تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    حدث بها خلف بن محمد بن إسماعيل أبو صالح البخاري الخيام عن أبي بكر محمد بن حريث الأنصاري قال:
    سمعت الفضل ابن العباس الرازي (فضلك) وسألته فقلت : أيهما أحفظ أبو زرعة أو محمد بن إسماعيل فقال لي :لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد قال فرجعت عنه مرحلة قال وجهدت الجهد على أن أجئ بحديث لا يعرفه فما أمكنني .
    قال وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره . ا.هـ

    خرجها الخطيب وابن عساكر في تاريخهما

    وهذه الحكاية في نظري منكرة :

    فمن أين لفضلك الرازي أن يغرب على أبي زرعة هذا العدد الكثير من الأحاديث
    وأبو زرعة أحفظ أهل عصره وهو أحفظ من فضلك الرازي وأمثاله من الحفاظ كصالح جزرة وابن واره ومسلم
    وإنما أبو زرعة معدود في رتبة البخاري وأبي حاتم رحم الله الجميع

    وإنما تقبل هذه الحكاية ولا تستنكر إذا كان الإغراب بحديث أو حديثين
    وذلك أن الإغراب في تلك الأعصار على الحفاظ لا يكاد يقع وإذا وقع إنما يقع في حديث أو حديثين إلى عشرة أحاديث كحد أقصى
    وذلك لحصر الطرق وبسطها والاشتراك فيها وجمعها وتصنيفها بعد تتبعها التتبع التام من قبل حفاظ الحديث في تلك الأعصار وأئمة المدارس الحديثية المعروفة

    وهذا أحسبه مقررا عند أهل الحديث
    فهذا أبو حاتم أغرب على الذهلي عشرة أحاديث فقط من أحاديث الزهري وهذه حالة شاذة لا يقاس عليها أيضا لإمامة أبي حاتم وسعة حفظه ولأن الذهلي متخصص في حديث الزهري فالإغراب عليه فيه من أندر النوادر
    وهذا أحمد بن حنبل وقرينه أحمد بن صالح المصري الحافظان الكبيران تذاكرا مرة فلم يستطع أحدهما أن يغرب على الآخر حتى أغرب عليه ابن حنبل في آخر المجلس بحديث واحد فقط وكان منكرا
    فإن أكثر الغرائب مناكير
    وأعجب من ذلك:
    ما فعل أبو حاتم الرازي إذ قال : قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: منأغرب على حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به فله علي درهم يتصدق به وقد حضر على باب أ ابي الوليد خلق
    من الخلق أبو زرعة فمن دونه، وانما كان مرادى ان يلقى علي ما لم أسمع به فيقولون هو عند فلان فأذهب فأسمع وكان مرادي أن استخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب على حديثا.

    ومن أجل هذا وغيره قال الحافظ الذهبي عندما تكلم عن التفرد:
    (وإن كان من أصحاب الأتباع قيل : غريبُ فَرْد ، ويَنْدُرُ تفرُّدهم ، فتجدُ الإمامَ منهم عندهَ مِئتا ألف حديث ، لا يكادُ ،ينفرد بحديثينِ ثلاثة .
    ومن كان بعدَهم فأين ما يَنفرِدُ به ما علمتهُ وقد يوُجَد . ا,هـ

    ولا شك أن الإغراب والتفرد في طبقة أحمد وابن المديني نادر جدا وفيما بعدهم من طبقة البخاري أندر والفرق بين الطبقتين لا يكاد يذكر

    وإنما يتصور الإغراب في الطبقات المتقدمة كمثل قصة شعبة مع أبي حصين ونحوها
    والله أعلم


    والمقصود أن الإغراب في زمن أبي زرعة لا يكاد يقع سواء كان المُغرب هو البخاري أو من في رتبته ولو وقع فإنما هو في حديث أو حديثين فقط
    فكيف تصح حكاية فضلك الرازي هذه
    وهو دون أبي زرعة في الحفظ
    ويزعم فيها أنه أغرب عليه عددا كثيرا من الأحاديث لا حديثا أو حديثين
    وحفظ البخاري وحفظ أبي زرعة متقاربان

    فإن قيل : قد علمنا نكارة الحكاية فبمن تعصب الجناية؟
    قلت: بخلف بن محمد البخاري الخيام فإنه على كثرة روايته وحديثه فقد اتهموه بالوضع وعدم الأمانة ولينوا أمره وتبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه

    فيظهر والله أعلم أن الحكاية من كيسه لما عرفنا من حاله
    وقد ينضاف إلى هذا أمر آخر وهو:
    أن خلفا هذا بخاريٌّ روى كثيرا من أخبار وثناء على البخاري
    وقد وقع بين أبي زرعة والبخاري ما هو معروف بعد مسألة اللفظ
    فلعل خلف أراد بوضع هذه الحكاية الحط من أبي زرعة على حساب رفع رتبة البخاري
    والله أعلم

    ولا أرى رد جميع ما روى خلف خاصة فيما يحكيه من حكايات إلا إذا كان متنها منكرا والله أعلم

    فالحاصل : أن الحكاية منكرة بمجموع هذه الأمور والدلائل


    تنبيه: قد يظن بعض الناس أن لا فائدة كبيرة في تضعيف هذه الحكاية إذ فضل كل من أبي زرعة والبخاري وحفظهما بائن لا خلاف فيه
    وليس كذلك
    فإن المقصود من تضعيف الحكاية واستنكارها هو التنبيه على قواعد وفوائد في باب التفرد من علم العلل والحديث وبيان أن هذه الحكاية تصادم المقرر في هذا الباب ولا يصح الاحتجاج بها على خلاف مسائل هذا الباب
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا البيان.

    منذ سمعت هذه الحكاية وأنا في ريبة منها ولا يستريح لها قلبي، ولا أجدها تلتام مع المعروف من حال أبي زرعة.
    وحتى لو فرض تنزلا أن الحكاية صحيحة فإنها لا بد أن تحمل على المبالغة من فضلك الرازي.

    إلا أن يكون أبو زرعة أصلع فتكون على ظاهرها (ابتسامة)
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    إلا أن يكون أبو زرعة أصلع فتكون على ظاهرها (ابتسامة)
    أضحك الله سنك يا أبا مالك !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني مشاهدة المشاركة
    قلت: بخلف بن محمد البخاري الخيام فإنه على كثرة روايته وحديثه فقد اتهموه بالوضع وعدم الأمانة ولينوا أمره وتبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه

    فيظهر والله أعلم أن الحكاية من كيسه لما عرفنا من حاله
    وقد ينضاف إلى هذا أمر آخر وهو:
    أن خلفا هذا بخاريٌّ روى كثيرا من أخبار وثناء على البخاري
    وقد وقع بين أبي زرعة والبخاري ما هو معروف بعد مسألة اللفظ
    فلعل خلف أراد بوضع هذه الحكاية الحط من أبي زرعة على حساب رفع رتبة البخاري
    والله أعلم

    ولا أرى رد جميع ما روى خلف خاصة فيما يحكيه من حكايات إلا إذا كان متنها منكرا والله أعلم
    جزاك الله خيرًا يا شيخ أمجد ، موضوع طريف .
    لكن لم أفهم توقفك في رد ما يرويه خلف الرازي من حكايات مع نقلك عن العلماء أنهم اتهموه بالوضع وعدم الأمانة ولينوا أمره وتبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه.
    واتهمته أنت بوضع القصة ثم تتوقف في رد روايته ، هذا غير مفهوم لدي ، بارك الله فيك .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    لأنه وإن كانوا لينوه فقد حدثوا عنه
    ولأنه يطهر من النقولات عنه أنه صاحب معرفة في الحديث لا مجرد راوي
    ولأن الحكايات يتساهل في قبولها من الضعفاء
    ولأنه روى جملة صالحة من أخبار البخاري فلا أستطيع ردها ما لم تكن منكرة
    وهو بخاري يظهر منه اعتناء بأخبار أهل بلده
    وقد أكثر عنه غنجار في تاريخ بخاري

    فمن أجل هذا لا أستطيع أن أرد كل ما يحكيه من حكايات إلا إذا وجدت فيها نكارة

    والله أعلم

    جزاكم الله خيرا ياشيخ علي
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    لا أدري هل هذا دقيق أم يحتاج إلى مراجعة: (اتهموه بالوضع وعدم الأمانة ولينوا أمره وتبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه). ؟!
    وفي الحكاية: (وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره)
    هذه دعوى، فهل مجرد الدعوى يعدّ من أسباب النكارة، صحّت الدعوى أو لم تصح؟
    وقد قيل في "فضلك" : (إمام عصره في معرفة الحديث) .. لا أذكر هذا للمفاضلة ولكن للدعوى ..
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    وإياك ، وأحسن الله إليك .
    يا شيخ أمجد ، فرق كبير بين الرواية وبين القبول والرد.
    فالعلماء يتساهلون في الرواية والنقل حتى عن الوضاعين ، لكنهم لا يقبلون إلا من الثقات ، وهذا متهم بالكذب فلا يقبل منه قليل ولا كثير .
    وما قيمة حكايات وأخبار ينقلها متهم بالكذب والوضع ويتفرد بها دون غيره من الثقات ، وهل تنفع مثل هذا الأخبار إمام أهل الصناعة شيئًا .
    أراك حدت عن منهجك الدقيق في القبول والرد ، بالعاطفة وليس بنظرتك العلمية المعروفة ، بارك الله فيك .

