تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الديمقراطية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    6

    افتراضي الديمقراطية

    في تعريف الديمقراطية
    عدنان حمدان
    سوف أبدأ حديثي بالقول إننا حين نتعامل مع مفهوم الديمقراطية : معنى الديمقراطية فإننا نتعامل مع أحد أكثر المفاهيم مرونة، فهو كمفهوم واضح لا لَبس فيه من حيث دلالته أي من حيث الشكل ، إلا أنه يطرح إشكاليات متعددة عندما يتعلق الموضوع في طبيعة كل بلد على حدا أي من حيث البنية الثقافية والمعرفية والاجتماعية لكل مجتمع بما يعرف بالخصوصية .
    وقد اعتدنا في علم الاجتماع على الحذر ومحاولة التعاطي بدقة فيما يتعلق بالمفاهيم والمصطلحات وذلك لأن نحت المفهوم في العلوم الاجتماعية لا يخلو في جانبه الأوسع من التأثر بما يسمى بالعامل الذاتي رغم المحاولات الجادة لتغليب العامل الموضوعي ، وعلى العموم هي إشكالية علمية يعاني منها هذا الاختصاص وهو ليس موضوع حديثنا إنما أردنا الإشارة إليه لننبه إلى صعوبة التعاطي علمياً مع المفاهيم ومنها الديمقراطية فمن الواضح اليوم أن الجميع متفق على الديمقراطية من حيث المبدأ لكن الاختلاف هو على قضايا تخص المرجعيات الأيديولوجية لكل طرف ، فالمسلمين مثلاً ينادون بالديمقراطية من حيث أنحكم الديمقراطية في الاسلام يحمل في جوهره مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن بما لا يتعارض مع الشريعة وإن تعارض مع الآخرين وانتهك حقهم قي الاختلاف وهو الحق الأول الذي من المفترض أن يكفله نظام الحكم الديمقراطي .
    فما هي الديمقراطية ?
    تعريف الديمقراطية
    الديمقراطية لفظاً مشتقة من اليونانية ، وهي من اجتماع كلمتين الشق الأول من الكلمة DEMOS وتعني عامة الناس والشق الثاني من الكلمة KRATIA وتعني حكم فتصبح DEMOCRATIA أي حكم عامة الناس ( حكم الشعب ) .
    والديمقراطية اصطلاحاً يمكن استخدامها بمعنى واسع لوصف مجتمع حر ، وكشكل من أشكال الحكم هي حكم الشعب لنفسه بصورة جماعية ، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية وعن طريق نظام التصويت والتمثيل النيابي .
    ولكن بالحديث عن المجتمع الحر فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه بصورة منفردة من خلال حق الملكية الخاصة والحقوق والواجبات المدنية ( الحريات والمسؤوليات الفردية ) وهو ما يعني توزيع السلطات من القمة إلى الأفراد المواطنين ، والسيادة بالفعل في المجتمع الحر هي للشعب ومنه تنتقل للحكومة وليس العكس .
    إن مصطلح الديمقراطية بشكله الإغريقي القديم قد تم نحته في أثينا القديمة في القرن الخامس ق.م ، والديمقراطية الأثينية عموماً يُنظر لها على أنها من أولى الأمثلة التي تتطابق مع المفاهيم المعاصرة للحكم الديمقراطي .
    إلا أن أولى أشكال الديمقراطية ظهرت في جمهوريات الهند القديمة والتي تواجدت في فترة القرن السادس ق.م ، ووفقاً للمؤرخين اليونانيين فإن دولتي ساباركايي وسامباستاي وذلك في القرن الرابع ق.م واللتان تعرفان اليوم بباكستان وأفغانستان فإن شكل الحكم فيهما كان ديمقراطياً وليس ملكياً .
    ولنتطرق بإيجاز إلى اركان الديمقراطية : صور الديمقراطية :
    الديمقراطية المباشرة: وتسمى عادة بالديمقراطية النقية وهي نظام يصوت فيه الشعب على قرارات الحكومة مثل المصادقة على القوانين أو رفضها وتسمى بالمباشرة لأن الناس يمارسون بشكل مباشر سلطة صنع القرار من دون وسطاء أو نواب ينوبون عنهم .
    الديمقراطية النيابية: وهي نظام سياسي يصوت فيه أفراد الشعب على اختيار أعضاء الحكومة الذين بدورهم يتخذون القرارات التي تتفق ومصالح الناخبين ، وتسمى بالنيابية لأن الشعب لا يصوت على قرارات الحكومة بل ينتخب نواباً يقررون عنهم ذلك.
    وتشيع بين منظّري علم السياسة أربعة تصورات حول الديمقراطية :
    1- ديمقراطية الحد من سلطة الأحزاب: وفق هذا النظام يمنح المواطنين القادة السياسيين الحق في ممارسة الحكم وإنتاج القوانين والسياسات عبر انتخابات دورية، فالمواطنين وفق هذا التصور لا يجب أن يحكموا لأنهم في معظم القضايا لا يملكون حولها فكرة واضحة .
    2- المفهوم التجزيئي للديمقراطية: وتكون الحكومة على شكل نظام ينتج قوانين وسياسات قريبة من آراء الناخب الوسطي .
    3- الديمقراطية الاستشارية: ويقول القائلون بهذا الرأي بأن القوانين والسياسات يجب أن تقوم على أسباب تكون مقبولة من كافة المواطنين وبأن الميدان السياسي يجب أن يكون ساحة لنقاشات القادة والمواطنين ليصغوا فيها لبعضهم ويغيروا آرائهم .
    4- الديمقراطية التشاركية: وفيها يجب أن يشارك المواطنون مشاركة مباشرة لا من خلال نوابهم في وضع القوانين والسياسات.
    الديمقراطية الليبرالية
    في الاستخدام الشائع يتم الخلط خطأً بين الديمقراطية والديمقراطية الليبرالية، ولكن الديمقراطية الليبرالية هي بالتحديد شكل من أشكال الديمقراطية النيابية حيث السلطة السياسية للحكومة مقيدة بدستور يحدد بدوره حقوق وحريات الأفراد والأقليات (وتسمى كذلك الليبرالية الدستورية).
    ولهذا يضع الدستور قيوداً على ممارسة إرادة الأغلبية.
    أما الديمقراطية غير الليبرالية فهي التي لا يتم فيها احترام هذه الحقوق والحريات الفردية.
    ويجب أن نلاحظ بأن بعض الديمقراطيات الليبرالية لديها صلاحيات لأوقات الطوارئ والتي تجعل هذه الأنظمة الليبرالية أقل ليبراليةً مؤقتاً إذا ما طُبقت تلك الصلاحيات(سواء كان من قبل الحكومة أو البرلمان أو عبر الاستفتاء).
    الديمقراطية الاشتراكية ,الديمقراطية الاجتماعية
    يمكن القول بأن الديمقراطية الاشتراكية مشتقة من الأفكار الاشتراكية والشيوعية في إطار تقدمي وتدريجي ودستوري.
    العديد من الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في العالم توصلت - لأسباب أيديولوجية أو براغماتية - تبنت إستراتيجية التغيير التدريجي من خلال المؤسسات الموجودة أو من خلال سياسة العمل على تحقيق الإصلاحات عوضاً عن التغيير الثوري المفاجئ.
    وعلى العموم فإن السمات المميزة للديمقراطية الاشتراكية هي :
    - تنظيم الأسواق
    - الضمان الاجتماعي ويعرف كذلك بدولة الرفاهية.
    - مدارس حكومية و خدمات صحية ممولة أو مملوكة من قبل الحكومة.
    - نظام ضريبي تقدمي.
    وعلاوة على ذلك فبسبب الانجذاب الأيديولوجي أو لأسباب أخرى فإن غالبية الديمقراطيين الاشتراكيين يلتقون مع أنصار حماية البيئة و أنصار تعدد الثقافات و العلمانيين.
    إن خلق نظام يستطيع فيه الشعب أن يستبدل الإدارة الحاكمة من دون تغيير الأسس القانونية للحكم سوف يؤدي إلى الاستقرار السياسي، وأيضاً معرفة المواطنين بأنه مع كل امتعاضهم من السياسات الحالية للحكومة فإنهم سيحصلون على فرص منتظمة لتغيير حكامهم أو تغيير السياسات التي لا تتفق وآرائهم سوف يؤدي إلى طمأنتهم مما يظهر الفرق بين الشورى والديموقراطية والذي هو أيضاً مدعاة للاستقرار، وفي مقابل ذلك نلاحظ أنه في الأنظمة الديكتاتورية سيحدث التغيير عبر اللجوء إلى العنف وذلك بسبب غياب الوسائل السلمية لتحقيق التغيير .
    ومما لا شك فيه فإن ما توفره الديمقراطية من حرية للصحافة ومراقبة البرلمان للسلطة التنفيذية واستقلال القضاء واحترام حقوق الإنسان (السياسية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ) ... الخ سوف تؤدي إلى انخفاض مستوى الفساد وانخفاض مستويات الفقر والمجاعة .
    إن الحكم على دولة بالقول أنها ديمقراطية أو ليست كذلك يمكن اختصاره بنقاط واضحة وأساسية كوجود مجموعة تصنع القرار السياسي وفق شكل من أشكال الإجراء الجماعي ، وفي المجتمعات الديمقراطية المعاصرة هم البالغون من أفراد الشعب والبالغ يعد مواطناً عضواً في نظام الحكم ، مع التأكيد على احترام حقوق الأقليات الدينية والعرقية وصيانتها بالدستور والقوانين .
    وأيضاً وجود إجراء خاص باتخاذ القرارات وهو قد يكون مباشراً كالاستفتاء أو غير مباشر كالانتخابات النيابية وأن يعترف الشعب بشرعية الإجراء المذكور ويتقبل نتائجه ، فالشرعية السياسية هي استعداد الشعب لتقبل قرارات الدولة وحكومتها ومحاكمها - في حالت الدولة الديمقراطية والحكومات المنتخبة - رغم إمكانية تعارضها مع الميول والمصالح الشخصية وهذا الشرط ضروري في النظام الديمقراطي ، سيام وان كل انتخابات فيها الرابح والخاسر .. وبنفس الوقت أن يكون الإجراء فعالاً بمعنى أنه يمكن بواسطته على الأقل تغيير الحكومة في حال وجود تأييد كاف لذلك وهذا كان واضحا في النظام الاسلامي فيالديمقراطية والاسلام .
    إن الديمقراطية ثقافة مجتمع أكثر من كونها شكل للحكم ، ففي الوقت الذي يمكن فيه أن يكون للمجتمع الديمقراطي حكومة ديمقراطية فإن وجود حكومة ديمقراطية لا يعني بالضرورة وجود مجتمع ديمقراطي .
    ومع انتشار مفهوم الديمقراطية في القرن العشرين واكتسابه إيحاءً إيجابياً في النصف الأخير منه دفع بالديكتاتوريين الشموليين إلى التشدق بدعم الديمقراطية وإجراء انتخابات معروفة النتائج سلفاً كما حصل في مصر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة .
    في المقابل فإن كل حكومات العالم تقريباً تدعي اليوم الديمقراطية ، وعلينا في الوقت نفسه أن نلاحظ بأن معظم الأيديولوجيات السياسية المعاصرة اشتملت ولو على دعم بالاسم على نوع من أنواع الديمقراطية بغض النظر عما تنادي به تلك الأيديولوجيات .
    وهذا يدفعنا إلى التأكيد على اختلافات مهمة بين عدة أنواع من الديمقراطية ومنه الإشارة إلى أنه ليس كل ما أطلق عليه صفة الديمقراطية يحمل في طياته معنى خصائص الديمقراطية .
    وهنا أشير إلى أنه كل ما تطلق عليه الأحزاب الشمولية اسم الديمقراطية المركزية هو إقصاء لحرية التعبير والتعددية الفكرية والسياسية وتحميل معنى ضيق لمفهوم الديمقراطية .
    وأكثر ما يمكن أن يعنينا من الديمقراطية هو امتلاك أساساً قانونياً يتيح الفصل بين السلطات ، ويتضمن الدستورية، أي حكم القانون، والذي يعني أن يكون لسلطة القيادات ومؤسسات الحكم حدود، وأن يكون فرض هذه الحدود ممكناً من خلال إجراءات قائمة ، بحيث يستطيع المجتمع من خلال مؤسسات القضاء محاكمة كل من يسمح لنفسه الاعتداء والإضرار بمصلحة المجتمع والمواطن .
    وتتخذ اليوم الإدارة الأميركية على عاتقها نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم، واعتمدت الخيار العسكري لتحقيق هذا الإدعاء، ويرى البعض أن هذه الشعارات ليست أكثر من غطاء لمشاريع جديدة أرادت أميركا تسويقها للعالم بصيغة القوة أي الفرض وتهدف لتنفيذ مخططات استعمارية جديدة يأتي في مقدمتها إعادة رسم خارطة المنطقة بما يسوغ وجود إسرائيل وهذا ما عُرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد، في حين يرى البعض الآخر مصداقية المشروع الأمريكي ويتفقون معه، ويذهب آخرون إلى تبنّيه والمساهمة في تحقيقه .
    وبغض النظر عما تشكله هذه الدعوات فإننا لا نتفق مع من يوافقون على تبني التوجه الغربي لنشر الديمقراطية بالقوة العسكرية والتخلص من الأنظمة الديكتاتورية بالحروب التي يكون الخاسر الحقيقي فيها الشعوب، بل نؤكد على التغيير من الداخل حتى لو أخذ فترة طويلة لأنه الطريق الوحيد لتأسيس حالة صحية ديمقراطية لا تكون عرضية إنما نابعة من الإرادة الحرة والوعي السياسي للمواطنين .
    وعموماً لم تشهد الديمقراطية حتى الآن تحقيقاً فعلياً لها فحتى في الدول الديمقراطية المتقدمة تلعب المصالح الشخصية - المشروع الأيديولوجي الأميركي اليوم مثلاً- والسياسات الضيقة التي لا تعنى سوى فئة محدودة ومرتبطة بغايات وأهداف معينة لا تتفق ومصالح المواطنين ، إنّ لم نقل أنها تتعارض وتتصادم مع رأي الأغلبية والأمثلة على ذلك واضحة ، مما يمكّننا من القول و حسب قراءة سريعة للأحداث منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ومع بداية القرن الجديد تحديدا أنه حصل تراجع كبير للديمقراطية في أكثر وأكبر البلدان تبنياً لها ، هذا عدا عن الانتهاكات والتلاعب ، وبالإضافة إلى ذلك محاولة تغييب الرأي العام من خلال السيطرة على وسائل الإعلام وتصدير الدعايات الكاذبة كما حصل في حالة العراق ، وما يحصل من تشويه وتلفيق لشعوب العالم وحضاراته .
    إن إشكالية الديمقراطية في العالم ليست في المقام الأول نظرية وإنما في التطبيق والممارسة ، وهذه الإشكالية نستطيع أن نعممها على جميع مظاهر الحياة الإنسانية ، فكثيرة هي المبادئ والأفكار والقيم التي تتغنى بها الإنسانية ، ولكن وليس كحكم مطلق أين هي من التطبيق ..... ؟
    الموضوع منقول من مصادر مختلفة , ارجو ان تعم الفائدة الجميع ... بانتظار ردودكم وتفاعلكم

  2. #2

    Arrow رد: الديمقراطية

    السلام عليكم ورحمة الله.
    الديمقراطية باختصار شديد هي: "حكم الشعب للشعب" أو "حكم الشعب لنفسه بنفسه"، وتتم عملية انتقاء القوانين والتشريعات بحسب اختيار الأكثرية لها من أعضاء مجلس النواب.
    ومن هنا يُعلم أن الديمقراطية تشريعٌ من دون الله؛ فلا يخفى على كل مسلم أن هذا هو الكفر الأكبر، قال تعالى: "إن الحكم إلا لله"، وقال تعالى: "ألا له الخلق والأمر"، وقال تعالى: " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون".
    لكن -للأسف- اغتر كثيرٌ من المسلمين بالديمقراطية؛ لأنها تقر بحقوق الأفراد وحرياتهم وضمانها، ويرجع هذا الاغترار لسببين:
    أولهما: وجود الأنظمة الحاكمة الظالمة -انتبه فأنا لا أكفر الحكام-.
    ثانيهما: عدم الوعي بالنتائج الخطيرة المترتبة على الحقوق والحريات في النظام الديمقراطي:
    1- ففي مجال (الاعتقاد): يحق لكل فرد أن يدين بما شاء، وأن يعبِّر عما يشاء، وأن يُغَيِّر المرء دينه أو عقيدته كيفما شاء، وفي هذا المجال لا تَسَلْ عن حد الردة؛ فهو حقٌ مكفولٌ للجميع!!
    وما أمر الرسوم الكرتونية المسيئة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنا ببعيد؛ حيث تم إسقاط كل الدعاوى ضد الجريدة التي نشرت الرسوم قبل وصول القضية إلى المحكمة بدعوى أن نشر الرسوم تم في إطار حرية التعبير التي يحميها القانون!!
    2- وفي مجال (الأخلاق): فالزنا حق من الحقوق وحرية من الحريات!! وممارسة الأفعال الفاضحة علنًا في الشوارع حرية شخصية، وكذلك اللواط ومواقعة الرجال بعضهم بعضًا لا غضاضةَ فيه بل هو حق مكفولٌ بقوة القانون!!
    ومن سنوات عُقد في الكنيسة الهولندية عقدٌ شرعيٌّ بين فتى وفتى على يد القسيس!!
    تنبيه: نحن لا نعارض مجال الجانب الحَسَن من الحقوق والحريات في النظام الديمقراطي -فضلاً عن أن ننكر تواجده- ولكن الحقوق والحريات حسنها وقبيحها، نافعها وضارها مختلطة بل ممتزجة غير قابلة للفصل؛ فكما أن التعليم حق من الحقوق، فكذلك أن يتعلم المرء الكفر ويعلِّمه لغيره ويحسِّنه ويدعوه إليه حق مكفول أيضًا!!
    وعليه فالديمقراطية لا تجتمع مع الإسلام أبدًا.
    ولو طُبقت الديمقراطية على حقيقتها في بلاد الإسلام فعلى الدنيا السلام!!


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: الديمقراطية

    جزى الله أخانا أبا عبد الرحمن خيراً على التعليق.

    سوف أبدأ حديثي بالقول إننا حين نتعامل مع مفهوم الديمقراطية : معنى الديمقراطية فإننا نتعامل مع أحد أكثر المفاهيم مرونة، فهو كمفهوم واضح لا لَبس فيه من حيث دلالته أي من حيث الشكل ، إلا أنه يطرح إشكاليات متعددة عندما يتعلق الموضوع في طبيعة كل بلد على حدا أي من حيث البنية الثقافية والمعرفية والاجتماعية لكل مجتمع بما يعرف بالخصوصية .
    لو كان المصطلح واضحاً كما ذكر الكاتب في مقاله لما وصفه في مطلع المقال بأكثر المفاهيم مرونةً. ثم إن المصطلح واضح المعالم عند أهله. فإن سألنا أي ديمقراطي غربي - لأنهم مؤسسو الديمقراطية وأهلها وبالتالي أقدر الناس على فك طلاسمها إن كان لها طلاسم - عن معنى الديمقراطي لأجابنا ودون تلعثم أنها حكم الشعب لنفسه بنفسه دونما أي تدخل من سلطة عليا بشريةً كانت أم غير بشرية، وأن إقحام الدين في السياسة ما هو إلا تقييد على حكم الشعب لنفسه.

    وقد اعتدنا في علم الاجتماع على الحذر ومحاولة التعاطي بدقة فيما يتعلق بالمفاهيم والمصطلحات وذلك لأن نحت المفهوم في العلوم الاجتماعية لا يخلو في جانبه الأوسع من التأثر بما يسمى بالعامل الذاتي رغم المحاولات الجادة لتغليب العامل الموضوعي ، وعلى العموم هي إشكالية علمية يعاني منها هذا الاختصاص وهو ليس موضوع حديثنا إنما أردنا الإشارة إليه لننبه إلى صعوبة التعاطي علمياً مع المفاهيم ومنها الديمقراطية فمن الواضح اليوم أن الجميع متفق على الديمقراطية من حيث المبدأ لكن الاختلاف هو على قضايا تخص المرجعيات الأيديولوجية لكل طرف ، فالمسلمين مثلاً ينادون بالديمقراطية من حيث أنحكم الديمقراطية في الاسلام يحمل في جوهره مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن بما لا يتعارض مع الشريعة وإن تعارض مع الآخرين وانتهك حقهم قي الاختلاف وهو الحق الأول الذي من المفترض أن يكفله نظام الحكم الديمقراطي .
    ومن الدقة والحذر كذلك ألا نتعامل مع مصطلخ الديمقراطية كما يحلو لنا أن نقحم في تعريف المصطلح أو أن نُبْعِد عنه. ثم علآ من أراد البحث في هذا الموضوع ألا يستبق الأحداث فيضع من البداية تصوراً معيناً للديمقراطية قبل أن يشرع في تناولها مصطلحاً ومفهوماً ومن ثم الحكم عليها بالقبول أو الرد.

    فما هي الديمقراطية ?
    تعريف الديمقراطية
    الديمقراطية لفظاً مشتقة من اليونانية ، وهي من اجتماع كلمتين الشق الأول من الكلمة demos وتعني عامة الناس والشق الثاني من الكلمة kratia وتعني حكم فتصبح democratia أي حكم عامة الناس ( حكم الشعب ) .

    والديمقراطية اصطلاحاً يمكن استخدامها بمعنى واسع لوصف مجتمع حر ، وكشكل من أشكال الحكم هي حكم الشعب لنفسه بصورة جماعية ، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية وعن طريق نظام التصويت والتمثيل النيابي .

    ولكن بالحديث عن المجتمع الحر فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه بصورة منفردة من خلال حق الملكية الخاصة والحقوق والواجبات المدنية ( الحريات والمسؤوليات الفردية ) وهو ما يعني توزيع السلطات من القمة إلى الأفراد المواطنين ، والسيادة بالفعل في المجتمع الحر هي للشعب ومنه تنتقل للحكومة وليس العكس .
    إن مصطلح الديمقراطية بشكله الإغريقي القديم قد تم نحته في أثينا القديمة في القرن الخامس ق.م ، والديمقراطية الأثينية عموماً يُنظر لها على أنها من أولى الأمثلة التي تتطابق مع المفاهيم المعاصرة للحكم الديمقراطي .
    إلا أن أولى أشكال الديمقراطية ظهرت في جمهوريات الهند القديمة والتي تواجدت في فترة القرن السادس ق.م ، ووفقاً للمؤرخين اليونانيين فإن دولتي ساباركايي وسامباستاي وذلك في القرن الرابع ق.م واللتان تعرفان اليوم بباكستان وأفغانستان فإن شكل الحكم فيهما كان ديمقراطياً وليس ملكياً .
    يجب أن ينصب البحث على الديمقراطية الغربية المعاصرة لا ديمقراطية أثينا فتلك ليست ديمقراطية بالمفهوم الغربي الحديث، وإن وُجد شيء من التشابه بينهما. ثم كيف يسمح الكاتب لنفسه أن يستعمل كلمة (يمكن) أثناء بحثه لأمر يعمل سلفاً مدى حساسيته لدى المسلمين وتعلقه بعقيدتهم؟ وإن أمكن شيء فقد أجاز الكاتب إمكان نقيضه!

    ولنتطرق بإيجاز إلى اركان الديمقراطية : صور الديمقراطية :
    الديمقراطية المباشرة: وتسمى عادة بالديمقراطية النقية وهي نظام يصوت فيه الشعب على قرارات الحكومة مثل المصادقة على القوانين أو رفضها وتسمى بالمباشرة لأن الناس يمارسون بشكل مباشر سلطة صنع القرار من دون وسطاء أو نواب ينوبون عنهم .

    الديمقراطية النيابية: وهي نظام سياسي يصوت فيه أفراد الشعب على اختيار أعضاء الحكومة الذين بدورهم يتخذون القرارات التي تتفق ومصالح الناخبين ، وتسمى بالنيابية لأن الشعب لا يصوت على قرارات الحكومة بل ينتخب نواباً يقررون عنهم ذلك.

    وتشيع بين منظّري علم السياسة أربعة تصورات حول الديمقراطية :
    1- ديمقراطية الحد من سلطة الأحزاب: وفق هذا النظام يمنح المواطنين القادة السياسيين الحق في ممارسة الحكم وإنتاج القوانين والسياسات عبر انتخابات دورية، فالمواطنين وفق هذا التصور لا يجب أن يحكموا لأنهم في معظم القضايا لا يملكون حولها فكرة واضحة .
    2- المفهوم التجزيئي للديمقراطية: وتكون الحكومة على شكل نظام ينتج قوانين وسياسات قريبة من آراء الناخب الوسطي .
    3- الديمقراطية الاستشارية: ويقول القائلون بهذا الرأي بأن القوانين والسياسات يجب أن تقوم على أسباب تكون مقبولة من كافة المواطنين وبأن الميدان السياسي يجب أن يكون ساحة لنقاشات القادة والمواطنين ليصغوا فيها لبعضهم ويغيروا آرائهم .
    4- الديمقراطية التشاركية: وفيها يجب أن يشارك المواطنون مشاركة مباشرة لا من خلال نوابهم في وضع القوانين والسياسات.
    لكون الديمقراطية المباشرة ضرب من الخيال فقد استعاض عنها مُنَظِّرُوها بالنظام النيابي. وهذا كافٍ في إبطالها. ثم إن الأربعة تصورات التي أوردها الكاتب تجعل القارئ يتساءل: ما المقصود بمشاركة الشعب؟ من الواضح أن المشاركة تعني التشريع أي التعدي على حق المولى جل في علاه في منح الأشياء والأفعال صفة الحلة أو الحرمة. ثم إن التقييد الوارد في أي ضرب من التصورات الأربع لا يعدو أن يكون افتئاتاً على التشريع الإسلامي في تحديد الصلاحيات والحقوق والواجبات، أي التعدي على حق المولى جل في علاه في منح الأشياء والأفعال صفة الحلة أو الحرمة.

    الديمقراطية الليبرالية
    في الاستخدام الشائع يتم الخلط خطأً بين الديمقراطية والديمقراطية الليبرالية، ولكن الديمقراطية الليبرالية هي بالتحديد شكل من أشكال الديمقراطية النيابية حيث السلطة السياسية للحكومة مقيدة بدستور يحدد بدوره حقوق وحريات الأفراد والأقليات (وتسمى كذلك الليبرالية الدستورية).
    ولهذا يضع الدستور قيوداً على ممارسة إرادة الأغلبية.

    أما الديمقراطية غير الليبرالية فهي التي لا يتم فيها احترام هذه الحقوق والحريات الفردية.
    ويجب أن نلاحظ بأن بعض الديمقراطيات الليبرالية لديها صلاحيات لأوقات الطوارئ والتي تجعل هذه الأنظمة الليبرالية أقل ليبراليةً مؤقتاً إذا ما طُبقت تلك الصلاحيات (سواء كان من قبل الحكومة أو البرلمان أو عبر الاستفتاء).
    يعني قول الكاتب هنا أن حكم الديمقراطية ينطبق على الليبرالية لكونها فرعاً عنها. فكان سرد الفروق بينهما من باب الإخبار بالشيء لا سبباً لتعديل الحكم على إحداهما.

    الديمقراطية الاشتراكية ,الديمقراطية الاجتماعية
    يمكن القول بأن الديمقراطية الاشتراكية مشتقة من الأفكار الاشتراكية والشيوعية في إطار تقدمي وتدريجي ودستوري.
    العديد من الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في العالم توصلت - لأسباب أيديولوجية أو براغماتية - تبنت إستراتيجية التغيير التدريجي من خلال المؤسسات الموجودة أو من خلال سياسة العمل على تحقيق الإصلاحات عوضاً عن التغيير الثوري المفاجئ.
    وعلى العموم فإن السمات المميزة للديمقراطية الاشتراكية هي :
    - تنظيم الأسواق
    - الضمان الاجتماعي ويعرف كذلك بدولة الرفاهية.
    - مدارس حكومية و خدمات صحية ممولة أو مملوكة من قبل الحكومة.
    - نظام ضريبي تقدمي.
    وعلاوة على ذلك فبسبب الانجذاب الأيديولوجي أو لأسباب أخرى فإن غالبية الديمقراطيين الاشتراكيين يلتقون مع أنصار حماية البيئة و أنصار تعدد الثقافات و العلمانيين.
    ويسري هنا ما قلناه في الفقرة السابقة. ولا فرق بين النوعين في التسبب في الكوارث، فالأزمة الاقتصادية الأخيرة طالت الدول الليبرالية والاشتراكية على حد سواء، مما يزيد في يقيننا بأن شرع الله هو الملاذ من هذه المصائب كلها.

