رئيس جماعة أنصار السنّة المحمدية بمصر في حوار شامل: لن نؤسس حزباً ولن نشارك في الأحزاب

حوار: إبراهيم رفعت ـ لـ "مركز الدين والسياسة للدراسات"

- أهل السنة هم أنصح الناس لهذه الأمة وهم أكثر الناس تمسكاً بالحق وهم أكثر الناس حرصاً على سلامة وأمن واستقرار المجتمعات
- تاريخنا الممتد لـ(85) عاماً شاهد لنا على سلامة منهجنا وأننا ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة
- هناك من يسعى لتشويه الأعمال الاجتماعية والخيرية
- ليست أنصار السنة وحدها التي وجهت لها الاتهامات
- بعض الذين وجهوا اتهامات للجماعة أو غيرها تراجعوا
- قريباً سيصدر تقرير يظهر موقف الجماعة
- النظام السابق كان يضايق الجماعة ويمنعها من بعض أنشطتها ويوقف دعاتها.. ويمنعنا من إقامة الدورات الشرعية والعلمية
- نحن متعاونون مع الأزهر والأوقاف وكل مؤسسات الدولة وبيننا تنسيق وتعاون وثيق
- نحن ندعو إلى الاجتماع والألفة ونبذ الفرقة والاختلاف
- نحن جماعة دعوة ولا علاقة لنا بالأحزاب والحزبية ولن ننصرف عن منهجنا


حوار: إبراهيم رفعت
جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.. تاريخ عريق وتاريخ مشرق مضيء بالعمل في ميدان الدعوة.. هذه الجماعة التي أمضت من عمرها أكثر من (85) عاماً خرَّجت الآلاف من العلماء والفقهاء والخطباء والدعاة الذين يدعون لله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن لهذه الجماعة دوراً اجتماعياً إنسانياً نشطاً داخل المجتمع المصري ولها أياد بيضاء مشرقة في كل ميدان خيري..
لكن الجماعة لم تسلم مؤخراً من بعض الاتهامات التي سيقت في وسائل الإعلام.. فما هو موقف الجماعة من هذه التهم؟
وفي هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن شاكر الجنيد الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر يتحدث عن منهج ودور ورسالة الجماعة وموقفها مما أثير حولها..

* قلت له في البداية.. هلاّ أعطيتنا نبذة عن تاريخ ومنهج الجماعة؟
- فقال: بسم الله الرحيم الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فإنني أشكر الله عزَّ وجلَّ أولاً على توفيقه وامتنانه ثم أشكر إخواننا في المملكة العربية السعودية وبالأخص مجلة (الدعوة) أصحاب الإعلام الصادق جزاهم الله خيراً.
أما عن منهج جماعة أنصار السنة المحمدية ودروها في استقرار الأمن، فمن المعلوم أن منهج هذه الجماعة المباركة هو منهج أهل السنة والجماعة وهذا المنهج في الحقيقة أصوله تمتد وترجع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. فنحن لم نأت بشيء جديد من عندنا وإنما نحن نقتفي آثار الكتاب والسُّنة والأقوال عن سلف هذه الأمة.
كقول مالك بن أنس - رحمه الله تعالى: (لن يصلح الله عزَّ وجلَّ هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) وهذا المنهج في الحقيقة يجمع بين التوسط والاعتدال وعدم الخروج على الحق الذي جاء من عند الله عزَّ وجلَّ.
منهج يتصف بالتوسط فلا إفراط فيه ولا تفريط وكوننا نسلك المنهج الحق الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا المنهج به يستقر الأفراد والمجتمعات والدول بفضل الله تبارك وتعالى.
ومن المعلوم على مدار التاريخ كله أن أهل السنَّة والجماعة هم أنصح الناس لهذه الأمة وهم أكثر الناس تمسكاً بالحق وهم أكثر الناس حرصاً على أمن وسلامة واستقرار البلاد، وتاريخ جماعة أنصار السنّة المحمدية الممتد من سنة 1926م حتى يومنا هذا دليل على ذلك. فنحن حتى في أحلك الظروف والمواجهات والتطرف ووسائل العنف كنا ننهى عن ذلك ونواجهه بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان الحق ودعوة جميع الأطراف المخالفة إلى النزول على حكم الشرع ومن نزل على حكم الشرع كان الأمن والاستقرار له بتوفيق الله سبحانه وتعالى.

موقف أنصار السنة

* فضيلة الدكتور عبدالله خلال الثورة التي قامت في مصر كان لجماعة أنصار السنة المحمدية موقف ثابت لم يتغيّر في الظروف والأجواء ولعل الدور الأبرز للجماعة كان السعي لدرء الفتن عن البلاد والعمل على استقرار مصر بعيداً عن الولوج في المنزلقات التي لا يحمد عقباها.. في رأيكم يا فضيلة الدكتور مَن وراء هذه الأزمة وهذه الاتهامات التي وجهت للجماعة التي ليس لها أي أساس من الحقيقة؟
- في الحقيقة أرجع هذه الاتهامات الباطلة المكشوفة لأمرين:
الأمر الأول: هو رغبة البعض بالتشويه على الأعمال الاجتماعية والخيرية التي تقوم بها هذه الجماعات وعلى رأسها جماعة أنصار السنة المحمدية التي ترتكز على منهج السلف كأصل من أصولها الذي قامت من أجله، وهناك ناس لا يرغبون أن تقوم هذه المؤسسات الإسلامية الداعية إلى الحق ولا شك أننا في مجتمع مملوء بتيارات مختلفة وبعضها مخالفة للحق والصراع قائم بين الحق والباطل إلى أن تقوم الساعة، ولكن الأمر كما قال الله عزَّ وجلَّ {بّلً نّقًذٌفٍ بٌالًحّقٌَ عّلّى پًبّاطٌلٌ فّيّدًمّغٍهٍ فّإذّا هٍوّ زّاهٌقِ} [الأنبياء: 18].
والحمد لله الحقائق تتضح وتعلن للناس والجميع يشهد بذلك وليس عندنا ما نخفيه كل عملنا ظاهر للجميع والمؤسسات في الدولة تعرف من هم جماعة أنصار السنّة وماذا تعمل؟
- والأمر الثاني هو اتباع الهوى واتباع الهوى يضل ويصرف عن الحق ويتبعون مشاهد الغواية والضلالة والله أعلم.
* فضيلة الدكتور ولماذا تتهم أنصار السنة بالذات في هذا الوقت؟ وكان تاريخها كله مشرق مضيء طوال الـ(85) عاماً؟
- في الحقيقة ليست أنصار السنة وحدها هي التي تتهم، بل هناك مؤسسات أخرى وقد لا تدين بدين الإسلام، ومع ذلك اتهمت ومن صدرت منه هذه التصريحات وعد أن يراجع مواقفه والحمد لله وجدوا البراهين التي تدل على صدقنا في القول والعمل وأننا لم نخرج عن النظام المتبع في معاملاتنا ومنهجنا بصورة عامة. وأننا ملتزمون بالأنظمة واللوائح وليس عندنا شيء نخفيه.

اتهامات بالجملة

* وزير العدل المصري ساق جملة من الاتهامات لبعض المؤسسات؟ ما هو موقفكم؟ وماذا اتخذتم من إجراءات لوقف هذه الاتهامات التي وجهت لكم؟
- وزير العدل لم يسمِّ جماعة أنصار السنة ضمن المجموعة المتهمة أبداً ولم يرد لنا أي ذكر على لسانه وإنما كان تصريحه واضح ومعلن ومنشور ولم يتهمنا بشيء.. هذا أولاً ولكن الاتهامات أو التصريحات التي وجهت لجماعة أنصار السنة المحمدية جاءت من آخرين.. والدولة الآن تتولى المتابعة والتحقيق وستعلن النتائج ونحن سعداء بالنتائج لأننا نعرف موقفنا ووضعنا ونعرف النتائج فقد وعدوا بإصدار تقارير تبرئ أنصار السنة من كل ذلك. ونحن واجهنا هذا في وسائل الإعلام بالمستندات الرسمية، وما زلنا نواجه هؤلاء والحمد لله والناس اقتنعوا بما ذكرنا لأنهم يعرفون الحقيقة ونحن لا نعيش في شريعة الغاب، وإنما نحن نعيش في ظل دولة كانت تتابعنا فيها الأنظمة السابقة بدقة بالغة، وهذا أمر معلوم ودائماً كانوا يثنون على أعمالنا ويشكروننا على ما نقدمه من خدمات.
وسنسهم في رفع المعاناة عن المواطنين عن طريق إيصال النفع إليهم سواء عن طريق الجانب المادي أو الجانب العلمي والاعتقاد الصحيح والحمد لله على ذلك.

دور أنصار السنة المحمدية في المرحلة القادمة

* فضيلة الشيخ هل هذه الاتهامات قد يكون لها تأثير سلبي على مسار الجماعة في المرحلة القادمة أم ستكون بمثابة مصدر قوة؟
- إن شاء الله نتوقع أن تكون هذه الصدمات والأزمات مصدر قوة خاصة أنها أظهرتنا أمام العالم وأننا بريئون من كل تهمة سيقت وأن موقفنا مشرِّف بفضل الله تعالى.

أسباب الهجوم على أنصار السنة

* فضيلة الشيخ: ما أبرز أسباب الهجوم على جماعة أنصار السنة بعينها؟
- في الحقيقة لم يكن الهجوم على أنصار السنّة فحسب ولكن كان الهجوم على السلفية ومنهج الحق من فترة طويلة ولعلكم سمعتم أن من بعض الاتهامات الموجهة إليهم أنهم لا يحرصون على أمن وسلامة المجتمع. وهذا يدعيه بعض التحرريين أو العلمانيين أو غيرهم وهم فشلوا في محاولة الطعن على السلفية بصورة عامة فأرادوا أن ينتقلوا إلى الطعن في جماعة أنصار السنة المحمدية.

