السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته



الحمدلله



شرح أسماء الله الحُسنى: ١١- السَّمِيعُ


قال الله تعالى: [وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا]([1])، وكثيراً ما يقرن الله بين صفة السمع والبصر، فكل من السمع والبصر محيط بجميع متعلقاته الظاهرة، والباطنة، فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها سرَّها وعلنها وكأنها لديه صوت واحد، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللغات، والقريب منها والبعيد، والسرّ والعلانية عنده سواء [سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ]([2])، [قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ]([3])، قالت عائشة رضي الله عنها: تبارك الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة تشتكي إلى رسول الله وأنا في جانب الحجرة، وإنه ليخفى عليَّ بعض كلامها، فأنزل الله: [قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا]([4]) الآية.

وسَمْعُه تعالى نوعان:
النوع الأول:
سَمْعُه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة، الخفيّة والجلية، وإحاطته التامة بها.

النوع الثاني:
سَمْعُ الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى: [إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ]([5])، وقول المصلي ((سمع الله لمن حمده)) أي استجاب.

(
[1]) سورة النساء، الآية: 134 .
(
[2]) سورة الرعد، الآية: 10 .
(
[3]) سورة المجادلة، الآية: 1 .
(
[4]) سورة المجادلة، الآية: 1 .
(
[5]) سورة إبراهيم، الآية: 39 .


الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحُسنى
الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني


والله أعلم