السؤال: تأتيني بعض الوساوس في أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك أموره من تلقاء نفسه، ولم يكن وحيا من الله، فقط الوحي من الله هو القرآن، ماذا تنصحني أن أفعل؟
الجواب: الوحي من الله باللفظ والمعنى هو القرآن الكريم.
والوحي من الله معنىً هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور الدينية من العبادة والفتاوى والأحكام من تحليل أو تحريم ونحوها.
أما الأمور الدنيوية من الضحك والتبسم، والأكل والشرب واللباس، والزواج وتوابعه، وسائر المعاملات من البيع والشراء، والمداينة والقرض والسلف، ونحوها فليست من الوحي، وهي أمور دنيوية محكومة بالوحي من حيث التحليلُ والتحريمُ، والإباحةُ والاستحبابُ والكراهة.
فليس القرآن وحده وحي؛ بل سنته صلى الله عليه وسلم العبادية وحي، فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: (عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ؛ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ)، ..». سنن أبي داود (4604)، صحيح الجامع (1229).
وفي رواية: "ألا إنَّ ما حرَّمَ رسولُ الله مثلَ ما حرَّمَ الله". انظر تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص: 59).
فالوحي وحيان: الكتاب والسنة. بسم الله الرحمن الرحيم { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (النجم).
والله تعالى أعلى وأعلم