا جدال ولا نقاش
    ومع حيرتها وكثرةِ تفكيرها وإضرابها ومع كلّ هذا
    إذا بصديقتها تستأذنها للزيارة واسمها(نفيسة بنت منبه)
    فأذنت لها فدخلت عليها وبدأت بتداول الحديثِ معها
    فأحسّت نفيسة شيئا في نفسِ خديجة فحاولت معرفة حتى كشفت سرّ خديجة
    الكامن الذي كان مترسمًا في محياها
    بدأت نفيسة بالتخفيفِ من نفسيّةِ خديجة وتمطينها وأنّها ذات النسبِ والجمالِ والمالِ وذكّرتها بكثرةِ الطالبين لها من أشراف قريش
    فبعد جلستيهما خرجت نفيسة من عند خديجة حتّى انطلقت إلى النبيّ وكلّمته
    قالت: له.يا محمّد ما يمنعك من أن تتزوّج فقال: عليه الصلاة والسلام ما بيدي أتزوّج به؟
    قالت: فإن كفيت ودعيتَ إلى المال والجمالِ والشرفِ والكفاءة فهل تجب
    فردّ الني قائلًا: ومن؟
    قالت:خديجة بنت خويلد
    قال: إن وافقت فقد قبلت
    وانطلقت على الفورِ نفيسة لتبّشر خديجة وأخبرتها الخبر
    فراح النبي وأخبر أعمامه برغبتهِ من خديجة,فذهب أبو طالب وحمزة وغيرهما إلى عمّ خديجة (عمرو بن أسد) وكان باستقبالهم عمّها وابن عمّها ورقة ابن نوفل
    وخطبوا إليه ابنة أخيهِ
    قام أبو طالب وخطب خطبةً فقال:
    «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد (معدنه) وعنصر مضر (أصله) وجعلنا حضنة بيته وسوَّاس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله كذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم»، فلما أتم أبو طالب الخطبة تكلم ورقة بن نوفل ابن عمّ خديجة فقال:
    «الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا» ثم سكت.
    فقال أبو طالب: قد أحببت أن يشركك عمها، فقال عمها عمرو بن أسد:
    «اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد» فقبل النبي النكاح وشهد على ذلك صناديد قريش.

    وقد تمّ العقد وذبحت الذبائح ووزعت في الفقراء وفتحت دار خديجة للأهل والأقارب
    وكانت خديجة في الأربعين في عمرها أمّا محمد ففي سنّ الشباب ابن الخمسة والعشرين
    ومع ذلك فقد عاش النبي معها أجمل الحياة وفرح بها وببرّها وعطفها

    يتبع..

    __________________

    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    رجاحةُ عقلها..وسُموِّ خصالها


    ولدت بمكة سنة(68 ق.هـ- 3 ق.هـ/ 554- 619م)، يلتقي نسبه وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين. في الجاهلية في الجاهلية
    . خديجة.. العفيفة الطاهرة كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن. وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. خديجة.. الحكيمة العاقلة وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة. ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام
    وليس شيئًا أدلّ على حكمتها وكياستها ورجاحة عقلها أنها اختارت النبي زوجا لها رغم فقره للمال وأنّها غنية وثريّة يتطلع عليها أشراف قومها ولكنّها أبت ذلك فكان طموح ها برجل من جنسٍ آخر لم تكن تريد المال ولا تطلع عليه كانت تريد الرجل الذي يتحلى بالأخلاق والكرم والأمانة وشرف المروءة وغنى النفس فأين تجد كلّ هذا على الوجه الأكمل فأكرمها الكريم بمن تريد أكرمها بأعظم الخلق بــ (محمّد)صلى الله عليه وسلم,
    فلمّا تزوجت خديجة كانت في الأربعين من عمرها فلم تكن بالفتاة الطائشة ..ولا العجوز الخرفة ..كانت في كما عقلها ورشدها رضي الله عنها
    وما كان محمدًا أن يقبل عرض صديقتها نفيسة عليه حتى لو كانت أبهى الناس جمالا وأكثرهم مالًا..
    ولكن رأى النبيّ منها غير ذلك رآها امرأة فطينة فهيمةً حكيمةً وهذا ما قد شهد لها قومها من شريق الخصال ,وحميد الفعال,وعفّةِ المئزر,وسلامة الجوهر
    فصدق ظنه محمّد بخديجة فكانت نعم الزوجة ونعم السند فتبتعه بما قال وفي كلّ الأفعال والطاعةِ له
    فقد رفرفت السعادة في بيتِ خديجة وقد أحبّها النبي صلى الله عليه وسلّم فكيف لا وهي بالتي احتوته واعتطه وزيّنت الدنيا له فما أكرمها من امرأة وما أعظمها من أم وما أحلى أخلاقها وما أسماها وما أجمل سيرتها

