الموضوع: أرجو مساعدتكم ، ولدي يسألني عن صوم يوم عرفه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدي عمره 13 سنة سألني ولم أعرف أجيبه وبحثت فلم أجد الإجابة وآمل مساعدتكم حفظكم الله .
يقول : إذا كان صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة القادمة .. فهل معنى ذلك أننا لو أذنبنا السنة القادمة ذنوبنا ستكون مغفورة ؟
يعني هل يستطيع أحدنا أن يقول : سأفعل ماشئت في السنة القادمة ولن يضرني مافعلت لأنني قد صمت يوم عرفه ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبتدئة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدي عمره 13 سنة سألني ولم أعرف أجيبه وبحثت فلم أجد الإجابة وآمل مساعدتكم حفظكم الله .
يقول : إذا كان صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة القادمة .. فهل معنى ذلك أننا لو أذنبنا السنة القادمة ذنوبنا ستكون مغفورة ؟
يعني هل يستطيع أحدنا أن يقول : سأفعل ماشئت في السنة القادمة ولن يضرني مافعلت لأنني قد صمت يوم عرفه ؟

بارك الله فيك أختنا, قال الله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم الى ربهم راجعون), قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لرسول الله هو الرجل يزني ويسرق ويخاف أن لايقبل منه, فقال النبي لا يا عائشة هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف أن لايقبل منه. فمن يدري أن الله قد تقبل منه عمله حتى يفكر بالمعصية بعد الغفران والله أعلم.

قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله حاكياً حال بعض المسوفين بالذنوب: [وكأغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتي يقول بعضهم: يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الاجر.
ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما اذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة الى الجمعة لايقويا على تكفير الصغائر الا مع انضمام ترك الكبائر اليها ،فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر، فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها، هذا محال على أنه لايمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعاً من التكفير فاذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الاصرار وتعاونا على عموم التكفير.
كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشىء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل] الجواب الكافي ص 13
قال المناوي : في "فيض القدير 6/ 209- [قال النووي : والمراد غير الكبائر ، وقال البلقيني : الناس أقسام : منهم من لا صغائر له ولا كبائر فصوم عرفة له رفع درجات ، ومن له صغائر فقط بلا إصرار فهو مكفر له باجتناب الكبائر ، ومن له صغائر مع الإصرار فهي التي تكفر بالعمل الصالح كصلاة وصوم ، ومن له كبائر وصغائر فالمكفر له بالعمل الصالح الصغائر فقط ، ومن له كبائر فقط يكفر عنه بقدر ما كان يكفر من الصغائر.]

فضل صوم عرفة الذي هو تكفير صغائر ذنوب السنتين منوط بقبول الله جل وعلا لهذا الصيام وليس بمجرد الصيام وذلك ما لا سبيل لأجد أن يجزم به, وعليه فلا يترك العمل الصالح أو يترك اجتناب الذنوب اتكالا على مجرد الصوم إلا مغتر غرّه بالله الغَرور والله أعلم.

جزاكم الله خيرا وبارك بكم