تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 57 من 57

الموضوع: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

  1. #41

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    وخيراً جزاكما الله أختاي الفاضلتان وباركَ فيكما ..

    (3) طالبة العِلم والتغلَّب على المعاناة!

    لا أفتئُ أذكرُ تيكَ المجالسَ النيِّرة ، التي عجّت بالنّفعِ والخيرِ والمؤانسةِ معها!
    فرفقتُنا ما كانتْ -ذاتَ حظوظٍ في الأنفُس- حتّى يَسهُلَ هدمُها وهزُّ كيانِها , ولا زالت!
    بل كانت رفقةً طيّبةً مُباركة , أخويّة ، دعويّةً علميّة!
    فيها من المواقف والخطَرات والمحاورِ واللفتات ما يسرُّ القلبَ ويطربُ الوِجدان!

    لا يذكرُها سوايَ وسواها ....... ؟

    ولولا خشيةَ الإطالة ، وخشيةَ تسلُّطِ الشّيطانِ ؛ لكنتُ كتبتُ شيئاً من تيكَ المواقفِ الجميلة والمشاهدِ النّبيلة! وأنّي أدَعُها ليومٍ تسألُ فيه كلُّ نفسٍ عمّا كسبت ، وتُجزى كلُّ نفسٍ بما كسبت.

    [ انقطعتُ عنها بعدَ زواجي أشهراً خلت إلى أن عُدتُ إليها , وإذ بها بحالٍ غيرَ الذي تركتُها عليه , ودِدْتُ تلكَ السّاعة أن أقفزَ من شاشة الحاسِب ؛ لأجلسَ إلى جانِبِها ؛ وأربِّت على كتفِها ، إلّا أنَّ بُعدَ البلاد ؛ حالَ دوني ودونَها ]!
    ولكن ............
    ما ذا حدثَ لرفيقتي!؟
    ما بها تُحادثُني بهذه الرّسميّة وتيكَ القسوة!؟
    ما بها !؟ أيُّ شيءٍ حوّلَ قلبَها ؟ وحالَ دوني وعهدِي القديمِ بها!؟

    جلستُ بُرهة! أتأمَّلُ عباراتِها الموجِعة! أتأمُّلُ وصفَها لما لاقت و عانت!
    ثمَّ أتأمَّلُ تعقيباتِها بعدَ كُلِّ عبارةٍ ، وإيماءاتِها المؤنّبةِ التي تقول فيها :
    أينَ أنتِ عنّي من زمن
    أدركُ أنِّي مخطئةٌ بانقطاعي المفاجئِ عنها وتغيُّبي الطّويلِ عن مرافقتِها، أدركُ أنَّ هذا الأمرَ عليها شديد ؛ وصنيعي هذا أقسى عليها من طرقِ الحديد!

    ولكنّي ما فتئتُ أقرأُ وأقرأُ ما تبوحُ به رفيقتي إليَّ ، وكذا ما توجِّههُ إليَّ من لومٍ وعتابٍ وتثريبٍ!
    تألّمتُ وتألّمت ، لكّني بدأتُ أشعرُ أنَّ كلامَها بدأ يأخُذُ منحىً أخرَ غيرَ الذي عهدتُه منها!
    قلتُ لها: أن يا أخيّة / تريّثي وتأنّي ... اهدئي ثمَّ تكلّمي!
    لكنّها أصرَّت ، وما لبثت إلّا أن أعادت عليَّ ما قالت ، وعادت للعتابِ واللوم!

    فكان جوابي: " أن يا أخيّة / ألا تعلمينَ أنّ مثلي كمثلِ عبادِ اللهِ أجمع! أخطئُ وأزِل ، وأحيدُ عن الحقِّ وأضِل!؟ ألا تعلمينَ أنّ لي أعذار لا يعرفُها إلّاي"!؟

    واصلت تثريبَها ولومَها!؟
    حينَها خرجت منّي كلمةُ تمّنيتُ حينَها أن لو لدغتني حيّةٌ ، أو لسعتني عقربٌ ولم أقلها! وأسألُ اللهَ أن يغفرَ لي وأن يتجاوزَ عن زللي .

    بعدَ هذه المُحادثة ، أخذتُ على نفسي أن أكتبَ لرفيقتي كلماتٍ أخويّةٍ سويّة ؛ تسليةً وتعزيةً لها في مُصابِها ، وتكفيراً عن خطئي الذي ارتكبتُه في حقِّها!

    قلتُ:
    أي أخيّة إنّه وربّي راعني الذي قرأت –على قلَّةِ ما قرأت- وأعلمُ أنَّ خلجاتِ قلبِك تُخفي أكثرَ مما أبدت بكثير!
    ولكنّني سأمضي بحديثي هذا آخذةً بما سمعتُ وما لم أسمع! ؛ فالبلايا كثيرة ، والشّدائدُ عسيرة .. وإن لم نعرفها . لكن حسبُنا الذي ذُقنا ؛ ومن عاينَ عرفَ!

    أي أخيّة / تعالَي معي ففي قلبي كلامٌ كثير أحبُّ أن أقدِّمهُ لك! كلامٌ علمّتني إيّاهُ دُنيايَ على قلِّةِ ما أمضيتُ من عُمري فيها!
    لكنّها وربّي علّمتني ، وما زالت تُعلِّمُني ، وهذا تفضُّلٌ من ربِّ البرايا عليَّ؛ ولولايَ لم أومِن بأنّها مدرسة ؛ ما أدركتُ أنِّي في مِراسٍ لما هوَ آت!
    أشهدُ اللهَ أنِّي أزدادُ معَ كُلِّ ثقلٍ يُلقى على كاهلي خفّةً وراحة! ومعَ كُلِّ رزيّةٍ وبليّة ؛ رِفعةً وعُلوا!

    ولستُ أقولُ ذاكَ حُباً ورغبة ، وإنّما اعترافاً ، وذِكراً للنِّعمة التي قد يظنُّها البعضُ نقمة!

    أتدرينَ لمَ وكيف يا حبيبة
    لأنّ الذي يسقطُ مرّةً تلوَ المرّة ؛ يستحيلُ أن يسقطَ بعدَها! والمؤمن لا يُلدغُ من جحرٍ مرّتين!
    والمؤمنُ كيِّسٌ فطِن! يعلمُ ما جرحَت يمينُه وما كسبت بالأمس. وينهاها عن غيِّها بعدَ علمِها ووعيها اليومَ وبعدَه ؛ لأنّهُ علِمَ وعرفَ الحقَّ؛ فوجبَ أن يعمل!

    إذن أخيّة :
    هذا أوُّلً ما يتوجَّبُ عليكِ معرفتَه : أنَّ الحياةَ مدرسة ، وأنَّ ما يصيبُكِ منها ؛ هو دليلُكِ ومُرشدُك لصنيعِتك فيما بعد!

    ثانيها: أنَّ الحياة فيها من البلاءِ والشّقاءِ ما فيها منَ الرّغَدِ والهناء ، وفيها من الضّنك ما فيها من طيِّبِ العيش ، وفيها من الرّخاء ما فيها من الشدّة .

    فالحياةُ مجبولةٌ على كدر .. واللهُ سُبحانَه وتعالى خلقنا بني الإنسان في كَبَد!

    يقولُ علماؤنا : "أول ما يكابد قطعَ سرته , ثم إذا قُمِّط قماطا , وشدَّ رباطا , يُكابد الضيقَ والتّعب , ثم يكابد الارتضاعَ , ولو فاته لضاع , ثم يكابد نبت أسنانه , وتحرك لسانه , ثم يكابد الفطام , الذي هو أشد من اللطام , ثم يكابد الختان , والأوجاع والأحزان , ثم يكابد المعلم وصولته , والمؤدب وسياسته , والأستاذ وهيبته , ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه , ثم يكابد شغل الأولاد , والخدم والأجناد , ثم يكابد شغل الدور , وبناء القصور , ثم الكبر والهرم , وضعف الركبة والقدم , في مصائب يكثر تعدادها , ونوائب يطول إيرادها , من صداع الرأس , ووجع الأضراس , ورمد العين , وغم الدين , ووجع السن , وألم الأذن . ويكابد محنا في المال والنفس , مثل الضرب والحبس , ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة , ولا يكابد إلا مشقة , ثم الموت بعد ذلك كله , ثم مساءلة الملك , وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله , إلى أن يستقر به القرار , إما في الجنة وإما في النار" .
    إنّه –لعمري- حالُ هذه الدُّنيا .. وما بينَ غمضةِ عينٍ والتفاتتِها .... يبدِّلُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ!
    اجتماعٌ ، يعقبُه فُراق! وغِنى يعقبُه فقر! ومحبّةٌ تعقبُها عداوة!
    يانائمَ الليلِ مسروراً بأوّله ... إنَّ الحوادثَ قد يطرقنَ أسحارا .
    فلا تظنّنَّ أخيّة أن تسلمَ من عداوةِ أهلها!؟ لا واللهِ لن تسلمي!
    ليسَ يخلو المرءُ من ضدٍّ ولو ... حاولَ العُزلةَ في رأسِ الجبَل .
    وإن كانوا أهلك ، ممّن يشركوكِ صُلبكِ ودمَك! وحسبُنا في هذا ما حلَّ برسولِ اللهِ صلّى اللهِ وسلّم سواءَ من بني قومِه أو غيرِهم!
    عانى من صغره ؛ ولد يتيما لم ير أباه ، وأمه لم تلبث أن ماتت ، ونشء فقيرا يرعى الغنم!
    ولما أوتي الرسالة ؛ كذبوه شتموه سبُّوه ، سخروا منه ، اتّهموه بالجّنون والكهانة والشِّعر والسِّحر ؛ حتّى بلغَ الأذى في بناته ؛ فطلُّقت بناتُه لما جهر بالدّعوة ، ووضع سلى الجزور على رأسه ، وحاولوا قتله حتّى ربّما ببلغت اثنا عشر محاولة! وخنقه عُقبة بن مُعيط! وأرادوا قتلّهُ عند الهجرة! وحاصروا بيتَه! ووضع له اليهود السُّمَّ في الطّعام! وسلَّ الأعرابي عليه السّيف فوقَ رأسِه وهو نائم! وأراد المنافقون أن يزحموا دابته -في العقبة- في الهاوية فوقَ الجبل! حاول بنو النضير قتله غدراً! في أحُد سقط في حُفرة!
    حوصر في الشِّعب ثلاث سنين عانى أهل بيته ، وأصحابه يُعذَّبون أمامه! صبراً آل ياسر صبرا!ومات كلُّ أولاده في حياته إلا فاطمة!

