السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
حين فُكَّت قيودُ جسدي ووطأت قدماي ترب وطني لم أشرب نخبًا وأذْهبْ عقلًا بل ؛
قامتي التي أمشي بها منتصبًا أحنيتُها ، أظننتَ لكَ اعترافًا بفضلك ؟!
لا يا خفيف العقل .. لله ربِّي فقط!
و عطَّرتُ جبهتي ،،
جبهتي التي لم أطأطئها يومًا لبشرٍ ، اليوم ازدادت عزةً ورفعةً
فقط بالسجود !
سجدت لربٍّ قاهرٍ لعدوِّه يخذلهم ،، فلا ناصرَ لهم ..
وينصُرُ جندَهُ ،، فلا غالبَ لهم ..
أيها الذليل ،،
اليوم أرى وجهكَ وكأنما أُغشيَ قطعًا من الليلِ مظلمًا..
أيها الدنيءُ أتدري أنني ،،
أقسمُ بالله لو أنكَ غدرتَ وما أوفيتَ ، أو حتى لو سفكت دمي قبل أن أتذوقَ طعم الحريَّةِ ؛
فلن تنتقصَ من النشوة التي تعتريني
..فكفاني أنني تركتُ في حلقكَ غصةً لن تزول حتى تهلكَ بها ، ، ،
أيها الغبيُّ أتعلم ،،
حين قلتُ في يومٍ من الأيامِ بحقدي عليكَ كنتُ ساذجًا !
فأنت يا هذا لن ترقى يومًا لتكونَ أهلًا لحقدي ..
هو شيءٌ واحدٌ الذي تميزتَ به عليَّ ..
هو أن قدميكَ تطآن أرضي التي لها أشتاق .. لكنني لن أحسدكَ !
أبدًا
بل أبشِّرُكْ !!!
فليسَ ثمَّةَ أثرٍ لدنسكَ فوق ثراها سيبقى
فما زالت آثارُ ريحِ سليمانَ في جوِّنا
كلما رفعتَ أنتَ خطوةً ،، هبت هي مباركةً لتُطيِّبَ المكان ، وتمحو الخبث ، ، ،
أيا هذا ..
قلتُ لكَ من قبل
أن الأرضَ أرضي ، الله وهبها لي "أنا"
ولكَ التيه !
أن السهل لي والجبل
أن البحر لي والزهر والشجر
الهواء هواء بلاد"ي"، والسماء سماء بلاد"ي "
القدس لنا وأقصاها
يافا وعكا وحيفا
أسدود ، والمجدل
فلسطين كلها لنا ، أنتَ لم تكن يومًا ولن تكون أهلًا لتمتلكَ ذرةً من تربها
إذ كيف تكون لكَ العزة يا عبد الدنيا ، فالتمكين لغير عباد الله لن يكون ..
والله لن يكون !
وما دمنا مؤمنين فالله لنا يقول
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون )
سيأتي اليوم الذي فيه ينطق الحجر والشجر بالعداء لك
وستُدحرُ ذليلًا صاغرًا أيها الرجس.