أنصار السنة والعمل السياسي

* هل هذه الأزمة ستدفع بأنصار السنة إلى أن يكون لها دور بارز في الأيام القادمة في العمل السياسي والاجتماعي في مصر؟
- نحن والحمد لله وحدة واحدة من أسبق الناس في مواجهة الواقع، ولا بد أن أبيّن هذا وأنتم من خلال متابعاتكم لأعمالنا تعرفون هذا ومن خلال ما نشرناه في مجلة التوحيد والرئيس السابق تنحى يوم 11/2/2011م وأنصار السنة دعت إلى اجتماع يوم 19/2/2011م لكافة الأطياف الإسلامية داخل مصر وفي العدد الذي صدر عقب هذا اللقاء من مجلة التوحيد ذكر السيد رئيس التحرير للمجلة د. سعد جمال حاتم بعض الكلمات التي ذكرها هؤلاء وكان الغرض من الاجتماع تنسيق الجهود الإسلامية في مواجهة الواقع في مصر بعد التنحي وضرورة أن تكون للمسلمين كلمة وأن تصبغ هذه الدولة بالهوية الإسلامية القائمة على منهج التوسط والاعتدال دون إفراط أو غلو أو تفريط أيضاً.
والحمد لله نحن مجلس شورى العلماء نجتمع ونناقش ما يدور على الساحة وما يجب أن نفعله خلال المرحلة المقبلة من منظور شرعي إسلامي وننظر فيه إلى مآلات الأمور وإلى المصالح المترتبة على القضايا التي تثار.
* فضيلة الدكتور أنصار السنة المحمدية جماعة عملاقة لها جذور راسخة في الدعوة إلى التوحيد والسنة. فما الأدوار التي تقومون بها الآن خلال هذه الأزمة الراهنة؟
- نحن الحقيقة والحمد لله في ظل الفتن التي تتلاحق في مصر قمنا بأعمال علمية رائدة في دعوة الشباب إلى التمسك بالدين واللجوء إلى الله تبارك وتعالى والتضرع إليه لأن الذي يكشف البلوى هو رب العالمين سبحانه.
لأن الناس قد انشغلوا أحياناً بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وربما انشغلوا عن التوجه إلى الله عزَّ وجلَّ معتمدين على الأسباب المادية التي يمكن أن يروها أو التحليلات التي يمكن أن يتوقعوها وغاب عنهم أن الأمر بيد الله تبارك وتعالى وحده فانتهزنا هذه الفرصة لتوجه الأمة أفراداً وجماعات إلى الله تبارك وتعالى وإلى المسجد واللجوء إلى الله عزَّ وجلَّ وطلب العلم الشرعي وكانت لدينا معاهد لتخريج الدعاة، ولكنها كانت مقتصرة على بعض الفروع فبدأنا نعمم ذلك ونعقد كثيراً من اللقاءات والدورات الشرعية وبعضها قد انتهى وتخرّج منها مجموعة وبعضها سيبدأ إن شاء الله.
في الأسبوع القادم ولمدة عام دراسي كامل يصل إلى ثمانية أشهر لنعلّم فيه الشباب منهجاً علمياً ونوجه فيه الأمة لكي يعودوا إلى الحق المؤيد بالدليل من كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

مكاسب الثورة

* أجل يا فضيلة الدكتور ما المكاسب التي اكتسبتها أنصار السنّة في مجال الدعوة خلال الثورة؟
- نحن كان علينا نوع من التضييق من النظام السابق كما منع البعض منا من مزاولة مهنة الدعوة إلى الله وأحياناً أخرى وفي بعض الفروع نمنع من إقامة دورات شرعية أو أسابيع ثقافية أو استضافة بعض أهل العلم.
والحمد لله تبارك وتعالى في المرحلة الأخيرة صار عندنا سعة في العمل ونحن لا نختلف مع إدارات الدولة الموجودة كالأزهر والأوقاف وإنما نحن نتعاون معهم وأصبحنا نتردد الآن على مساجد الأوقاف وهناك لون من ألوان التنسيق في بعض المواقع وبعض أصحابنا يتحرك بصورة مريحة في الداخل والخارج دون متابعة أو تضييق.
ولكننا أيضاً ما زلنا نبذل الجهد ونضع الخطط التي يمكن أن نحقق مكاسب للأمة الإسلامية فيما يرضي رب العباد ونحن على هذا الطريق نسأل الله التوفيق والسداد.

التعاون الإيجابي

* ما مدى حجم التعاون بينكم وبين التيارات الإسلامية الأخرى وهل هناك خلاف أو تعاون إيجابي يا فضيلة الشيخ؟
- الحمد لله التعاون الإيجابي هو السائد؛ فقد استطعنا أن نصل فيه إلى درجة من الوفاق للخروج من الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية أو الأمة المصرية الآن أمر ضروري مع الاحتفاظ بهويتنا وشخصيتنا ومعتقداتنا ونحن نتعاون مع الآخرين دون أن يخالف أحدٌ شيئاً من منهجه.
ومن المعلوم أن أهل السنة والجماعة لهم منهج واضح ومسلك صريح واضح في التعامل مع القضايا الإسلامية، لكننا في المرحلة الأخيرة نتواصل مع التيارات الإسلامية في الحفاظ على هوية البلاد والاجتماع الذي دعت إليه أنصار السنة جميع التيارات الإسلامية في يوم 19/2/2011م كان السبب في أن تجتمع كلمة المسلمين على الحق وما زلنا ننادي جميع التيارات الإسلامية أن ديننا الإسلام ومرجعنا هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نرجع عن هذا الأصل ولن نخالف هذا المنهج، ونحن نتبع ولا نبتدع ومن خرج عن هذا المنهج وإن خالفنا فإنه يجمعنا جميعاً الإسلام.
وإخواننا في مجلة التوحيد يكتبون في هذه الموضوعات وقد كتبت مقالاً بعنوان (يا علماء الأمة ألزموا الكتاب والسنّة على منهج النبوة).
وغير ذلك من الأمور التي نوجهها للأمة وللعلماء، وإن شاء الله نساهم في أن يرجع الجميع للحق، قال تعالى: {فّإن تّنّازّعًتٍمً فٌي شّيًءُ فّرٍدٍَوهٍ إلّى پلَّهٌ $ّالرَّسٍولٌ إن كٍنتٍمً تٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ $ّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ} [النساء: 59].
وما زلنا ندعو إلى الاجتماع ونبذ الفرقة والخلاف ونؤكد على تمسكنا بالكتاب والسنّة.

موقف أنصار السنة من الأحزاب

* فضيلة الشيخ: يتردد في الشارع الكثير من الشائعات ويريدون معرفة موقفكم من إنشاء الأحزاب؟
- نحن لن نؤسس حزباً ولن نشارك في هذه الأحزاب فجماعتنا جماعة دعوية لا نريدها أن تنصرف عن منهج الدعوة وتنشغل بغيره وخشينا من ذلك وإن أسست بعض التيارات الإسلامية أحزاباً فقد كفونا بحمد الله هذه المؤنة، ونحن ننصح إخواننا بألا نتوقف عن مجال الدعوة أو ننصرف عنها ولن نشدد النكير على من أسس الأحزاب التي تسهم في تحقيق المصالح ونحن وراء الصالحين ووراء أي عمل صالح وندعو إليه ونسأل الله التوفيق والسداد.
* هل الأحزاب ظاهرة صحية؟ هل حققت المراد؟ وهل هذا هو الأفضل للجماعات الإسلامية التحول إلى أحزاب؟
- لا شك أنها ظاهرة غير صحية وأنا أشرت في كلامي أن الانتماء للأحزاب قد يصرفنا عن الدعوة ويكون الولاء والبراء للأحزاب، وعندما أتكلم عن الحزب الآن لا أتكلم عن الحزبيات البسيطة وإنما أتحدث عن الأحزاب التي بدأت تؤسس في مصر بعد الثورة فرأوا أن الوصول إلى مجلس الشعب والشورى لن يكون إلا من خلال الحزب، لأن ذلك عبارة عن قرارات إدارية منظمة للدولة فرأوا أن دخولهم هذا المجال قد يكون مؤثراً وفاعلاً حتى وإن كان لديهم بعض السلبيات والمنهج الذي ندعو إليه هو التمسك بالكتاب والسنة وهذا المنهج يؤدي إلى استقرار الدولة، وأنا أحذّر من الأحزاب التي تؤسس على غير تقوى من الله ورضوان أو أن يكون الغرض من ورائها أن ترفع راية لأشخاص أو أحزاب.
* هذا هو واقع الأحزاب يا فضيلة الدكتور أن الولاء والبراء سيكون للأحزاب؟
- لذلك نحن أعلنا أننا لن نؤسس حزباً ولن نشارك في أحزاب.
* هل ذلك تورع منكم أو هو منهج الجماعة؟
- هذا هو منهج الجماعة بارك الله فيكم.

مصادر التمويل

* ما مصادر تمويل الجماعة؟
- من أهم مصادر التمويل الأوقاف التي أوقفت للإنفاق عليها، والمشروعات المقامة فوق مساجدها من مستشفيات ومدارس وحضانات ونشر وطباعة الكتب والمجلات والإعلانات، وتبرعات أهل الخير في مصر من أنصار السنة المنتمين للجماعة، وتبرعات محبي دعوة التوحيد داخل مصر وتبرعات أنصار السنة المقيمين في الخارج، وأيضاً من مشروعات تشغيل الشباب الخاصة بفروع الجماعة مثل بعض المصانع الصغيرة والمحلات وخلافه.

نبذ البدع

* ما هي أهداف جماعة أنصار السنة المحمدية؟
- الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة وإرشاد الناس إلى أخذ دينهم من نبعيه الصافيين، كتاب الله وصحيح السنة، والدعوة إلى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا ًصادقاً يحمل على اتخاذه مثلاً أعلى وأسوة حسنة، والاقتداء به في عبادته وأحكامه ومعاملاته وأخلاقه، والدعوة إلى نبذ البدع ومحدثات الأمور والوقوف عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد» فكل ما جاء به في حياته فهو دين إلى قيام الساعة، وكل ما لم يأت به فليس بدين إلى يوم القيامة.. ومن أهداف الجماعة أيضاً محاربة الخرافات والعقائد الفاسدة التي دسها العدو لمحاربة هدي الله الذي حصره في الكتاب والسنة والعمل على هداية الناس إلى الحقائق الكونية والدينية التي لا تقبل شكاً ولا جدلاً، ونحن نرى أن كل قلب لم يحي بالقرآن فهو ميت، وكل قلب لم يستنر بهدي الرسول فهو مظلم، وعلى ذلك فاتخاذ القرآن حجباً يتوهم أنها تشفي من الأمراض أو تمائم تقي العين أو اقتناؤه للبركة أو قراءته في الجنائز وعلى القبور يعد من اتخاذ آيات الله هزواً.
* وما هو نشاط الجمعية؟
- ينحصر نشاط الجمعية في أمرين، النشاط الدعوي من خلال مجلة التوحيد والمعاهد التي أنشئت لإعداد وتخريج الدعاة، ومركز تعليم وتخريج الأفارقة ومكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، كل ذلك من خلال فروعها التي تصل إلى 200 فرع في جميع أنحاء الجمهورية، والأمر الثاني هو أعمال البر والإحسان وهذه تنحصر في بناء المساجد والمشروعات ومنها مستوصفات ومدارس إسلامية ودور للمسنين والأيتام، وكذلك بناء مساكن للفقراء، وبالفعل أنشأت الجماعة أحد عشر مسجداً سنوياً داخل مصر وثلاث مدارس إسلامية وسبعة وعشرين مستشفى، وداراً للمسنين وأخرى لإيواء الأيتام، وللجماعة لجنة للطوارئ والكوارث هدفها مساعدة المسلمين في حالات الكوارث مثل الزلازل وفلسطين، ولها لجنة لكفالة الأيتام، ولجنة لتوزيع الصدقات والزكاة والأضاحي على المستحقين، وأيضاً تشغيل الفقراء في مشروعاتها.

تبرعات أهلية

* ما هي قصة التمويل الخارجي الذي اتهمتهم بالحصول عليه؟
- هي قصة لا أساس لها من الصحة، ولقد علمنا أن الأوراق التي ذكرت هذا المبلغ لم تربط بينه وبين جماعة أنصار السنة المحمدية.. فنحن لم يصلنا أية تبرعات منذ شهر يناير الماضي من أي جهة. وهذه كلها ادّعاءات باطلة والكشف على كامل أوراق الجماعة أظهر بطلان هذه الادّعاءات وأنها مزيفة، كما أننا نخضع باستمرار للتفتيش وللرقابة المنظمة من الجهات المسؤولة، ولم يحدث أن وصلنا حتى ربع هذا المبلغ الذي يتحدثون عنه.


المصدر: موقع "مركز الدين والسياسة للدراسات"
http://www.rpcst.com/news.php?action=show&id=3997