    فلا تعجبي أختاه ؛ فهذا حالُ النّاس ، ولا تعجبي ؛
    فالليالي منَ الزّمانِ حُبالى ... مُثقلاتٍ يلدنَ كُلَّ عجيبا! والنّاسُ يتراوحونَ ما بينَ منتقدٍ ومُجرِّحٍ أو حاقدٍ أو حاسدٍ أو ممّن ينالُ في عرضِ أخيه أقلَّ من ذلكَ أو أكثر!
    و ... إنًّ نصفَ النّاس أعداءٌ لمن ... ولي الأحكامَ هذا إن عدَل!

    فيا أختاه : لا يضيرُكِ حقدُهم وعداوتهم وكيدُهم!
    دعيهم يكيدونَ لك ، ويحثونَ في وجهكِ التُّراب ، في تيكَ الأثناء واستعيني بالله ، تسلَّحي بالعزيمةِ والصّلابةِ أمامهم ؛ تلقميهم حينها كومةً منَ الحجارةِ! بل وربَّما أثّرت فيهم تيكَ الحجارة! وأثّرت فيهم صلابتُك هاتِه ؛ ليتعلّموا حينَها درساً عظيماً من دروسِ الحياة! فحواهُ :
    "أنَّ الصَّبرَ سلاحُ المؤمن ، ورأسُ مالِه . وأنًّ اللهَ يُدافعُ عن الذينَ ءامنوا وليسِ بضارّهم شيئا"!

    فاجعلي يا أختاه: من الصِّعابِ سُلَّماً عظيماً أشمّاً ؛ يرقى بكِ إلى ذُرى السَّحاب!
    ذاكَ السُلَّم هو يقينُك بأنَّ دنياك هذه هي دارُ ممر لا دارُ مقر! تأمّلي في هذه! وقولي آمنتُ!
    وبعدَها أقولُ لكِ : أيْ أخيّة أنتِ أنتِ!

    لستُ أطيقُ التّنظير ، ولن أقولَ لك: اصبري ، ثابري ، اثبتي ، فقط!
    ولكنّي سأترجمُ لكِ عباراتِي تيكَ بواقعٍ عمليّ :

    تعرّضتِ لإساءة أوذيتِ وضيِّقَ عليكِ في عيشِك ، ضاقت عليكِ الأرضُ بما رحبت!؟
    ما سببُ كُلِّ هذا في ظنِّك!؟

    أظنّك توفقينني؟ ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملا!

    إذن : متى ما ألمَّ بكِ بلاء أو اعترضتكِ خطوبُ الدَّنيا ومُنغِّصاتُها ، اعلمي أنَّ هذا حالُها :
    جُبِلَتْ على كدَرٍ و أنت تُريدُها ... صفواً من التّنغيصِ و الأكدارِ
    و مكلف الأيام فوق طباعها ... متطلبٌ في الماء جذوة نار!

    ثمَّ : أحسِني العملَ ، لتُحسني الإجابةَ في ذاكَ اليوم ، فتفلحي وتفوزي!

    ثمَّ : انظري إلى حالِ أهلِها ، بل وتذكَّري مُصابَ من حولِك ، ممّن قد يكونُون أقربَ الأقربينَ إليكِ!

    تيكَ عُدِمت الزّواجَ لإعاقةٍ في إحدى أعضائها!
    وتيكَ تزوّجت وذاقتْ الويلَ من أهلِ زوجِها ، بل وقد يكونُ من زوجِها!

    وتيكَ لم تُنجِب سنينَ خلت لعُقمٍ في رحمها!
    وتيكَ ابتلاها اللهُ بأبناءَ عاصينَ قلبوا عليها حياتَها!

    وذاكَ تمنّى الغنى ؛ فأماتهُ اللهُ لمّا اغتنى!
    فقد جاءَ عن أحدِ الولاة أنّهُ ولي قضاءَ مِصر ، وحسنُ حالُه بعدَ ضيقِ حالٍ ؛ لكنّه ماتَ في أكلةٍ اشتهاها! فحكي أنّه قالَ لمّا نزلَ به الموت: لا إله إلّا الله ، "لمّا عِشنا مِتنا"!

    سُبحانَ الله! ما حلَت هذه الدُّنيا إلّا أوحلت!

    مصائبُ ونوائبُ تحلُّ على المرءِ بعدَ أن كان يسعى لمُسببّاتِها سعياً ، ويرجو اللهَ أن يُنلهُ إيّاها!
    ولمّا أن وقعت به البليّة ، وأتتهُ الرزيّة ؛ أدرك حكمةَ الله جلَّ وعلا ، وعلِم أنَّه لا يَختارُ لعبيدِه سوى الخير!

    واعلمي : أنَّ الدُّنيا لولاها دارُ ابتلاء ؛ لم يُضيَّق العيشُ على الأنبياء والأخيار ، ولم يلصق بهم البلاء ، حتّى عدِموا الرّاحة!

    وأنصعُ برهانٍ :
    نبيُّ الله أيوب عليه السّلام! لم يبقى في جسده مغرِز إبرة سليمًا سوى قلبه!
    حتى قال أحدهم يوما : ما أصاب أيوب هذا إلا بذنبٍ اقترفه!!
    تأمَّلي .......... !!!
    فلما علم أيوب -عليه السّلام- بذلك ، جأر إلى الله ؛ فأزال الله بلاواه ، وإلّا فقد كان صابرا على البلاء ثمانية عشرَ عاما -كما جاء في الحديث الصّحيح- وماصدر منه لم يكن شكوى وإنما كان دعاءا والإنسان يشكو إلى ربه ولا يشكو إلى النّاس إذا عظُم الإيمانُ عندَه!

    وقد دام مرُضُ أيّوب؛ وأيوب إذ نادى ربّه أنّي مسّنيَ الضُرّ ، ولم يكُن متسخِّطا ولا جزعا ؛ لأنَّ الله سُبحانه يقول: إنّا وجدناهُ صابراً ؛ والصّبر ليسَ فيهِ جزع ..

    (قال أبو الفرج بن الجوزي:
    " أما بعد ، فإني رأيت عموم الناس ، ينزعجون لنزول البلاء ، انزعاجاً يزيد عن الحد ، كأنهم ما علموا أن الدنيا على ذا وضعت!
    وهل ينتظر الصحيح إلا السقم؟ والكبير إلا الهرم؟ والموجود سوى العدم؟! كما قيل:
    على ذا مضى الناس، اجتماع وفرقة ...... وميت ومولود وبشر وأحزان!

    وما أحسن ما روي عن بعض السلف ، أن رجلاً جاءه وهو يأكل طعاماً ، فقال له: لقد مات أخوك ، أعظم الله أجرك فيه ، فقال: اقعد وكل ، فقد علمتُ ذلك ، فقال: من أعلمك ، وما سبقني إليك أحد!؟ قال: قولُه تعالى: {كل نفس ذائقة الموت}! ).
    تسلية أهل المصائب للمنبجي ص52 .

    فالدُّنيا مشوبة بالكدر .. مشوبةٌ بالمنغِّصات ..

    ولكنَّ.. الحاذقَ الفطٍن ، من يُحسِن في دقائق أيّامِه ؛ ويُدرك حقارةَ الدُّنيا وصغارها ؛ لينالَ راحةَ الآخرة ..

    وقد سئلِ الإمام أحمد -رحمه الله- : متى الرّاحة يا إمام؟ قال: إذا وضعتَ قدمك في الجنّة ؛ ارتحت!

    فيا حبيبة يا من هيَ بطيبِ قلبِها ، وسعيها لرضى ربِّها ؛ لقلبي قريبة :

    - إيّاكِ وأن تخرجي من هذه الدُّنيا ومن مدرسةِ الحياة خاويةَ اليدينِ صِفراً ، بل اجعلي المِراسَ سبيلَكِ لإدراكِ حقيقتِها ، ومعرفةِ قيمتِها .

    - حينَ يصيبُ أحدَهم مُصيبة! أو تسمعيهم يخبرون: مصيبةٌ حلَّت بفُلانٍ أو فلانة ؛ فاعلمي أنّها هيّنة ما لم تكُن في دينِه!

    ولستُ أدعوكِ لعدمِ التؤثُّرِ لمصائبِ الغيرِ ، والوقوفِ عندَ شدائدهم -لا-!
    ولكنّكِ ...
    مع تؤثُّرك اعلمي: أنَّ الأمرَ يسيرٌ ما دام لا يمسُّ دينَهم الذي هو سبيلُهم لملاقاةِ ربِّهم بوجوهٍ مُسفرة ضاحكةٍ مُستبشرة!

    وإلّا فما يفيدُ أن نبتهجَ ونسعدَ في دُنيانا هذه ، ثمَّ نفارق سعادةَ الآخرة -عافانا الله وإيّاك- !

    ما يفيدُنا إن رافقنا النّعيمَ والرّخاءَ والسّعادة في دُنيانا ، ثمُّ هُناك يومَ العرضِ الأكبر ؛ فارقنا النّعيم!

    وفي أيَّ بليّةٍ تحلُّ عليكِ في دُنياك ؛ تذكّري من هم دونَك!

    من أناسٍ ذاقوا الويلات من أهليهم أو أزواجهم أو أولادهم أو منهم جميعا!
    ربطوا على بطونهم الحجارةَ من الجوع ، وذاوقوا مرارةَ الحربِ والقتلِ والخوف!
    ومن مرضى قيّدَهُم المرضُ في أسرّتهم ، ولم يُبقِ على عضوٍ منهم! أو أصحّاءَ الأبدانِ أضنتهم الأمراضُ النّفسيّةُ والعقليّة!

    هم فارقوا الرّاحةَ في الدُّنيا ، لكنّ اللهَ وعدَهُم أن يرافقوها في الجنان!

    إذن:
    " من رافقَ الرّاحة ؛ فارقَ الرّاحة! و النّعيمُ لا يُدركُ بالنّعيم!
    لا تنسي القاعدةَ المُقرَّرة! واجعلي الشُّكرَ ذِكرَك ، والصَّبرَ حليفَك ، وكتابَ اللهِ دليلَك! تجدي راحةَ الدِّينِ والدُّنيا!

    ولا تظنّي أنَّ الحياة لم تسلم لأحد أو أنّها جُعلت لأحدٍ دونَ أيِّ سوءٍ يُصيبُه!
    لم يكُن هذا ولن يكون!

    هذا وأجدُني أطلتُ كثيراً ؛ لكن قريحتي أبت إلّا أن تكتُبَ لرفيقتِها ، وسمعي أبى إلّا أن يستمعَ لمحاضرةِ طيّبةٍ عُنوانَها "التغلُّب على المُعاناة" كتبتُ منها ما وجدتُه يُناسبُ الحالَ ، علِّي آخذ بيد أخيّتي المُباركة للطّريقِ الذي اخترناهُ أنا وهيَ لأنفُسِنا ، وأبينَا إلّا أن نعبُرَه ، لنرقى بهِ سُلَّم الجنّة إن شاء الله .

    هذا وأسألُ اللهَ أن يوفّقَني وأخيّتي الحبيبة الغالية لكُلِّ خيرِ وأن يرزقَني وإيّاها راحةً في أخرانا لا تعدلُها أيّةُ راحة ... وأن يجمعني بها وبأخيّاتي على سُررٍ مُتقابلينَ ... متؤانسينَ متضاحكين ..
    اللهمّ آمين ..

    ولن أدعو لكِ بأنْ لا تريْ السُّوءَ أبدا !!! .............. ؛
    روي أنَّ أحدَهم دعى لأخيه ألّا يصيبَهُ سوءٌ أبداً ، فقالَ لهُ أحدُ الصّالحين: دعوتَ عليهِ بالهلاك!



    وُدمتِ لمُحبّتِك الطّويلبة أيّتُها الجزائريّةُ الأصيلة ..

    وقد وجدتُ أن أنقلَ رسالتي لأخيّاتي هُنا علّهنّ يستفدنَ منها إن كانت ذاتَ فائدة ..

    وكتبتها : مُحبّتُكُن من أرضِ الشّام / الطُّويلبة الحنبلية ..

    ليلةَ الحادي عشر من ربيع الثّاني من السّنة الهجريّة . الثالِث من شهرِ مارس من السنةِ الإفرنجِيّة .
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  2. #42

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    كيف حالك الآن أختي طويلبة وحال صديقتك
    أتمنى أن تكون تحسنت الأمور فإني أكاد أشعر بتأثيرها عليكِ أنت أيضا
    يسر الله أمركما وفرج كربكما

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    324

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أنا سعيدة جدا بانضمامي إليكن في هذا المنتدى المبارك الذي أسأل الله أن ينفع به و يسعد كل القائمين عليه في الدنيا و الآخرة!
    أختي طويلبة علم حنبلية شكر الله لك و أحسن إليك و أسعد قلبك كما أسعدتني هذا اليوم ! مازلت لم أكمل قراءة الموضوع و إذا بي أقع على كنز الحمد لله أهديته لكل طالب علم ألا و هو مواقع المعاهد العلمية! جزاك الله خيرا!

  4. #44

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    وخيراً جزاكما الله أختاي المباركتان وأحسنَ إليكما ..

    أخيّتي / أم عبد الرّحمن : أحمدُ اللهَ إليكِ أخيّة و ليسَ الأمرُ كما ظننتِ ، هوَ تعبٌ ألمَّ بي من أيّام ؛ يتراوحُ ما بينَ زُكامٍ ورشح وسُعال!
    أسألُ اللهَ السّلامةَ والعافية ..

    أخيّتي / أم كريم : عليكِ السّلام ورحمة الله وبركاته وحيّاكِ الله وبيّاك بيننا أخيّة .. وإنّنا بكِ أسعد ، وبحضوركِ مسرورينَ مبتهجين .. فحيّهلاً يا فاضلة ..

    نسألُ اللهَ لكِ الانتفاعَ والاستفادة .. وأن ينفعنا بك وبعلمك ..
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  5. #45

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .


    (4) طالبة العِلم وكمالُ الحمد على الانصرافِ عن: [ فتنِ هذا الزّمان ] !

    لستُ أذكرُ شيئاً دفعني للذّهابِ معَها غيرَ ما وجدتُ فيها من رغبةٍ شديدةٍ لأصطحبَها لأكاديميّتِها!

    ولمّا أن استأذنتُ وليَّ الأمرِ -أبى عليَّ- إلى أن ألحَّت هيَ عليهِ بشدّة ، وبعدَ طويلِ نقاشٍ وأخذٍ ورد بينَها وبينَه!

    تمّت الموافقة!

    - اصطحبَنا لمكانٍ لا يبعدُ عن ذاكَ المكان إلّا النزرَ اليسير!

    لم أكن لأتصوَّرَ يوماً أن أعاينَ ما سمعتُ وعرفتُ وبهاتِه الصُّورة الجليّة!

    إنّها المخالفات التي أُسمعتُها تلوحُ أمامَ ناظريَّ واحدةً تلوَ الأخرى!

    توجّهنا مُباشرةً لكُليَّةِ الشّريعة! كانت محطّتُنا الأولى في إحدى المُصليَّات!
    حيثُ أولى المشاهد :

    وقفتُ لأصلِّي الضُّحى ، فأبصرتُ عن جنبٍ وطرف أخواتٍ بشتّى الأشكالِ والهيئاتِ!

    كلٌّ منهنَّ تدندنُ بما حباها الله ، ويجلو لسانُها عمّا حوى قلبها!

    تيك حديثُها في المنهاجِ المدرسيّ!
    وتيكَ في مشوارٍ لها مع رفيقاتها اليوم!
    وتيكَ في مهارتها في الطّبخِ والنّفخ رُغمَ عدم تفرُّغها لهذا!
    وتيكَ تمسكُ في يدِها مصحفاً تتلو منهُ آيَ كتابِ الله ، وما رأيتها من غيرِ الأعجميّات!

    كلماتٌ متفرّقات، بعضُها ألفتُها وأخرى رأيتُها تردُ أذني كصواعقٍ مُرسلة!

    عزمتُ على أن أبدأ صلاتي ، وكبُّرتُ تكبيرةَ الإحرام!

    المشهد الثّاني :

    بعد الفراغ ، انضممتُ لرفيقتي ، حيثُ حلقة رفيقاتِها ، لا أخفيكن فما عهدتُ في قولهنَّ ما يُخالفُ الشّرعَ أو يعارضُ العُرف!
    وما رأيتُ منهنَّ إلّا طيبَ الفِعال ، وحُسنَ الخِصال!

    سألتني غيرَ واحدةٍ منهنّ عن عدمِ التحاقي بهذه الجامعات ، والدِّراسةِ فيها!

    فكنتُ أجيبهنّ ، أن : قراري في البيت خيرٌ لي وأحب ، كما أنّي أطلبُ العلمَ بوسائلَ أخَرَ غيرَ هذه ، وأراني منتفعةً مستفيدة!
    وقد تبيّنَ لهُنَّ صدقُ ذلك ، حينَ يردُ من إحداهُنَّ استفسارٌ أو سؤال ؛ فيجدنني أجيبُ عنهُ وأوضحُ ما فيهِ من استشكال!

    ولستُ أغفِل أنَّ هؤلاء الأخوات رُغمَ التحاقهنّ بجامعةٍ كهذه للدِّراسة ، فهُنَّ يعترفنَ اعترافًا جازماً أنّهنَّ على خطأٍ في ذلك ، وأن صنيعَهُنَّ هذا فيه مخالفةٌ جليّة ، لكن .... لعلَّ الذي يغفرُ لهُن زلّتهن هي الضّرورةُ أو الحاجة!
    على حدِّ قولهن!
    المشهد الثّالث :

    اقتربَ موعدُ أولى المُحاضرات ، وكانت في مادّة التّلاوة ، اصطحبتني أخيّتي حيثُ قاعةُ الدِّراسة ، حتّى إذا ما دخلتِ المُدرِّسة ؛ ألقت السّلام ، ثمَّ حمدتِ اللهَ وأثنت عليه ، عقّبت بطرحِ علاماتِ تعجُّبٍ كثيرة ، واستهجاناتٍ كثيرة لما ترى وتعاين في هذه الجامعة!

    سألتها الطّالبات عن الخبر! ؟؟

    قالت: أتصدِّقُ إحداكُنَّ أن تُلصقَ الدّكتورة على بابِ مكتبها شيئاً من العبارات الهادفةِ النّافعة ؛ فتجيءَ في اليومِ التّالي ؛ لتراها قد مُزّقت ، وألقيتْ أرضا ... بل ونشرت في إحدى المجال لجهةٍ أخرى!؟

    أتصدّقُ إحداكُن أن تدخُلَ المدرِّسة القاعة ، فتأبى بعضُ الطّالبات أن تخرجَ كُرّاسَها أو محبرتَها!
    بل تكتفي بالتّحديقِ في وجهِ أستاذتِها تحديقاً لا حيدةَ فيه عنها!
    وحينَ تستقصي المدرِّسة عن العِلّة والسّبب ؛ يظهرُ لها أنَّ أولئك الطّالبات ينقمنَ منها لكونِها زوجة الدّكتور الفلانيّ!؟

    واحرَّ كبدي ، من قلوبٍ مريضةٍ كهذه!؟
    أتراني بينَ أناسٍ متعلِّمين أم بينَ مرضى فارغين!؟

    ولستُ أنفي عن ذاكَ المجلس الفائدةَ والانتفاع ؛ فقد انتفعتُ أيّما انتفاع بفضل الله تعالى!
    ولعلَّي أسوقُ لكُنَّ الفائدةَ التي انتفعتُها حينَ ذاك في مشاركةٍ قادمة بمشيئة الله ..
    المشهد الرّابع :
    خرجنا من القّاعة متوجّهين إلى المُصلَّى ؛ فرأيتُ عجبًا!

    فتيات متوزّعات هُنا وهُناك في يدِ كُلِّ واحدةٍ منهنّ مرقبة (مرآة) تتأكّد من خلالِها من :
    حجمِ عينِها!
    ولونِ وجهِها!
    وشكلِ أنفِها!
    وطولِ رِمشِها!
    وصبغِ فمِها!

    كلُّ ذلك في المُتوضّأ ... وفي ممارِّ المُصلَّى!

    إنّا لله!

    ليتني في قسمٍ ثانٍ غيرَ قسم الشّريعة!
    كنتُ حينَها سأقول: " لا عجَب ؛ فعلى نوعيّةِ الاختيار ؛ تكونُ الفِعال "!

    لكنّني رأيتُ هذا حيثُ القسم ، الذي :

    - تُدرَّسُ فيهِ أحكامُ الشّرع!
    - وتُعَلَّمُ في كنفِه الآدابُ العامّة!
    - ويُهذِّبُ النُّفوسَ على الطّاعةِ والاستجابة!

    واحسرتآه!
    المشهد الخامس :
    ما لبثت أستريحُ في مكاني ، لأهيّئ نفسي لصلاةِ الظّهر إلّا وأقبلت عليَّ طالبةٌ من الطّالبات!
    مدّت إليَّ ساقَيها! لا أقولُ يدَها بل ساقَيها!
    وكانا مكشوفين!
    قلت: ما أفعَل!؟
    قالت: من فضلك أنزليلي كُمَّ العباءة!
    قلت: حسن .
    أمسكتُ بطرف الكُم لأنزلَه! ولكن ...... ما هذا!؟

    نظرتُ إليها! ما به هكذا !

    قالت: هذا أوّلُ يوم لي ألبس فيه العباءة!
    قلت: بارك الله لك يا حبيبة!

    ولكن لو كانَ واسعاً قليلاً!

    توكّلتُ على الله ، وعدّلتُ من جلستي! وبدأت أشدُّه لأسفَل!

    أشهدُ الله أنّ جُلًّ ما على الكُم من إكسسوارٍ و(خرز) تفتت وسقطَ على الأرض!

    يا لعجبي!
    ضاقت عليها الأرض إلّا من هذه العباءة!

    تذكّرتُ في خلَدي ؛ قولَه -صلّى الله عليه وسلّم : " لو دخلوا جحرَ ضبِّ لدخلتموه "!

    تمّ الأمرُ بنجاح ، وتمّت العمليّة وأحسبُها جراحيّة إلّا قليلا! لكون الأخت كانت تحتاج لبترٍ لولا لم أعصر يديها ؛ لأنزلَ كُمَّها!

    نظرت إليَّ تيكَ الأخت ، وهي تصطنعُ الابتسامةَ -اصطناعاً- من الألم!

    - شُكراً جزيلاً ..

    - لا داعي أخيّة!! : )

    المشهد السّادس :

    حانَ وقتُ المحاضرة الثّانية والأخيرة ، وكانَ مُلقيها دُكتوراً في الفقه .
    قلتُ لرفيقتي : سأظل في المُصلّى إلى أن تتمّي محاضرتك! أبت عليَّ وقالت: لن أدعك ، لا بُدَّ وأن تذهبي معي!
    اصطحبتُها .. !

    جلسنا في آخرِ كُرسيّ .. إذ نظامُ المحاضرات في كليّات الشّريعة أن يجلسَ الرّجال في الأمام ، والنّساء في الخلف!

    جلستُ في المحاضرة ، وياليتَني لم أجلس!

    رأيتُ عجباً عُجاباً!

    وانقدحت برأسي استفهاماتٌ كثيرة!

    - أينَ هيبةُ مجالسِ العلم!؟
    - أينَ رزانةُ طالبةِ العلمِ ووقارُها !؟
    - أين أين!؟

    هاتِه نائمةُ تضعُ رأسها على الدُّرج! وددتُ حينَها أن أعرفَ ما ذا تحلُم!؟
    وتلكَ تُمسكُ جوّالها في إحدى يديها ، وتعبثُ بحجابِها!
    وتلكَ تتنقَّلُ كيفما شاءت من مكانٍ لآخر!
    وأخرى تغضبُ لأنَّ الدّكتور قال لها اقرأي ، ثمَّ اختارَ أخرى غيرَها!

    -عنّت ببالي أسئلةٌ كثيرة متعلِّقةٌ بمادّتهم المُقرَّرة ، لم أكن لأرى أحداً ينتهز الفرصةَ ويستفهم عنها -على أهميّتِها!
    كنتُ أخبرُ أخيّتي عنها ، حتّى إذا ما حانَ وقتُ المغادرة ؛ سألت أستاذَها عن إحداها!

    فكانَ جوابُه ركيكاً ، متخبِّطاً ، لا قرارَ فيهِ ولا وضوح!

    بل ولمّا أن راجعتُ الأمرَ وجدتُه يخالفُ الصّواب!

    حينها : ترحّمتُ على مشايخي الذي لم أعرفهم إلّا بعلمهم وورعهم عن التقوُّلِ على اللهِ بغيرِ علم!

    ترحّمتُ على شيخي ابن العُثيمين ، وابن باز ، والألبانيّ ، والسّعدي ، والشّنقيطيّ .. وغيرهم كثير من الأئمّةِ الأطهارِ الأبرار ، الذين لم يحُل بينهم وبينَ : " لا أدري " أيُّ حائل!

    وسألتُ اللهَ لأخيّتي عِلماً نافعاً وعملاً مُتقبّلا صالحا ..

    المشهد السّابع :

    انتقلنا إلى المُصلَّى ثانية .. كانت تجلسُ إلى المقرُبةِ منّي أختٌ بدى لي من هيئتها أنّها من بلاد الخليج!

    نظرتُ إليها ؛ فتبسّمت! حينها تجرّئتُ على الحديثِ معها ؛ فقلت : أنتِ تتدُرسينَ هُنا؟
    قالت: نعم أنا أحضِّر الدُّكتوراه في هذه الجامعة!

    قلت: وما تدرسين؟
    قالت: أدرس تربية إسلاميّة!

    قلت -في نفسي : سُبحانَ الله! انتقلت من أرضٍ حواها العلمُ ورواها حتّى أينعت وزهت!
    إلى هُنا حيثُ الجهلُ المُحقّق والعقائدُ التي لا يميز الخبيثُ فيها من الطّيب إلّا من رسخَ في العلمِ على يدِ أصفياءِ العقيدة وأنقياءِها!

    ولا أخفيكن ففي جامعاتنا الأشعريُّ والخارجيّ والمرجئ وووو من أصحابِ العقائدِ الفاسدةِ الخربة!
    وكانَ ممّاا صفعني صفعاتٍ متتالية ، قولُ رفيقتي : أنّ عندهم أخت قدِمت من أرضِ النّبي صلّى الله عليهِ وسلّم - المنوّرة!
    لمَ؟
    - لتدرسَ فقهَ الجِهاد!

    اللهُ أكبر! وهل عُدِمَ تعلُّم الجهادِ في أطهرِ البلاد! حيثُ العلمُ والدِّينُ والصّفااءُ والنّقاء!
    وهل عُدِمَ تعلُّمُ الجهاد إلّا في جامعةٍ فيها من الفسادِ ما فيها!

    إنّها لعمري حيدةٌ من حيداتِ زماننا ، في حينٍ يسألُ فيه الواحدُ منّا ربّه أن يمُنَّ عليهِ بعيشةِ في المدينة المنوّرة ويُلحَّ عليهِ في ذلك!

    ليجدَ في الوقتِ ذاته من هجرَها من أهلِها! وازدرى نعمةَ الله التي حباهُ فيها!

    يا لعجبي ، لن ينتهي!؟

    المشهدُ الثّامن :

    في طريقِ العودة : سرتُ مع رفيقتي وصويحباتِها بأمانِ الله!

    ولكن أبت تلكَ (الصّواعقُ المرسلة) إلّا أن تخترقَ مسمعي!

    ولكَم ضحكتُ أنا وأخيّاتي حينَها!

    مرّت فتاتان ، وإذ بإحداهما تقولُ للأخرى : ( بتعرفي بس أنا بحسُّه متكبِّر )! من هو؟ اللهُ أعلم!

    ثمَّ مرَّ رجالٌ ، وإذ بأحدهم يقول: ( خنتيني! ) من هي هذه!؟ اللهُ أعلم!

    ثمَّ مررنا وإذ بشابٍّ وفتاة ، يقفانِ في مكانٍ لا يتصوّرُه عاقل!
    أين؟
    أمامَ حاويةِ قُمامة مباشرة! أعزّكُنَّ الله وزادكُنَّ عزّا!

    قلتُ لمن إلى جانبي : "سُبحانَ الله من الحُبِّ ما قتل"!

    ولعلِّهُ كانّ حريٌّ بي أن أقول:

    " من الحُبِّ ما سطَل "!
    المشهد التّاسع والأخير :

    في أثناءِ تلكَ المشاهد كُلِّها ... تذكّرتُ مشهدي الذي أراهُ كُلَّ يوم!
    ذاكَ المشهد الذي أرى فيه الطُّمأنينةَ والرّاحةَ والسّكينة!
    ذاكَ المشهد الذي أرى فيهِ الجمالَ والعّزَّ والدّلال!

    إنّهُ .....
    مشهدُ بيتي!
    تذكّرتُ كتُبي في حُجرتي الصّغيرة!
    تذكّرتُ تعبي في بيتي الذي لا يعدُل مِعشارَ تعبي وأنا أسيرُ من قاعةٍ لأخرى!
    تذكّرتُ حجمَ صيانتي وحفظي في مملكتي!
    تذكّرتُ استحياءي من رفعِ صوتي أمامَ زوجي عوَضاً عن أن يكونَ في وجهِ أستاذٍ أو شيخٍ يدرِّسُني العلم!
    تذكّرتُ نقاءَ وصفاءَ المشاهدَ التي أراها في أيّامي العاديّة ؛ إذ لا تجاوزَ فيها ولا مُخالفة!

    تذكّرتُ وتأمّلتُ أموراً كثيراً لستُ أذكرُها على كثرتِها!

    حينَها ؛ نطقَ قلبي قبلَ أن ينطق لساني : أن يا ربُّ لكَ الحمدُ على نعمائك!

    ياربِّ أحمدُك على ما حبيتني به من حفظٍ ورفعةٍ وصيانة!

    أيُّ نعمٍ هاتِه التي أرفُلُ بها!؟

    "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ" النّساء 34 .

    - ما أسعدَني وأبهاني حينَ أُسأل : ما عملُك؟
    فأجيبُ ورأسي يناطحُ الجبالَ الشمّ :

    ملكةٌ في بيتي!
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  6. #46

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طويلبة علم حنبلية مشاهدة المشاركة
    أخيّتي / أم عبد الرّحمن : أحمدُ اللهَ إليكِ أخيّة و ليسَ الأمرُ كما ظننتِ ، هوَ تعبٌ ألمَّ بي من أيّام ؛ يتراوحُ ما بينَ زُكامٍ ورشح وسُعال!
    أسألُ اللهَ السّلامةَ والعافية ..
    شفاكِ الله وعفاكِ أخيتي
    وجزيت خيرا كثيرا على حلقة اليوم
    وصدقتِ في كل كلمة، شتان بين القرار في البيت والخروج يوميا
    الحمدلله الذي منَّ علينا بنعمة القرار وحفظنا وصاننا من الفتن الكثيرة
    وفي انتظار حلقات أخرى

  7. #47

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    اللهم آمين . وخيراً جزاكِ الله أخيّة وباركَ فيك .. وجنّبنا اللهُ وإيّاك الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطن ..

    وقد نسيتُ أن أذكر : أنني بعدَ تلك الرّحلة ؛ عدتُ إلى البيت عصراً ، فنمت لفجرِ اليوم التّالي!
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  8. #48

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    في الانتظار (ابتسامة)

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    جزاك الله خيرا أختي طويلبة و سلمت يداك و بارك فيك أخيّة

  10. #50

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .


    وخيرا جزاكِ الله أخيتي المُباركة/ أم محمّد وباركَ فيك ، وسلّمك ..


    (5)
    طالبة العلم المتزوّجة وطوقُ النّجاة ، وسبيلُها للسّداد في حياتها الزّوجية ( تلاوةُ كتابِ الله ) ..

    على أخيّتنا المُباركة أن تُدركَ أهميّةَ أن تجعلَ لكتابِ اللهِ سُبحانَه نصيباً -لا يتبدّل لغيره- من وقتِها ، ولتعلم أنّهُ سبيلُها للسّدادِ والرّعايةِ والتّوفيقِ والرّشاد في سائرِ شؤونِ حياتِها ..

    ولا تستغرب من انصرفتْ عن تلاوةِ كتاب الله ، وعن اللّهج بذِكْرهِ سُبحانه من محاصرة الهمِّ والضّنكِ لها في أكثرِ أيّامِها!!

    فمن انشغلَ عن اللهِ سُبحانه ، وما يُقرِّبُ إليه من عبادات ؛ حريٌّ بإبليسَ أن يستولي على عقله ووجدانه ، ويأخُذ بمجامعهما ، فيسوءَ حالُه ويتكدّرَ عليهُ عيشُه ؛ لانصرافه عمّا يقرّبه منهُ سُبحانه ، ويشفي همومَ صدره!

    لذا فمن استحكمَ الشّيطانُ على عقلها ، حتّى جعلها تظنّ أن ثمّة مُشغلات ومسؤوليّات ؛ تحولُ دونها وقراءة وردها من كتاب الله لمثلها يُقال:

    أنتِ -واللهِ- على خطرٍ عظيمٍ مُحدِق! والشّيطان باتَ يحيكُ لك! ويجتهد عليك!
    فتنبّهي ... تنبّهي ... واحذري ..

    فإنّك إن أطعتِه وانضممتِ لحزبه ؛ خسرتِ على هذا خُسراناً مُبينا ..

    لا نقول للأخت أن تبدأ التزامها بالورد اليوميّ بثلاثة أجزاء أربعة ، وإنّما تبدأ بالقليل : عشر صفحات كل يوم ، هذا أقلّ القليل ، وبالأخصّ لمن كان تحتها أبناء ، بحاجة لرعايتها ووقوفها إلى جانبهم أكثر الوقت! أمّا الأخت المتفرّغة ؛ ففرصتُها أكبر للاستطراد في القراءة والتأمُّل بآيِ الكتاب ..

    ولمّا أن تداومي على هذا الكمّ ؛ زيدي عليه شيئاً فشيئاً إلى أن تعتادي الذي تجدينَ معه كمالَ التّلاوة والتدبُّر ..

    وتلاوة القرآن الكريم على الحقيقة تصيرُ مع الوقتِ عادةً عندَ الشّخص لا يستطيع ألبتّة أن يستغنى عنها! ولا يظنّ ظانّ أنّ مقصوي هُنا العادة المضادّة للعبادة ؛ إنّما المقصد أنّها تصيرُ أمراً مُسلَّماً بديهيّاً كغيرها من العادات التي تُصنع في اليوم والليلة ..وإلّا فهي -بلا شك- عبادة من أعظم العبادات وأجلّها وأسماها ..والنيّة تحولُ دونَ كونِها عادة!

    وإلى كلِّ أختٍ لم تزل إلى الآن ، تضعُ لنفسها مُبرِّرات ، وتقول : ولكن ، وأنا ظرفي ، ومشاغلي ووو! نقول:

    أي أخيّة ، قولي - بربِّك- أيّةُ مشاغلٍ هذه التي تُشغلك عن كتاب الله!؟
    كيفَ تنصرفينَ عنهُ إلى سواه!؟

    الكتاب الذي أنزلهُ ربُّ العالمين! على خيرِ خلقِ الله! من فوقِ سبعِ سماوات! مع الرّوح الأمين!
    حسبُكِ تأمُّلاً في هذه! تكفيكِ!

    يكفيك من وقت الليل والنّهار ، وقتُ السَّحَر! الوقت الذي تكونُ القلوب والأنفسُ فيه أكثر ما تكون هدوءاً واطمئناناً ..

    فبعدَ صلاة الفجر ، تناولي مصحفك واقرئي وِردك ، وعيشي مع آياتِ الله تعالى وتذوّقي حلاوةَ تلاوتها ، عيشي لحظاتٍ إيمانيّةٍ مع كتاب الله ، تنقّلي بينَ أسطُرِه وصفحاتِه وتأمّلي ما بين طيّاته :

    من أخبارِ الأممِ والقرونِ الغابرة ، وما آلَ إليهِ أمرُهم ؟
    و رحلة الأنبياء والمرسلين معَ أقوامهم وما وجدوا منهم وعانوا معهم ليوصلوا إليهم دعوة الله الخالدة؟
    وقصص الصّالحين والصّالحات والعابدين والعابدات الذي صدقوا اللهَ فصدقهم!
    والحكم الرّبانيّة واللطائف الإلهيّة التي أوجدها وأظهرها للبشر ليدركوا رحمته البالغة وعظيمَ حكمته!
    تأييدَهُ سُبحانه لأهل الحقّ ودحره لأهل الباطل بعدَ أن يميزهم اللهُ سُبحانه ويُظهرَ عوارهم!
    وغيرها كثير من الوقفات التي تأسرُ قلبَ ولُبَّ أخيّتنا وهي تتلو آيَ كتابِ الله سُبحانه بقلبٍ مُبصِر!

    كنتُ قد قرأتُ في كتاب: "أخلاق أهل القرآن" للآجري ص 77 كلاماً في غاية الرّوعة ، ثمين جداً جداً ..
    منه يتبين للأخت المُسلمة كيف تتلو القرآن حقّ التلاوة ؟

    قال الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ ..
    قيل في التفسير : يعملون به حقّ عمله .

    * فينبغي لمن أحبّت أن تكون من أهل القرآن ، وأهل الله وخاصته ، وممن وعدهم الله من الفضل العظيم أن تجعل القرآن ربيعا لقلبها ، تعمر به ما خرب من قلبها، وتتأدّب بآداب القرآن ،
    وتتخلّق بأخلاق شريفة ، تَبِينُ بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن .

    * فأول ما ينبغي لها :
    أن تستعمل تقوى الله عز وجل في السّر والعلانية ، باستعمال الورع في مطعمها،
    ومشربها، وملبسها ، ومكسبها ، وتكون بصيرة بزمانها وفساد أهلها ،
    فهي تحذرهم على دينها ، مقبلة على شأنها ، مهمومة بإصلاح ما فسد من أمرها ، حافظةً للسانها ، مميّزةً لكلامها .
    * إن تكلمت : تكلمت بعلم، إذا رأت الكلام صوابا .
    * وإذا سكتت: سكتت بعلم، إذا كان السكوت صوابا .

    * قد جعلتِ القرآن والسنة والفقه دليلها إلى كل خُلُق حسن جميل، حافظةً لجميع جوارحها عما نُهيت عنه، إن مشت مشت بعلم، وإن قعدت قعدت بعلم، تجتهد ليسلم الناس من لسانها ويدها .

    * تلزم نفسها بر والديها، فتخفض لهما جناحها، وتخفض لصوتهما صوتها، وتبذل لهما مالها، وتنظر إليهما بعين الوقار والرحمة، تدعو لهما بالبقاء ، وتشكر لهما عند الكبر، لا تضجر بهما، ولا تحقرهما، إن استعانا بها على طاعة أعانتهما، وإن استعانا بها على معصية لم تعنهما عليها .

    * تصحب المؤمنات بعلم، وتجالسهم بعلم، من صحبها نفعها،
    حسنة المجالسة لمن تجالس، إن علّمت غيرها رفقت بها .

    * إن أُصيبت بمصيبة، فالقرآن والسنة لها مؤدبان، تحزن بعلم، وتبكي بعلم، وتصبر بعلم، وتتطهر بعلم، وتصلي بعلم، وتزكي بعلم، وتتصدق بعلم، وتصوم بعلم، وتحج بعلم، وتجاهد بعلم،

    * تتصفح القرآن لتؤدب به نفسها ، ولا ترضى من نفسها أن تؤدي ما فرض الله عز وجل عليها بجهل، قد جعلت العلم والفقه دليلها إلى كل خير.

    * إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همتها إيقاع الفهم لما ألزمها الله عز وجل من إتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى،
    * ليست همتها متى أختم السورة ؟!!
    همتها متى استغني بالله عن غيره ؟
    متى أكون من المتقيات ؟
    متى أكون من المحسنات ؟
    متى أكون من المتوكلات ؟
    متى أكون من الخاشعات ؟
    متى أكون من الصابرات ؟
    متى أكون من الصادقات ؟
    متى أكون من الخائفات ؟
    متى أكون من الراجيات ؟.
    .............................. ..............
    * متى أزهد في الدنيا؟
    متى أرغب في الآخرة؟
    متى أتوب من الذنوب؟
    متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكر الله عليها؟
    متى أعقل عن الله - جلت عظمته - عن الخطاب؟
    متى أفقه ما أتلو؟
    متى أغلب نفسي على هواها؟
    متى أجاهد في الله - عز وجل - حق الجهاد؟
    متى أحفظ لساني ؟
    متى أغض طرفي؟
    متى أحفظ فرجي؟
    متى استحيى من الله - عز وجل - حق الحياء؟

    * متى اشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري؟
    متى أحاسب نفسي؟.
    .............................. ....................

    * متى أتزود ليوم معادي؟
    متى أكون عن الله راضية؟
    متى أكون بالله واثقة؟
    متى أكون بزجر القرآن متعظة؟
    متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلة؟
    متى أحِبُّ ما أحَبَّ؟
    متى أبغض ما أبغض؟
    متى أنصح لله؟
    متى أخلص له عملي؟!!


    * متى أقصِّر أملي؟؟
    * متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟
    متى أعمر قبري؟
    متى أفكر في الموقف وشدته؟؟
    * متى أفكر في خلوتي مع ربي؟
    متى أفكر في المنقلب ؟!

    * متى أحذر ما حذرني منه ربي من نار حرُّها شديد وقعرها بعيد، وغمها طويل؟

    - لا يموت أهلها فيستريحوا.
    - ولا تقال عثرتهم .
    -ولا ترحم عبرتهم.
    - طعامهم الزقوم.
    - وشرابهم الحميم.
    - كلما نضجت جلودهم بُدِلوا غيرها ليذوقوا العذاب.
    - ندموا حيث لا ينفعهم الندم.
    - وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عز وجل، وركوبهم لمعاصي الله تعالى.


    فقال منهم قائل: ﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ ..

    وقال قائل : ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ .. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ .

    وقال قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ﴾ .

    وقال قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾ ..

    وقالت فرقة منهم: ﴿ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾ ..

    فهذه النار ؛ يا معشر المسلمين ؛ يا حملة القرآن ، حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه !!

    فقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ ..

    وقال عز وجل : ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ ..

    وقال عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ ..

    ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب .

    وقال عز وجل : ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ ..
    ثم أعلَمَ المؤمنين أنه لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة !!
    قال عز وجل: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ ..



    فالمؤمنة العاقلة إذا تلتِ القرآن :

    * استعرضتهُ .
    * فكانت كالمرآة ترى بها ما حُسن من فعلها، وما قبح فيه .
    * فما حذرها مولاه ؛ حذرته .
    *وما خوفها به من عقابه خافته .
    *وما رغبها فيه مولاها رغبت فيه ورجته .
    فمن كانت هذه صفتها، أو ما قارب هذه الصفة ؛

    فقد تلته حق تلاوته، ورعته حق رعايته،كان لها القرآن شاهدا،
    وشفيعا، وأنيسا،وحرزا، ومن كان هذا وصفها (نفعت نفسها، ونفعت أهلها) وعادت على والديها، وعلى ولدها كل خير في الدنيا والآخرة .

    فبعدَ هذا أخيّة ... يا من جُعلتِ تحتَ صفِّ الإسلامِ وأهله!

    أليسَ من أقلِّ ما يمكن أن تصنعيه في جنابِ هذا الدّين أن تُرتّلي الكتاب الذي أنزله اللهُ على نبيّك وتعيه وتفهميه حقّ الفهم !!؟ لتحظَي برضى اللهِ عنك وتوفيقه لك وتسديده لسيرك في حياتك الزوجيّة وسائرِ شأنِك !!؟ ..
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  11. #51

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    كلامٌ نفيسٌ عظيم للشّيخ/ عبد الكريم الخضير، قرأتُه في سالفِ العهد ؛ فتأثّرتُ لهُ كثيراً ، أرى أن أعرِضَهُ على أخيّاتي:
    كتابٌ عظيم لا تَنْقضِي عَجائِبُه ..
    ابن القيم يقول:"أهل القرآن هم العالمون به ، العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب - ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم".

    هذا الموضوع يحتاج إلى بسط ، يحتاج إلى وقفة طويلة ، ويحتاج إلى مزيد من العناية ؛ لأنه يلاحظ على كثير من طلاب العلم هجر القرآن .
    هجرَ القرآن كثيرٌ من الإخوان ؛ نعم ، قد تجده حافظ ؛ حرص في أول عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي هذا ؟ لا يكفي .

    وتجد بعض الإخوان - مع الأسف الشديد - عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله ، بعض الناس لا يفتح المصحف إلا إذا قُدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيِّع الوقت يقرأ القرآن ، فالقرآن كأنه عنده فضلة على الفرغة ، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان .

    لكن الإنسان إذا التزم ورداً معيناً لا يفرط فيه سفراً ولا حضراً ، وقد عرفنا من الناس وهو مسافر في طريقه من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد* على جنب يقرأ حزبه ، وإذا انتهى واصل سفره .

    الدنيا ملحوق عليها يا أخي ، ما هناك أمر يفوت ، المسألة أنفاس معدودة تتوقف مثلما انتهت* ، وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب الله -جل وعلا- .

    هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ

    كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه ، فيه حلول لجميع المشاكل ، فيه عصمة من الفتن ، والناس أحوج ما يكونون في هذه الظروف إلى الرجوع إلى كتاب الله -جل وعلا- .

    على كل حال بعض الناس يشق عليه جداً أن يرتل وتعود الهذّ ، هذا يهذ ؛ ما في بأس ؛ لكن على ألا يهمل التدبر ، لا أقول : مع الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل ؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن في يوم ويبكون من قراءته ، هؤلاء تجاوزوا مراحل .

    هذا الشخص اللي في البداية ويقول : الترتيل صعب عليه..؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء ، ستة ، عشرة ، نشط ؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل ، نقول : هذا لا بأس هذّ ، وحصّل أجر الحروف ، وخلي لك ختمت تدبر ، ولو كانت في السنة مرة ، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر ، وامش على طريقك .

    الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث ، ديدنه عمره كله ، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة ، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن ، توفي ولما يكملها ، فلا هذا ولا ذاك .
    يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك ، لاسيما من تعود عليه ، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط ، ويتفهم كلام الله ، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله -جل وعلا- .

    نعم في حديث : (( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك ، وأما من استغل الأوقات الفاضلة ، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث ، على أن الناس يتفاوتون في هذا ، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا ، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن ، يقول : أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء ، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة ، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين ، نقول : لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر ، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام ، هذا حل ؟! ، هل هذا مراد النبي -عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث ؟ نعم ، نعم يحل المسألة لو قيل له : اقرأ القرآن ، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة ، بس على الوجه المأمور به ، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة ، أما أن يقال له : اترك القراءة في وقت من هذه الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعاً ، نعم .

    أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه ، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلّت قراءته ؛ هذا أفضل ، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم ؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، لا بأس يقرؤه في شهر ، إيش المانع ؟ ، يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير ، أنفع لقلبه ؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام ، وهذا هو الذي.. ، أُنزل القرآن من أجل هذا ؛ لكن من فضل الله -جل وعلا- أنه رتّب الأجر على مجرد النطق بالحروف ، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى - ، وهو على خير على كل حال .

    http://www.khudheir.com/ref/2676
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  12. #52

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    رحلتي المستمرّة معَ حفظِ كتابِ الله تعالى ..

    في الشّهر الثّاني من زواجي التحقت بإحدى دور القُرآن ، استمررتُ فيها ثلاثة أشهر ، ثُمَّ توقّفت ؛ لمشقّة المواصلات لتيكَ المنطقة!
    بعدَها مباشرة التحقت بأكاديميّة تاج العالميّة لحفظِ كتاب الله تعالى هُنا على الشّبكة ، وتوقّفت بعدَ شهرين من ارتباطي بها ؛ غفلةً وإهمالاً منّي ..
    بعدَها نسّقت مع إحدى رفيقاتي القريبات من بيتي ، أذهب إليها وأقوم بالتّسميع عندَها ؛ ما مكثت إلّا وبلغني كونَ البناية التي تسكّن بها فيها أشخاص غير أسوياء ..
    ثمّ نسّقتُ مع إحدى أخيّاتي هُنا على الشّبكة عبر إحدى برامج التّواصل ؛ لنقوم بالتّعاون على الحفظ معاً ؛ فحالَ تناوبُ الظّروف على كليْنا من الاستمرار ..
    ثمّ عزمتُ بعدَها على وضعِ برنامجٍ لي في الحفظ ، أقوم بالاستيقاظ فجراً ، أحفظ ثمّ أنام ، وأستيقظ أسمِّع لنفسي مُباشرة! استمررت على هذا البرنامج أيّام قلائل ، ثمّ توقّفت ؛ لارتباطي بسفرِ والدايَ وبقاءي عندَ إخوتي ..

    حينَ وقفتُ وقفةً فاحصة ، وتأمّلتُ التنوَّعَ الذي سرتُ عليه في أيّامي الفائتة ؛ وجدتُنا معاشرَ بني الإنسان كثيراً ما نستعجِلُ تحقيقَ الأهداف دونَ نظرٍ في الأسلوبِ الأنسب ، ودونَ استخدامٍ للحكمة في تجاوزِ العراقيلِ والعوائق التي تعترضُ الطّريق!

    ومن تشخيصي للإشكال ، أرى أنَّ اللوم بعدَ إلقائه على (عجلة) هذه النّفس يُلقى على الرّفاق والجهات المعنيّة!

