تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نصرة المظلوم حق كفلته الشرائع السماوية-دماج- ...للشيخ أبي الحسن المأربي

  1. #1

    افتراضي نصرة المظلوم حق كفلته الشرائع السماوية-دماج- ...للشيخ أبي الحسن المأربي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله وكفى ،وسلام على عباده الذين اصطفى،أما بعد:
    فقد بلغني - في مصر حال وجودي لظروف علاجية طارئة - ما تعرض له إخواننا في مركز دماج العلمى بمحافظة صعدة من حصار الحوثية للمئات من طلبة العلم العزَل رجالا ونساءا ، شيوخا وأطفالا ، حتى بلغ بهم الأمر مبلغا يرثى له من نفاد المواد الغذائية والضرورات المعيشية ، وكذلك منعهم خروج النساء والأطفال للعلاج فى هذا البرد الشديد القارص ، الأمر الذى لم نسمع به إلا فى معاملة اليهود لإخواننا بفلسطين ، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ، بل أمطروهم فى بيوتهم التى يتلون فيها كتاب الله وابلا من القذائف والرصاص، مما جعل الأمر كارثة بكل المعاني ، وهذا كله على مـرْأى ومـسْمع من سلطة ومعارضة في الحكومة اليمنية ، ومن قبائل سطَر لها ولأسلافها التاريخ أشرف معاني الغيرة ،والإغاثة ، والنجدة ،والرحمة، والنصرة للمظلوم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

    ألا يخشى هؤلاء من سكوتهم عن ظلم الظالمين أن تحل بهم قارعة ، أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ؟ ألا يستشعر الجميع – دولة وشعبا – حق المسلم على المسلم ، والعاقبة الوخيمة لهذه الانتهاكات ؟ ألا يدركون أن ما أصبح بجارهم أمسى بدارهم ؟ أما آن لهم أن يعرفوا خطورة الطائفية الحوثية ،والإرهاب الفكري والدموي الذى تتعرض له منهم البلاد اليمنية فى عدة محافظات منهم ؟

    هذا ،وقد حرص الدعاة والمصلحون على الحلول السلمية منذ عدة أسابيع ، مما جعلهم لا يصعِدون الأمر بالفتاوى والبيانات التحريضية، حرصا منهم على تجنيب البلاد المزيد من النوازل والكوارث ، فما فيها يكفيها ، ولكن كل ذلك باء بالفشل بسبب المراوغات والمكايد من المعتدين !

    إننى - ومع انشغالي بأمور صحية مما جعلني بعيدا عن واقع الحدث– أهيب بالجميع أن يمدوا يد العون والمساعدة لفك الحصار عن إخواننا المظلومين، وأن يبذلوا جهدهم في تخفيف كربتهم ونكبتهم ، وأن يسارعوا في إغاثة لهفتهم، وأن يعلموا أن هذا واجب شرعي ، ومن أفضل القربات إلي الله عز وجل ، وأن يدركوا أن غفلتهم عن هذه الكارثة لن يرحمها لهم التاريخ ، وأنهم بهذا التهاون يلوِثون تاريخ أهل اليمن الناصع بالشهامة والمروءة والنخوة والرجولة .

    وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على نصرة المظلوم وإعانته، فقال : "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" وقال أيضا :"من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا ،نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " وأي كربة أعظم مما يعاني منه الأطفال والنساء في دماج هذه الأيام؟

    كما أهيب بالدعاة وطلاب العلم أن يقوموا بواجبهم بالتوعية الحكيمة الرشيدة المسؤولة للمجتمع في هذا الحدث الغريب علي عرف اليمن واليمنيين ، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لحل الأزمة سلميا ، فإن اليمن يمر بظروف قاسية – بكل المعاني – سياسيا ، واقتصاديا ، واجتماعيا ، وأمنيا ، وأخلاقيا .....إلخ ، وليس بحاجة إلى مزيد من شلالات الدماء .
    كما أهيب بإخواننا الذين لم يسلموا من أذى بعض إخوانهم فى دماج من قبل ومن بعد بأن يتناسوا كل هذه الأمور- خلافا لمن يدندن بذلك كما بلغني- ، فإن المقام مقام نصرة للمظلوم – أيا كان ،فضلا عن مسلم من أهل السنة والجماعة – وليس مقام عتاب ، أو تأنيب ، أو تشٍف ، أو خذلان ، فإن هذا كله مما يحرمه ديننا ، ويستنكره العقلاء ، ونحن لا نرضى بظلم غير المسلمين ، فكيف بالمسلم الذى نجتمع معه فى أكثر مسائل الديانة ، والتى هى أعظم وأجل من مسائل الخلاف ، فلكل مقام مقال ، ولكل مجال رجال ، ونحن مسامحون من قبل ومن بعد لكل من ظلمنا فى حقوقنا برا كان أو فاجرا .

    هذا ، وأملى فى الله ثم فيمن يقف على هذا البيان عظيم بأن يبادروا ببذل المساعدات المادية والغذائية والعينية لإخواننا في دماج ، ولكل من سعى في فك الحصار عنهم وتخفيف المعاناة عنهم من القبائل الشرفاء ، والمسؤولين النبهاء ، والدعاة الأتقياء ، والمصلحين الحكماء .

    وأسأل الله أن يدفع عن بلاد المسلمين واليمن عامة وإخواننا في دماج خاصة كل سوء ومكروه ، وأن يختار للجميع ما فيه خير الدنيا والآخرة ، وأن يهدي الظالم ، أو يكسر شوكته ، وأن يجمع الكلمة على ما يحب ويرضى ، إنه جواد كريم، برٌ رحيم .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



    كتبه أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
    القائم على دار الحديث بمأرب
    من مدينة القاهرة المحروسة المنصورة
    4/ محرم / 1433 هجريا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: نصرة المظلوم حق كفلته الشرائع السماوية-دماج- ...للشيخ أبي الحسن المأربي

    كما أهيب بإخواننا الذين لم يسلموا من أذى بعض إخوانهم فى دماج من قبل ومن بعد بأن يتناسوا كل هذه الأمور- خلافا لمن يدندن بذلك كما بلغني- ، فإن المقام مقام نصرة للمظلوم – أيا كان ،فضلا عن مسلم من أهل السنة والجماعة – وليس مقام عتاب ، أو تأنيب ، أو تشٍف ، أو خذلان ، فإن هذا كله مما يحرمه ديننا ، ويستنكره العقلاء ، ونحن لا نرضى بظلم غير المسلمين ، فكيف بالمسلم الذى نجتمع معه فى أكثر مسائل الديانة ، والتى هى أعظم وأجل من مسائل الخلاف ، فلكل مقام مقال ، ولكل مجال رجال ، ونحن مسامحون من قبل ومن بعد لكل من ظلمنا فى حقوقنا برا كان أو فاجرا .


    جزا الله الشيخ ابو الحسن المأربي خير الجزاء على هذه النداء
    وليت الجميع ينسى خلافتهم وإن رواها عظيمة ويعينوا اهل دماج
    خاصة ان بينم نساء واطفال يواجهون الشدائد الجوع والخوف والبرد
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •