بسم الله الرحمن الرحيم
هداحديث أرجوا من الاخوة أن يتدبروه و أن ينتفعوا به و أن يبشروا و أن يسارعوا للخير و أن لا يقنطوا من رحمة الله ولو بلغت دنوبهم عنان السماء
إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا ؛ فـ [والذي نفسي بيده ! ] ما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار . قال : يقولون : ربنا ! إخواننا كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويحجون معنا ، [ويجاهدون معنا] ، فأدخلتهم النار . قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم ، فيأتونهم ، فيعرفونهم بصورهم ، لا تأكل النار صورهم ، [لم تغش الوجه] ، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من أخذته إلى كعبيه [فيخرجون منها بشرا كثيرا] ، فيقولون : ربنا ! قد أخرجنا من أمرتنا . قال : ثم [يعودون فيتكلمون فـ] يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان . [فيخرجون خلقا كثيرا] ، ثم [يقولون : ربنا ! لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا . ثم يقول : ارجعوا ، فـ] من كان في قلبه وزن نصف دينار [فأخرجوه . فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : ربنا ! لم نذر فيها ممن أمرتنا . . .] ، حتى يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة . [فيخرجون خلقا كثيرا] ، قال أبو سعيد : فمن لم يصدق بهذا الحديث فليقرأ هذه الآية : {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} [النساء/40] ، قال : فيقولون : ربنا ! قد أخرجنا من أمرتنا ، فلم يبق في النار أحد فيه خير . قال : ثم يقول الله : شفعت الملائكة ، وشفعت الأنبياء ، وشفع المؤمنون ، وبقي أرحم الراحمين . قال : فيقبض قبضة من النار – أو قال : قبضتين – ناسا لم يعملوا خيرا قط ؛ قد احترقوا حتى صاروا حمما . قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : (الحياة) ، فيصب عليهم ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، [قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، وإلى جانب الشجرة ، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ، وما كان منها إلى الظل كان أبيض] ، قال : فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ ، وفي أعناقهم الخاتم ، (وفي رواية : الخواتم) : عتقاء الله . قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة ؛ فما تمنيتم ورأيتم من شيء فهو لكم [ومثله معه] . [فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه] . قال : فيقولون : ربنا ! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين . قال : فيقول : فإن لكم عندي أفضل منه . فيقولون : ربنا ! وما أفضل من ذلك ؟ [قال : ] فيقول : رضائي عنكم ؛ فلا أسخط عليكم أبدا
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: رواه البخاري و مسلم بنحوه - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3054