إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)}الأحزاب
أما بعد..
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
حياكم الله جميعا أيها الإخوة الفضلاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا الذي جمعنا في هذا المكان الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إني ولي ذلك ومولاه
أحبتي في الله..
((الإخوة الإيمانية تكامل لا تآكل))
هذا عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك
فلا ينبغي كما أكرر القول دوماً أن يكون العلماء والدعاة إلى الله جل وعلا بطرحهم العلمي والدعوي في جانب وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها وواقعها في جانب آخر.
فما أحوج الأمة كلها الآن إلى تحقيق معنى الإخوة الإيمانية.
فالإخوة الإيمانية هي العامل الثاني بعد العقيدة لتحقيق أكبر نصر عرفته الأرض وشهده التاريخ
لقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم على العقيدة على الإيمان.
ولا تتوهم أبداً كما يردد بعض إخواننا أنه صلى الله عليه وسلم راح يربي أصحابه على العقيدة في مكة وحدها حتى إذا ما انتقل من مكة إلى المدينة راح يؤصل للشريعة في أحكامها.
هذا فهم خاطئ وفهم ناقص..
بل ظل صلى الله عليه وسلم طوال حياته بل وإلى آخر أنفاسه على فراش الموت يدعوا لقضية التوحيد ويؤصل قضية العقيدة والإيمان بأبي وأمي وروحي من أول لحظة قام يدعوا الناس إلى الدين إلى آخر لحظة وهو على فراش الموت يحذر أمته من إتباع اليهود والنصارى فيقول وهو على فراش الموت [لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد] تقول أم المؤمنين عائشة يحذر ما صنعوا.
فلا تتوهم أنه بابي وأمي راح يدعوا الأمة إلى قضية التوحيد والإيمان والعقيدة في مكة فحسب بل راح يدعوا الأمة إلى قضية العقيدة والتوحيد والإيمان طوال حياته ومع كل أنفاسه.
انتبه لما أكرره فقضية التوحيد لا يُنتقل منها أبداً إلى غيرها وإنما يُنتقل معها دوماً إلى غيرها.
اسمحوا لي أن أكرر هذه الكلمات
قضية التوحيد لا يُنتقل منها أبداً إلى غيرها وإنما يُنتقل معها دوما إلى غيرها
لأن التوحيد هو الأصل الأول ولأن العقيدة هي الغاية الأولى التي من أجلها خلق الله السموات والأرض والجنة والنار ومن أجلها أنزل الكتب ومن أجلها أرسل جميع الأنبياء والرسل ومن أجلها شُرع الجهاد ومن اجلها ينقسم الناس إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير.
فقضية التوحيد هي قضيتنا الأولى كانت ولا زالت وستظل.
لا ينبغي أبداً أن ينشغل إخواننا ممن سلكوا طريق الانتخابات أو طريق العمل السياسي لا ينبغي أبداً أن ينشغل إخواننا بصفة خاصة وأن تنشغل الأمة بصفة عامة عن القضية الأولى والصيحة الأولى لكل رسالة والصرخة الأولى في كل نبوة آلا وهي قضية العقيدة وقضية التوحيد
قال الله عز وجل:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(30)}لقمان. قال الله عز وجل:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163)}الأنعام.
أنا أؤكد على قضية عقيدة والتوحيد والإيمان لماذا؟
لما أريد أن أؤصله الآن آلا وهو ..
انتبه معي..!
لا يمكن على الإطلاق أن ننجح في تحقيق حقيقة الإخوة الإيمانية بمقتضياتها إلا إذا نجحنا ابتداء في تحقيق قضية التوحيد والعقيدة.
بغير عقيدة صافية وبغير إيمان صحيح شامل كامل لا يمكن أبداً أن تتحقق الإخوة الإيمانية وسترى
اسمع ما أقول..
وسترى التشرذم والتهارج والتنازع والخلاف والفشل والتصارع والصدام من أجل الكراسي الزائلة والمناصب الفانية.