    إذ حفظُ كتابِ الله إن لم يكُن فيه تعاون وتشارك .

    وإن تمَّ وتمكّنَ منهُ صاحبه ؛ فماذاكَ إلّا توفيقُ الله سبحانه ومَنّه على صاحبه ، وتوفيقه لعلوِّ همّته!

    في المُقابل لا أظنّ إحداكُنّ تختلفُ معي في كونِ الشّخص حينَ ينضمّ لجهةٍ مُختصّة ضمنَ جماعةٍ واحدة وكتلةٍ واحدة ؛ مثل هذا ؛ يتيسّر عليهِ ضبطُ الحفظ ، ويسهُل عليهِ السَّير على ذاتِ الوتيرة ؛ لكونِه وجدَ من يشدّ من عضدِه ، ويرافقهُ في مسيره!

    وما أحسنَ قولَ القائل: المرء ضعيفٌ بنفسِه ، قويٌّ بإخوانه ..

    لكن من أكثرِ ما يُتأسَّف عليه أن تجدَ مثلَ تيكَ الجهات متواجدة إلّا أنّها قد نأت عن الطريق السويّ ، وكان نظامُها في التّحفيظ بعيداً كُلّ البُعد عن الصّواب!

    فعندنا في بلادِنا أجد مراكز التّحفيظ متوفّرة وموزّعة في مناطق متفرّقة ؛ لكنّني أكاد أجزم أنّها لا تُخرِّج حُفاظاً لكتابِ الله (بحق)! وإنّما الذي رأيتُه من خلال ارتباطي بتيكَ المراكز زمناً أنَّ الهدفَ الأوّل عندَها تكثيرُ الصّفحات في اليوم ليسَ إلّا! مع وجود بعض الاستثناءات!

    أذكر أنّي أجريتُ وبعضَ رفيقاتي مقابلةً مع إحدى المُسؤولات عن أكبر مراكز التّحفيظ في مدينتنا ، طرحتُ عليها تساؤُلا كثيراً ما حكّ رأسي :

    " لماذا عدمُ الاهتمام من مراكز التّحفيظ بالتمكين والمراجعة بقدر اهتمامِها بالحفظ"!؟

    أجابتني في الحال بعبارة مازلتُ أذكرُها لهذه الساعة لشدّة عجبي منها! ، قالت:

    " هدفُنا الآن هوَ عجنُ العجين ، وبعدَها نخبز هذه العجينة"!!!

    مع العلم أن المجمّع القرآني هذا وهو يُعتبر الرّئيس ، قد خرَّجَ حافظات-زعماً- خلال -العطلة الصيفيةّ - ؛ أي حفظنَ كتابَ الله عن ظهرِ قلب في ثلاثة أشهر!

    وقد ذكرت المديرة -أمامنا- أنّ الطّالبات عندَهم يحفظون في -اليوم الواحد- 10 ، 15 ،20 صفحة!
    بل إنّ إحدى الطّالبات قد حفظت 40 صفحة (جزأين) في يومٍ واحد! وياليتهم يراجعونَه لها!

    كانَ ذاكَ سببُ أسفي على حالِ المراكز والتجمُّعات القرآنيّة المنظّمة!
    وأسفي على أخيّاتِنا وهُنّ فرِحات في حفلِ تخرُّجهنّ ، وهُنَّ يرتدينَ تاج (الحافظة لكتاب الله)!

    وما علمت هذه وتلك أنَّهن رُغمَ خيريّة ما اجتمعن ورفيقاتِهنّ عليه ، وحُسنِ تنافسهنّ في مثلِ تيكَ الأيّام أنَّ تيكَ العجلةَ في الحفظ رُغمَ قضاءِ ذاكَ الوقت عليه ، لا يُغني ولا يُسمن من جوع ، إن لم تعقبه مراجعة أوليّة مستمرّة ؛ تُعين على رسوخ الحفظ وثباته في الصّدور!

    فتجد تيكَ -الحافظة- على -حدّ علمِها ومن حولَها- حينَ طَرْحِ آيةٍ من كتابِ الله وسؤالِها عن تتمّتها ، أو السّورة التي وُجِدَت فيها ؛ تجدها لا تملك حتّى أن تُتمّ كلمةً واحدةً منها ، هذا إن كانت تذكرُ هذه الآيةَ أصلاً!

    حينها تنظر هذه الأخت لتلك الأيّام ، التي قضتها في الحفظ والمنافسة وووو ؛ فتُدرك في الحال أنّها جنت على نفسِها بعجلتِها تلك ؛ فغدت كالذي كان ينفخُ في قِربةٍ مشقوقة!

    لذا فوصيّتي لنفسي وأخيّاتي: أن لا يستعجلنَ حفظَ كتابِ الله وأن يتأنّينَ في الحفظ ، وليكن همُّهُنّ في مراجعةِ المحفوظ بادئَ ذي بدئ أكثرَ من همّهنّ في الحفظ الجديد ، وليحذرنَ عثرةَ الحافظ (المُراجعة) ؛ وليُدركنَ أنَّ حفظَ كتابِ الله عبءٌ ثقيل وقولٌ لا بُدَّ لهُ من ضبطٍ وفَهم!

    لتعلمي أخيّة أنَّ الحافظَ لا بدّ أن يضبطَ كلامَ ربّه يحفظهُ بحق!

    تأنّي ... تريّثي .. واحفظي بأناةٍ ورويّة! ولا تستعجلي فراغك من الحفظ!

    في معجم: اللغة العربية المعاصر :

    • حفِظ الكتابَ ونحوَه: استظهره عن ظهر قلب " حفِظ القرآنَ / القصيدةَ " ?
    حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير ، طُبع في ذاكرته .

    وفي المعجم الوسيط :
    حَفظَ الشيء حَفظَ َ حِفْظًا : صانَه وحَرَسه .
    ويقال حَفِظَ المالَ .
    وحَفِظَ العَهْدَ : لَمْ يَخُنْه .
    و حَفظَ العِلْمَ والكلامَ : ضبطه ووعَاه .
    فهو حافظٌ أو حَفيظ .
    ومنه : من حفِظ حُجَّة على من لم يَحْفظ .

    فيا أخيّة لا تستعجلي الحصاد ، ولتكوني حكيمةً في نثرِ البذر ، وسقي الزّرع ؛ حتّى تؤتي ثمارُك أكُلَها بإذنِ ربِّها ..

    هذا وبالله التّوفيق وعليهِ التُّكلان ..

    وكتبتها الطّويلبة / عشيّةَ يوم الإثنين الموافق لـ 12-8-1433 هجريّة .
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  13. #53

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .


    (6)
    طالبة العلم المتزوّجة وطوقُ النّجاة ، وسبيلُها للسّداد والسّعادة في حياتها الزّوجية ( المداومة على ذِكر الله) ..

    لا بُدّ أن تُدرك أخيّتُنا المُباركة سواء كانت متزوجة أو غير متزوّجة ، إدراكاً جازماً أنّ مداومتَها على ذكر الله سُبحانَه هو سببٌ لدوامِ قُربها من الله سُبحانه ، وهو سبيلُ سعادتها وتوفيقها في حياتها وسائر شأنك!

    وما أجملها وما أبهاها من لحظات تيكَ التي يكونُ همُّ أخيّتِنا فيها ، وغاية مقصدها ذِكرُ اللهِ سُبحانه واللهجِ بأسمائه وصفاته ، وحمدهِ على أفعاله وفضائله!

    تستتفتحُ أخيّتُنا صباحَها ويومَها لا تُفكِّر لا في مالٍ ولا أيِّ شأنٍ من شئونِ الدُّنيا! فقط تفكِّر ماذا كانَ يقولُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أصبح؟

    ليسَ عندَها كتابٌ تتعرُّف الأذكارَ من خِلالِه! فلا تنتظر اليوم التّالي إلا والكتابُ عندَها أو أنّها تبحث هُنا وهُناك لتعرف هذا الخيرَ على وجههِ الصّحيح!

    "قبلَ مُدّة رافقتُ إحدى شقيقاتي في المَشفى ، وحينَ طلع الصّباح ، وإذ بي أستيقظ على صوتِ إحدى النّساء في الغرفة التي أنا فيها!
    ماذا عساها تقول!؟ إنّها تذكرُ اللهَ على ظنِّها ، تردِّد :
    ( يا فتّاح يا عليم ، يا رزّاق يا كريم )
    "!

    وإنّي أستبعدُ أن تكونَ إحداكُنّ بمثلِ هذا الجهل! لكن سماع مثل هذه العبارات من كبار السنّ والعامّة ، يستدعي منّا وقفة ؛ نحمدُ فيها اللهَ أن دلّنا على الحقّ ووفّقنا لمعرفته وامتثاله من نبعهِ الصّافي!

    ولا تنتظر أخيّتُنا يومَها الثّالث إلّا وقد حفظت هذه الأذكار ؛ لتتقلّب في الخيرِ والبركةِ والنّعمة .. ولا تزال في تثبيتٍ من اللهِ عزّ وجَل إلى أن تلقاهُ ذاكرةً شاكرة!

    هكذا يجبُ أن يكونَ حالُ المرأةِ المُسلمةِ المؤمنة باللهِ سُبحانه ؛ لا يستولي على عقلِها وقلبها غيرَ:تفكيرِها في ما يُصلحُ حالَها ويجلبُ لها البركةَ والسّعادةَ في سائرِ يومِها!

    والحقيقة أنّنّا معاشر النساء لو استشعرنا ما لذكر الله سُبحانه من فوائد وفضائل ؛ ما فترنا عن ذكر الله طرفةَ عين!
    ذكرَ الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه: الوابل الصيب للذكر أكثرَ من سبعينَ فائدة!
    - منها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ، ويرضي الرحمن. ويزيل الهم والغم والحزن ، ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط ..
    - ومنها: أنه يقوي القلب والبدن ، وينور الوجه والقلب ، ويجلب الرزق .
    - ومنها: أنه يكسو الذَّاكرَ مهابةً وحلاوةً ونُضره ، ويورثه المحبة ؛ التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة ..
    - ومنها: أنه يورث مراقبة الله تعالى ، حتى يدخل العبد في باب الإحسان ؛ فيعبد الله كأنه يراه!