    كأنه عز عليك أن ترد كثيرًا من القصص المليحة التي رواها عن إمام الحفاظ ورأس علماء الحديث في عصره وما تلاه : محمد بن إسماعيل البخاري.
    وهي أخبار مطرحة لا ينفع البخاري قبولها ولا يضره ردها ، أحسن الله إليك.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد مشاهدة المشاركة
    لا أدري هل هذا دقيق أم يحتاج إلى مراجعة: (اتهموه بالوضع وعدم الأمانة ولينوا أمره و[color=green]تبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه). ؟!
    بارك الله فيكم
    قولي:(تبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه)
    دليله قول الحاكم، وابن أبي زرعة : كتبنا عنه الكثير، ونبرأ من عهدته.
    نقله الخليلي عنهما
    فيعدل قولي: (تبرؤوا منه ) إلى تبرؤوا من رواياته وجعلوا العهدة عليه فيها
    وقولي :(لينوا أمره) من أجل تليين الإدريسي له نقله الجافظ في الدرر
    وقولي: (اتهموه بالوضع وعدم الأمانة فلأن ابن الجوزي اتهمه بوضع الحديث نقله ابن عراق

    وفي الحكاية: (وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره)
    هذه دعوى، فهل مجرد الدعوى يعدّ من أسباب النكارة، صحّت الدعوى أو لم تصح؟
    وقد قيل في "فضلك" : (إمام عصره في معرفة الحديث) .. لا أذكر هذا للمفاضلة ولكن للدعوى ..
    لا أظن أحدا من الحفاظ العارفين بهذا الشأن يدعي ذلك مطلقا وعلى أبي زرعة خاصة
    لأنه لا يمكن تصديقه عندهم وفي ذلك الزمن
    وما أظن فضلك لو ادعى ذلك ترك ودعواه
    بل لنقل إلينا نقدا حولها لأنها ليست بالهينة عندهم
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    هذه ليست مجرد دعوى يا شيخنا الفاضل، بل هي حكاية عن واقعة عين حصلت معه شخصيا، وفضلك لم يتهمه أحد بالكذب، فإما أن يصدق في حكايته وإما أن يتهم من رواها عنه.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    وإياك ، وأحسن الله إليك .
    يا شيخ أمجد ، فرق كبير بين الرواية وبين القبول والرد.
    فالعلماء يتساهلون في الرواية والنقل حتى عن الوضاعين ، لكنهم لا يقبلون إلا من الثقات ، وهذا متهم بالكذب فلا يقبل منه قليل ولا كثير .
    .........

    لا يا شيخ علي
    بل يروون عنه للاعتبار والحاجة
    وتدبر في قول الحاكم وبن أبي زرعة الذي نقله الخليلي عنهما إذ قالا:
    كتبنا عنه الكثير ونبرأ من عهدته وإنما كتبنا عنه للاعتبار

    فما لم يكن منكرا من حكاياته فإنه يعتبر بها ويستشهد بها

    ثم إن الذين عاصروه لم يتهموه بالوضع وإنما لينوا أمره وأنكروا عليه روايته حديثا واحد موضوعا وغمزوه

    أما الذي اتهمه بالوضع فابن الجوزي

    وقد قيل في خلف هذا محدث ما وراء النهر
    وكما قلت له نقول تدل على معرفة بهذا الشأن وكان يسأل صالح جزرة عنه

    ثم هو بخاري يروي أخبارا عن أهل بخارى فلا ينكر تفرده بحكاية أو حكايتين من أخبار أهل بلده وقد قيل إنه مكثر من الرواية
    فلا أرى والله أعلم أن ترد روايته ما لم تكن منكرة
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    يا شيخ أمجد أنا لا أحقق القول في خلف وحاله .
    أنا أتكلم على كلامك أنت في المشاركة الأولى = آخره لا يوافق أوله .

    الراوي إذا وصف بـ [ على كثرة روايته وحديثه فقد اتهموه بالوضع وعدم الأمانة ولينوا أمره وتبرؤوا منه بعد روايتهم عنه وقالوا: العهدة عليه ].
    مثل هذا لا تقبل روايته بحال وترد روايته مطلقًا .
    أما إن كنت ترى أن روايته صالحة للاعتبار فعليك أن تحقق اتهامه بالكذب وأنه لا يصح أو لا يقبل ، وكذلك تبرؤوهم منه وإلقاء العهدة عليه فيما رواه مما استنكر عليه.