لن ينجح إخواننا أبداً من أبناء ما يسميهم الإعلام بالتيار الإسلامي لن ينجحوا أبداً في تحقيق هذه الإخوة التي بها نحقق النصر لدين الله ونحقق بناء الوطن لن يتمكنوا من تحقيق هذه الإخوة أبداً إلا إذا نجحنا ونجحوا معنا ونجحنا معهم في تحقيق العقيدة بصفائها ونقاءها بشمولها وكمالها.
إلا إذا حققنا الإيمان بالله جل وعلا لأن الإخوة الإيمانية ثمرة حقيقية لتحقيق الإيمان برب البرية وسيد البشرية ألم تقرأ معي قول الله جل وعلا:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ..(10)}الحجرات. لا يمكن أن تتحقق الإخوة بلا إيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ..(10)}الحجرات
لماذا لا نرى هذه الإخوة؟؟
اسمع الجواب بوضوح..
لأن الإيمان ناقص!!
أقولها لله لأن الإيمان ناقص.
لماذا نرى الصراع لماذا التنافس الذي لا يمد إلى الشرف بصلة.
لماذا نرى الصدام؟
لأن الإيمان ناقص..
إذا وجدت إيماناً بلا إخوة فاعلم بأنه إيمان ناقص وإذا وجدت إخوة بلا إيمان فاعلم بأنها ليست إخوة الدين بل هي التقاء مصالح وتبادل منافع فإذا زالت المصلحة وانتفت المنفعة لن ترى صورة الإخوة التي كانت بالأمس القريب ظاهرة.
فلابد من أن نبحث عن الأصل الأول الذي به ننجح في تحقيق إخوة إيمانية تجمع الصف تجمع أحبابنا وإخواننا من إخواننا في الحرية والعدالة أو في النور في الوسط أو في الأصالة أو في الفضيلة أو في غيرها.
لن يجتمع الإخوة لنصرة دين الله أولا ثم لخدمة مصر ثانياً إلا إذا حققوا الإيمان على مراد الله وعلى مراد رسول الله وأنكر كل واحد منهم ذاته واستعلى على شهواته ورغباته واستعلى على حزبه الذي ينتسب إليه وجماعته التي ينتمي إليها وراح يجرد قوله وعمله ويصفي نيته ويطهر سريرته وطويته لله جل وعلا ثم لخدمة هذا البلد.
لا ينبغي أن نقدم الآن مصالح أحزابنا ومصالح جماعاتنا ومصالحنا الشخصية .
لا ينبغي أن نقدم مصالحنا الشخصية الآن على نصرة دين الله سبحانه ثم على خدمة هذا البلد وخدمة هذا الشعب الذكي العبقري الذي يتعاطف مع هذا الدين ولكنني أخشى ألَّا يكون الإسلاميون الذين منحهم الشعب أصواتهم أخشى ألَّا نكون معهم على مستوى هذه الأمانة وعلى مستوى هذه المسئولية الكبيرة العظيمة فالحمل ثقيل والأمانة كبيرة والمسئولية عظيمة.
وأقولها لله فأنا لا أجامل بشراً على وجه الأرض على حساب ديني.
وأقولها لله لن يستطيع حزب وحده ولن تتمكن جماعة وحدها مهما كان حجمها ووزنها أن تقود مصر القامة ومصر القيمة وحدها.
أقولها لله لن يتمكن الإخوان وحدهم ولن يتمكن السلفيون وحدهم ولن يتمكن الليبراليون وحدهم من حمل هذه الأمانة وإنما يجب على الجميع أن يتجرد لله سبحانه وأن يتنازل عن الأنا وعن الزعامة وعن حب الدنيا والحرص على الكرسي الزائل والمنصب الفاني وأن يمد يده للجميع
لنحمل هذه الأمانة معاً ولنحمل هذا الحمل الثقيل معاً وليتنازل كل واحد منا عن اختياراته الشخصية لصالح الجماعة ولصالح المجموع وإذا اختلفنا فتعالوا بنا لنرد خلافنا كله إلى كتاب ربنا وإلى سنة نبينا بفهم الصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
أنا سأزعم أنني استدل بالقرآن والسنة وأنت تزعم في هذه القضية الخلافية أنك تستدل بالقرآن والسنة تعالى معي حتى لا نختلف إن كنا متجردين لله في نصرة الدين ثم لصالح البلد تعال معي لنرجع إلى أفهم الناس لمراد الله ورسوله.
