بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت رد إبن رشد على الأشعرية عامة و الجويني خاصة في مسألة إثبات النبوة و الكلام عن المعجزات فرأيت إبن رشد الفيلسوف يثبت النبوة بالخبر المتواتر لا بالمعجزات و بالحالة الاجتماعية لما يدعوا إليه الأنبياء من فضيلة و خير لتمييزهم عن مدعي النبوة. المعجزات لا تثبت للخصم نبوة شخص لأنه يلزم منه أن يسلم لك أولا بالنبوة -مفهومها مثلا- قبل النظر في المعجزات و هل ما يطلق عليه معجزة فعلا أم غير ذلك. النبوة في الرشدية ضرورة تاريخية و اجتماعية إذن و ليست برهانية (عملية عقلية مبنية على مقدمات و أقيسة) و إلا كان سيشير إليها كما أشار في المسائل العقدية الأخرى. لكن كيف يؤول أو يفهم هو معجزات الأنبياء التي صرح بها القرآن حين هو ينفي التجويز الأشعري و يدافع بالقرآن و يما يسمى عنده "البرهان" عن السببية و التي يفسر بها أيضا القضاء و القدر؟
كيفـ، بتصرف، تفاعل إبن تيمية مع طريقة الاشعرية و طريقة الرشدية في قضية النبوة؟
هناك مسألة أخرى لم أفهمها بشكل صحيح و خلقت عندي نوع من البلبلة الفكرية بعد أن إطلعت بتصرف على كتاب إرشاد الجويني في الرد على البراهمة و الملاحدة المنكرين للنبوة حيث من بين الحجج التي إعتمدها هؤلاء المنكرين تقوم على التقبيح و التحسين العقلي ثم على قيمة العقل في الوصول للحقيقة و الخير. المعتزلة كانوا يدّعون (تقريبا؟) نفس الشيء أو لا؟ إذا كان نعم فكيف أو لماذا كانوا يؤمنون بالنبوة؟
حياكم الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...