السؤال: هل الزواج من شخص محدد بعينه هو اختيار من الله عز وجل؟ وهل يندرج في إطار القدر؟
الجواب: على الرجل أن يبحث عن شريكة حياته، ولا يرضى إلا بالمواصفات الشرعية كلما أمكن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ". صحيح البخاري (5090)، ومسلم (1466).
وكذلك المرأة تختار من جاءها ممن هو صاحب خلق ودين، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ المُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ». ثَلاثَ مَرَّاتٍ. سنن الترمذي (1085)، سنن ابن ماجه (1967).
... فإذا حصل الزواجُ والزفافُ وصارت المرأةُ زوجة، والرجلُ زوجا فهذا من قدر الله واختياره، فلنْ ولمْ يحدث في كون الله سبحانه إلا ما قدَّره وشاءه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ, حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ" أَوِ "الْكَيْسِ وَالْعَجْزِ". رواه مسلم (ح2655) في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام.
قال النووي: [يُحْتَمَلُ أَنَّ الْعَجْزَ هُنَا عَلَى ظَاهِرِهِ؛ وَهُوَ عَدَمُ الْقُدْرَةِ.
وَقِيلَ: هُوَ تَرْكُ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ، وَالتَّسْوِيفُ بِهِ، وَتَأْخِيرُهُ عَنْ وَقْتِهِ.
قَالَ: وَيُحْتَمَلُ الْعَجْزُ عَنِ الطَّاعَاتِ، وَيُحْتَمَلُ الْعُمُومُ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَالْكَيْسُ ضِدُّ الْعَجْزِ؛ وَهُوَ النَّشَاطُ وَالْحِذْقُ بِالأُمُورِ.
وَمَعْنَاهُ: أَنَّ الْعَاجِزَ قَدْ قَدَّرَ =الله= عَجْزَهُ، وَالْكَيِّسُ قَدْ قَدَّرَ =الله= كَيْسَهُ..]. شرح النووي على مسلم (16/ 205)
هذا والله تعالى أعلم