الحمدُ لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَ بعده .
أما بعد :
فمن المقرر ـ لدى الجميع ـ أن الخلافَ ضربان : سائغٌ ، وغيرُ سائغٍ ..
ولكلِ ضَرْبٍ ضوابطُه المذكورة في محاله ..
غيرَ أني رأيتُ في بعضِ كتاباتِ المعاصرين هذا الدعاء ، وبدأ يتلقفه كثيرٌ من طُلاّب العلم ..
وليس مُرادي في الدعاء على ظالمٍ كذَّابٍ أفَّاكٍ ، خالفَ ـ فيما لا مجال للخلاف فيه ـ بلا عُذرٍ أو تأويل ، بل بعنادٍ وتلبيسٍ وتبديل .
كقول الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
(...قلت : ومع ذلك ؛ احتج به الشيعي في "مراجعاته" (249) في الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها ! عامله الله بما يستحق !...)
بل ما أرمي إليه هو الخلافُ في مسائلَ اختلفَ فيها الأولون ، وإن كان الراجحُ فيها ظاهراً ، أو الإجماعُ محكياً ...........
أيسوغُ الدعاء عليه بهذا ؟
ولو علمنا أنه يتتبع شواذّ المسائل ، وضعيفها .
إذ الدعاءُ به يتضمنُ الدعاءَ بالهلاك ، فمن عاملهُ الله بما يستحقُ هلك ـ ولا بد ـ ..
(( لن يدخل الجنَّةَ أحدٌ بعلمه )) !
تنبيه : لم أقف على هذا الدعاء في كلام السابقين ، وأول من رأيته استخدمه ـ فيما أذكر ـ الإمام الذهبي ، قالها في أحد الطغاة ..
ثم أحمد بن عيسى ـ رحمه الله ـ في شرح " النونية "
ثم كثرت عند المعاصرين .
فأطرح هذه المسألة للمباحثة والمدارسة .