    إن خلق نظام يستطيع فيه الشعب أن يستبدل الإدارة الحاكمة من دون تغيير الأسس القانونية للحكم سوف يؤدي إلى الاستقرار السياسي، وأيضاً معرفة المواطنين بأنه مع كل امتعاضهم من السياسات الحالية للحكومة فإنهم سيحصلون على فرص منتظمة لتغيير حكامهم أو تغيير السياسات التي لا تتفق وآرائهم سوف يؤدي إلى طمأنتهم مما يظهر الفرق بين الشورى والديموقراطية والذي هو أيضاً مدعاة للاستقرار، وفي مقابل ذلك نلاحظ أنه في الأنظمة الديكتاتورية سيحدث التغيير عبر اللجوء إلى العنف وذلك بسبب غياب الوسائل السلمية لتحقيق التغيير .
    أليس نظام الخلافة فيه آلية استبدال الحاكم من دون تغيير الأسس القانونية للحكم؟ ثم إن هذا الأمر مجرد شرط (كما هو معرفو لأهل الأصول) لا يتحقق من تحققه وجوده نتيجته، أي ما يُسمى بالحكم الرشيد. كما يُلاحظ أن الكاتب وقع في فخ تقسيم العالم إلى فسطاطين: الديمقراطية والديكتاتورية. وهذا التقسيم آتٍ من الديمقراطيين أنفسهم. ووجه العجب منه أنهم يدعون إلى التعدد السياسي والتعدد الثقافي وسائر أنواع التعددات، ثم يحجرون على الناس حق التوصل إلى نمط حياة مختلف عما لديهم.

    ومما لا شك فيه فإن ما توفره الديمقراطية من حرية للصحافة ومراقبة البرلمان للسلطة التنفيذية واستقلال القضاء واحترام حقوق الإنسان (السياسية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ) ... الخ سوف تؤدي إلى انخفاض مستوى الفساد وانخفاض مستويات الفقر والمجاعة .
    يبدون أن كاتب المقال لا يسكن في الغرب، وإلا لعلم خطأ هذه الفقرة. ثم إنني أتساءل: أليس فقر ما يُمسى بالعالم الثالث سببه الدول الديمقراطية؟

    ثم أود أن أختم بهذه الفقرة خشية الإطالة:
    وعموماً لم تشهد الديمقراطية حتى الآن تحقيقاً فعلياً لها فحتى في الدول الديمقراطية المتقدمة تلعب المصالح الشخصية - المشروع الأيديولوجي الأميركي اليوم مثلاً- والسياسات الضيقة التي لا تعنى سوى فئة محدودة ومرتبطة بغايات وأهداف معينة لا تتفق ومصالح المواطنين ، إنّ لم نقل أنها تتعارض وتتصادم مع رأي الأغلبية والأمثلة على ذلك واضحة ، مما يمكّننا من القول و حسب قراءة سريعة للأحداث منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ومع بداية القرن الجديد تحديدا أنه حصل تراجع كبير للديمقراطية في أكثر وأكبر البلدان تبنياً لها ، هذا عدا عن الانتهاكات والتلاعب ، وبالإضافة إلى ذلك محاولة تغييب الرأي العام من خلال السيطرة على وسائل الإعلام وتصدير الدعايات الكاذبة كما حصل في حالة العراق ، وما يحصل من تشويه وتلفيق لشعوب العالم وحضاراته .
    وما دام الأمر كذلك فَلِمَ إضاعة أوقاتنا في مطاردة ما ينطبق عليه قوله تعالى (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا)؟

    ولماذا ننخدم بالغرب ووعوده المعسولة؟ هل استطاع أن يحقق الأمن والأمان والرفاهية جميع أفراد شعوبه بلا استثناء؟ هل استطاع أن يكفل راحة البال للمعذبين في جحيم جنته المكذوبة والضائعين في الشهوات؟ هل استطاع أن يقنع أبناءه المتمردين عليه حالياً في شوارع وال ستريت وغيرها من المدن العالمية؟

    نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

  4. #4

    افتراضي رد: الديمقراطية

    لو كنت تعقل نعمة الرحمن ..... ما كنت سباقا إلى العصيان
    فكيف وجدت عاقبة المعاصي ...أم كيف يعصي حامل القرآن
    حسبي الله ونعم الوكيل .

  5. #5

    افتراضي رد: الديمقراطية

    السلام عليكم

    بارك الله فيكم الديمقراطية دين وطاغوت يعبد من دون الله الواجب الكفر بها والايمان بالله جل في علاه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •