جزاكِ الله خير الجزاءِ يا أختاه...
وبارك فيكِ، ونفعَ بكِ...
ورحمَ الإلهُ الإمامَ الشافعيَّ، وأعلى في جنانِ الخلدِ منزله....
وكمْ كانتْ أبياتهُ نبعاً يمد مستقيهِ بماءِ العزيمة، وعلو الهمَّةِ؛ إنْ نَضَبَ ماءُ عزمهِ، وفترتُ في طلبِ العلم والخير همتُهُ!
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ هذا كانَ منهُ؛ رغمَ لجمِهِ لجوادِ شعرهِ مِنَ الانطلاقِ في مغاني الشعراءِ التي ربما كان المرور ببعضها مزرياً بالعلماء!!
أَلَيْسَ هوَ القائل:
ولولا الشِّعْرُ بالعلماءِ يُزْرِي **** لكنتُ اليومَ أشْعَرَ مِنْ (لبيدِ).
وَلَبيدُ هو صاحبُ المعلقةِ، والأبياتِ الذائعةِ، وهُوَ الذِّي تمثلتْ أمُّ المؤمنينَ وحبيبةُ رسولِ ربِّ العالمينَ؛ عائشةُ بنتُ الصديقِ - رضي الله عنها وعن أبيها - ببيْتٍ لهُ؛ وهو:
ذَهَبَ الذِّينَ يُعَاشُ فِي أكْنَافِهِم **** وَبَقِيتُ فِي خَلَفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ!
ثمَّ ذكرتْ أنَّهَا تحفظُ له قرابةَ ألف بيتٍ منَ الشعرِ...
ومِنْ جميلِ مَا يُرْوَى عن لبيدٍ أنَّهُ لم يقل بعد أن أسلَمَ إلا بيتاً واحداً مِنَ الشِّعْرِ، وهو:
الحمْدُ للهِ الذي لم يأتنِي أجَلِي ***** حتى اكتسيتُ مِنَ الإسلامِ سِرْبالا.
فلَيْتَ شعري! كيفَ سيَكُونُ شعرُ الشافعيِّ لو تفرَّغَ للشعرِ؟!
ربَّمَا لأنْسَانا ذِكْرَ أبي الطيِّبِ وَشِعْرَهُ!!
رَضِيَ عنْكِ اللهُ أختَنَا ونَفَعَنَا بكلِ ما تَخُطِّينَ...
أختُكِ/ بارقةُ الأمَلِ