    يتبـع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    الحياة الزوجية,,لطاهرةِ النقيّة



    رفرفت السعادة في بيت خديجة فقد وجدت الطاهرة في زوجها محمد خير الأزواج
    فهو لطيف المشعر,سابغ العطف,يحيط به كل إنسان
    ومن وفائه صلى الله عليه وسلّم:أنه لم ينس المرأة العظيمة التي كانت له أمًّا بعد أم أيمن رضي الله عنها فأخذها معه على دار الزوجيّة فأكرمها وغمرها بحنانه ولم يكن لدى خديجة أيّ اعتراض على هذا بل كانت تحب من يحب زوجها وتكرمهم.

    وقد كان النبي ميمونا خلوقًا كريمًا ضربت فيه خديجة أروع الأمثالِ
    للبرّ والكرمِ والوفاءِ والصبرِ والجودِ فو لله ما سمع منها النبي ما يكرهه قطّ !!
    ولا كلمة تبغضه فاستمعن أيّها الأخوات نرى الآن في زمننا من تؤذي زوجها بالكلام والغضب المتواصل وتصبّ عليه الهمّ والغمّ صبّا وتعكّر صفو زوجها أين انتنّ عن خديجة الزوجة المخلصة الوفيّة الكريمة العطوفة الحنونة إنها الزوجة المثاليّة الزوجة القدوة لبناتِ المسلمين فقد ملأت حياة النبي سعادة وفرحا وسرورا وأمانا وسكينة وهدوء وإيمانا واطمئنان
    كان النبيّ قد عمل عندها يومًا من الأيّام فهل ذكرت له ذلك هل ذكرت أنكَ كنت تعمل عندي؟
    فأين الموظفات الآن يمنّون على أزواجهنّ ليل نهار؟
    تعلّمن من خديجة ما قالت : له قط! كلمة تجرحه ولا كلمة تؤذيه بل سعدت وفرحت بزواجها منه صلى الله عليها وسلّم ووضعت مالها كلّ بين يديه وأسلمت له قلبها ورحها واستقرارها عنده

    وبذلت بكلّ جهدها لتعد النبيّ وقد أخذت قلبه كيف لا وهي من آوته
    وأعطته وجعلته يعيش أجمل حياة وزينت له كل ما يتمنّا
    فنعمَ هذه الزوجة ونعم هذه المعيشة
    فأين نساء اليوم عن أمّهن ألا يأخذن منها شيئا


    يتبـع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    رجاحةُ عقلها..وسُموِّ خصالها


    ولدت بمكة سنة(68 ق.هـ- 3 ق.هـ/ 554- 619م)، يلتقي نسبه وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين. في الجاهلية في الجاهلية
    . خديجة.. العفيفة الطاهرة كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن. وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. خديجة.. الحكيمة العاقلة وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة. ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام
    وليس شيئًا أدلّ على حكمتها وكياستها ورجاحة عقلها أنها اختارت النبي زوجا لها رغم فقره للمال وأنّها غنية وثريّة يتطلع عليها أشراف قومها ولكنّها أبت ذلك فكان طموح ها برجل من جنسٍ آخر لم تكن تريد المال ولا تطلع عليه كانت تريد الرجل الذي يتحلى بالأخلاق والكرم والأمانة وشرف المروءة وغنى النفس فأين تجد كلّ هذا على الوجه الأكمل فأكرمها الكريم بمن تريد أكرمها بأعظم الخلق بــ (محمّد)صلى الله عليه وسلم,
    فلمّا تزوجت خديجة كانت في الأربعين من عمرها فلم تكن بالفتاة الطائشة ..ولا العجوز الخرفة ..كانت في كما عقلها ورشدها رضي الله عنها
    وما كان محمدًا أن يقبل عرض صديقتها نفيسة عليه حتى لو كانت أبهى الناس جمالا وأكثرهم مالًا..
    ولكن رأى النبيّ منها غير ذلك رآها امرأة فطينة فهيمةً حكيمةً وهذا ما قد شهد لها قومها من شريق الخصال ,وحميد الفعال,وعفّةِ المئزر,وسلامة الجوهر
    فصدق ظنه محمّد بخديجة فكانت نعم الزوجة ونعم السند فتبتعه بما قال وفي كلّ الأفعال والطاعةِ له
    فقد رفرفت السعادة في بيتِ خديجة وقد أحبّها النبي صلى الله عليه وسلّم فكيف لا وهي بالتي احتوته واعتطه وزيّنت الدنيا له فما أكرمها من امرأة وما أعظمها من أم وما أحلى أخلاقها وما أسماها وما أجمل سيرتها

    يتبـع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    الحياة الزوجية,,لطاهرةِ النقيّة



    رفرفت السعادة في بيت خديجة فقد وجدت الطاهرة في زوجها محمد خير الأزواج
    فهو لطيف المشعر,سابغ العطف,يحيط به كل إنسان
    ومن وفائه صلى الله عليه وسلّم:أنه لم ينس المرأة العظيمة التي كانت له أمًّا بعد أم أيمن رضي الله عنها فأخذها معه على دار الزوجيّة فأكرمها وغمرها بحنانه ولم يكن لدى خديجة أيّ اعتراض على هذا بل كانت تحب من يحب زوجها وتكرمهم.

    وقد كان النبي ميمونا خلوقًا كريمًا ضربت فيه خديجة أروع الأمثالِ
    للبرّ والكرمِ والوفاءِ والصبرِ والجودِ فو لله ما سمع منها النبي ما يكرهه قطّ !!
    ولا كلمة تبغضه فاستمعن أيّها الأخوات نرى الآن في زمننا من تؤذي زوجها بالكلام والغضب المتواصل وتصبّ عليه الهمّ والغمّ صبّا وتعكّر صفو زوجها أين انتنّ عن خديجة الزوجة المخلصة الوفيّة الكريمة العطوفة الحنونة إنها الزوجة المثاليّة الزوجة القدوة لبناتِ المسلمين فقد ملأت حياة النبي سعادة وفرحا وسرورا وأمانا وسكينة وهدوء وإيمانا واطمئنان
    كان النبيّ قد عمل عندها يومًا من الأيّام فهل ذكرت له ذلك هل ذكرت أنكَ كنت تعمل عندي؟
    فأين الموظفات الآن يمنّون على أزواجهنّ ليل نهار؟
    تعلّمن من خديجة ما قالت : له قط! كلمة تجرحه ولا كلمة تؤذيه بل سعدت وفرحت بزواجها منه صلى الله عليها وسلّم ووضعت مالها كلّ بين يديه وأسلمت له قلبها ورحها واستقرارها عنده

    وبذلت بكلّ جهدها لتعد النبيّ وقد أخذت قلبه كيف لا وهي من آوته
    وأعطته وجعلته يعيش أجمل حياة وزينت له كل ما يتمنّا
    فنعمَ هذه الزوجة ونعم هذه المعيشة
    فأين نساء اليوم عن أمّهن ألا يأخذن منها شيئا


