تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حان الآن موعد تجديد الدعوة

  1. #1

    افتراضي حان الآن موعد تجديد الدعوة

    حان الآن موعد تجديد الدعوة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
    فمنذ سنين طويلة في الدعوة والتعلم في البلدان تتضح بعض الأمور القاصرة التي نُسيت ولا يفعلها ولا يحفزها ولا يتبناها أحد إلا قليلاً.
    1 ـ نجد أن الدعوة تقوم على الأنشطة العلمية والثقافية والترفيهية.
    تشمل تحفيظ القرآن وإقامة الدروس العلمية والندوات والخُطب والرحلات والأنشطة الرياضية.
    2 ـ وحينما يَجتمع المًحَاضر للدرس أو المؤتمر ، يعرض محاضرته على المستمعين ، يشرح فيها حديثاً أو تفسيراً لآية أو بياناً للأمور المستجدة ، وهذا أمر طيب لا شك فيه وينبغي القيام عليه وتفعيله والاهتمام به ، وكذلك في الدروس العلمية والندوات والمحاضرات ، نجد أن الذي يأتي لهذه المحاضرات هم المُتدينون وقليل من عامة الناس ، وتُلقَى عليهم أموراً يعرفونها وربما سمعوا أكثر منها ، وهذا ـ أي إقامة الدروس والندوات والمحاضرات ـ أمر طيب لا شك فيه وينبغي القيام عليه وتفعيله والاهتمام به.
    3 ـ إلا أنه يَنبغي ترتيب وإضافة وحذف وتعديل وإطالة وتعميم وربط وتجديد العمل الدعوي ، حتى نستغل الوسائل التي أُضيفت ولا نضيعها ، ونحاول استثمارها ونشرها والإضافة عليها .
    4 ـ فمثلاً ظهرت لنا قنوات فضائية إسلامية تتبنى منهج أهل السنة والجماعة وتتقارب الجهود نحوها .
    فيظهر الشيخ في بلدة كذا مع الشيخ من بلدة أخرى بنفس الحديث ونفس الفكرة.
    5 ـ فالمقترح أن نستفيد من مؤتمر شامل على قناة فضائية ثم ننشر ما توصل إليه هذا المؤتمر في جميع البلدان ولا نحاول تكراره في كل بلدة. وإن كان تكراره لا يُنقص من إيجاد الفائدة والثواب ، إلا أنه لا بد من تجديد للدعوة.
    6 ـ فمن اسمها ( دعوة ) أي تدعوا إلى ما تعتقد وتريد أنْ يجتمع الناس عليه ، ولا أعظم من الدعوة إلى الله لهداية الناس . قال تعالى: ((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)) ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((عجب ربنا من أقوام يقادون إلى الجنة بالسلاسل)).
    7 ـ فمن غير المعقول أن يُكَرَّس مجهود الدعوة كلها إلى الأفراد الذين عرفوا الدعوة وأحبوها ولا نهتم بالناس الذين لا يعلمون عنها شيئاً وينفرون منها.
    8 ـ ومن غير المعقول أن يكون جُلّ خطابك إلى أبناء دعوتك ولا تهتم بإيجاد خطاب جديد إلى من تتمنى أن يهديهم الله.
    9 ـ أتعجب كيف نجح في الاهتمام بالناس في المقاهي ومحاولة توصيل الدين لهم بالجلوس معهم ومخاطبتهم في أصول الإسلام كالصلاة، وتحبيبهم في الدين وطلب هدايتهم، ولم يكن هناك يومئذ لا وسائل حديثة كالإنترنت والحاسوب الإليكتروني والموبايل وانتشار الدعوة وكذلك القنوات الإسلامية.
    10 ـ ولم نَسير نحن في هذا الطريق الذي رسمه لنا الشيخ حسن البنا رحمه الله، والذي صوَّره لنا وماذا فعل فيه وكيف أقبل الناسُ عليه؟
    11 ـ لا بد من نزول المشائخ والدعاة وطلاب العلم من الأماكن العالية والأبراج إلى الشارع ، ومن لغة طلبة العلم إلى الدعوة للناس. اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ((وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً)).
    12 ـ لا بد من الذهاب إلى المقاهي والدخول إليها ووعظ الناس فيها.
    لا بد من نصح الشباب الواقفين على النواصي وفي الطرقات للخير والصلاة والصلاح والفلاح وتقوى الله عز وجل.
    وكذا الحال في الجامعات.
    13 ـ لا بد من الاهتمام بالناس ومحاولة جذبهم لطاعة ربهم بالنصح لهم، قال صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة: لله ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم)).
    14 ـ لا ننتظر مجلساً للشعب ولا حاكماً إسلامياً حتى يَأتِي ويقول لنا : افعلوا الخير للناس، انصحوهم.
    15 ـ بل علينا أن نتحرك من الآن ، علينا أن نغوص في الناس لنبشرهم ونخوفهم ، نبشرهم برضا الله عنهم في طاعتهم له، ونخوفهم بسخط الله عليهم في معصيتهم له.
    16 ـ علينا معاشر العلماء والدعاة وطلاب العلم والمشائخ والمُرَبُّون وكل من أراد النصيحة للمسلمين أن نجدد الدعوة بأن نضيفَ لها جانباً جديداً ألا وهو: تعميم النصح لجميع المسلمين ((تفعيل الدعوة العملية)).
    17 ـ وليس المقصود أنْ يترك العلماء والدعاة إلى الله وطلاب العلم والمربُّون دروسهم وتربيتهم وتعليمهم للناس، وإنما لا بد من فِعلِ هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله به في القرآن: (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر )).
