بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد:
[justify][justify] لقد دأب العلماء المسلمون و الباحثون في الدراسات الاسلامية على إصلاح الاعتقاد، وتهذيب الأخلاق، وتوضيح الشرائع والاحكام، وكذا ترشيد سياسة الامم لإصلاح الأمة وحفظ نظامها والتنبية إلى سنن الله تعالى من خلال قصص الأولين وإستلهام العبر و العضات.
وكان شغلهم الشاغل عبر العصور تعليم الناس أمور دينهم وترغيبهم وترهيبهم وتحديرهم على طريقة القرآن الكريم، جاعلين مصدر إلهامهم وطريقة خطابهم القرآن نفسه، كل بحسب الظروف والاجواء التي تسود كل عصر، آخذين في الاعتبار كل ما يحيط الأمة من ضعف وقوة وفهم وحال المخاطبين، حتى يتنسى لهم إيصال ما يريدنه إلى عقولهم و قلوبهم .
ولايزال المجتمع المسلم اليوم يحمِّل العلماء كل التبعات وكل مايصيب هذه الأمة من انتكاسات، لاسيما الدعاة وطلبة العلم الذين يحملون على عاتقهم رسالة التغيير وتعليم الناس وترشيدهم ووعظهم وتقويم أخلاقهم، بعد أن يكونوا قد آمنوا بما تعلموه، وما يعلمونه للآخرين.
ولعل تعدد مجالات الحياة وإختلافها يسمح بوضع مادة دسمة بين أيديهم يقلبون أوصالها ويدرسون خباياها ويستخرجون عصارتها من خلال مناهج وطرق وضرابط وقواعد تمكنهم من ذلك، وتقيهم الوقوع في أشراكها ومزالقها، لأن هذه المادة الربانية هي ذلك الدين وتعاليمه.
ومن تم يتضح لنا أهمية الولوج في معترك الأصول والفروع من العلوم الاسلامية وتحديد المناهج الكفيلة والطرق البديعة للوصول إلى مبتغاهم، وتحقق مقاصد هذا الدين.
ولعل علم التفسير من أهم العلوم الاسلامية، ذلك أن القرآن هو خطاب الله تعالى للمكلفين، ولا يكلف الله إلا العقلاء والعقل مناطه الفهم والفقه، والتفسير لصيق به باعتباره عملية عقلية اجتهادية.
وبما أن الناس مختلفون في قدرة الاستيعاب والفهم فقد بات واجبا على أولي الالباب أن يشرحوا ويفسروا هذا الخطاب ليكون حجة على الناس جميعا.
وإن اختلاف المناهج والاتجاهات يدل على اختلاف العقول والقدرات، وبالتالي فإن علماء كل عصر لهم الحق في الاجتهاد والاستنباط بالوسائل والأدوات المتاحة لهم دون التفريط طبعا في ما دأب عليه الأولون.[/justify][/justify]
***ما رأيكم لو نجعل هذه الصفحة لمناقشة هذا الموضوع***
أخوكم الدكتور رياض عميراوي