إذا ذكرت الشجاعة..لا يذكر الكتاب والمثقفون عثمان..!
بل وجدت العلامة الشهيد الدمياطي..في كتابه الماتع الموسوم بمشارع الأشواق ومصارع العشاق
عندما عمد إلى ذكر شجعان الصحابة..ذكر أبا بكر وعمر..ثم تجاوز عن عثمان وذكر عليا..
وكذلك يفعل كل من وجدته يحكي عن الشجاعة..
وهؤلاء إنما التفتوا لموقف ذي النورين يوم أحد..
وأحسب أنه من الظلم ..حيث ألصقوا به حكما بناء على موقف وحيد..
وحسبه فخرا وشجاعة أن فدّى الأمة بنفسه..ففعله يضاهي ما ينسبه النصارى بزعمهم للمسيح
عليه السلام..
فكان يعلم يقينا أنه مقتول لا محالة..وكان بمقدوره أن يدفع الثوار بأمر واحد..
ولكنه أبى أن تراق قطرة دم واحدة لأجله
وثبات الرجل -أي رجل-قبيل قتله مع علمه بالقتل ومع إمكان دفع شر ذلك عنه..لو أراد
تضحية عظيمة..لا تصدر إلا عن شجاع
بل هي منزلة تفوق شجاعة حامل السيف في ساحات الوغى..من حيث إن هذا قد ينجو..
ثم يقال إن الحياء الذي بزّ فيه عثمان حتى قال فيه صلى الله عليه وسلم:ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة..هو أرفع منزلة من خلق الشجاعة..لأن الشجاعة يوهبُها البر والفاجر
والحياء من الله تعالى مع ذلك يحمل صاحبه على كل نبل..بما في ذلك الشجاعة نفسها..ولذلك لما ذكر رسول الله في حديث الشعب أعلى الشعب وأدناها
قال"والحياء شعبة من الإيمان"..فنص عليها دون غيرها للإشارة إلى هذا المعنى..والله أعلم
بدليل أنه رضي الله عنه تجاسر على ما أحجم عنه عمر..وهو خوض البحر..
فرضي الله عن عثمان
وصل اللهم على سيدنا محمد