    يتبـع
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    كرم وإيثار..وصِفَاتٌ للأخيار
    لقد كانت أمّنا الطاهرة خديجة في غايةِ الكرم والجود وكانت تحبّ كل من يحبّه زوجها صلى الله عليه وسلّم
    وتضحّي بكلّ ما تملك لإرضائه
    فقد كفلَ النبيّ صلى الله عليه وسلّم ابن عمّه علي ابن أبي طالب
    فوجد عليّ في بيتِ الطاهرة الرحيمة قلبًّا حانيًّا وأمًّا عطوفا جعلته يشعر أنّه مع أمّه فكانت تحسنُ إليه غاية الإحسان "وتكرمه غاية الإكرام
    فلمّا أحسّت خديجة بأن محمّدا بحبّ مولاه زيد بن الحارثة وهبته له فزادت مكانًا ومقاما في قلبِ النبيّ صلى الله عليْ وسلّم
    فكانت صاحبة قلبٍ رحيم
    وفي جلسةٍ غمرتها أنوار ربانية كان محمّد صلى الله علي وسلّم
    يتحدّث مع خديجة رضي الله عنها :
    فكان صوته الصحل يمسّ أوتار فؤادها وتلكَ الحكمة المتدفّقة
    من بينِ شفتيْه فأحسّت روحها بسعادة عامرة تسمو بها فوق وجودها الملموس
    في تلكَ اللحظات جاءت مولاة خديجة وقالت: مولاتي إنّ حليمة بنت عبد الله الحارث السعدّية تودّ الدخول ولمّا سمع النبيّ بحليمة السعديّة خفق قلبه الشريف حنانا وراحت ذكريات الحبيبة والحانية الدافئة تطفوا على سطح ذهنه, كانت اللحظات مفعمة بالمشاعر الناعمة لحظة_في مثل لمح البصر وأسرع_
    قامت خديجة لتدخل حليمة ,فطالما ما حدّثها عنها النبيّ
    وعندما وقعَ بصره الشريف عليها مسّ سمع خديجة صوته اللطيف وهو ينادي بلهفةٍ (أمّي أمّي)
    نظرت خديجة إلى النبيّ فألفته قد فرش لها رداءه ومرر يده عليها بحنان دافق,وقد تألق في عينيه سعادة غامرة كأنما كان يحتوي في أحضانه أمه آمنة بنت وهب وقد بعث من مرقدها
    وراح النبيّ يسألها عن حالها فراحت تشكوا إليْه قسوةَ قومها والجدب الذي نزل ببادية بني سعد ثمّ شكت ضيق العيشِ ومرارة الفقر,فأفاض عليها من كرمه
    وبعد ذلك حدّث النبي زوجته خديجة_في تأثر واضح)
    بما ألّم فيه بما حلّ بمرضعته حليم ومن ضيق لها
    وما حالَ بقومها من كرب
    فأفاضت خديجة بكرمها فأعطت حليمة عن خاطر أربعين رأسا من الغنم كما وهبتها بعيرا يحمل الماء وزودتها بما تحتاجه في رجوعها إلى باديتها
    فكانت خديجة متأهبة في الدوام لتجود بكلّ أموالها إرضاء لزوجها فشكر لها النبي ثم راح يضع بين يديه ما جادت به خديجة
    فكانت كريمة تجود بأموالها لإسعاد حبيبها فرحم أمّ المؤمنين وأسكنها فسح جنّاته

    يتـبع
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    أولادُ خديجة..ذريّةٌ مباركـة ....وسعادةٌ غامِرة

    وهكذا كان هذا البيت المبارك قائما على المودّة والرحمة والعطفِ والحنان
    وفي يوم من الأيّام عاد النبي صلى الله عليه وسلّم إلى البيت وكانت الزوجة العطوف تحمل له البشرى الجميلة التي يسعد بها كل الأزواج فكانت البشرى أنّها حامل فاهتزّ قلبُ الحبيب فرحًا بتكَ البشرى الجميلة
    وكانت خديجة في غاية السعادة لأنّها ستنجبُ لزوجها الحبيب أوّل مولدٍ له..
    ولتحمل هوَ وهيَ نفس اللقب
    ومرّت الأيّام والنبيّ وخديجة ينتظرون الوقت الحاسم
    وجاءت اللحظة السعيد الذي ينظروها فولدت خديجة للحبيب وكانَ اسمه( القاسم بن محمّد) وهو الإسم الذي كنّيَ به الحبيب صلى الله عليهِ وسلّم
    ثم ّتتابعت بعد ذلكَ هذه الذريّة المباركة فولدت له زينب,وأم كلثوم,وفاطمة,وكا ن ذلك قبل النبوّة ثمّ ولدت له بعد النبوّة عبدا لله الذي كان يسمّي بالطيّبِ الطاهر
    وقد مات بنو النبيّ كلّهم في صغرهم أمّا البنات فكلهنّ أدركن الإسلام وأسلمنَ وهاجرنَ فرقيّة وأم كلثوم تزوجتا عثمان بن عفّان رضي الله عنه
    وزينب تزوّجت أبي العاص بن الربيع بن عبْد الشمس
    وفاطمة تزوّجت علي ابن طالب رضي الله عنه وأرضاه
    وقد أدركن بنات النبي وتوفين في عهده إلّا ابنته فاطمة فقد توفيّت بعده بستة اشهر .
    وكان النبي يحبّ أسرته كيف لا وهم فاطمة وخديجة وعثمان وعلي
    رضيَ الله عنهم.
    وقد بينت الكثير من الحديث فضل أهل البيت
    فكانوا جميعا يعيشون حياة هادئة جميلة في غاية السعادة
    فخديجة زوجة مثالية سعت بكلّ ما تملك لتدخل السعادة على قلبِ أهلِ بيتها
    فمن هذا البيت المبارك خرجت فاطمة التي أضحت فيما بعد سيدة نساء أهل الجنّة وأمّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة وزجت واحد من العشرة المبشرين بالجنة فيا له من بيت مبارك نشر البركة وعبير َ الإيمَانْ على الكونِ كلّه