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله: "الذكر للقلب كالماء للسمك ؛ فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء"!؟
    ومنها: أنه يحظ الخطايا ويذهبها ، فإنه أعظم الحسنات ؛ والحسنات يذهبن السيئات ..
    ومنها: أنه سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل ، فمن عود لسانه ذكر الله ؛ صانه عن الباطل واللغو ..
    بالإضافة لفضائلَ كثيرة عظيمة ، ومناقب جليلة ..

    أذكرُ أنّي استمعتُ ذاتَ مرّة لكلامٍ في غاية الرّوعة ، للشّيخ الدّكتور عبد العزيز الفائز ، لدى استضافته في قناة المجد ، وكان موضوع الحلقة عن (أثر الإيمان على الصحّة النفسيّة)!

    تحدّثَ الشّيخ فيها عن فضل الذِّكر وما يُحدثهُ من أثر في قلب الإنسان ليغدو في أنسٍ باللهِ سُبحانه! وفي طمأنينة وسكينة لا تضاهيها سكينة! وكذا أضافَ : أنَّ الذِّكر يجعل الإنسان مُحصَّن من الشّيطان ، ليسَ لهُ عليهِ سُلطان! وبالتّالي يعيشُ الإنسان هادئا مُطمئناً بعيداً عن أذى الإنسِ والجان!

    وأشارَ إلى نُقطة هامّة: وهو أنّهُ مع الذِّكر والدُّعاء والاستغفار لا بُدَّ من اليقينِ بنفعِها وفائدتهِا الجمّة على حياةِ المرء ، وليدرك حينَ يمُرّ على أدلّة الكتابِ والسنّة التي فيها حثٌّ على الدّعاء والاستغفار والمداومة على ذكر الله ؛ ليُدرك حقًّا أنّ هذا حاصلٌ لهُ بعدَ دعائه واستغفاره ، مُعلِّقاً قلبَهُ وروحَه باللهِ ربِّ العالمين!


    وأشيرُ لأخيّاتي لفائدةٍ
    ، تعلّمتُها من كتابِ البحر الرّائق في الزّهد والرّقائق للشّيخ الدّكتور أحمد فريد ، بيّنَ فيها أنَّ الذِّكرَ لا يقتصر على قولي : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ..

    بل هُوَ أنواع :

    الأوّل: ذكر أسماء الله وصفاته ومدحه والثناء عليه ، نحو: سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله .
    الثّاني: الخبر عن الله عزّو وجل بإحكام الله وأسمائه وصفاته ، نحو: الله عزّ وجل يسمع أصواتَ عباده ويرى حركاتهم .
    الثّالث: ذكر الأمر والنّهي كأن تقول: إن الله أمرَ بكذا ، ونهى عن كذا .
    الرّابع: ذكر آلائه وإحسانه ؛ من عظيمِ قُدرةِ الله ، وبفضلِ الله ...

    كلُّ ذلكَ ذِكرٌ للهِ سُبحانه ..

    ولقد رأيتُ بهذا الصّدد وبما أنّ حديثَنا يستدعي واقعاً وعملاً ، أن أدُلَّ أخيّاتي على كتابٍ يحوي جميعَ الأذكار اليوميّة في حياة المرأة المُسلمة ، وقد جُمِعَت في كتابٍ للشّيخ عبد الله الغامديّ ، عنونَ لهُ بـ ( الأذكار النبويّة في الحياة اليوميّة)!

    ومن الكتب الشّائعة والمتعارَف عليها بينَ النّاس كتاب حِصنُ المسلم ، ولا أظنّهُ يخلو من بيتِ مُسلم! هُنا تجدنَه برابطِ تحميلٍ مُباشر ..

    ومن أكثر الأذكار التي تتكرَّر في اليوم والليلة ، ولا بُدَّ لكلِّ مُسلمة أن تكونَ حريصةً عليها وتحفظها بلسانِها وفي قلبِها :

    - الاستيقاظ من النّوم .
    - أذكار الصّباح والمساء .
    - دخول الخلاء والخروج منه .
    - الذكر قبل الوضوء ، وبعدَه .
    -لبس الثّوب.
    - أذكار الطّعام .
    - كفارة المجلس.
    - دخول المنزل والخروج منه .
    - عند سماع المؤذِّن، وبعدَ الأذان.
    - أذكار الصّلاة ( الاستفتاح ، سجود التّلاوة ، بعدَ الصّلاة ) .
    - عندَ الاستخارة .
    - دعاء الرّكوب ، و التكبير على المرتفعات والتسبيح عند الهبوط والنـزول .
    - دعاء السّفر .
    - دعاء الهمّ والحزن ..
    - ما يقال عند زيارة المريض وما يقرأ عليه لرقيته .

    كلُّ تيكَ الأذكار ، وأخرى غيرَها ممّا وردَ عن رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم- تجدنَها في الكتابيْن آنفَيْ الذِّكر ..

    ومن العيب -حقيقة- أن لا تتشبّثَ المُسلمة ، وطالبة العلم على وجه الخصوص ؛
    لكونها أكثر اطّلاعاً ودراية بما ورَدَ عن نبيّه-صلّى اللهُ عليه وسلّمَ- من سُننٍ ونصوص
    بهذه الأذكار التي عليها مدارُ حياة المُسلم ، وبها يستقرُّ يومُها على الطّاعةِ الحقّة ، ويدومُ عِمرانُ قلبِها بالإنسِ باللهِ ومراقبته!

    لذا : فلأولى بأخيّتِنا (طالبة العلم) أن تلزَم تيكَ الأذكار في جميعِ أحوالِها وسائرِ شأنِها؛ ولتجعل لسانَها رطِباً بذكرِ اللهِ إلى أن تلقاهُ سُبحانَه ذاكرةً شاكرة ..

    مستذكرةً فضلَها وعظيمَ نفعِها على حياتِها إن هيَ لزمتْها موقنةً بخيريّتها وبركتِها!

    وفي المُشاركة القادمة -إن شاء الله تعالى ، أدرِج فضائل الذِّكر من كتاب ( الأذكار النبويّة في الحياة اليوميّة ) ، وآمل من أخيّاتي الاطّلاعَ عليها جميعاً والتّأمُّلَ فيها ؛ لعلّ اللهَ يوفّقنا لعبادته على بصيرةٍ وعِلمٍ وهُدى ..

    واللهُ الموفّقُ والهادي إلى سواءِ السّبيل
    ..
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  14. #54

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    فضائلُ الذِّكر بنصِّ السنّة النبويّة :

    * الذاكر في معية الله وحفظه:
    ـ عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يأثر عن ربه أنه قال : "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" . [رواه أحمد]

    ============================== =======
    * ذكر الله هو الحصن الحصين:
    * عن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال : يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ ، فأخبرني بشيء أتشبَّث به قال : "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" .
    [رواه الترمذي وصححه الألباني]

    ============================== =======

    * الاستغفار : تفريجٌ للهموم والغموم .
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هَمٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" . [رواه أبو داود والنسائي]
    ============================== =======

    * التهليل والتسبيح والتحميد: حرزٌ وحماية من تسلُّطِ الشّيطان .
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "من قال : لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرْزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه" .
    [متفق عليه] .
    وقال صلّى الله عليه وسلّم : "من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ، حطّت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". [متفق عليه]



    ============================== ======

    * فضل من ذكر الله خالياً: يظلُّه اللهُ في ظلِّه .
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل …. " وفي آخره : " …. ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " . [متفق عليه] .

    ============================== ======

    * فضل مجالس الذكر: السّكينة والرّحمة ، ويذكرهم الله في ملئه .
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "لا يقعد قوم يذكرون الله  إلا حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" . [رواه مسلم]

    ============================== ===

    * ذكر الله عقب الفرائض: غفرت له خطاياه جميعها .
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "من سبح دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد ثلاثاً وثلاثين، وكبَّر ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة تسعون، ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، غُفِرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" . [رواه مسلم]

    ============================== ===

    * سبق المفردون: الأوائل ، أصحابُ السّبْق!
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "سبق المفرِّدون" قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال : "الذاكرين الله كثيراً" . [رواه مسلم]
    ============================== =======

    * مثل الحي والميت:
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" .
    [رواه البخاري]

    ============================== ======

    * إذا أذنب ذنباً:
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له" . [رواه أبو داود والترمذي]

    ============================== ===

    * سيد الاستغفار :
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار مؤمناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" . [ رواه البخاري ] .

    ============================== =======

    * نخلة في الجنة:
    قال صلّى الله عليهِ وسلّم : "من قال : سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة".
    [رواه الترمذي] .

    ============================== ==========

    * كلمتـان:
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم" .
    [ متفق عليه ]

    ============================== ===========

    * أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس:
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس" [رواه مسلم] .

    ============================== ===========
    * كنـز من كنوز الجنة:
    قال صلّى الله عليه وسلّم : "لا حول ولا قوة إلا بالله كنـز من كنوز الجنة" . [متفق عليه] .

    /
    /
    /
    يقولُ المؤلِّف في آخرِ كتابِه:

    "وقد أذنتُ لمن أراد طبعه أو توزيعه أو النقل منه أو ترجمته لكل مسلم سائلاً المولى أن ينفع به كما نفع بأصوله من الكتب السابقة وجوزي خيراً كل من ساهم أو دل على ذلك .

    والحمد لله الهادي إلى الصراط المستقيم والصلاة والسلام على النبي الكريم ".
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  15. #55

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    عودا حميدا مباركا

  16. #56

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    حفظكِ ربّي أمّ عبد الرّحمن ..البركة فيكم وبأخياتنا الكريمات في هذا المجلس العامر بأهله ..
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج (تجربتي أرويها لكُن) .

    ما شاء الله !
    حديث طيب كطيب كاتبته
    نفع الله بكِ

    لذا فوصيّتي لنفسي وأخيّاتي
    : أن لا يستعجلنَ حفظَ كتابِ الله وأن يتأنّينَ في الحفظ ، وليكن همُّهُنّ في مراجعةِ المحفوظ بادئَ ذي بدئ أكثرَ من همّهنّ في الحفظ الجديد
    نعمت الوصية.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •