مقتبسة من كتاب سنن يومية للشيخ عبد الله بن حمود الفريح
يبدأ من طلوع الفجر الصادق الذي هو وقت صلاة الفجر , فإذا أذَّن المؤذِّن لصلاة الفجر ابتدأ حينئذ وقت أذكار الصباح , وهذا قول عامة العلماء , وهناك قول آخر أن ابتداءها يكون من نصف الليل الأخير , والصواب قول عامة أهل العلم وهو طلوع الفجر , وسيأتي ما يدل على ذلك في كلام ابن القيم رحمه الله , ووقت أذكار الصباح والمساء ابتداءً وانتهاءً مما اختلف فيه أهل العلم , لأنه لم يرد نص مخصوص في تحديد وقتها , فاختلف أهل العلم متى ينتهي وقت أذكار الصباح ؟
فقيل : بطلوع الشمس , واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلم الطيب , وتلميذه ابن القيم في الوابل الصيب.
وقيل : بغروب الشمس واختاره ابن الجزري الشوكاني , في تحفة الذاكرين .
والأظهر والله أعلم : القول الأول وأنه ينتهي وقتها بطلوع الشمس , ولكن لا يمنع أن يقولها بعد طلوع الشمس , لاسيما إن كان تركه لها لعذر , ولأن ما بعد طلوع الشمس يسمى صباحاً , ولأنه يُحصِّل بذلك فضيلة الذكر وبركته , وهذا أفضل من تركها وغفلته في بقية يومه .
اختلف أهل العلم في ابتداء وقت أذكار المساء وانتهائه :
فقيل : من زوال الشمس , إلى غروب الشمس وأول الليل , وبه أفتت اللجنة الدائمة . [ انظر "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/178)]
وقيل : بعد العصر , إلى غروب الشمس , واختاره ابن تيمية وابن القيم , وهو ظاهر كلام النووي في كتابه الأذكار .
وقيل : بعد غروب الشمس , وينتهي بطلوع الفجر على قول بعضهم كابن الجزري والشوكاني , وقيل : إلى ثلث الليل, وقيل : إلى نصف الليل واختاره صاحب القاموس المحيط , ومنهم من لم يحدِّد وقت انتهاء .
والأظهر والله أعلم : أنه يبدأ بعد العصر إلى غروب الشمس , ويقال فيه كما قيل في وقت أذكار الصباح من أنه لا يمنع قولها بعد غروب الشمس لاسيما إن كان تركه لها لعذر , ولأن ما بعد طلوع الشمس يسمى مساءً , ولأنَّه يحصِّل بذلك فضيلة الذكر وبركته وهذا أفضل من تركها وغفلته في بقية يومه .
قال ابن القيم : : " الفَصْل الأول : في ذِكْر طَرفي النهار ، وَهُمَا مَا بَيْن الصبح وطلوع الشمس ، وما بين العصر والغروب . قال سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً ) والأصِيل قال الجوهري : هو الوقت بعد العصر إلى الْمَغْرِب ... وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) ، فالإبكار أول النهار ، والعَشِيّ آخِره . وقال تعالى : (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) ، وهذا تفسير مَا جاء في الأحاديث ، مَن قَال كذا وكذا حِين يُصْبِح وحِين يُمْسِي ؛ أن الْمُرَاد بِه قبل طُلوع الشمس وقبل غروبها ، وأنَّ مَحَلّ هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر . " اهـ.
[انظر الوابل الصيب ص ( 186 ), وانظر نحو كلام ابن القيم كلامَ شيخه ابن تيمية في الكلم الطيب ]
وسئل شيخنا ابن عثيمين : "ما هو وقت أذكار المساء ؟ وما هو الوقت الأفضل لها؟ وهل تقضى عند نسيانها ؟
الجواب : الحمد لله , المساء واسع من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء كلها يسمى مساء , وسواء قال الذكر في الأول أو في الآخر, إلا ما ورد تخصيصه بالليل مثل آية الكرسي من قرأها في ليله . فالذي يكون مقيداً بالليل يقال بالليل , والذي يكون مقيداً بالنهار يقال بالنهار, وأما قضاؤها إذا نسيت فأرجو أن يكون مأجورا عليه " [من فتاوى الشيخ ابن عثيمين لمجلة الدعوة العدد (174)7/2/1421هـ ص (36) وانظر أيضاً شرحه لرياض الصالحين ( 2/1533 ) باب الذكر عند الصباح والمساء ]

ز- أذكار الصباح والمساء هي :
- ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح كتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك)) رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضى الله عنه , وحسَّن إسناده ابن باز .
- ((أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر))، وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: ((أصبحنا وأصبح الملك لله ..... أسألك خير ما في هذه اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذه اليوم وشر ما بعده ...)) رواه مسلم من حديث ابن مسعود رضى الله عنه .
- سيد الاستغفار: (( اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)) رواه البخاري من حديث شداد بن أوس رضى الله عنه .
- ((إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير)) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضى الله عنه ، وصحح إسناد أبي داود وابن ماجه ابن باز رحمه الله .
- ((اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءً أو أجره إلى مسلم )) قال النبي : (( قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك)) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه قال: يا رسول الله، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت فعلَّمه الذكر السابق , والحديث رواه أيضاً البخاري في الأدب المفرد وصحح إسناده ابن باز رحمه الله .
- ((ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء)) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه , قال ابن باز : " وقال الترمذي: حسن صحيح وهو كما قال رحمه الله "
- ((ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة)) رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث ثوبان , وحسَّن إسناده ابن باز , وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلام قال: ((من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وجبت له الجنة)).
- (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلام يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) خرجه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .
- ((أعوذ بكلمات الله التامات من شر)) رواه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة رضى الله عنه وحسَّن إسناده ابن باز , وأخرج مسلم في صحيحة عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)
- ((أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين)) وإذا أمسى قال : أمسينا على فطرة الإسلام ...أرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الرحمن بن رضى الله عنه وصحح إسناده ابن باز .
- (( يا حي يا قيُّوم أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )) أخرجه النسائي والبزار من حديث أنس رضى الله عنه .
- (( مَنْ قالَ إِذَا أصْبَحَ وإِذَا أَمْسَى حَسْبِيَ الله لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرشِ الْعَظِيمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ الله مَا أَهَمَّهُ)) أخرجه أبوداود من حديث أَبِي الدَّرداء رضى الله عنه .
********