    يتبع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    بلاد الشــام ..
    المشاركات
    248

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    "البداية النبوية...وموقف خديجة بلحظاتٍ نديّة
    "
    كان محمّد يهجر مكّة كلّ عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء
    كان محمّد يأخذ زاد الليالي الطوال ثمّ ينقطع عن الناس متجهًّا إلى ربّ العالمين
    في هذا الغار المهيّب الحجب,كانت نفسٌ كبيرة قد تركت الدنيا وما فيها ولجأت إلى ربّها تتلوى حسرةً وحيرة لأنّها لا تدري من ذلك مخرجا ولا له علاجا!!!
    في غار حراء كان محمّد عليه السلام يتعبّد ويصقل قلبه وينقي روحه ويقترب من الحق جهده ويبتعد عن الباطل وسعه حتّى وصل إلى مرتبة عاليه فأمسى الحبيب لا يرى رؤيةً حتّى جاءت كفلق الصبح
    من رواية للسيدة عائشة أم المؤمنين عن بدء الوحي بقولها :
    (( أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي : الرؤيا يا الصالحة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ، - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - قبل آن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق - وفي رواية : حتى فجأة الحق - وهو في غار حراء ، فجاء الملك ، فقال : اقرأ ، قال : قلت : ما أنا بقاريْ ، قال : فأخذني فغطني ، حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقاريء ، قال : فأخذني فغطني ثانية حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال : اقرأ : فقلت : ما أنا بقاريْ ؟ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال :" و اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " ( 96/ 1-5 ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : زملونى ، زملونى ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - : لقد خشيت على نفسي ، فقالت له خديجة : كلا ، أبشر ، فو الله لا يخزيك الله أبدا ، أنك لتصل الرحم ، و تصدق الحديث ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
    فانطلقت به خديجة ، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قص - وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها- وكان امرءأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى ، فقالت لهخديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : « هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيما جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك » . فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وان يدركني يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وخر الوحي )) 4 .
    فكان موفق أمّنا خديجة من اشرفِ المواقف فقد طمأنته وأراحته وخففت عنه وواسته
    *وبعد أن سمعت خديجة من ابنِ عمّها ماذا سيفعل قومها بزوجها وهي تعرف صلابتهم وقوّتهم ولكن مع هذا قررت الوقوف في وجه العاصفة المتوقّعة ورضيت أن تتحمّل الأذى والمشقّة من قومها ولكن أيّ وقوف هذا إنها ستقف أمام قريش!
    فإنها والله لوفيّة الخصال آزرت زوجها ليتمّكن من حمل هذه الدعوة ونشرها بين قومه وليقيمَ دولة الإسلام..
    يتبع..
    لا إله إلّا أنتَ سبحانكَ إِنّي كنت من الظالمين

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: السيرة الوجيزة...في مناقب أمُ المؤمنين خديجة... متجدد

    تابعي بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •