هل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ترتب عنها أحكام الإرث بين الإخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أحد الخطباء اليوم متكلما عن مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار
وقال معقبا أنه من خلال هذه المؤاخاة ترتبت أحكام الإرث التي تكون بين الإخوة
يعني أن الأنصاري يرث أخاه المهاجري أو العكس
فهل قال أحد من أهل العلم بما ذهب إليه هذا الخطيب ؟؟؟؟؟؟؟؟
رد: هل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ترتب عنها أحكام الإرث بين الإخوة
أخرج البخاري في صحيحه : كتاب الكفالة , باب قول الله تعالى والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ولكل جعلنا موالي قال ورثة والذين عاقدت أيمانكم قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت ولكل جعلنا موالي نسخت ثم قال والذين عاقدت أيمانكم إلا النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له اهــ
رد: هل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ترتب عنها أحكام الإرث بين الإخوة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم بن عبد الرحمن
أخرج البخاري في صحيحه : كتاب الكفالة , باب قول الله تعالى والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ولكل جعلنا موالي قال ورثة والذين عاقدت أيمانكم قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت ولكل جعلنا موالي نسخت ثم قال والذين عاقدت أيمانكم إلا النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له اهــ
جزاك الله خيرا أخي المكرم
وهذه نقول لزيادة الفائدة
قال ابن كثير في تفسيره:
(وقوله: { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } أي: والذين تحالفتم بالأيمان المؤكدة -أنتم وهم-فآتوهم نصيبهم من الميراث، كما وعدتموهم في الأيمان المغلظة، إن الله شاهد بينكم في تلك العهود والمعاقدات، وقد كان هذا في ابتداء الإسلام، ثم نسخ بعد ذلك، وأمروا أن يوفوا لمن عاقدوا، ولا ينشئوا بعد نزول هذه الآية معاقدة.
قال البخاري: حدثنا الصلت بن محمد، حدثنا أبو أسامة، عن إدريس، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ } قال: ورثة، { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ } كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري، دون ذوي رحمه؛ للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ } نُسخت، ثم قال: { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث ويُوصي له.
ثم قال البخاري: سمع أبو أسامة إدريس، وسمع إدريس عن طلحة
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشَجّ، حدثنا أبو أسامة، حدثنا إدريس الأوديّ، أخبرني طلحة بن مُصَرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ [فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ] }
قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري، دون ذوي رحمه؛ بالأخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت هذه الآية: { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ } نُسخت. ثم قال: { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ }
وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا حَجّاج، عن ابن جُرَيْج -وعثمان بن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس قال: { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } فكان الرجل قبل الإسلام يعاقد الرجل، يقول: ترثني وأرثك وكان الأحياء يتحالفون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ حِلْف كان في الجاهلية أو عَقْد أدْرَكَه الإسلامُ، فلا يَزِيدُه الإسلامُ إلا شدَّةً، ولا عَقْد ولا حِلْفٌ في الإسلامِ". فنسختها هذه الآية: { وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ } [الأنفال:75])اهـ.
قال بن حجر رحمه الله في التعليق على الحديث الآنف الذكر
( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ ) نَسَخَ حُكْم الْمِيرَاث الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ ( وَاَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ) قَالَ اِبْن بَطَّال : أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ النَّاسِخ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَاَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ) قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال : ( وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ) وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو عُبَيْد فِي " النَّاسِخ وَالْمَنْسُوخ "اهــ