كل ما جاء في الأنعام. (حكيم عليم). لأن السورة مبنية علي أحكام فقهية، والحكمة مقدمة في الفقه، وقد جاءت ثلاث مرات في السورة، وكل ما جاء في يوسف. (عليم حكيم). لأن السورة مبنية علي العلم، فقد ترددت مادة (علم) في السورة أكثر من (سبع وعشرين مرة. ولهذا تقدمت كلمة (عليم). وقد جاءت (عليم حكيم). في يوسف ثلاث مرات أيضا.
قال اللَّه تقدس ذكره (للذي ببكة مباركا). لماذا التعبير ببكة . يقول أهل اللغة منهم الراغب الأصفهاني في مفرداته علي القرآن : أن البك في اللغة هو شدة التدافع والازدحام، وهذه الآية جاءت في سياق الحج في قوله : (وللَّه علي الناس حج البيت). إذ هو مظنة التدافع والازدحام. فانظر لجمال الكلمة في القرآن.
قال المولي عز وجل. (وإذا كالوهم أو وزنوهم). والأصل كالوا لهم ووزنوا لهم، ولكن حذفت (اللام). من السياق لأن هؤلاء المطففين يأخذون حقوق الناس وينقصون الكيل عند الوزن. فنقص اللفظ وحذفت اللام لهذا السبب البياني الرائع البديع، وهذا تناظر جميل بين اللفظ والمعني.
لا تجد عيسي عليه السلام في القرآن. يقول لبني إسرائيل يا قومي إطلاقا إنما خطابه يبدأ (يا بني إسرائيل). لأنه لا ينتسب لهم، فهو عيسي بن مريم. أما موسي عليه السلام. فإنه ينتسب لليهود، ولهذا تجده أحيانا يقول يا قومي.
يقدم القرآن الأكل علي الشرب دائما كقوله (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا). وقد جاء هذا في سبع آيات، فقد ثبت صحيا ضرر تقديم الشرب علي الأكل في حال الجوع. يقدم القرآن الموت علي الحياة في جميع القرآن، لأن الأصل في الإنسان أنه ميت فأحياه اللَّه كما قال اللَّه : (فـكيف تكفرون باللَّه وكنتم أمواتا فأحياكم).
أما ما ورد من قوله تعالي مثلا (فأحيا به الأرض بعد موتها)، فإن الأصل فيها أن الموت متقدم بدلالة الآية.
قال اللَّه تعالي : (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون). وقد عكف الفرنسيون علي نقد القرآن ووقفوا عند قوله (لا يحطمنكم). وقالوا إن القرآن أخطأ في التعبير بهذا اللفظ، وأن الذي يتحطم الزجاج لا النملة، وإنما النملة تقتل .. فاعترض هذا القول عالم استرالي، وأخذ يبحث في النمل سنوات وأعلن أن لفظ القرآن صحيح، واستنتج هذا العالم أن النملة تتكون 70% من جسمها من زجاج.