أخي الفاضل (أبو عبدالعزيز التميمي)
زادك الله حرصا على ماينفعك وجزاك خيرا على تنبيهك لكن أحب أن أوضح لك أني لم أسأل عن الحكمة في كون الرقيا والمعوذات تكرر سبعا إنما كنت أسأل عن مقصود القائل في تعليله للسبع مرات لأني وجدت ذلك في الكتاب المذكور فأحببت أن أعرف المعنى من باب زيادة الاطلاع ولو لم أجد هذه العبارة في الكتاب لما سألت أصلا
أرجو أن يكون قد اتضح المقصود
وإجابة لطلبك أخي المبارك إليك شرح الحديث
(إذا اشتكيت) أي مرضت (فضع يدك حيث تشتكي) على الموضع الذي يؤلمك ولعل حكمة الوضع أنه كبسط اليد للسؤال (ثم قل) ندبا (بسم الله) ظاهره أنه لا يزيد الرحمن الرحيم ويحتمل أن المراد البسملة بكمالها (أعوذ) أي أعتصم بحضور قلب وجمع همة.
قال الزمخشري : والعياذ واللياذ من واد واحد (بعزة الله وقدرته من شر ما أجد) زاد في رواية لابن ماجه وأحاذر (من وجعي هذا) أي مرضي وألمي هذا تأكيد لطلب زوال الألم ، وأخر التعوذ لاقتضاء المقام ذلك (ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك)أي الوضع والتسمية والاستعاذة بهذه الكلمات (وترا) أي ثلاثا كما بينه في رواية مسلم وفي حديث آخر سبعا كما سيأتي إن شاء الله تعالى وفي أخرى التسمية ثلاثا والاستعاذة سبعا يعني فإن ذلك يزيل الألم أو يخففه بشرط قوة اليقين وصدق النية ويظهر أنه إذا كان المريض نحو طفل أن يأتي به من يعوذه ويقول من شر ما يجد هذا ويحاذر وإطلاق اليد يتناول اليسرى فتحصل السنة بوضعها لكن الظاهر من عدة أحاديث تعين اليمنى للتيمن أي إلا لعذر.
فإن قلت لم عبر بالوضع دون الألم ؟ قلت : إشارة إلى ندب الذكر المذكور وإن لم يكن المرض شديدا إذ الألم كما قال الراغب : الوجع الشديد فلو عبر به اقتضى أن الندب مقيد بما إذا اشتد الوجع وأنه بدون الشدة غير مشروع وهذا الحديث من الطب الروحاني
(فيض القدير للمناوي رحمه الله)