هل ستخالفني أو ستصادمني إن قلت لك تعالى يا أخي الحبيب تعالى لنرجع في هذه المسائل الخلافية إلى أبي بكر الصديق.
هل تقبل الصديق؟ هل تقبل عمر بن الخطاب؟ هل تقبل عثمان بن عفان؟ هل تقبل علي بن أبي طالب؟هل تقبل عبد الله بن مسعود؟ هل تقبل معاذ بن جبل؟ هل تقبل الجيل القرآني الفريد من أصحاب رسول الله الذين زكاهم ربنا وعدلهم نبينا وشهد لهم بالخيرية فقال: [خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم].
إن كنت صادقاً في نصرة الدين والعمل لصالح هذا البلد تعالى لنحسم مسائل الخلاف بالعودة إلى هؤلاء لنفهم مراد الله ومراد رسوله في ما لهم فيه قول.
طب يا مولانا المسائل النوازل الجديدة اللي مافيش فيها قول لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي النوازل الجديدة التي لا قول لهم فيها ماذا نفعل؟
تعالى معي لنرجع إلى أصولهم وإلى قواعدهم الكلية وإن صحت النية وطهرت السريرة والطوية سيلين بعضنا للبعض الآخر.
لن أتعصب لرأيي ولن أتحزب لجماعتي ولن أتحزب لحزبي.
لأن العصبية بغيضة ولأن العصبية ممقوتة لا تتعصب لحزب ولا تتعصب لجماعة فلطالما ولا زلنا وسنظل نحذر من العصبية البغيضة التي تصم الآذان عن سماع الحق وتعمي الأبصار عن رؤية الدليل ولو كان كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها.
ورحم الله شيخ الإسلام بن تيمية حين يقول: (ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعوا إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي) فقط فقط
لا توالي ولا تعادي على شخص أحد أبداً مهما كان قدره ومهما كان وزنه فكل أحد يؤخذ منه ويرد عليه إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم. {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا(115)}النساء.
ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعوا إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن ينصب للأمة كلاماً يدعوا إليه ويوالي عليه ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة.
لا تعقد الولاء والبراء على برنامج حزب من الأحزاب.
هذا خلل..
هذا التشرذم.. هذا التهارج.. هذا التنازع.. قرين الفشل.
لقد التقت التيارات الليبرالية التقت مع بعضها البعض حتى لا تتفتت الأصوات فلماذا لا يلتقي أهل الحق على اختلاف انتماءاتهم وجماعاتهم يجمعنا قرآن وسنة وإجماع.
هذه مصادر التلقي عند أهل السنة (القرآن ـ والسنة ـ والإجماع).
يقول ابن تيمية طيب الله ثراه: (فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد من تعصب لواحد من الأئمة بعينه فهو منزلة من تعصب لواحد من الصحابة بعينه كالرافضي الذي يتعصب لعلي وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي وهذه طرق أهل البدع والأهواء).
لمَ هذه العصبية التي أراها؟ لمَ هذا الخلاف؟ لماذا هذا الشجار ولو كان محدودا؟ لماذا؟!
أليست الغاية نصرة دين الله؟
أليست الغاية خدمة هذا البلد الكريم؟
فما الحرج أن يرفع الراية أحمد أو محمد أو عبد الله أو عبد الرحمن أياً كان حزبه وأياً كانت جماعته وأياً كان انتماؤه..
فليست العبرة من يرفع الراية المهم أن تُرفع الراية.
ليست العبرة من يقول الحق المهم أن يُقال الحق.
والله ثم والله لو وجدت في قلبي شيئاً من ألم أو غيرة أو حسد أو حقد على أخ من إخواني ممن ينصرون الحق بحق والله الذي لا إله غيره أنا في هذه اللحظة في أمس الحاجة إلى أن أحبس نفسي في بيتي لأجدد توبتي وأوبتي إلى ربي ليطهر قلبي وليصفي سريرتي وطويتي.
أخلص النية وطهر السريرة والطوية.
يرفع الراية أخ من إخواني في حزب الحرية على الحق أساعده.
يرفع الراية أخ من إخواني في حزب النور على الحق أسانده.
هذا هو التجرد هذا هو العدل هذا هو العمل بصدق لنصرة دين الله ثم لخدمة هذا البلد.
وأنا إن كان لي اجتهاد مخالف تماماً لاجتهاد إخواننا الذين سلكوا هذا السبيل فلا ينبغي أن أسفهم في اجتهادهم أو أن أتهم نياتهم أو أن أسيء الظن بهم أو أن أقول بأنهم خرجوا عن الحق وخرجوا عن المنهج السلفي الصحيح.
هذه اجتهادات أنت أمام مسألة اجتهادية اجتهد فيها أئمتنا من علماءنا المعاصرين واختلفوا وسيبقى الخلاف أمراً قدرياً لن يزول إلى قيام الساعة.
هذا الذي سلك هذا الطريق لماذا أسيء الظن به لماذا اتهمه لماذا أدعي لنفسي أنني أحرص على الحق والمنهج منه؟
ثم هو الآخر إن رأى أحد إخوانه لا يرتأي هذا الطريق ويخالفه لماذا يسيء الظن به ولماذا يتهم هذا الآخر بأنه خرج عن المنهج الحق ولماذا يزعم لنفسه ويدعي أنه هو صاحب الحق المطلق وأن غيره قد حاد الطريق؟
نحن أمام مسألة اجتهادية والاجتهاد في هذه المسائل وفي هذه النوازل لا يجوز للمخالف فيه أن يُنكر على مخالفه فهذا من الخلاف السائغ لأنك لست أمام أدلة قطعية في مسألة بعينها إنما أنت أمام مسألة هي محل اجتهاد لأهل الاجتهاد من أهل العلم والفضل ممن يفرقون بين الأدلة ومراتب الأدلة ومناطاط الأدلة ويفرقون بين المجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ ممن ينظرون إلى مآلات الأقوال والأفعال من المصالح والمفاسد إلى غير ذلك من الضوابط الكثيرة.
لا يجوز أن يتكلم فيها إلا أهل العلم والفضل ممن حققوا هذه الأصول وعرفوها وخبروها ودرسوها.
وإلا فلا يجوز لمن لا يعرف شيئا عن هذا أن يتكلم في مثل النوازل التي لو عرضت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها الصحابة من أهل بدر رضي الله عنهم وأرضاهم.
ومن يثني الأصاغر عن مراد إذا جلس الأكابر في الزوايا
ومن يثني الأصاغر عن مراد إذا جلس الأكابر في الزوايا
إذا لم يتكلم الأكابر في النوازل سيتكلم الأصاغر وسيهرف أولئك بما لا يعرفون وأنتم تتابعون على شاشات الفضائيات نطق الرويبضات كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:[سيأتي على الناس زمان يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين وينطق فيه الرويبضة. قيل: من الرويبضة يا رسول الله؟. قال الرجل التافه وفي لفظ قال: الرجل السفيه يتكلم في أمر العامة].
وما أتفه وما أسفه من يطعن في كتاب ربنا وما أتفه وما أسفه من يطعن في إسلامنا وديننا وما أتفه وما أسفه من يطعن في نبينا شريعته الكاملة الطاهرة المعصومة لأنها شريعة الخالق {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14)}الملك.
وأولئك الذين يختزلون الشريعة كلها في قضية الحدود هؤلاء يجهلون الشريعة ولا يعرفون عنها شيئاً وأنا لا أريد أن أخالف أخلاق صاحب الشريعة وأن أقول كلمات شديدة أسأل الله أن يرزقني وإياكم الأدب وأن يخلقني وإياكم بأخلاق رسوله إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لكن أقول إن أقل تقدير أن هؤلاء يجهلون الشريعة ولا يعرفون عظمتها ولا يعرفون حقيقتها يجهل أولئك الذين يطعنون الآن أن الشريعة منزلة من عند الله وإذا كانت الشريعة من عند الله فهي شريعة الجمال والجلال والكمال هي شريعة من خلق وهو وحده الذي يعلم من خلق {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14)}الملك. {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَاأَنزَلَ اللَّهُ ..(49)}المائدة.
