قم للمعلم وفه التبجيلا ؟؟؟

لقد كثر اللغط وتعالت الأصوات من هنا وهناك ، ما بين مقدس ومبخس وما بين مستهزء ومستهتر ، بهذا الأب النصوح والمعلم المربي الذي لا يتوانى عن بذل أنفس ما لديه كي يراك تضيء وهو يحترق ليل نهار ....
لا أكاد أتمالك نفسي وأنا أكتب هذه الأسطر التي لولا المعلم ما كنت قادرا على رفع القلم من مكانه لكتابة حرف واحد ، لأني كنت قد اعتدت أن يمسك معي القلم معلمي ويروض يدي على رسم الحرف في شكله الصحيح ، ويفرق لي بينه وبين أخواته بأبسط تصريح وأقرب لفظ حتى تبقى صورته ماثلة أمامي ,,,,,,
ولا أجدني وفيت قدره وأنا أكتب هذه السطور التي كنت لولا تعهده لي أنزل إلى السطر الأدنى وصولا إلى الأعلى في فسيفساء من الخطوط المنعرجة ، ولكن سعة صدره كانت أكبر وأقدر على تعديلها كي تكون كل كلمة في سطرها دون أن تتداخل الكلمات مع بعضها البعض .....
رحمك الله يا معلمي العزيز فقد كنت تبذل النصح لنا ، وتسهر لتعلمنا ، وتحرم نفسك لتعطينا ، ولم يهدأ لك بال حتى وزعت نور بصرك جيلا بعد جيل ، صدقة جارية تدخرها إلى يوم تلقى رب العالمين ....
لم نرك قانطا في غير موضع قنوط ، ولا ساخطا في غير موضع سخط ، نهابك لجلالة اسمك الذي يبعث الطمأنينة في قلب سامعه ، بعد أن غمر اللذة في ثغر ناطقه ,,,,,,
رسمت لنا الأخلاق فأبدعت في تصويرها ، حتى خلنا أنها لا يقاسمها نظير أو ند في الحياة ، لشدة إعجابنا بها ومشاهدتها كل يوم في شخصك العظيم ، في حديثك وقولك وفعلك وتعاملك ، وبغضت لنا الرذائل حتى ظننا أنه لا يوجد في الحياة من هو أقدر على التجرؤ عليها لما صورت لنا من عذاب مقيم ينتظر فاعلها ، وخرجنا من عندك في القسم ونحن عنها راغبون في غيرها حريصون متنافسون ,,,,,,
وما أشد شغفنا حين يأتي يومك الوطني الذي نفاجئك فيه بالهدايا ، وكل واحد منا يكتم خبر ما أعطى لأنه أقرب للتقوى ، فتسفر ابتسامتك المشرقة وضاءة على ثغرك وقد اغرورقت عيناك بالدمع وأنت كظيم .