التنافس الشريف..محمود ولاشك..كما قال تعالى "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"
وقد كان ظاهرة حميدة في جماعة الصحابة والقرون المفضلة
من ذلك ما وقع من عمر رضي الله عنه حين أراد أن يسبق أبا بكر رضي الله عنه في غزوة العسرة فجاء بشطر ماله،فأتى أبو بكر بماله كله فقال عمر(والله لا أسابقك أبداً !) (أخرجه الدارمي وأبو داود والترمذي وغيرهم)
ولكن نلحظ ..أن من كانت أسنانهم متقاربة..بل غيرهم أيضا..
يخرج تنافسهم عن حد الإخلاص بالقدر الذي ينبغي أن يتحلى به طالب العلم بخاصة
وسأضرب مثالا واحدا ضاربا الصفح عن ذكر مظاهر أخرى
قد يشارك بعض الإخوة الكرام..في هذا الملتقى وغيره..بأشياء بديعة..متقنة
لو لم تعرف كاتبها ظننتها لعالم..أو لفحل من الفحول
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء..
فمما يؤسف له أن ترى زهادة الكثير في الثناء على عمله..أو علمه
وغاية ما قد يعلّقون به:جزاك الله خيرا..أو بارك الله فيك..
وربما عاب كلامه بعضهم..فيستكثرون عليه-إلا من رحم الله-أن يكون بزّ في شيء
ولو أن نفس الكلمة بنصها وفصّها كانت منسوبة لأحد العلماء الذين يجلهم هؤلاء
لوجدت من عبارات التفخيم..ما يعز على الوصف..ولانتفى العيب الذي عابه ألئك واختفى
نعم..قد لا نستطيع أن ننزع الأثر العاطفي بالكلية..
لكن لاريب أننا بحاجة لشيء من الإخلاص ومن آثاره الإنصاف والعدل
فالأصل أن الحكم على العلم..
فبه وبالحق يعرف الرجال..وليس العكس
ولكن مع هذا..أقول..إن زهادة الأقران في مدح من هذا حاله
قد ينفعه حتى لا يُسرّ فيغتر..فيظن أنه قد أتى بما لم تأته الأوائل
كانت خاطرة..أذكر بها نفسي قبلكم
ومن الله السداد
والله أعلم