    والأولى في هذه الحالة أن تحقق القول في الراوي وما يليق به .
    فإن كان الراوي متهمًا فلا تقبل منه تلك القصة ولا غيرها .
    أما إن كان لينًا وحسب فيرد من روايته ما ينفرد به ويمشى ما يتابع عليه.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني مشاهدة المشاركة
    لا يا شيخ علي
    بل يروون عنه للاعتبار والحاجة
    وتدبر في قول الحاكم وبن أبي زرعة الذي نقله الخليلي عنهما إذ قالا:
    كتبنا عنه الكثير ونبرأ من عهدته وإنما كتبنا عنه للاعتبار

    فما لم يكن منكرا من حكاياته فإنه يعتبر بها ويستشهد بها

    ثم إن الذين عاصروه لم يتهموه بالوضع وإنما لينوا أمره وأنكروا عليه روايته حديثا واحد موضوعا وغمزوه

    أما الذي اتهمه بالوضع فابن الجوزي

    وقد قيل في خلف هذا محدث ما وراء النهر
    وكما قلت له نقول تدل على معرفة بهذا الشأن وكان يسأل صالح جزرة عنه

    ثم هو بخاري يروي أخبارا عن أهل بخارى فلا ينكر تفرده بحكاية أو حكايتين من أخبار أهل بلده وقد قيل إنه مكثر من الرواية
    فلا أرى والله أعلم أن ترد روايته ما لم تكن منكرة
    والله أعلم
    أنت هنا يا شيخ أمجد تنفي ما تقدم في كلامك من اتهامه بالوضع .
    وما جاء في عبارة الحاكم وبن أبي زرعة الذي نقله الخليلي يدل على انهم كانوا لا يتهمونه وإن كانوا يحملون عليه الغلط .
    وفرق بين تحميل الراوي الضعيف الخطأ لضعفه في الرواية وبين اتهامه المشعر بتعمد الكذب .
    والغلط أن كان قليلا في رواية الراوي ولم يكن فاحشا اعتبروا به ، أما إن فحش وكثر فيتركون روايته ولا يعتبرون به ، وكذلك الكذاب والمتهم ، لا يعتبرون بروايته . والله أعلم
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    أخي الحبيب أمجد - نفع الله بك -
    ما ذكرته من اصطلاحات هي أشبه بألفاظ الإجماع، ولعلّ الأقرب إلى المنهج العلمي في ذلك أن نقول:
    قال ابن أبي زرعة والحاكم: "كتبنا عنه الكثير ونبرأ من عهدته، وإنما كتبنا عنه للاعتبار"، وليّنه الإدريسي، واتهمه ابن الجوزي بوضع الحديث.
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    Lightbulb رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    وأمّا ما قيل في "فضلك" فأخرجه الخطيب - ومن طريقه ابن عساكر - من طريق محمد بن نعيم الضبي. وابن عساكر من طريق أبي بكر البيهقي عن أبي عبد الله الحاكم. كلاهما عن أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري، قال: سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي، يقول، فذكره. ذكر أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي (تـ: 565) في "تاريخ بيهق" أنّ شعيب بن إبراهيم البيهقي من العلماء الكبار، وروى الحديث عن الإمام محمد بن يحيى الذُّهْلِي. قلت سابقا الغرض ليس المفاضلة وإنما بحث وجه إيراد الدعوى.. ثم ينظر في ترجمة "فضلك" نظرة تحليلية شاملة ومدى صلته بأبي زرعة .. ثم ينظر في أمر النكارة بعد ذلك..
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    شيخنا الحبيب أبا مالك، الذي فهمته من الحكاية أن "فضلك" أجاب السائل بحكاية وقعت له مع البخاري وفيها قوة حال البخاري، ثم قال: (وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره). يعني: لو أردت لفعلت. وهنا وجه الدعوى، هذا ما فهتمه وقد يكون خطأ وأنتم الأصوب. ثم لماذا فهتهم من الشعر أنه شعر الرأس؟ لعله أراد شعر اللحية (ابتسامة)
    ثم قد يكون لأصل هذه الحكاية تفاصيل وملابسات تكون مؤثرة في فهمها على الوجه الصحيح، وقد تكون منكرة كما قال أخونا الحبيب أمجد. والله أعلم بحقيقة الحال.
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  14. #14

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    بارك الله فيكم.
    لأنه لا يمكن تصديقه عندهم وفي ذلك الزمن
    وما أظن فضلك لو ادعى ذلك ترك ودعواه
    بل لنقل إلينا نقدا حولها لأنها ليست بالهينة عندهم
    قد يقال: عدم النقل ليس دليل العدم.
    ولو صح أن كلام فضلك إنما كان في سياق الإمكان والدعوى-كما قال الشيخ أشرف- لاندفعت النكارة على التحقيق.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد مشاهدة المشاركة
    وأمّا ما قيل في "فضلك" فأخرجه الخطيب - ومن طريقه ابن عساكر - من طريق محمد بن نعيم الضبي. وابن عساكر من طريق أبي بكر البيهقي عن أبي عبد الله الحاكم. كلاهما عن أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري، ..

