بسم الله الرحمن الرحيم


منظومة الطبقات للشيخ / خالد جميل

قال ضعيف القوم في العلوم *** أبدأ بأسم علام الغيوب
وأحمد ألهنا الفرد الصمد *** طريقه سبيل كل من رشد
ثم أصلي على نبي المرحمة *** حامل لواء الحمد وقت المسألة
اعلم هديت أن أخير المنن *** بعد كتاب الله هُو علم السنن
وعند أهله الحديث ينقسم *** إلى صحيح وضعيف وحسن
فهذه الطباق في علم السند *** نظمتها لكل طالب مجد
فعن إمام السنة الزهري *** جامع السنة والعلم الزكي
فهو محمد بن مسلم ولد *** في سنةِ خمسين في خير بلد
وعَمّرَ أمامُنا السبعين *** وبعده خمسٌ من السنين
وقال زين الدين الحنبلي *** خمسًُ طباق عندنا الزهري
أولها حفظ وإتقان اشتهر *** وطول صحبة مع الضبط أفتعل
كمالك ومعمر وابن عمر *** عقيل وشعيب هكذا ذكر
وأخرج الاثبات باتفاق ٍ *** وكانوا في الصحبة ذا وفاقٍ
والحنبلي قد ذكر سفيان *** وابن معين أنكر وزان
والثاني مَن في الحفظ والإتقان *** وصحبةٍ لم تطل كالأقران
كاليث وابن خالد والأوزاعي *** ومارسوا من الحديث اللوذعي
ومسلم عن هؤلاء أخرجَ *** لهم عن الزهري نهجا
أضف إليهم سفيانَ العلما *** وهذا من فهمي أضف إن سلما
وثالث الطباق قوم صحبوا *** ولازموا الزهري أيضاً ورووا
في حفظهم تكلم الحفاظ ُ *** فالسابقون بالفضائل فازوا
كابن إسحاقٍ فابن صالح ٍ *** وزمعةٍ كذاك صالح ٍ
وقد روى قومٌ عن ابن مسلم *** حديثهم من الوَهم لم يسلم
كابن أبي حفصة والكلبيّ *** وابن أبي فروة والمكىّ
وقد روى ابنُ عيسى عنهمُ *** في الجامعِ مع التكلم فيهم ُ
ولم تطل صحبة هذا العلم *** ولا ملازمةٍ ولا ضبط الكلم
وتكلم النقاد فيما رووا *** من حفظهم وهكذا فيهم رأوا
وخامس الطباق قد جهّلهم *** العلما لم يخرج لهم
أصحابُ السنن سوى ابن ماجه *** تكلم العلما فيهم للحاجه
وأنزلوا كتابه عن الاعتبار *** مِن جعله من كتب أهل الاعتبار
للترك هؤلاء من الثقات أقربُ *** والكل من حديثهم لا يقرب
من الرواية عنهم أو السماع *** لأنهم لم يسلكوا الدواعي
أثبتُ أصحاب الزهري
أثبتُ أصحاب الزهري همُ *** مالك ثم معمــر والمسندي
عقيل ثم يونس الأيلي *** وابن أبي حمزة ثم الاوزاعي
أبو الهذيل وكذا سفيانُ *** وكلهم كذا ثقات قالوا
أوثقهم مالك صاحب الرضى *** فمعمر كذا يحيي ارتضى
وقال أحمد بن صالح المصري *** على يونس لانرضى عن الزهري
سوى أبي يزيد قد سمع *** منه مراراً وتثبت واتبع
وابن المديني قال بل سفياني *** بل مالك رد ٌ من الشيباني
وقال أحمدُ لابن عيينه الخطا *** قد بلغ العشرين عنه وزكا
وأنكر يحيي على الناس الثبات *** وقال كان غليماً عند الممات