    لا بد أن يقوموا عمليّا بالنصيحة للمسلمين عامتهم وخاصتهم ، وأن يدعواالشباب إلى ذلك ، ويحضوهم على النصح لكل مسلم ، ولا يخافون في الله لومة لائم. حتى يتخذهم الشباب قدوة حسنة لهم.
    18 ـ فبذلك نكون قد حاولنا تكميل وسائل الدعوة إلى الله عز وجل: الدرس والخطبة والمحاضرة والموعظة والرسالة والكتاب والشريط والاسطوانة والدعوة العملية ((عَلِمُوا وَعَلَّموا وَعَمِلُوا)).
    19 ـ علينا أن نفعل كما فعل أبو ذر رضي الله عنه حينما أسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى قومه وعرض عليهم الإسلام فأسلموا كلهم.
    20 ـ علينا أن نحاول ونحاول ونحاول في التحرك نحو هؤلاء الناس ونهتم بهم ونعطيهم جزءاً من الوقت حتى نكون سبباً في هدايتهم إلى الحق والهدى ، كلٌّ حسب استطاعته : بتوزيع ورقة للدعوة إلى الصلاة أو بتذكر الآخرة أو بالترغيب في الجنة والتخويف من النار، وبالخطاب مع الناس في الطرقات ووعظهم...إلى غير ذلك.
    21 ـ وعند ذلك يكون لنا الأجر العظيم. قال صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)). بل قد يكون ذلك فاضلاً ومفيداً ـ عند شخص ـ من أن يحضر الندوة ولا يكملها ويخرج من وسطها لتأخره عن موعد آخر أو لتطويل المُحاضِر أو لغير ذلك.
    22 ـ لا بد أن نستغل القنوات الفضائية الدينية في الدعوة: بمخاطبة رؤساء هذه القنوات بعمل برامج لمخاطبة الجالسين في المقاهي وأخذ الحوارات معهم بلطف ولين لهدايتهم . وكذلك الحال بضرورة عمل برامج تخاطب عامة المجتمع المسلم ـ حتى إذا تمكنَّا من هذه المرحلة ندخل على مرحلة أخرى وهي مخاطبة غير المسلم بالتي هي أحسن.
    23 ـ وأن نستغلها أيضاً بالاستماع إلى الدروس والندوات والمؤتمرات فيها ، وبتوزيع البيانات على البلدان والمساجد باستغلال الإنترنت ، وبالتطبيق العملي للدعوة بالنزول إلى الشارع لدعوة الناس إلى الصلاة والعبادة وزرع الجانب الديني عندهم.
    24 ـ فمثلاً عند الذهاب إلى الصلاة بإمكان الواحد منّا أن ينصح الواقفين والجالسين في الطرقات من الشباب ومن غيرهم بالذهاب إلى الصلاة برسالة يوزعها عليهم أو بورقة فيها تذكرة للصلاة والترغيب في فعلها والترهيب من تركها، وكذلك يمر على المقاهي ويدخل فيها ويوزع عليهم ذلك أو ينصحهم ، كذلك الحال مع من يسب الدين ويشرب الدخان ومن ينظر إلى الحرام ...إلى غير ذلك.
    25 ـ وذلك مع اجتماعنا في المسجد في كل شهر أو شهرين لنستمع إلى درس أو مؤتمر نخرج منه بتوصيات ومقترحات ، وربّما تكون لغة المؤتمر مقتصرة على أصحاب الدعوة، والحاضرين فيها هم الناس المعروفين بالحضور ثم ينفض الجمع ولا يحدث أي تغيير عمليّ.
    26 ـ وبذلك أيضاً نكون قد أَشْرَكْنَا جانباً كبيراً من أهل الدعوة في الدعوة إلى الله تعالى...
    27 ـ فلا بد من الاستفادة من الوسائل الحديثة والتجديد والإقبال على الناس وفتح قنوات الاتصال معهم وتطبيق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بشمولها بكلامه وأفعاله...
    بخطبته وبدرسه ، وباختلاطه بالناس ، وبأمره ونهيه ، وباهتمامه ببيته وأهله...بكل ذلك.
    28 ـ لا بد من ترتيب وربط العمل الدعوي بعضه ببعض : فيكون المسلم الملتزم طالباً للعلم ، داعياً إلى الله ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، يفقه أمور دينه ودنياه.
    29 ـ لا بد من إضافةٍ وتجديدٍ للدعوة : بضرورة التفاعل مع المجتمع ومخاطبة العوام بأسلوب يفهمونه.
    30 ـ لا بد من حذف كافة المُسَمَّيات بين الجماعات واجتماعهم على جماعة واحدة ((فالإسلام يجمعنا)).
    31 ـ لا بد من تعديل حدود الدعوة : بعدم اقتصارها على مسجد يُدَرّس فيه العلم والدعوة وتقام فيه الخطبة، إلى الخروج بالدعوة إلى جميع جوانب الحياة : في المسجد والمحال والمقاهي والمدارس والجامعات والأماكن الحكومية...
    32 ـ لا بد من تعميم الدعوة : على جميع المسلمين بتحركهم إلى إخوانهم المسلمين لنصيحتهم بما علموه من الدين ولو شيئاً قليلاً ، ولا يشترط أن يكون متديناً طالب علم بل كل حسب علمه واستطاعته.
    33 ـ لا بد من إطالة الوقت : في الاهتمام بالأمور المتعلقة بالمجتمع وعدم انتظار حصد النتائج قريباً.

    لا سيما ونحن في مرحلة جديدة قَلَّمَا توجد في أي مكان وفي أي زمان......


    نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى.

  2. #2

    افتراضي رد: حان الآن موعد تجديد الدعوة

    نعم لا بد من تجديد الدعوة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •