الموضوع: مجلس مدارسة منظومة القواعد الفقهية للعلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

لما كان لعلم القواعد الفقهية شرف عظيم , و لمذاكرة العلوم منزلة سامية , عزمت - بتوفيق من الله ثم بنصيحة أخ كريم - أن أفتتح هذا المجلس لمدارسة و مذاكرة متن عظيم ينبغي لطلاب القواعد الفقهية الالمام به ألا و هو : متن منظومة القواعد الفقهية للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي- رحمه الله - .

و بعد موافقة الاخوة على ذلك و سماحهم لي . سأشرع باذن الله -أولا- بذكر الطريقة التي سنسير عليها .ثم أردفه بالشروع في مقدمة المنظومة و هكذا الى أن ننهي المتن باذن رب الأرض و السماوات ..

وفقني الله و اياكم الى ما يحبه و يرضاه .

ابدأ على بركة الله يا أخي الكريم
وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

جزاكم الله خيرا ....
أرجو من الكل المشاركة ان شاء الله .


أما بالنسبة لطريقة المدارسة فستكون على وفق المنهج التالي- ان شاء الله - :

* ذكر جزء من المتن : و ذلك برعاية تقسيم مسبق للمنظومة مقَسَّمٍ حسب معنى كل جزء و موضوعه .
*فك عبارة الجزء .و ذلك انتقاءًا من كلام شارح أو ان أمكن من كلام الطالب نفسه .
*أن يذكر كل طالب ما تيسر له من الفوائد على ذاك الجزء حتى تجتمع مجموعة من الفوائد الغزيرة على الجزء الواحد, مع :
- محاولة عدم تكرار ذكر الفائدة الا ان أريد زيادة ايضاحها أو تقييدها بقيد أو ...
-محاولة ذكر -ان أكن و الا فلا- الشرح أو الكتاب الذي انتقى منه الطالب فائدته . حتى يكون ما كتبه نور على نور .

حاولوا جزاكم الله خيرا التفاعل مع الموضوع حتى تكون هذه المذاكرة جامعةً -قدر الامكان- لفوائد هذا المتن العظيم .

و ربما عند الانتهاء جمعه أحد الأفاضل فكان كالجامع لفوائد أغلب شروح هذه المنظومة -المتوافرة حاليا -.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله رحمة واسعة - :

الحَمدُ للهِ العَلـــــيِّ الأََرفَقِ ____ وجَـامعِ الأشيــــاءِ والمفرِّقِ

الحمد : هو الثناء على الله بصفات كماله , و سبوغ نعمه , و سعة جوده و بديع حكمته .

الله : هو المألوه العبود , الذي يستحق أن يعبد .

العلي : الذي له العلو التام المطلق من جميع الوجوه : علو الذات و علو القهر و علو القدر . ولا يعني وصف الله -عز وجل- بأحد نوعي العلو أن نمنع منه النوع الآخر من أنواع العلو.

الأرفق : أي الرفيق في أفعاله , فالله رفيق يحب الرفق .

وجامع الأشياء والمفرق : هذا فيه وصف لله -عز وجل- بالجمع والتفريق، ومن أوصاف الله -عز وجل- أنه يجمع بين الأشياء المتشابهة في الحكم، ويفرق بين الأشياء المختلفة , ومن أوصاف الله -عز وجل- أنه يجمع بين الأشياء المتشابهة في الحكم، ويفرق بين الأشياء المختلفة، وعلى هذا الأمر بنيت القواعد الفقهية، فإن القواعد عبارة عن جمع المتشابهات ووضعها في قاعدة واحدة، بينما علم الفروق مبني على إظهار السبب الذي من أجله فرق بين المسائل.

****************************** ****************************** ***********************

ذي النِّعمِ الواسِعــــــةِ الغَزيرةْ _____ والحـكمِ البـَــــاهرة الكثيرةْ

ذي النعم الوائعة الغزيرة : أي أن الله -سبحانه و تعالى- أنعم علينا بنعم واسعة غزيرة متعددة كثيرة ، من أفضلها نعمة دين الإسلام، ونعمة التوجه لطلب العلم الشرعي , و نعمة مذاكرته و مدارسته .

والحكم الباهرة الكثيرة : هذا وصف لله -عز وجل- بأنه حكيم، والله حكيم في أوامره الكونية، وحكيم في أوامره الشرعية . و حكمه سبحانه باهرة تبهر العقول , و تتعجب منها – أي العقول - غاية العجب .

== و قد جمعتُ - هذا الكلام - عن طريق الدمج بين ما وجدته في شرح العلامة ابن سعدي رحمه الله و شرح الشيخ سعد الشتري حفظه الله .( بتصرف يسير )

السلام عليكم
جزاكم الله خيرًا كثيرا
أين باقي الشرح؟

وفقك الله وسدد خطاك
لا يلزم أن تذكر شرحا موسعا على الأبيات، لأن العلم بحر لا ساحل له، ولكن ليكن غرضنا هنا : حفظ الأبيات مع معرفة المعنى الإجمالي وأهم ما يتعلق به من مسائل.
ومن أراد المشاركة في حفظ المنظومة فليتفضل بالذكر مشكورا، حتى يشجع بعضنا بعضا.

ثـم الصلاة مع ســلام دائمِ _________ على الرسول القرشـي الخـاتَِمِ

و آلهِ و صحبـِـه الأبــــرارِ _________ الحائزي مراتب الفخـَـــارِ

الصلاة من الله : هي ثناؤه على عبده في الملإ الأعلى .

الرسول : من أوحي إليه بشرع و أمر بتبليغه .

الخاتم : الخاتِم بكسر التاء اسم فاعل، فكأنه قد جاء آخر الرسل، والخاتَم بفتح التاء اسم آلة، كأنه قد ختمت به الرسالة.

آل الرسول : هم أتباع دينه الى يوم القيامة .

إِعلمْ هُديتَ أنّ أفضل المِـــننْ _____ علم يزيل عنك الـشّك و الدَّرَنْ
و يَكشف الحَقَّ لِذِي القلـــوبِ _____ و يُوصِل العَــبد إلى المطلوب

شرع المصنف _ رحمه الله _ في هذه الأبيات ببيان منزلة العلم و فضله , و التفريق بين العلم النافع و الضار .

فالعلم النافع _ على حسب ما ذكره المصنف – هو الذي يزيل عن صاحبه مرض الشبهات و الشهوات و يظهر له الحق و اليقين الذي به يبلغ المراد : و هو رضى رب العالمين .

قوله : أن أفضل المنن : ليس مراد الناظم – رحمة الله عليه – ظاهره , ولكن نقول بأن العلم لما كان موصلا إلى الجنة التي يحصل فيها لقاء الله -عز وجل-، والنظر إليه كان العلم وسيلة لأفضل النعم .

من فوائد هذه الأبيات :

_ عظمة العلم الشرعي النافع .
_ أهمية الاعتناء بالعلم لكونه يوصل الى جنة الخلد , و حفظه و دوام تكرراه .
_ أن العلم هو معرفة القول الراجح الحق لا مجرد الإحاطة بأقوال العلماء في مسألة معينة .