الموضوع: 1000 فائدة منتخبة من الزّهراوين وما يليهما من كتاب زبدة التّفسير للشّيخ محمّد الأشقر.

بسم الله الرّحمن الرّحيم .. الحمدُ لله والصّلاةُ والسّلامُ على سيّد الخلق محمّد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتّابعين ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدّين .. ثمَّ أمّا بعد :

فهذه فوائدُ منتقاةٌ اجتبيتُها لدى قراءتي ؛ حيثُ أنني عزمتُ على دراسةِ كتابٍ ميسِّرٍ في التّفسير ، واهتديتُ إلى كتابِ زبدةِ التّفسير للشّيخ محمّد الأشقر -رحمهُ الله- ، فألفيتُه سهلًا مُيسَّرا يفهمُه طالبُ العلمِ المبتدئ ، ويعيهِ دونَ أن يتكلّفَ فهمَه ، أو يستصعب رسمَه!

وبعدَ أن قطعتُ شوطاً يسيرا في القراءة جالَ بخاطري أن أفيدَ أخيّاتي االطّالبات بما استفدتُ ؛ فارتأيتُ نقلَ ما خزّنتُ عندي من فوائدَ ، ووضعَها بينَ أيدي أخيّاتي ؛ لعلّ اللهَ ينفعَ بها من قرأها واطّلعَ عليها ومن نقلَها وأفادَ بها غيرَه ..

هذا وبالله التّوفيق وعليهِ الاستعانة ..

فوائد من سورة الفاتحة ( سورةُ الصّلاة ) :

1.الحمدُ يكون باللّسان فقط ، أما الشّكر فيكون باللّسان والقلب والأعضاء ، و لا يكونُ الشّكرُ إلّا مقابلَ نعمة .
أما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابلة نعمة .

2.قيل أن (ملِك) أعم وأبلغ من (مالك) ؛ لأنّ أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتّى لا يتصرّف إلّا عن تدبير الملك .
وقيل: (مالك) أبلغ ؛ لأنّه يكونُ مالكاً للنّاسِ وغيرهم .
والحق أنّ الفرق في الوصفين بالنّسبة إلى الرّبِّ سبحانه أن الملك صفةٌ لذاته والمالك صفةٌ لفعله .

فوائد من سورة البقرة :

1. تدرّجَ الله سبحانه في ذكرِ النّاس في أوائلِ سورةِ البقرة ، فمنهم المؤمن المتّقى ، ومنهم الكافر ، ومنهم المنافق .

2. المراد بالصّيب المطر ، ضربه الله مثلا للقرآن الكريم ، والظّلمات والبرق والرّعد هي زواجر القرآن ، والمنافقون يضعون أصابعهم في أذانهم من سماعِ آياته ، ويكاد البرق يخطف أبصارهم أي يكاد محكم القرآن يدل على عوراتهم ، كلما أضاء لهم : كلما فتحت عليهم من النعم مشوا فيه واستقاموا على دين محمد ، وإذا نزل بهم البلاء عدلوا عن دين محمد إلى الكفر!

3. خص اللهُ سبحانه نعمةَ الخلق ، وامتن بها عليهم ، بقوله : "اعبدوا ربكم الذي خلقكم" ؛ لأنَّ جميعَ النّعم مترتّبةٌ عليها ، ولايوجد شيء منها بدونها ، وأيضا فالكفار مقرُّون بأنّ الله هو الخالق "ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله" فامتنّ عليهم بما يعترفون به ولا ينكرونه فوجب عليهم عبادته لأجل ذلك .

4. قوله تعالى : " وأنتم تعلمون" يقتضي وأنتم تعلمونَ أنّ الأندادَ لم يخلقوكم ، ولم يجعلوا لكم الأرض فراشا ولا السماء بناءا ولم يخرجو لكم النّبات .

5. الفسق في الشّرع هو : الخروج عن طاعة الله عزّ وجل ، فقد يقع على من خرج بكفر ، أو من خرج بعصيان .

6. خاطب الله الملائكة بقوله : "إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة " لا للمشورة ؛ ولكن لاستخراجِ ما عندهم .
والملائكة لا يعلمونَ الغيب بل هم يستمدونَ العلمَ من الله .

7. " الأسماءَ كُلَّها" قيل: أسماء المسمّيات كلّها ، وقيل أسماء الملائكة وأسماء ذريّة آدم .

8. المقصود بقوله تعالى: " وأعلم ما تبدون" هو قولهم أتجعلُ فيها من يفسدُ فيها ويسفكُ الدّماء؟
"وما كنتم تكتمون" أي ما أسرَّ إبليسُ في نفسه من الكبر .
واللهُ أعلم .

9. (إبليس) كان من أشراف الملائكة وكان اسمُه (عزازيل) ، ثم أبلسَ بعد ، فأسماه الله إبليس ؛ لأنَّ اللهَ أبلسهُ من الخير كلِّه أي آيسهُ منه .

10. " هذه الشّجرة" : قيل: الكرم وقيل: التّين وقيلَ: الحنطة .

11. المقصود بالكلمات في في قوله تعالى " فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ " : هي قولٌ ألهمه الله لآدم وحواء أن يقولاه: ((ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)) ؛ فتاب الله عليهما .

12. إسرائيل: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام ، ومعنى ( إسرائيل ) عبدُ الله .

13. المقصود بـ"تكتموا الحقَّ" هو : كتم الحجج والبشارات التي في كتبهم ، الدّالّة على بعث النّبيِّ محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم .

14. قيل المراد بالعالمين في قوله تعالى: " وأنّي فضّلتكم على العالمين" :
عالمو زمانهم ، وقيل على جميع العالمين بمن جعل فيهم أنبياء (وهذا عندما كانوا مؤمنين بمن جعله الله من الرسل) وليسوا أفضل من أمة محمد لقوله تعالى : (كنتم خيرَ أمّةٍ أُخرجَتْ للنّاس) .

15. فرعون قيل هو اسم ذلك الملك بعينيه ، وقيل هو اسمٌ لكلِّ ملك من الّذينَ ملّكوا مِصرَ القديمة

16. استحياءُ النّساء هو : إبقاؤهنَّ على قيد الحياة ؛ حتى يمتهنوهنّ وليستخدمونهن ، وإنما أمرَ بذبْحِ الأبناء وامتهان النّساء ؛ لأنّ الكهنة أخبروا فرعون بأنه يولد من بني إسرائيل غلام يكون هلاكه على يده .

17 . "وإذْ فرَقْنَا بِكُمُ البَحْرَ" : البحر هو بحر القلزم – السويس .

18 . واعدَ الله موسى " أربعينَ ليلة " إلى الطور: وهو اسم الجبل الذي كلّم الله عليه موسى عليه السّلام ، وهو في فلسطين.

19. " فاقتلو أنفسكم " أُمروا بقتل بعضهم . عن علي رضي الله عنه قال: قالوا لموسى : ما توبتُنا؟ ، قال: يقتل بعضكم بعضا ، فأخذوا السّكاكين، فأخذ الرجل يقتل أباه وأخاه وابنه ، ولا يبالي من قتل ، حتى قتل منهم سبعون ألفا ، فأوحى الله إلى موسى : مُرهم فليرفعوا أيديهم ، وقد غُفر لمن قتل وتيبَ على من بقي .

20. المقصود ( بالقرية ) : هي بيت المقدس .

21. في قوله تعالى " فبدّلَ الّذينَ ظلموا قولاً غيرَ الّذي قيلَ لهم " ؛ روى البخاريُّ ومسلم عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلم قوله: قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجّدا وقولوا حطّة ، فبدّلوا فدخلوا يزحفونَ على أستاههم ، وقالوا : حبّة في شعَرة . والحطة هو قول يدل على التوبة .

22. " فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا" : قيل كان لكل سبط عينٌ من تلك العيون لا يتعدّاها إلى غيرها ، والأسباط : ذرية الاثني عشر من أولاد يعقوب .

23. البقْل : كل نبات ليس له ساق كالنّعناع والكرفس والكرّاث ، والقثّاء : -كما قرأتُ في غيرِ زبدةِ التّفسير: هو ما يعرف بالفقُّوس .
والفوم : هو الثوم وقيل الحنطة .

24. النّصارى : نسبة للنّاصرة قرية بفلسطين منها المسيح عليه السّلام ، وقيل لأنّهم نصروا المسيح .

25. الصّابئون : هم قومٌ خرجوا من دين النّصارى واليهود وعبدوا الملائكة ، منهم بقايا بالعراق . وبعد البحث تبيّنَ لي أنّهم من يسمّونَ أنفسهم ( المندائيون ) .

26. "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور " ذكر كثير من المفسرين أن موسى عليه السّلام لما جاء بني إسرائيل من عند الله بالألواح التي فيها التّوراة: قال لهم : خذوها والتزموها ، فقالوا: لا إلا أن يكلّمنا الله بها كما كلّمك ، فأمر الله الملائكة ، فاقتلعت جبلا من جبال فلسطين طوله فرسخ في مثله وكذلك كان عسكرهم ، فجعله الله عليهم مثل الظلّة .

27. الذين اعتدوا في السّبت ، هم : (يهود أيلة) .
كان اليهود مأمورين بالرّاحة والدّعة يوم السّبت وألّا يعملوا عملا ، فاحتالوا لصيدِ الحيتانِ فيه ؛ فمسخوا قردة مع كونهم مطرودين صاغرين .

28 . قولُه: "وما كادوا يفعلون" ؛ أي لعدم وجدان البقرة المتصفة بهذه الأوصاف .
وقيل: لارتفاع ثمنها ، وقيل لخوف انكشاف أمر المقتول أخرج الطّبري عن أبي هريرة قال:
(( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لولا أنّ بني إسرائيل قالوا: ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ) ما أعطوا أبدا ، ولو أنّهم اعترضوا بقرة من البقر فذبحوها لأجزأت عنهم ، لكنّهم شدّدوا فشدّدَ اللهُ عليهم )) .

29. " لن تمسّنا النّارُ إلّا أيّامًا معدُودة " ؛ عن ابن عبّاس : (( أنّ اليهود كانوا يقولون: مدّة الدّنيا سبعة آلاف سنة ، نعذّب بكل ألف سنة من أيّام الدّنيا يوما واحدا في النّار ، وإنّما هي سبعة أيّامٍ معدودة ، ثمّ ينقطع العذاب! )) .

30. المقصود بــ " ثمّ توليّتُم إلّا قليلاً منكم " القليل : منهم عبدُ الله بن سلام وأصحابه الّذينَ ءامنوا بمحمّد صلّى اللهُ عليه وسلّم .

31. اليتيمُ في بني آدم من فُقدَ أبوه ، وفي سائرِ الحيوانات من فُقدَت أمُّه .

32. روحُ القدُس : هي الرّوحُ المقدَّسة ، قيل : هو جبريل ، أيّدَ الله به عيسى عليه السّلام ، وقيل: المرادُ به الرّوحُ المنفوخُ فيه ؛ لما فيه من القوّة .

33. في قوله تعالى: "فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ" : من الفريق المكذَّبين : عيسى ومحمّد عليهما السّلام ، ومن الفريق المقتولين: يحيى وزكريّا عليهما السّلام . [ وأرادوا أيضا قتلَ عيسى ومحمّد عليهما الصّلاة والسّلام ] .

34. أجمعَ أهل العلم على أنَّ للسّحرِ تأثيرًا في النّفس وحقيقة ثابتة ، لم يخالف في ذلك إلّا المعتزلة وأبي حنيفة .

35. "وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ" اشترى: أي استبدلَ ما تتلو الشياطينُ بكتاب الله ، و" شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ" شرَوْا: أي باعوها .

36, النّاسخُ والمنسوخ لا يكون إلّا في الحظرِ والإباحة ، والحلالِ والحرام . فأمّا الأخبار ، فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ .

37. "فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ" أيْ أيّ جهة تستقبلونها فهناك وجه الله ، وذلك يكون عند التباسِ جهةِ القِبلة ، وفي صلاة النّافلة كان النّبيُّ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يصلّي على راحلته مستقبلًا الجهةَ التي تسيرُ إليها .

38. "وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ" هم مشركوا العرب ، و ( لولا ) أيْ: هلّا .

39. أوّل من نقلَ مقامَ إبْراهيم هو: الصّحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه- . ولقولِ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -للنّبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- عن مقام إبراهيم : يا رسول الله أفلا تتخه مصلّى؟ ؛ نزلت آية : "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" .

40 . إسماعيل كانَ عمًّا ليعقوب ، إلّا أنّ العربَ تسمّي العمَّ أباً ؛ فقيل " إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ... " .

50. قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ((من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه)) يوافقُه قول الله تعالى "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ" .

51. كانَ النّصارى يصبغونَ أولادهم في الماء ، وهو الذي يسمونَه بـ(المَعْموديّة) ، ويجعلونَ ذلك تطهيراً لهم ، فإذا فعلوا ذلك ، قالوا: الآن صارَ نصرانياً حقاًّ ؛ فردََّ اللهُ عليهم بقوله : "صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً" : أي اصبغوا أنفسكم ، وأهليكم بالإسلام فهو صبغة الله .

52. "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ " أثِرَ عن البراء –رضي الله عنه- : أنها نزلت فيمن مات ، وهو يصلي إلى بيت المقدس . وقيل المراد: لا يضيع ثبات المؤمنين على الإيمان عندَ تحويل القبلة وعدم ارتيابهم كما ارتابَ غيرُهم .

53. اليهود تستقبلُ بيتَ المقدس ، والنّصارى تستقبلُ مطلع الشّمس ؛ فقال سبحانه : "وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ" .

54 ."فَاذْكُرُونِ� � أَذْكُرْكُمْ" اذكروني بالطّاعة ؛ أذكركم بالثواب والمغفرة . قال بعضُ السّلف : المعنى فمن ذكرني وهو مطيع ؛ فحقٌّ عليَّ أن أذكرَه بمغفرتي .

55 . قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ " استُدِلَّ به على جوازِ لعن كافرٍ مُعيّن ؛ لأنّ حالَهُ عندَ الوفاة لا يُعلم ، ولعنُ العاصي المعيَّن لا يجوز باتّفاق . [ وليسَ من أدبِ الإسلام المواجهة لأحد باللعن في وجهه ؛ فإنّه فُحش ] .

أحسن الله إليكِ وبارك فيكِ
أمتعتِ وأفدتِ..

وبعدَ أن قطعتُ شوطاً يسيرا في القراءة جالَ بخاطري أن أفيدَ أخيّاتي االطّالبات بما استفدتُ ؛ فارتأيتُ نقلَ ما خزّنتُ عندي من فوائدَ ، ووضعَها بينَ أيدي أخيّاتي ؛ لعلّ اللهَ ينفعَ بها من قرأها واطّلعَ عليها ومن نقلَها وأفادَ بها غيرَه ..

أسأل الله ألا يحرمكِ أجرَ كل من تقرأ وتنتفع.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التوحيد

أحسن الله إليكِ وبارك فيكِ
أمتعتِ وأفدتِ.
أسأل الله ألا يحرمكِ أجرَ كل من تقرأ وتنتفع.

وخيراً جزاكِ الله أيا كريمة ، وباركَ فيك ، وأجزلَ لكِ الأجرَ والمثوبة ..

---

56. عن عائشة أنّ عروة قالَ لها : ما أرى على أحدٍ جناحًا أن لا يطوّفَ بهما؟
فقالت عائشة : بئس ما قلت يا ابن أختي! ، إنّها لو كانت على ما أوَّلْتَها ؛ كانت(فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما) ، ولكنّها إنّما أنزلت أنّ الأنصارَ قبلَ أن يُسلموا كانوا يهلُّونَ لمناةَ الطّاغية ، الّتي كانوا يعبدونَها ، وكانَ من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصّفا والمروة في الجاهلية ، فأنزل الله : " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ " . الآية

57. " كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً " : نزلت في ثقيف وخزاعة وبني مدلج فيما حرّموهُ على أنفسهم من الأنعام .

58. كل ما لم يرد فيه نصٌّ أو ظاهرٌ من الأعيانِ الموجودةِ في الأرض ؛ فأصلهُ الحِلُّ حتّى يردَ دليلٌ يقتضي تحريمه .

59. الذي يضطر للأكل من المحرَّمات من ( ميتةٍ ودمٍ وخنزيرٍ وما ذبح لغير الله ، ... )؛ يأكل لكن ضمن شرطين : وهما أن لا يكونَ باغٍ فيأكل أكثر من حاجته ، وأن لا يكونَ عادٍ فيأكل هذه المحرّمات ، وهو يجد عنها مندوحة (غنىً) .

60. الحُرُّ يُقتلُ بالحُرِّ ، والعبدُ يُقتل بالعبدِ ، وعليه فالحرُّ لا يُقتلُ بالعبدِ.
وذهب الجمهورُ إلى أنه لا يُقتل المُسلمُ بالكافرِ ، واستدلوا بحديث: " لا يُقتلُ مسلمٌ بكافر " ، والأنثى تُقتلُ بالأنثى ، وتُقتلُ بالرجال بطريقِ الأوْلى ، ويُقتل الرجلُ بالمرأة ؛ لحديث : وإن الرجل يُقتلُ بالمرأة " .

---

61. شرع الله تعالى لهذه الأمـّة القصاص عندَ القتل ، والعفو من غير عوَضِ أو بِعِوَض.
أما اليهود: فقد أوجب عليهم القصاص أو العفو ، ولا دية . والنّصارى : أوجب عليهم العفو ولا دية .

62. آية : " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِين َ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ .." هذه الآية نسختها آية المواريث ، وقد أذن الله للميت أن يوصي بالثلث دون ما زاد عليه .

63. جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقال: "يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيدٌ فنناديه؟ " فسكتَ النّبي –صلّى الله عليه وسلّم- ؛ فنزلت هذه الآية : "أجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ" .

64. " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ" نزلت في الأنصاريّيْن: معاذ بن جبل ، وثعلبة بن عثمة .
قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكون على حال واحد ؟؟ ؛ فنزلت
" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ " .

65. "فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ" هو : جبل قزح الذي يقف عليه الإمام من أرض مزدلفة .
وقيل هو: ما بين جبلي المزدلفة من مأزمي عرفة إلى وادي محسّر .

66. أُمِرَ الحجيجُ بالاستغفار في قوله تعالى: " وَاسْتَغْفِرُوا ْ اللّهَ " ؛ لأنهم في مساقطِ الرّحمة ، ومواطن القَبول ، ومظنّاتِ الإجابة .

67. "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" نزلت في منافق خرج من عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فمر بزرع لقوم من المسلمين ، وحُمُر ، فأحرق الزّرع وحقرَ الحمُر .

68. " كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَّاحِدَةً" : أي كانوا كلّهم على دينٍ واحد هو: الإسلام بين آدم ونوح .
وقيل المراد: نوح ومن في سفينته [ فقد كانوا على التّوحيد ، ثمّ تطاولت القرون ، وانتشرت عبادة الأوثان ، فأصبح النّاس بين مؤمن وكافر ] .

69. " أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ " : نزلت في سريّة عبد الله بن جحش ، حيث أنّهم قالو: يا رسول الله ، هل نطمع أن تكون لنا هذه غزوة نُعطى فيها أجرَ الجهاد في سبيل الله؟

70. قال جماعة من السّلف: كل شيء فيه قمار [ أي أخذ مال باللعب بأن يأخذ الغالب من المغلوب ] ، من نرد أو شطرنج أو غيرهما ، فهو الميسر ، حتى لعب الصبيان بالجوز والبيض .