بسم الله الرحمن الرحيـــــــم

( مقاصد سورة البقرة )

فقال الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله



سورة البقرة سورة مدنيّة، وقد امتازت السّور المدنيّة بتفصيل الأحكام التشريعية العمليّة زيادة على المسائل العقدية، ولا بأس أن أشير هنا إلى فوائد عظيمة في سورة البقرة:




الأولى:أنه لعظم التوحيد، بدأ الله به السورة، كما جعله أول صفات المتّقين، فقال:(هدًى للمتّقين{2}الذين يؤمنون بالغيب) {البقرة2-3}.




الثانية: ولعظم شأن التوحيد فقد ختمت به كما بدئت، وذلك في قوله تعالى:(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربّه والمؤمنون){البقرة 285}.




الثالثة: أنه لعظم شأن التوحيد، كان أول أمر ورد في سورة البقرة بل في المصحف كلّه بحسب ترتيبه، قال الله عز وجل: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلّكم تتّقون){البقرة 21}،ينظَر (مجموع فتاوى ابن تيمية){14ـ41}و( البرهان في توجيه المتشابه)للكرما ي {ص 68}.




الرابعة: ولعظم شأن التوحيد فإن أوّل نهي ورد في سورة البقرة، بل في المصحف كلّه بحسب ترتيبه، هو النهي عن الشرك المضاد للتوحيد، قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون){البقرة 22}.




الخامسة: ولعظم شأن التوحيد كانت أول قصّة في السّورة هي قصّة من نقض التوحيد بأشدّ نواقضه، ألا وهو كفر الاستكبار، وهو قصّة آدم –صلى الله عليه وسلّم- مع ابليس، الذي قال الله فيه: (وإذ قلنا للملئكةِ اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى استكبر وكان من الكفرين) {البقرة 34}.




ولذلك فلا نشكّ أبداً أن أعظم المقاصد السابقة هي كون التوحيد من التقوى، لأنه الغاية التي من أجلها خلقنا، قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون){الذاريات 56} ولذلك كانت: الفائدة السادسة: نكتةً بديعةً نبّه عليها القرطبي –رحمه الله- في (الجامع لأحكام القرآن)]2ـ190[ في مناسبة قوله تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) {البقرة163} لآية قبلها وهي قوله: إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينتِ والهدى من بعد ما بيّنه للنّاس في الكتب’أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون) {البقرة159}فقال: لمّا حذّر تعالى من كتمان الحقّ بيّن أن أول ما يجب إظهاره ولا يجوز كتمانه التوحيد، ووصل ذلك بذكر البرهان).

نقل لكتاب من مقاصد سورة البقرة