لا يزال الحاقدون وأهل الباطل يحاربون هذا الجهاز جهاز الهيئة ليل نهار لا يفتأون ولا يملون من تكرار كلامهم وانتقاداتهم .
وما أن يحصل حدث على الهيئة فيه نسبة خطأ إلا وينتدبون أنفسهم و يغيرون بخيلهم ورجلهم وكل ما أوتوا من قوة ويستنفرون أقلامهم الحاقدة فيبدأونها حربا ضروسا على هذا الجهاز وأهله مستغلين هذا الخطأ ويجعلونه ذريعة يتذرعون بها لنفث سمومهم و محاولة بئيسة في تشوية هذا الجهاز وأهلة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
تغلي قلوبهم غلي المراجل ، وتفجر أقلامهم كل بركان خامل ، فتخرج منهم حمم المساويء وقد حفظوها في ذاكرة الظلام والتي لا تجمع سوى دخان الفساد والخراب.
ولما رأيت من كتابات بعض هؤلاء هداهم الله قلت ابياتا فيها ثناء على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الهيئة الأبطال وفقهم الله وأعانهم على كل خير لعل هذه الأبيات المتواضعه تحوز على رضاكم و بعض ما نقدمه للإسلام وأهله نرجو الأجر من الله والثواب والله المستعان وعليه التكلان :

رجال الهيئة الأحرار أهلا = وسهلا قلتها والنظم جاري
بيوتا صغتها فيكم مديحا = مكللة بأنواع الدراري
تعانق بالمحبة كل شهم = وتغضب كل مخذولٍ يماري
وتسكن بالفضائل كل روضٍ= تغرد فيه أطيار الكناري
رفعتم راية الإسلام دهرا ً= فصار الحق مرفوع المنارِ
زرعتم هيبة الإسلام زرعاً = فهاب الصقرَ أطيار الحباري
أغظتم بالفضيلة كل نذلٍ = خبيثٍ من لباس الخير عاري
رجال الهيئةِ الأحرار أنتم = شموعٌ ضوئها في الليل ساري
فهذي سنةُ المختار تهفوا = إليكم في زهوٍ وافتخار
وترفلُ بالمعزة في رباكم = وتعلن فخرها في كل دار
فكم شرك وكم بدع أزلتم = وكم فتنٍ تلاشت في اصطبار
دعاةٌ للفضيلةِ بل هداةٌ = لدين الله في لين الكبار
ومن يبقى مصراً في غرور = على فسق ٍبليل أو نهار
فأنتم ياحماة الدين أسدٌ = تمزقُ خصمها والسبع ضاري
فسيروا في امان الله عزا = وحفظا من إله الخلق باري
فصبرا في مجال الخير صبرا = فما نيل الأجور بلا اصطبار

ابن العميد 20/10/1432هـ