فهذه الشريعة منزلة من عند الله ليست من وضع مجلس شعب أو مجلس شورى إذ ليس من حق مجلس أو برلمان أو هيئة أو دولة أن تُشرع من دون الله جل وعلا.
انتبه..!
أنا قلت هذا الكلام مراراً حتى لا يتوهم أحد أننا نتكلم بهذا الكلام الآن.
لا ورب الكعبة والله ما تجاوزنا وما تخلينا عن الحق أبداً في أي وقت من الأوقات.
لكنني أحب أن أطرح الحق بأدب لا أحب العنترية الجوفاء ولا أحب السب والطعن واللعن لأن هذا مخالف لمنهج نبينا وأسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم الذي ما سب وما لعن حتى رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول.
شريعة الله جل وعلا أيها الأفاضل من عنده منزله من عنده {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ ..(49)}المائدة.
يا الله الله يقول لنبيه محمد {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..(49)}المائدة.
وأنا أقول لإخواننا الإسلاميين الذين إن شاء الله تعالى سيمكن الله لهم من البرلمان القادم أقول لهم احذروا أن يفتنوكم عن بعض ما أنزل الله إلى حبيبه محمد.
احذروا..
لا تميعوا الدين ولا تتنازلوا عن الثوابت ولا تتنازلوا عن الأصول.
فديننا لا نخجل منه ولا نستحيي منه حتى الحدود حتى الحدود رغم أنف المتكلمين لا نخجل من ديننا أبدا ولا نستحيي من آية في قرآننا أبدا ولا نستحي ولا نخجل من حديث صحيح عن رسول الله أبدا.
بل نرفع رؤوسنا لتعانق رؤوسنا كواكب الجوزاء ونحن نردد مع السابقين الصادقين الأولين قولتهم الخالدة { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ..(285)}البقرة.
أنا لا أتحدث الآن عن الشريعة لقد تحدثت عنها في الأسبوع الماضي بالتفصيل وأرجوا أن تراجع أمتي الحبيبة هذا اللقاء لأنني بينت فيه محاسن الشريعة وخصائص الشريعة فهي شريعة منزلة من عند الله شريعة عالمية لكل البشر تتسم بالتكامل والشمول تتسم بالتوازن والاعتدال تتسم باليسر وعدم المشقة والحرج لأنها شريعة من خلق. { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14)}الملك
إذا تجرأ الإنسان وتطاول ونسى ضعفه وعجزه وقصوره وفقره وقصر عمره وكثرة أخطائه وراح ليضع لنفسه ولبني جنسه منهجا يظن المسكين انه يسعَد ويُسعِد بني جنسه به.
ينسى هذا الإنسان أن منهجه حتماً سيأتي متسما بسمات واضع هذا المنهج.
أنا إنسان محكوم بالزمان محكوم بالمكان.
يعني أنا لا استطيع الآن وأنا في هذا المجمع المبارك أن أرى ما في هذا المجمع في الطابق الأعلى أو حتى وراء هذا الجدار أنا محكوم بالزمان إن عشت في هذا الوقت أو في هذا الزمان لا أعيش في غيره محكوم بضعفي محكوم بقلة نظري محكوم بقلة إدراكي محكوم بشهواتي محكوم بقصر عمري.
فلا يجوز للإنسان إن كان عاقلاً أن يغتر وأن يتجرأ وأن يتكبر وأن ينطلق ليضع لنفسه ولبني جنسه منهجاً يتصور المسكين أنه يضع به أكسير السعادة له ولبني جنسه في الدنيا والآخرة خاب ورب الكعبة وخسر من حاد عن بعض ما أنزل الله فكيف لو حاد عن كل ما أنزل الله {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ(49)}المائدة.
لا خول ولا قوة إلا بالله.
اللهم لا تجعلنا منهم يا أرحم الراحمين { وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ(49)أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)}المائدة.
قال جل وعلا حكاية عن الكريم ابن الكريم:{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(40)}يوسف