بسم الله الرحمان الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نسغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و اشهد الا إله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و آله و صحبه أجمعين
و بعد :فقد ورد الينا السؤال التالي / فضيلة الشيخ انتشرت في الآونة الاخيرة الكثير من انواع المشروبات و التي تسمى بالمشروبات الطاقوية و هي تحتوي في تركيبها على مادة اليوتين و هي مني الثور
فما حكم تناولها و حكم بيعها بارك الله فيكم ؟
فكان هذا الجواب :
اعلم انه ما من حادثة تحدث في أي قطر من الأقطار على اختلاف عوائده و لا في زمان على تبدل أطواره و تغير أحواله إلا وجدنا في نصوص الشريعة و أصولها ما يبين حكم الله فيها قال تعالى ـ ما فرطنا في الكتاب من شيئ
و الناظر في كتب فقهاء الملة يجد أجوبة على قضايا مستجدة و نوازل ما عرفها الأوائل لا تخرج عن قواعد الشرع و أصوله و سواء كانت تلك المستجدات في باب المطعومات او في باب السياسة الشرعية أو باب المعاوضات او التبرعات أو في غيرها
و قد انتشرت في الآونة الأخيرة أنواع من المشروبات المستوردة من أمم الكفر و كثر السؤال عن حكمها و بخاصة أنها احتوت على مواد منشطة و أخرى مجهولة العين مما أثار حولها الكثير من الشبهات
فكان جوابنا للأخ السائل و لغيره ممن يطلب الجواب بهذه الرسالة التي سميتها :
المشروبات الطاقوية نظرة فقهية
و الله اسأل أن يسدد الخطى و أن يرزقنا التقى انه ولي ذلك و القادر عليه

اعلم غفر الله لنا و لك أن المنشطات الجنسية ـ سواء أكانت طبيعية أو مصنعة ـ الأصل أنه لا حرج في تناولها، ما لم تؤد إلى ضرر معتبر شرعاً مثل تناولها من طرف من لا زوجة له فيؤول أمره العنت و إلى الوقوع في الحرام
ويشترط في هذه المنشطات ما يشترط في سائر المطعومات، ومن ذلك الطهارة، لقوله تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ {الأعراف: 157.
و بالنسبة للمشروبات التي كان السؤال عنها و المحتوية على مادة اليوتين وهي مني الثور فإنه ينظر إليها بعدة اعتبارات :
1/ باعتبار النظر في حكم مني الثور من حيث الطهارة و النجاسة
2/ / باعتبار حكم ابتلاعه على فرض طهارته
3/ في حكم مني الثور بعد الاستحالة
4/ باعتبار الضرر الصحي المترتب على شربها من عدمه
5/ باعتبار ما يؤول إليه الأمر من انتشارها على الجانب الأخلاقي للأمة
الاعتبار الأول : النظر في حكم مني الثور من حيث الطهارة و النجاسة:
طهارة مني الحيوان مأكول اللحم كالثيران: محل خلاف بين أهل العلم والجمهور على نجاسته، جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب الحنفية والمالكية ـ وبعض الشافعية والحنابلة ـ إلى أن المني نجس، ولهم في ذلك تفصيل ليس هذا محله و لكن نذكر مجمله
فقال الحنفية: إن المني نجس ـ سواء من الإنسان أو من الحيوان
وقال المالكية: المني نجس إذا كان من آدمي أو من حيوان محرم الأكل بغير خلاف، أما مني مباح الأكل ففيه خلاف في المذهب فقيل بطهارته، وقيل بنجاسته، للاستقذار والاستحالة إلى فساد، وهو المشهور.
و ذهب أكثر الشافعية و أكثر الحنابلة إلى التفريق بين مأكول اللحم من غيره فما أكل لحمه طهر منيه و ما لا فلا
ويتفرع على هذا الخلاف: حكم الانتفاع به وحكم بيعه، فعلى القول بنجاسته لا يجوز بيعه إذ لا يجوز بيع النجاسات، كالخمر والخنزير والدم،
وقال الشيخ الشنقيطي: قد تقرر في الشرع ـ ويكاد يكون قول الجماهير خلافاً للحنفية - أن النجس لا يجوز بيعه، لحديث جابر بن عبد الله: إن الله ورسوله حرم بيع الميتة والخمر والخنزير والأصنام.
فإذا ثبت أن النجس لا يجوز بيعه، و حكمت على مني الثور بالنجاسة فلا يجوز بيعه و لا الانتفاع به و لو بغير بيع الا اذا استحال كما سياتي معنا لاحقا
ولكن لو حكمت على المني الخارج من الحيوان الذي يؤكل لحمه أنه طاهر، ففي هذه الحالة لو سألك سائل عن بيع مني الحيوان كما يفعل بالحقن، وتحقن به الإناث من أجل أن تخصب وتنجب او لاستعماله في مشروبات كما هو الحال في مسألتنا جاز بيعه، لأنه طاهر أشبه بسائر الطاهرات و لكن هل جواز بيعه يبيح ابتلاعه و شربه اذ كما هو معلوم ليس كل ما جاز بيعه جاز أكله و هذا ما سأتطرق له في الحيثية القادمة
2/ باعتبار حكم ابتلاعه على فرض طهارته:
و على فرض القول بطهارته فهل يجوز ابتلاعه أما العلماء القائلين بنجاسته ـ أي المني سواء مني الآدمي أو مني مأكول اللحم ـ فمعلوم قولهم بحرمة ذلك لحرمة تناول النجاسات
و أما القائلين بطهارته كالشافعية مثلا فهم أيضا لا يجيزون ابتلاعه في المشهور من مذهبهم قال النووي في المجموع: هل يحل أكل المني الطاهر؟ فيه وجهان: الصحيح المشهور أنه لا يحل، لأنه مستخبث، قال تعالى: ويحرم عليهم الخبائث
3/باعتبار حكم مني الثور بعد الاستحالة :
و الاستحالة هي تحول العين إلى عين أخرى مغايرة لها كتحول الميتة إلى تراب أو كتحول الخمرة إلى مشروب فقد خاصية الإسكار بالكلية أي سواء شرب كثيره او قليله

و الاستحالة تكون إما بالاستحالة الذاتية كتحول الخمر من الاسكار إلى عدمه بطول المكث

و إما أن تكون الاستحالة بفعل تدخل الإنسان بالمعالجة الكيميائية و مثال ذلك استحالة مخلفات الإنسان ( المجاري ) بعد التخليص الحراري في المصانع الخاصة و تحولها إلى أسمدة فلاحيه

هذا من ناحية التعريف بها أما من ناحية حكمها فالحديث لا يدور حول الاستحالة الناقصة و هي التي بقيت فيها آثار من العين الأولى النجسة فهذه تبقى على نجاستها

و إنما حديثنا عن الاستحالة الكاملة

فقد اتفق الفقهاء على طهارة الخمر إذا صارت خلا بنفسها من غير فعل فاعل. أما غير الخمر من النجاسات فهو محل خلاف بينهم في طهارتها بالاستحالة، حيث ذهب الحنفية وبعض من المالكية والظاهرية وشيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الاستحالة مطهرة للنجس، وذهب الشافعية وهو ظاهر مذهب الحنابلة إلى أن النجاسة لا تطهر بالاستحالة.
وحجة أهل القول الأول: أن الطهارة والنجاسة متعلقة بحقائق الأعيان فإذا انتفت هذه الحقائق انتفى الحكم معها، ولأن استحالة الأعيان أعظم من استحالة الخمر فاستحالتها تطهر من باب أولى.
قال ابن القيم في أعلام الموقعين: ومن الممتنع بقاء حكم الخبيث وقد زال اسمه ووصفه والحكم تابع للاسم والوصف دائر معه وجوداً أو عدما، فالنصوص المتناولة لتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر لا يتناول الزروع والثمار والرماد والملح والخل لا لفظاً ولا معنى ولا نصا ولا قياساً.
ولعل ما ذهب إليه أصحاب هذا القول هو الراجح


أي ان كل ما استحال من أعيان النجاسات وانتقل إلى حقيقة مغايرة للأصل النجس انتقالا تاماً، سواء انتقلا ذاتيا او بفعل كيميائي فإنه يصبح حلالا جائز الاستعمال على ما ذهب إليه الأكثر، وصوبه شيخ الإسلام.

الا ما استعمل في استحالته مادة محرمة من حيوان لم يذك أصلا، أو من حيوان نجس كالخنزير، او غير ذلك مما حرمه الشرع فإنه لا يجوز استعماله لأنه بامتزاج تلك المادة النجسة به صار نجساً إلا في حالين :
الأولى: أن تكون العين النجسة قد تغيرت عينها بالاستحالة قبل إضافتها إلى المادة المراد تصنيعها، لأننا نقول: إن المادة المضافة هي عين أخرى غير نجسة.
الثانية: أن تضاف العين النجسة إلى المادة المراد تصنيعها، ثم تستحيل هذه المادة المزيج شيئاً آخر.
لأننا نقول أيضا: إن هذه المادة المزيج من النجس والطاهر استحالت عيناً أخرى فحكمها حكم ما استحالت إليه..


فاستحالة مني الثور الى مادة أخرى مغايرة إن تيقن انه فعلا استحال له حكم المادة التي انتقل إليها و لكن يبقى معنا مسائل :

الأولى : عدم معرفة الكثير من المستهلكين لتلك المشروبات هل فعلا استحال مني الثور الى مادة أخرى مغايرة أم لا و الأصل بقاء ما كان على ما كان حتى يثبت العكس

الثانية : حتى لو علمنا انه تمت الاستحالة فانا نجهل هل هي استحالة كاملة او ناقصة

ثالثا / و لو فرضنا ان الاستحالة كانت كاملة فالحكم عليه ـ على المشروب ـ لا يتعلق بهذه الحيثية فقط و إنما عن الآثار المترتبة على شربه من الناحية الصحية و الناحية الأخلاقية على الأفراد أو على الأمة

4/ باعتبار الضرر الصحي المترتب على شربها من عدمه :
الأضرار الصحية المترتبة على شرب هذه المواد لابد فيه من سماع أهل التخصص و إليك ما نقله موقع جزائر س :
وعن أضرار تناول هذه المواد، تحدثت الدكتورة أمينة برناوي طبيبة عامة قائلة إن تناول مثل هذه المواد الطاقوية يؤثر على الجسم خاصة وأنها تحتوي على مواد منبهة مثل الكافيين والسكر الضارتين، والأكيد أنها سوف تتسبب في مضايقات صحية تصيب من تناولها. وتحتوي تلك المشروبات على أنواع مختلفة من الكافيين، وبعضها يحتوي على مواد منشطة وحينما يتناول الشباب جرعة كبيرة منها سوف يصابون بزيادة سرعة ضربات القلب واهتزاز في أصابع اليد والأرجل، والمقلق -تضيف الدكتورة برناوي- أن بعض المراهقين بدأوا في تناول هذه المشروبات وبشراهة مما جعل الأطباء في الدول الغربية يلحون على التذكير أن الإقدام على تناول كمية كبيرة من مادة الكافيين يعادل تناول السموم الأخرى مثل المخدرات وغيرها. وقد قاد هؤلاء الأطباء وبالتعاون مع علماء الصحة حملة إعلامية كبيرة اضطرت الشركات المنتجة لهذه المشروبات إلى كتابة إعلان يظهر مدى ضرر هذا المشروب واضطروا لكتابة تحذير على ظهر العلبة ينبه الى ضرورة الابتعاد عن تناول هذه المشروبات '' يجب ألا تقدم على تناوله ما لم تصل لسن الثامنة عشر''، إلا أن هذا التحذير لم يطبق في الأسواق الجزائرية لأسباب غير معروفة. ويبقى من واجبنا التنبيه الى خطورة الاستهلاك المفرط لمثل هذه المواد التي انتشرت بسرعة وسط الشباب خاصة المراهقين منهم.
أمراض خطيرة تترصد مستهلكي هذه المواد
منعت العديد من منتجات الطاقة من التسويق في الدول الأوروبية، لكنها مازالت الى حد اليوم تسوق في الجزائر. والمثير أن هذه المنتجات تروج بشكل كبير في الجزائر بدون رقابة، كما هو الحال مع مشروب ''ريد بيل'' الذي منع من التسويق في فرنسا والعديد من البلدان الأوروبية لأكثر من ثلاث عشرة سنة بسبب احتوائه على مواد يشتبه في تسببها في عدة أمراض، خاصة أمراض الكلى ومضاعفات القلب وحتى الجلطات الدماغية. ويعرف هذا المشروب رواجا كبيرا خاصة في فترة الصيف لدى الشباب. ويشاع أن مادة ''التورين'' مستخلصة من ''خصية الثور'' وهو حمض أميني يدخل ضمن مكونات ''مني الثور'' رغم أن مادة ''التورين'' المستعملة في المشروب ليست طبيعية وإنما هي مخبريه جنيسة. ورفضت الوكالة الفرنسية للأمن الصحي والغذائي الترخيص بتسويق هذا المشروب إلا بعد استبدال مادة ''التورين'' التي تتواجد بتركيز 1000 مغ بقارورة تحوي 250 مل، ليعاد الترخيص بتسويق المشروب بالأسواق الفرنسية في السنة الماضية، إلا أننا لازلنا نجهل نوعية مشروبات الطاقة المسوقة عندنا بالجزائر وهل تخضع لنفس مقاييس الصحة العالمية . انتهى كلام الموقع
وجاء في جريدة الأحداث ما يلي :
يتفق الأطباء وأخصائيو التغذية بان تناول مثل هذه المواد الطاقوية يؤثر على الجسم، خاصة وأنها تحتوي على مواد منبهة مثل الكافيين والسكر، والأكيد أنها سوف تتسبب في مضايقات صحية، تصيب من تناولها سيما وانه يتناولها إلى حد الإدمان، حيث تحتوي تلك المشروبات على أنواع مختلفة من الكافيين، وبعضها يحتوي على مواد منشطة وحينما يتناول الشباب المولع بهذه المشروبات جرعة كبيرة منها سوف يصاب بزيادة سرعة ضربات القلب والشعور برعشة على مستوى أصابع اليد والأرجل، محذرين من مغبة الإقدام على تناول كمية كبيرة من مادة الكافيين التي تعادل تناول السموم الأخرى مثل المخدرات وغيرها. وقد قاد هؤلاء الأطباء وبالتعاون مع علماء الصحة حملة إعلامية كبيرة، اضطرت الشركات المنتجة لهذه المشروبات إلى كتابة إعلان يظهر مدى ضرر هذا المشروب، على ظهر العلبة ينبه الى ضرورة الابتعاد عن تناول هذه المشروبات ''يجب ألا تقدم على تناوله ما لم تصل لسن الثامنة عشر''، إلا أن هذا التحذير لم يطبق في الأسواق الجزائرية لأسباب غير معروفة، ليبقى الخطر قائما من الاستمرار في استهلاك لمثل هذه المواد التي لا تزال تعرف طريقها وسط الشباب، سيما المراهقين.
''ريد بول'' لا يزال يتربع على عرش الأكثر استهلاكا..
ذكرت الدارسة أن تناول علبة معدنية سعة 250 مليلتر من هذا المشروب يزيد لزوجة الدم ويفاقم خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، وقال الاختصاصي في أمراض القلب في مستشفى إديلايد الملكي بأستراليا الباحث الدكتور سكوت ولوفبي إنه بعد ساعة من تناول مشروب ريد بول تتوقف أجهزة الدم عن العمل بشكل طبيعي. وأضاف أن هذه العوارض يمكن توقعها عند المصابين بالأمراض القلبية الوعائية. وذكر أنه إذا ازدادت اللزوجة وتراجع تأثير الأوعية الدموية فإن هذا يزيد الأمر تعقيدا، مشيرا إلى أن الأمر يصبح أكثر خطورة في حال إصابة المرء بضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية. وقال إنه شعر بالقلق لدرجة أنه امتنع عن تناول مشروب ريد بول خشية خطره عليه. ويحتوي هذا المشروب على نسبة عالية من الكافيين، حيث تحتوي علبة معدنية عادية على ثمانين ميلغرامات من هذه المادة. وقد حظرت بيعه دول مثل النرويج وأورغواي والدانمارك بسبب أخطاره الصحية المحتملة، ولكن ذلك لم يمنع الشركة المصنعة له من بيع حوالي 5,3 مليارات علبة معدنية وقارورة في 143 دولة في العالم العام الماضي.
أطباء ينصحون بتعويض مشروبات الطاقة بالعصائر الطبيعية
ارجع عدد من الأطباء وأخصائي التغذية معاودة الإقبال على تناول مشروبات الطاقة لانها تمنح جسم الانسان طاقة بصورة أكبر من الجهد المطلوب لتفريغها وذلك لغناها بالكافيين وحمض التورين، فحصول جسم الإنسان على طاقة مرتفعة بدون حاجة إليها تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم والصداع وزيادة معدل نبض القلب والقلق والعصبية والميل للتقيؤ وادرار البول وفقدان كمية من الفيتامينات التى تذوب في الماء وزيادة مستوى السكر فى الجسم.
كما نصح الأطباء بشرب العصائر الطبيعية الأكثر صحة، حيث أنها تعد مصدرا فوريا للطاقة وتشعر بالراحة النفسية والهدوء.. على رأسها عصير الليمون الذي لا يقل أهمية عن هذه المشروبات وهو غني بمضادات الأكسدة الطبيعية ويزيد من كفاءة الدورة الدموية، ويفيد مرضى قصور الدورة الدموية كالدوالي والمفاصل ويحمي من الشيخوخة.
و إذا كان الشرع الحنيف قد حرم تناول المباح الذي لا شبهة فيه إن أدى ذلك إلى ضرر يلحق صاحبه فكيف بما هو محاط بالشبهات من كل جوانبه

5/ باعتبار ما يؤول اليه الامر من انتشارها على الجانب الاخلاقي للامة :
ان ما يضيفه تناول تلك المشروبات من طاقة وهمية للجسم و ما يسببه من رغبة جنسية خصوصا و ان اغلب الشاربين له من صنف الشباب كما أشارت لذلك الكثير من الدراسات فان أضفنا له أن اغلب الشباب غير متزوج أي أن الرغبة الجنسية المتولدة عن شربه لا يجد لها منفذا شرعيا يرضاه الله و رسوله علمنا يقينا ما تسببه تلك المشروبات من تفسخ في الأمة و من انتشار للفاحشة بسببها قال تعالى ـ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ـ
و قد ارشد النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ الشباب الى غير هذا المسلك فعَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ الله بِمِنىً، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَامَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمٰن أَلا نُزُوِّجُكَ جَارِيَةٌ شَابَّةً، لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَىٰ مِنْ زَمَانِكَ. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الله: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ الله : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ». رواه البخاري ومسلم .
الخاتمة
ان هذه المشروبات توفرت فيها الجوانب التالية :
1 / نجاسة بعض المواد المستعملة كمني الثور بناء على عدم تيقننا من استحالته و اذا علم ذلك فعدم العلم باستحالته استحالة كلية او جزئية و القاعدة : ان الاصل بقاء ما كان على ما كان
2/ عدم جواز ابتلاع المني سواء قلنا بطهارته او قلنا بنجاسته
3/ احتواء تلك المشروبات على نسب من الكحول و القاعدة ان ما اسكر كثيره فقليله حرام
4/ احتواءه على مادة الكوكايين حيث عثر مسئولون في هونغ كونغ على آثار لمادة الكوكايين في عبوات «ريد بول» بعد أيام على مصادرة السلطات التايوانية نحو 18 ألف علبة
وقال مسئولون في مركز سلامة الأغذية: إن تحليلاً مخبرياً أظهر كميات صغيرة جداً من هذا المخدر
من جهة أخرى قالت هيئة الغذاء والدواء السعودية اليوم إنها سحبت عينات من مشروبات الطاقة الموجودة في الأسواق المحلية، وتقوم في الوقت الحالي بإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من سلامة تلك المنتجات"، وذلك بعد أن حضرت بعض الدول المشروب نتيجة لاحتوائه على نسبة ضئيلة من مادة الكوكايين المخدرة
5/ الاثار الصحية المدمرة للصحة كما مر معنا
6/ الاثار الاخلاقية و اشاعة الفاحشة بين الناس
كل هذه الحيثيات تجعل الميل الى القول بتحريمه اولى بالصواب و الله الهادي الى سواء السبيل
الشيخ ابو وائل سعد الدين الجزائري