بسم الله الرحمن الرحيم
لم أجد منفذا للعذاب النفسي ... و الإضطهاد الروحي سوى البوح ما أعانية و أتكبده ...
هذه الدنيا زجت بي إلى مذاهب شتى ...
و رمتني في بحار هائجة ...
و طعنتني في أغلى ما ملكت ...
و قعت أسيرا بلا أصفاد في أيدي الشيطان ...
و بعدت عن نور الهدى ... و إشراق شمس الحق بعدا عتيا ...
هذا البعد أثمر ثمارا مرة ... أتجرع كأس مرارتها كل يوم ... و في كل حين ...
لا أدري إن كنت انا فقط الذي يعاني هذه الأوجاع ... أم هناك من يشاركني إياها ...
وجع الشر ... و جع البعد عن الحق ... و جع الإنتصار للباطل ... و خذلان أهل الحق ...
إحساس يتمالكني أحيانا ... و صوت خافة أسمعه ... لكن دون أن أفقه كنهه ...
لست أنا ذلك الشرير الذي يغرس أنايبه الحادة في الأبرياء فيقتلهم ...
و لست بالظالم الذي يغتصب حقوق غيره ...
إنما أنا كائن ظلم نفسه كثيرا ...
و سلك مسالك عوجاء ...
أنا إذا رأيت شخصا أعلن إسلامه أبكي ...
إذا رأيت مظاهر الدين و التدين و علو كلمة التوحيد أبكي ...
يرق قلبي كثيرا للمساكين و المعوزين ...
أنا إذا رأيت حيوانا ضالا في طريقه لا يعرف خلاصا أتألم لأجله ...
لكن هناك نصف آخر لذاتي يعكر صفو هذا كله ...
نصف شيطاني ...
نصف تطغى عليه الشهوات و الفتن ...
و نصف يطغى عليه حب الدين ... حب الهدى و النور ... حب الخلق و الخلائق ...
ضياع بشري في ذات منقسمة ...
هل أموت و أنا على هذه الحال ... أم يأتي يوم و أحرر ذلك النصف ...
هل هو مقدر علي أن أعيش في ذات منقسمة ...
و الله نفسي ضائعة و تائهة ...
و الله المستعان ...