الموضوع: تخريج حديث الأعرج عن أبي هريرة "من وجد سعة فلم يضح فلا يقربّنا مصلانا" وتصويب وقفه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

6 - وقال البيهقيّ في "السنن الكبرى" 9/260

عقب حديث زيد بن الحباب:
" وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيِّ .
بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ: الصَّحِيحُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ.
قَالَ : وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا
وَحَدِيثُ زَيْدِ بْنُ الْحُبَابِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَذَلِكَ
رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مَوْقُوفًا ، وَابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْقُوفًا. " انتهى
- وقال في "السنن الصغرى" (1862):
"ورُوي عن أبي هريرة مرفوعا:من وجد سعة فلم يذبح فلا يقربن مصلانا
وروي ذلك مرفوعا عنه، والموقوف أصح " انتهى
- وقال في "معرفة السّنن والآثار"14/17 :
"وأمّا حديث أبي هريرة ، عن النبي :
" من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح ، فلا يحضر مصلانا "
فالصّحيح أنه موقوف على أبي هريرة . كذا قاله أبو عيسى الترمذي
وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ "انتهى

- وجاء في " مختصر خلافيات البيهقي" لابن فرح الإشبيلي 5/81-82
" وروي عن عبد الله(1) بن شريح، عن عبد الله القتباني، عن الأعرج، عن أبي هريرة ررر مرفوعاً:
"من وجد سعة فلم يذبح فلا يقربن مصلاّنا".تابعهُ زيدُ بن الحباب عن القتباني.
ورواهُ جعفرُ بن ربيعة، وغيرُه، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة ررر موقوفاً، وهو الصواب.
ورواه يحي بن سعيد العطّار، عن القتباني مرفوعا: "من قدر على سعة فلم يضح .."
ويحي دمشقيٌّ ضعيفٌ، والله أعلم." انتهى
_________
(1) وضع محقّقا الكتاب هذا الاسم بين قوسيْن وكتب في الهامش: "من الأخرييْن" يعني من غير نسخة "شستربتي"
التي اتخذها أصلاً (انظر مكان وجودهما ووصفهما في مقدمة التحقيق)، وليته أثبت ما كُتب في الأصل.
قلتُ: والحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6843) عن حيوة بن شريح، وهو الصواب.
وابنُ فرح هنا قد اختصر سند البيهقي إلى حيوة بن شريح ..بقوله:"ورُوي عن حيوة بن شريح عن ..."
والبيهقي في كتابه "الخلافيات" يطيل النفس بإسناد غالب الأحاديث التي يذكرها في المسألة..
(انظر طريقته فيما وصلنا من الكتاب)
فيكون على الأقل قد أسندَ حديث حيوة بن شريح، ويغلب على الظن أيضاً أنه أسند حديث يحي بن سعيد العطّار
أما حديث جعفر بن ربيعة الموقوف فأشك أنه أسنده. والله أعلم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

7 – وقال ابن عبد البر في "التّمهيد" 23/191-192:
"هذا حديثٌ رواه ابنُ وهب عن عبد الله بن عياش القتباني هذا، عن الأعرج
عن أبي هريرة موقوفا، لم يرفعه كذا هو في "موطئه"
وكذلك رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا

وعبيد الله بن أبي جعفر فوق عبد الله بن عياش." انتهى

- ثم قال بعد أن خرّج رواية عبيد الله بن أبي جفر:
"الأغلبُ عندي في هذا الحديث أنه موقوف على أبي هريرة والله أعلم" انتهى

- وقال في "الاستذكار" 15/159-160 ط.قلعجي:
ومما احتجَّ به أيضا من أوجبها،(يعني الأضحية):حديث أبي هريرة عن النبيّ
ومنهم من يجعله من قول أبي هريرة على ما بيَّنَّا في كتاب "التّمهيد"، قال:
"مَنْ كان له سعة، ولم يضحِّ فلا يشهد مصلاّنا".
قال أبو عمر:ليس في اللّفظ تصريح بإيجابها لو كان مرفوعاً،
فكيف والأكثر يجعلونه من قول أبي هريرة." انتهى

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

تذييل:

- ورواه عبد اللهُ بن وهب أيضاً، عن عبد الله بن عيّاش، عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري،
عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنه قال:"من وجد سعة ولم يضح فلا يقربنا في مساجدنا" موقوفٌ.
[ أخرجه الدارقطني في "سننه"(4743) وعنه البيهقي 9/260]

قال الدّارقطني في "الغرائب والأفراد"- أطرافه(5086) :" تفرّد به أبو عبادة عيسى بن عبد الرحمن عن الزهري،
وتفرّد به عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عيّاش " انتهى

تذييل التذييل:

ورواه ابنُ حزم في "المحلى" 7/357 ؛ قال:
(ومن طريق ابن أخي ابن وهب، عن عمّه، عن عبد الله بن عيّاش،
عن أبي هريرة، أنّ رسول الله قال:" مَنْ وَجَدَ سَعَةً، فليضحّ ") انتهى
هكذا أوردهُ ابنُ حزم مُعلّقاً عن ابن أخي ابن وهب، عن عمّه بذكر النبي
وقوله:"فليضح" بدل: "ولم يضح فلا يقربنا في مساجدنا"
ولا يُدرى مِنْ أين أخذه، ومن أيِّ كتاب رواه ؟؟
والذي في "سنن الدّارقطني"-وقد رواه عن شيخه أبي بكر النيسابوري، عن
ابن أخي ابن وهب- موقوفٌ على أبي هريرة، ومن طريق الدّارقطني رواه
البيهقيُّ في "سننه" وصرّح بوقفه، وكذلك ذكرهُ الحافـظُ ابنُ حجر في
"أطراف الدارقطني-إتحاف المهرة"رقم (18640) من قول أبي هريرة.
* فإنْ كان ابنُ حزم أوردَهُ من "كتاب الدّارقطني":
- فقدْ علِمْتَ كيف جاء فيه؛ فيكون ما وقع في "المحلى" من أوهام النّقل
وكأنّ ابن حزم كان عنده حديث ابن وهب الموقوف، وحديث الواقدي
المرفوع فانتقل بصرُه فلفّق بين الحديثين. والله أعلم
* وإنْ استخرجَهُ من كتابٍ آخر غاب علينا:
- فغالب الظّن أن يكون الرّاوي عن ابن أخي ابن وهب، أو من دونه سرق
حديث الواقدي المرفوع وألزقه بابن أخي ابن وهب بالإسناد المحفوظ عن عمّه
(=قلب إسناده).وابن أخي ابن وهب إنما يرويه عن عمّه:عبد الله بن وهب
موقوفاً، وباللّفظ المطوّل.
- أو يكون ابن أخي ابن وهب نفسُه اضطرب فيه؛ فرواه مرّةً عن عمّه
مرفوعا، واختصر لفظَهُ. والمحفوظ عن ابن وهب فيه:هو الرواية الموقوفة
المطوّلة.والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر.

تتمة لابد منها:
هذا ..وحديث أبي هريرة الموقوف أردفه الدّارقطني بحديث آخر مرفوعٍ
على صورة التعليق..

ترقبها في المشاركة القادمة

جزاكم الله خيراً ... ولا تحرمونا من تخريجاتكم المفيدة النافعة

تذكير لشيخنا وصاحبنا أبا عبد الإله