1/ يشتبه رسم الماوَرْدِي (تـ: 420) برسم المازِرِي (تـ: 536)، ومن المصادر التي لها تعلُّق بالعالِمَين الجليلَين، "شرح صحيح مسلم" لأبي زكريّا النووي رحمه الله تعالى (تـ: 676)؛ فإنّ الماوردي إمام من أئمة الشافعية، وله "الحاوي الكبير" في الفروع، و"النكت والعيون" في التفسير، و"الأحكام السلطانية" في الوِلايات الشرعية؛ وهذه المصادر من موارد النووي في "شرح مسلم". أمّا المازِري فله "المُعْلِم بفوائد مسلم"، وهو من موارد النووي كذلك. والماوردي في أكثر الأحيان يميّزه النووي بكنيته أو لقبه أو قرينة تدلّ عليه، بخلاف المازري الذي يأتي ذكره مهملًا، والإهمال يعدّ قرينة قوية للتمييز بين المبيّن غالبًا والمهمل غالبًا. هذا، وقد تصحّف "المازري" إلى "الماوردي" في مواضع أحصيتها من "شرح صحيح مسلم" لأبي زكريّا، ط. المطبعة المصرية بالأزهر، الأولى 1347هـ، وهي كالتالي:
- 9: 101، راجع: المعلم 2: 109.
- 10: 131، راجع: المعلم 2: 214.
- 11: 110، راجع: المعلم 2: 367.
- 14: 121، راجع: المعلم 3: 144 – 145.
ولم يتسع الوقت ولم أنشط لمراجعة طبعات أخرى لشرح النووي على مسلم، والله الموفِّق.
***
2/ مرْوان بن محمد، آخر ملوك بني أميّة، لقّبه أهل عصره بمروان الحِمَار، يقول د. محمد حسن جبل: "أرى أنّ ذلك لتحمّله هزائم كثيرة متوالية دون كلل". المعجم الاشتقاقي، ص502.
أقول: جاء في السير للذهبي، في ترجمة مرْوان الحِمَار:
"يقال: أصبر في الحرب من حمار.
وكان مرْوان بطلا، شجاعا، داهية، رزينا، جبارا، يصل السير بالسرى، ولا يجف له لبد، دوخ الخوارج بالجزيرة.
ويقال: بل العرب تسمي كل مائة عام حِمَارا، فلما قارب ملك آل أمية مائة سنة، لقّبوا مرْوان بالحِمَار.
وذلك مأخوذ من موت حمار العُزَير عليه السلام وهو مئة عام، ثم بعثهما الله تعالى".اهـ. وراجع: الزِّرِكْلي 7: 209.
3/ "استعمال اللفظ في المعنى فرعُ تعقُّله". تاج الدين السُّبكي (تـ: 771): رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب 1: 399.
4/ الإيجاد خير من الإعدام بلا نزاع. البِقَاعِي في نظم الدرر.
5/ محا الشرع رسم الجاهلية. ابن حجر في الفتح.
6/ المعنى الزائد في الحديث المُحتاج إليه يقوم مقام حديث تام. مسلم في مقدمة صحيحه.
7/ (الرجيم): يلفظ بكسر الراء والجيم: نظام للحمية في التغذية، يقصد منه تخفيض الوزن، وتخفيف الجسم .. وقد استنكر بعضهم استعمال لفظ (رجيم) في أول الأمر لأنهم لم يكونوا يعرفون له معنى، إلا أنه صفة للشيطان (الرجيم)، إلا أنهم ألفو سماعه بعد ذلك. واللفظ فرنسي: (Regime).
محمد بن ناصر العبودي: معجم الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة 1: 296.
8/ قال ابن حزم في "المحلى" في حديث رواه جرير بن حازم وآخر، عن أبي إسحاق قَرَنَ فيه بين عن عاصم بن ضمرة والحارث الأعور، عن عليّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ...: "إنه حديث هالك"، ثم بعدها بصفحات رجع عن ذلك، وكتب: "ثم استدركنا فرأينا أن حديث جرير بن حازم مسند صحيح لا يجوز خلافه، وأنّ الاعتلال فيه [بكذا وكذا ...] هو الظنّ الباطل الذي لا يجوز .. فالأخذ بما أسنده لازم - وبالله تعالى التوفيق".
يُعَلِّق الشيخ أحمد شاكر في مقدِّمة كتاب ابن قتيبة "الشِّعر والشعراء" 1: 35 على صنيع ابن حزم، بقوله: "وابن حزم كان يؤلف قبل عصر المطبعة، وكتابه في يده، فكان مستطيعًا إذا شاء أنْ يعرض عما كتبه كله في هذه المسألة الطويلة، ويستأنف كتابتها على النحو الذى يريده بعد أن تغير اجتهاده، وتغير رأيه، ولكنه أبَى إلا أن يبقى ما كتب على ما كتب، ثم يرد على نفسه، على طريقته وبقوّته ... وهذا الجزء من "المحلى" طبع منذ أكثر من عشرين سنة، سنة (1349 هجرية) بتحقيقي، وقد كتبت فيه [6: 74] تعليقًا على صنيع ابن حزم هذا ما نصه: لله درّ أبى محمد ابن حزم، رأى خطأه فسارع إلى تداركه، وحكم بأنه الظن الباطل الذى لا يجوز. وهذا شأن المنصفين من أتباع السُّنّة الكريمة، وأنصار الحق، وهم الهداة القادة، وقليل ما هم".
9/ مقصود العلوم:
يقول أبو الفرج في "صيده": "إنما ينبغي أن يأخذ من كل علم طرفًا، ثم يهتم بالفقه، ثم ينظر في مقصود العلوم، وهو: المعاملة لله سبحانه، والمعرفة به، والحب له".
10/ المعاني التي لا تُنال إلّا بفكر، ولا يصل إليها كل أحد، هي التي يُحكَم بين أصحابها بالتفاضل؛ ككون أحدهما أكمل من الآخر، أو أنّ في الثاني زيادة على الأوّل، أو نقصًا عنه. وهذا بخلاف المبتذلات التي تشترك الناس في معرفتها. بتصرُّف من بعض المصادر.
11/ انظر بحث الإمام الخطابي رحمه الله تعالى (تـ: 388) عن حرف "القنع" المرويّ في حديث الأذان، في "غريب الحديث" 1: 172 - وما بعدها، ووزان بـ: "معالم السنن" 1: 150 - وما بعدها؛ لتقف على شدّة تحرّي هذا الإمام العَلَم، وجلده ومثابرته، وعنايته بسؤال المختصّين فيما أشكل عليه؛ ولتقف أيضًا على أهمية الموازنة بين كلام العالِم الواحد في مصادر متعددة؛ ولتقف كذلك على فضل المصادر الخالصة لغرض رئيس، على المعقودة لأكثر من غرض. أمّا البحث في تاريخ الكتابَين، فليحرّر .. وبالله التوفيق.
12/ أبو حنيفة أعلم أهل عصره بالحديث:
"قَلَّت روايات أبي حنيفة - رحمه الله - حتى قال بعض الطاغين: "إنّه كان لا يَعرف الحديث"، وليس الأمر كما ظنوا، بل كان أعلم عصره بالحديث، ولكن لمراعاة شرط كمال الضبط قلَّت روايته. كذا قال شمس الأئمة - رحمه الله -".
كشف الأسرار 2: 398.
أقول: الغرض التقييد، وليس المناقشة.
13/ الإحسان إلى الوَزَغ:
الوَزَغ: "سامٌّ أبرص" [أبو عبيد في غريب الحديث 5: 522]، وقد اتفق أهل العلم على أنّ "الوزغ من الحشرات المؤذيات". [النووي في شرح مسلم 14: 236]. وقد: جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن قتل الوَزَغ في الضربة الأولي مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك [م]؛ قال العزُّ في "القواعد الصغرى": "لأنّ قتْلَه بضربة واحدة، أهون عليه مِن قتله بضربتين"، وقتْله بضربتين أهون عليه من ثلاث. وبالله التوفيق.
"وقد اتفق أهل العلم" = يعني: باللغة.
14/ وقصَّر مُغُلْطَاي فعزاها لتخريج الدارقطني في "غرائب مالك" مع وجودها في "الصحيح" ... . قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح".
وهذه فائدة في "المنهج".
15/ العلمانيّة: فَصل الدِّين عن الحياة، والإرجاء: فَصل الإيمان عن العمل، وكلاهما يعود إلى قضيّة واحدة، وإنْ تباعد ذلك في الظاهر.
16/ "فقه النفس .. أنفس صفات علماء الشريعة".
الجويني في "الغياث" ص404، وأشار إليه في "نهاية المطلب" 14: 287 - 288.
17/ السيحاني.
اشتبه رسمه على د. زين العابدين بن محمد بلا فريج في تحقيقه لكتاب "النكت على ابن الصلاح" للزركشي 1: 49 ط. أضواء السلف 1419هـ، والأقرب أنه: "التجاني"، كما في "بغية الوعاة" 2: 141 : 1651، و"نفح الطيب" 2: 536.
18/ "التجرية أصل في كل فنّ، ومعنًى مفتقَر إليه في كل عِلم". أبو الأَصْبَغ، عيسى بن سهل الأسديّ (تـ: 486): الإعلام بنوازل الأحكام 1: 24.