    محمد بن نعيم الضبي هو نفسه أبو عبد الله الحاكم. هكذا كان يتصرف الخطيب في اسمه كلما روى عنه بواسطة شيخه مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ.
    وقد وجدتُ بعض المتأخرين قد جهَّله ولم يعرفه عندما ضل سبيل الاهتداء إلى تمييزه! والأمر ما ذكرته لكم.
    وقد رأيتُ أبا الحجاج المزي روى في ترجمة ( أبي الأزهر النيسابوري ) من ( تهذيبه ) خبرا من طريق الخطيب عن محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي ... ).
    ثم كتب في حاشية نسخته الخاصة (محمد بن نعيم هذا: هو الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم النيسابوري الحافظ).
    والأولى في هذه الحالة أن تحقق القول في الراوي وما يليق به .
    فإن كان الراوي متهمًا فلا تقبل منه تلك القصة ولا غيرها .
    على التسليم بكون هذا الرواي كان متهمًا عندهم - وفيه نظر- فهم قد يتساهلون مع هذا الضرب من النَّقَلة في سياق الحكايات والنكت والفوائد-كما أشار الشيخ أمجد- لا سيما إذا كان هذا المتهم من أهل الحفظ والرحلة والمعرفة.
    كما كانوا يفعلون مع الشاذكوني والكديمي وقبلهما الواقدي.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    أحسن الله إليك أخي الحبيب الفاضل أبا المظفر كما أحسنت إليّ بهذا التنبيه اللطيف
    وسبب الذهول: العجلة، ثم السياق المختلف ظاهرا في مكان واحد ..
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    وهذا مثال للتصرف في الأسماء:
    http://majles.alukah.net/showpost.ph...59&postcount=2

    ولعل البعض يفرد هذه الأشباه في موضوع واحد ..
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  17. #17

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليك أخي الحبيب الفاضل أبا المظفر كما أحسنت إليّ بهذا التنبيه اللطيف
    وسبب الذهول: العجلة، ثم السياق المختلف ظاهرا في مكان واحد ..
    وأحسن الله إليكم أيها الفاضل المحترم. وكلنا يذهل ويعجل يا رعاك الله.
    وقد وقع لبعض أماثل المعاصرين شيء من هذا القبيل. كما تراه على هذا الرابط أدناه.
    http://majles.alukah.net/showpost.php?p=470410&postcoun t=20
    وكذا وقع لغيره أيضًا كما سطرناه في مكان آخر.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    نفع الله بكم شيخنا الفاضل
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    Lightbulb رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    أرجو أن تأذن شيخنا الفاضل بهذا التحفُّظ، فقولك: (هكذا كان يتصرف الخطيب في اسمه كلما روى عنه بواسطة شيخه مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ).
    بل الأقرب أنّ الخطيب لم يتصرّف، وإنما أدّاه هكذا عن شيخه ابن يعقوب. والله أعلم.
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  20. #20

    افتراضي رد: حكاية:(وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره) منكرة، وفوائد في التفرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد مشاهدة المشاركة
    أرجو أن تأذن شيخنا الفاضل بهذا التحفُّظ، فقولك: (هكذا كان يتصرف الخطيب في اسمه كلما روى عنه بواسطة شيخه مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ).
    بل الأقرب أنّ الخطيب لم يتصرّف، وإنما أدّاه هكذا عن شيخه ابن يعقوب. والله أعلم.
    لكم ذلك يا شيخ أشرف . على الرُّحْب والسَّعَة.
    لكن الأقرب عندي: أنه من تفنُّن الخطيب في العبارة-كما يسميه الحافظ ابن حجر- في أسماء جماعة من شيوخه وغيرهم. والخطيب مشهور بذلك التسمُّح- كما يسميه ابن الصلاح.
    ثم رأيتُ الأخ الفاضل أبا إسحاق الدمياطي قد وافقنا على ذلك في ترجمة الخطيب من تعليقه على كتابه ( الكفاية ) [1/17/طبعة دار الهدى].

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •