السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


الحمدلله


١- الأوَّلُ، ٢- الآخِِرُ، ٣-الظـَّـاهِرُ، ٤- الباطِنُ

قال الله تعالى:[هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ]([1])، هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبي تفسيراً جامعاً واضحاً فقال يخاطب ربه: ((اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخرُ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهرُ فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء))([2]) إلى آخر الحديث، ففسّر كل اسم بمعناه العظيم، ونفى عنه ما يُضاده ويُنافيه.

فتدبّر هذه المعاني الجليلة الدّالة على تفرّد الرب العظيم بالكمال المطلق والإحاطة الزمانية في قوله:
((الأوّلُ والآخرُ))، والمكانية في ((الظاهر والباطن)).

((فالأول)) يدلّ على أنّ كل ما سواه حادث كائن بعد أنْ لم يكن، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى.

((والآخر)) يدل على أنه هو الغاية، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألُّـهها، ورغبتها، ورهبتها، وجميع مطالبها.

((والظاهر)) يدل على عظمة صفاته، واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوّه.

((والباطن)) يدلّ على اطّلاعه على السرائر، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدلّ على كمال قربه ودنوّه. ولا يتنافى الظاهر والباطن؛ لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت([3]).

(
[1]) سورة الحديد، الآية: 3 .
(
[2]) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم 2713.
(
[3]) الحق الواضح المبين، ص25، وشرح النونية للهراس، 2/67 .


الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى
الشيخ سعد بن وهف القحطاني

والله أعلم