2

بسم الله الرحمن الرحيم

( افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هم يوم القيامة من المحضرين * ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون * قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين اغوينا اغوياهم كما غوينا تبرانا اليك ما كانوا ايانا يعبدون * وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وراوا العذاب لو ا نهم كانوا يهتدون * ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين * فعميت عليهم الانباء يومئذ فهم لايتساءلون * فاما من تاب وامن وعمل صالحا فعسى ان يكون من المصلحين * وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون * وربك يعلم ماتكن صدورهم وما يعلنون * وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى وفي الاخرة وله الحكم واليه ترجعون * قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله ياتيكم بضياء ا فلا تسمعون * قل ارايتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله ياتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون *

القصص الايات \61-72
الحمد لله \


في يوم القيامة هذا اليوم العظيم سيكون فرق كبير بين طائفتين من البشر الطائفة الاولى هم المؤمنون الذين هداهم الله تعالى في الحياة الدنيا وغرس في قلوبهم الايما ن وواعدهم الجنة فهم سائرون اليها وسيجدونها وينعمون بها ويلاقونها .
اما الطائفة الاخرى فهم الكافرون الذين اضلوا السبيل وتاهو ا في ملذات الحياة الدنيا وغرورها وانغمسوا في شهواتها ولهوها فسينتهي بهم الامر في يوم القيامة الى الحساب والعقاب ودخول نار جهنم لقاء كفرهم واشراكهم وبعدهم عن الهدى في حياتهم الدنيا فيحاسبهم ربهم ويقول لهم موبخا ومؤنبا - اين هؤلاء الذين كنتم تعبدونهم وتقدسونهم في حياتكم الدنيا وتزعمون انهم كانوا شركائي في الملك ؟؟
فيجيب كبراؤهم وساداتهم وقادتهم في الكفر والغواية واعتاهم قوة وقد حقت عليهم كلمة العذاب- ربنا هؤلاء الناس الذين اضللناهم واطاعونا بالكفر والعصيان قد اضللناهم كما ضللنا واغويناهم كما غوينا انفسنا بجهلنا ولم نستفد من نعمة العقل التي انعمت بها علينا وعليهم فنحن نتبرأ من تبعة اشراكهم فهم قد اطاعونا بما استهوت اليه عقولهم وبمحض ارادتهم . وقيل لهم ادعوا شركاؤكم لعلهم يفيدونكم في شيء فدعوهم ونادوهم فلم يستجيبوا لهم وتبرؤوا منهم
كما هم تبرؤوا من اتباعهم ورؤوا العذاب حقا .
وفي هذا اليوم العظيم وقد جمعهم الله تعالى للحساب يناديهم فيقول لهم : بماذا اجبتم المرسلين الذين ارسلتهم لهداية الناس وانتم بضمنهم فتنعقد السنتهم وتنخرس فلا يستطيعون الاجابة او لا يقولون شيئا وينظر بعضهم الى بعض ولا يستطيعون الاجابة او التكلم او سؤال بعضهم لبعض اذ ان الحق اخرسهم . فمصيرهم النار هم فيها خالدون .
اما الذين تابوا واصلحوا انفسهم باعمالهم الصالحة واتبعوا الرسل واستجابوا لدعوة الانبياء عليهم السلام وعملوا بما امر الله تعالى به فقد قبل الله توبتهم فاستحقوا ان يكونوا من الفائزين فهم في الجنة خالدون .
ان الله تعالى يعلم ما في قلوب الناس وصدورهم سواءا اعلنوه او اسروه فيها فالله تعالى هو العليم الخبير فالله تعالى له الحمد والشكر والثناء ةالعبادة في الحياة الدنيا ومن خرج عن عبادته ولم يحمده ويشكره يعذبه عذابا نكرا وله الحمد والثناء في الحياة الاخرة ايضا اذ يحتضن المؤمنين وهم الحامدون الشاكرون ويدخلهم في رحمته فيكونوا من اصحاب الجنة هم فيها خالدون .

الليل والنهار من ايات الله تعالى لعباده فهو تعالى يذكرهم بهما فيقول لهم ان جعل الله تعالى كل حياتكم ليلا وظلاما دائما ومستمرا الى يوم القيامة فلا ليل بعده فماذا تعملون ومن يستطيع ان ياتيكم بضياء ونور تسيرون فيه وتعملون فيه وتقضون حوائجكم واذا جعل الله تعالى- وهو القادر على كل شيء - النهار دائما قائما كل اليوم أي الى يوم القيامة فلا ليل فيه او بعده فكيف تسكنون وترتاحون فقد جعل الله تعالى جسم الانسان مستجيبا لحركات الليل والنهار بان جعل هذا الجسم يحتاج الى الراحة بعد العمل وافضل اوقاتها في هجوع الليل فالليل يسبغ على الجسم الراحة التامة بما فيها كل الاعضاء ومنها الفكر والقلب والعين التي يضر بها الضوء المستمر فترتاح في نومها في الظلام لذا فالليل والنهار من نعم الله تعالى على عباده



***********************