في طريقه إلى المسجد لصلاة الفجر .. مرّ كعادته من ذلك الزقاق المظلم المقفر لاختصار الطريق
لم يقطع عليه اسراعه في المشي إلا صوت مزعج من الخلف
التفت فإذا هو برجل ضخم الجثّة يتطاير الشرر من عينه
لم يكن الامر يحتاج ذكاءا خارقا ليدرك انه وجها لوجه أمام قاطع طريق ولص خطير.. لم يلبث أن أشهر في وجهه سيفا يستعجله لاستخراج ما معه من مال وإلا فالمصير معلوم
أخونا هذا معروف بردود أفعاله غير المتوقعة بل والعجيبة
اعتاد قاطع الطريق ان يرتجف الضحية متى قرّب سيفه من الضحية.. أخونا كان الأمر معه مختلفا تماما
ردّ على وعيد اللص وتهديده .. بأن اقترب منه بكل ثقة .. ومدّ يده ممسكا بيد اللص التي تحمل السيف يسحبه قائلا : دعك من هذا الآن وامض معي
_امضي معك إلى أين
-اتبعني ولا تكثر الكلام .. قالها أخونا وهو يجرّه
_إلى أين ؟؟؟ قال اللص وهو يعجز عن استيعاب ما يحدث معه
- إلى المسجد.. وقد تأخرنا وستفوتنا تكبيرة الإحرام من الإمام
- المسجد ؟؟ لكنني .... أنا .. س.. إنني
_امض معي ولا حاجة لنا في كثرة الكلام
انقطع تلعثم اللص وزادت حيرته وهو يرى أنهما وصلا إلى باب المسجد وصاحبنا يجرّه ليدخل
_ لكنني أريد أن أخبرك أني..
قاطعه.. نعم لعلك تريد أنك لم تتوضأ بعد.. طيب هاهنا محل الوضوء
_ وماذا عن السيف ؟
_هاته ساحتفظ لك به حتى تخرج.. لكن أسرع في وضوءك لا تفتنا التكبيرة الأولى,, فتوضأ سريعا ليسحبه أخونا إلى المسجد فصليا مع الجماعة ثم ليعرّج به إلى بيته لتناول الفطور
ليخرج من بيته إنسانا جديدا
حدثت هذه القصة قبل أشهر قليلة لأحد إخواننا من النشيطين في الدعوة الى الله ممن لا يعرف الملل طريقا الى قلبه