الحمد لله ... وبعد
قد أخذت في قراءة ديوان أبي العتاهية منذ مدة .. ولا حظت كثرة التكرار في المعاني وحتى الألفاظ أحيانا ... وابتذال التراكيب الى حد تشعر أنك تقرأ نثرا لا شعرا .. أو كلاما عاديا حتى أن بعض مقطوعاته لا تستحق أن تسمى أدبا بل هي مجرد نظم .. تماما مثل المنظومات العلمية ...
فأحببت أن أختصر على اخوتي في الله الطريق الطويلة التي أخذت فيها بأن أوقفهم على أجود ما قاله هذا الذي سخّر موهبته للزهد .. وأنا الآن في منتصف الديوان
واختصارا للوقت .. وتجنبا للتصحيف والتحريف .. اخترت وضع روابط لمواضع القصائد المختارة من الطبعة المحقَّقة التي رفعها أخونا المساهم حفظه الله
والقصيدة التي سأبدأ بها هي من قبيل
السهل الممتنع الذي هو خير أنواع الشعر وأحسنه على الاطلاق حيث يدخل القلوب بلا استئذان ولا يلجئك لمراجعة المعاجم اللغوية فلا تذهب المتعة و حرارة القصيدة وتدفق الأبيات فتكون أبلغ أثرا وأحمد عاقبة وأعلق في الذهن وأروى و أمرأ للنفس العطشة والفؤاد الملهوف ...
وهي التي مطلعها :
إياك أعني يابن آدم فاستمع *** ودع الركون إلى الحياة فتنتفع
إلى آخرها .. وهي من عشرين بيتا ...
ملاحظة: يرد في بعض ابياتها قوله : "ضرِع" ومراده الذلة والاستكانة للناس دون الله .. وهو في الموضع الأول صفة وفي الثاني فعل ...
قال في القاموس: "وضَرَعَ إليه ويُثَلَّثُ ضَرَعاً محركةً وضَرَاعَةً : خَضَعَ وذَلَّ واسْتَكَانَ أو كفرحَ ومَنَعَ : تَذَلَّلَ فهو ضارِعٌ وضَرِعٌ" واشتقاقه سهل واضح إن شاء الله .. ومنه الضراعة والتضرع في الدعاء ونحوه ..
وهاكم إياها :
http://www.archive.org/stream/3tahyh#page/n254/mode/1up