السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


الحمدلله



تَفْسِيرُ: الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ( 59 ) سورة الفرقان


وَقَوْلُهُ : (
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) أَيِ : اسْتَعْلِمْ عَنْهُ مَنْ هُوَ خَبِيرٌ بِهِ عَالِمٌ بِهِ فَاتَّبِعْهُ وَاقْتَدِ بِهِ ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّهُ لَا أَحَدَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَلَا أَخْبَرُ بِهِ مِنْ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى - فَمَا قَالَهُ فَهُوَ حَقٌّ ، وَمَا أَخْبَرَ بِهِ فَهُوَ صِدْقٌ ، وَهُوَ الْإِمَامُ الْمُحَكِّمُ الَّذِي إِذَا تَنَازَعَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ ، وَجَبَ رَدُّ نِزَاعِهِمْ إِلَيْهِ ، فَمَا يُوَافِقُ أَقْوَالَهُ ، وَأَفْعَالَهُ فَهُوَ الْحَقُّ ، وَمَا يُخَالِفُهَا فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ وَفَاعِلِهِ ، كَائِنًا مَنْ كَانَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ) [ النِّسَاءِ : 59 ] .

وَقَالَ : (
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ) [ الشُّورَى : 10 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ) [ الْأَنْعَامِ : 115 ] أَيْ : صِدْقًا فِي الْإِخْبَارِ وَعَدَلًا فِي الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ؛وَلِهَذَا قَالَ : (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ : (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) قَالَ : مَا أَخْبَرْتُكَ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ كَمَا أَخْبَرْتُكَ . وَكَذَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ .

وَقَالَ
شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ فِي قَوْلِهِ : ( فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) قَالَ : هَذَا الْقُرْآنُ خَبِيرٌ بِهِ .


تفسير ابن كثير
الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


والله أعلم